Articles Arabic

الجزء الاول: رفاق الصبا بين أصيل وهجين

الاب نوئيل كوركيس

في مقالة:

غبطة البطريرك لويس ساكو: هذا ليس انجاز؛ هذا خراب البيت

للدكتور ليون برخو الذي نشرناها في موقع الحق والحقيقة نقلا عن صفحته في الفيسبوك، هناك مؤشر واضح ونقاط في غاية الأهمية وفروقات لا يمكن أن تغيب عن البال بين الانسان الكلداني الاصيل المتمسك بميراثه البابلي المدني والروحي، وبين قوة خفية وظاهرة غايتها محو ارثنا المقدس.
هذه القوة من الخطورة في مكان لأنها ومنذ عقود وهي تحمل معولا في يديها لهدم التراث والطقس واللغة الكلدانية، معول له سلطة مطلقة امام حظيرة (حسب مفهوم العسكري- صورة ساكو في السنهادوس) من الاساقفة  والكهنة والشعب المسير المعصوب العينين متمسكا بهندابه بـ(سرواله) ظنا منهم انه سوف يصلهم الى “الفردوس” الذي حتى هو نفسه لا يحلم الوصول إليه، لانه اصلا لا يؤمن بشئ مثل ذلك.


هناك محاولات كثيرة لكسر الاقلام الكلدانية الحرة لكشف الخلل ومعالجته ولكن يبدو أن لدى  الغالبية من الكلدان ان من ينتقد رئاسة الكنسية يتجاوز خطا احمر لا يجوز المساس به مهما أوقع صاحب الرئاسة من خراب.
هذه السلطة التي تقود رئاسة كنيسة بابل الكلدانية هي التي ابتلى بها الشعب؛ واليوم ليس للكلدان كتاب احرار واصلاء في الساحة الا على عدد اصابع اليد الواحدة، وحتى هؤلاء عليهم ضغوطات اولا من اهلهم واصدقاءهم ومن الشعب الكلداني بصورة عامة  بحجة ان الله سيفصل بالأمر.
ولكن المؤمن بقلمه الحر وله رسالته لا تحيد عن أن”غيرة بيتك اكلتني” وهمه الثبات والاستمرا لأنه “آن الأوان ان يعرف الشعب ان هناك من يخون تراثه”.
لنرجع الى موضوعنا وهو معرفة السبب الحقيقي بين شخصين تلقوا ذات المعرفة والتربية في مدرسة كلدانية ودير كلداني واحدالأول محب لميراثه وتراثه وطقوسه ولغته الكلدانية، مقدس لها، والثاني يحتقرها ويستهزىء بها ويستبدلها ويعربها ويغربها ويأتي بالدخيل والهجين والهزيل والغريب كي يحل محلها. وهنا أقصد الفرق بين الدكتور والشماس (الاخ الراهب) ليون برخو والدكتور والبطريرك الكردينال لويس ساكو (لويس روفائيل موشي الذي أيضا كان راهبا مثله).
الأول يعتز بمدرسته وديره الرهباني الهرمزدي الكلداني وما تلقاه فيه من علم ومعرفة، والثاني يستنكف منه ويشمئز من الرهبان الكلدان ويخدع ويزور سيرة حياته بمسح هذا الفترة منها.
يكتب الدكتور ليون برخو في مقالته “غبطة البطريرك، وأنتم صديق الصبا،”، أين كان صديقه في الصبا، إذا؟
انتظروننا في الجزء الثاني الذي فيه سنكشف النقاب عن سنين عديدة عاشها الاثنان سوية في دير للرهبنة الهرمزدية الكلدانية؛ وسنسلط الضوء فيها على حقيقة ساكو في صباه، الفترة الاكثر حساسية وعصيبة في حياته والتي لا تزال تؤرقه ويحاول شطبها، ولكن هيهات لأن الرهبنة الكلدانية ارشيفها لا يمحى وذاكرة الذين عاشوا معه حية وفيها من التفاصيل ما لا يجوز السكوت عنه وإسدال الستار عليه وطمسه كما يحاول ساكو جهده في محوه.

فأنتظرونا!

Follow Us