بقلم : ابن بابل الكلدانية البطريرك ساكـو عاش وتـربّى منـذ طفـولته في دير مار ﮔـورﮔـيس للـرهـبان الكـلـدان الكاثوليك ، ومِن ثـمّ إنـتـقـل إلى كـنيسة الكـلـدان الكاثوليكـية ، حـيث إعـتـنى به الكلدان وفـتحـوا له قـلوبهم وإعـتبروه واحـداً منهم وعاملوه بكل إحـترام وتـقـدير ، وتم ترسـيمه كاهـناً ثم أسـقـفاً ، حـيث إستطاع خلال هـذه الـفـترة أنْ يخـتـلط بالكـثير من رجال الدين وبشكل خاص الـذين نراهم أساقـفة في الوقـت الحاضر ، ويطّـلِـع عـلى جميع مشاكـلهم وأسرارهم الشخـصية ونـقاط ضعـفهم ، ليقـوم بإستغلالها فـيما بعـد بتهـديدهم بتـشـويه سمعـتهم وفـضحهم في الإعلام ، من أجل التحَـكـّـم بهم والسيطرة عـلى كـنيستهم بعـد أن وثـقـوا به ، وأعـطوه أكـثر من حجمه وأكـثر مـمّا يستحق ، ووضعـوه عـلى رأس كـنيستهم ( بطريرك بابل عـلى الكـلـدان )
فـلـو كان لـديه ذرة كـرامة وضمير حي ، وإيمان حـقـيقي بالرب يسوع المسيح له المجـد ، وهـو رجل دين وبدرجة بطريرك وكاردينال … ما كان قـد أنكـر جميل الكـلـدان وباع العشرة وخانهم ، نعم لـقـد خان الأمانة التي إئـتـمَـنـوه عـليها ، وقام بالـتـشـهـير بالبعـض من رجال الدين وإبعاد البعـض الآخـر عـن الكـنيسة ، ولا كان قـد فكـر أساساً في أن يسبّـب لهم شـراً ، ولا أن يسيء إلى ديانـتهم ويشـوّه تعاليم مذهـبهم الكاثوليكي ويزرع الشكوك في إيمانهم المسيحي ، ويقـوم بتخـريب كـنيستهم وزرع الفساد فـيها ، وتغـيـير حـياتهم ، ويعـمل عـلى قـلعِهم من جـذورهم في أرضهم وبلدهم ، ويمارس الـنـفاق والكـذب والإحـتيال والـتـضليل ، ويملأ قـلبه بالحـقـد والكـراهـية تجاه الكلدان وقـوميتهم . البطريرك ساكـو يكـره الكـلـدان (( مهما حاول تغـطية حـقـده بطرقِـه الـثـعـلـبـية )) !!! . إنه يؤمن بأنهم ليسوا خـوش ناس كما جاء في إحـدى تصريحاته الموثـقة ! ولا يستطيع أن يسمع أي شيء عـن حـقـيقـتهم ، ولا الإعـتراف بوجـودهم وبكـونهم أحـفاد كـلـدان التأريخ ، وأنّ عاصمتهم بابل هي زينة فخـر الكـلـدانيّـين ، لئلا تـتحـطم أحلامه وأوهامه .
إنه إنسان حاقـد ، وأنّ التسمية الرائعة ( بطريركـية بابل عـلى الكلدان ) تُـذكـّـره بالماضي البعـيد وبالسبي البابلي الكلداني لبني قـومه الـيهـود !!!!! وعـليه قام بإستغلال منصبه وطيـبة قـلـوب الكـلـدان وحـذفَ الكـلمة ” بابل ” من هـذه التسمية وحـوّلها إلى بطريركـية بغـداد عـلى الكـلـدان ، لأن بابل كانت عاصمة الكـلـدان التأريخـية التي يفـتخـرون بها دائماً ، وبهاء الممالك وزينة فخـر الكـلـدانيّـين ، متجاهلاً ما جاء ذكـرها في الكـتاب المقـدس/ العهـد الـقـديم ( إشعـيا 13 : 19 ) ، وهـو لا يريد الإعـتراف بذلك ولا بكـَـون الكـلـدان أبناء بابل العـظيمة ، وإنما يريد أن يشـوّه الحـقـيقة وأن يقـول أنها عاصمة اليهـود ومملكـتهم التأريخـية ، وهو أيضاً كان قـد حاول ولا يزال يحاول دمج أقـربائه النساطرة الذين يُسمّـون أنفسهم بالآشوريـين ، مع الكلدان في مناطقهم في سهل نينوى ، ودمج كـنيستهم مع كـنيسة الكـلـدان ((( تحـت إسم الآشـورية !!! ))) ، بالإضافة إلى محاولته إيجاد تسمية موحدة تجمعهم وتـوَحّـدهم بحسب إدعائه ، وكل هذا لكي يتمكـن من إخـضاع وإستعـباد الكـلـدان وأشـوَرَتهم ، وحـذف أيضاً الكلمة “الكلدان” ، من التسمية وتحويلها إلى هذه الصورة ” بطريركـية سهـل نينوى عـلى الآشوريـين النساطرة “…. أو ((( كـنيسة المشرق الآثـورية ))) ، ويحـقـق حالياً ما يحلم به ويتمناه .
إنه ينزعج مِن مقـولة السيد المسيح التي تـبـدأ بـ : أحِـبّـوا أعـدائكم … ( مت 5 : 44 )، لأنه يكـره الكلدان ويعـتبرهم أعـداء له ولـقـومه ، ويـنـزعج من التسمية الكلدانية ، وكـذلك ينزعج عـندما يُخـبره شخصٌ ما ، بأن أصله كلداني ، عـلى الرغم من أنه كان قـد صرح بأنه ” كان الـيهـود كـلـداناً لأنهم أحـفاد ــ إبراهـيم من أور الكـلـدانيّـين ــ ، وحتى ان اتفقنا معه فانه لم يكـن هـناك يهـود حـينما غادر بلاد الكلدان وتوجّه إلى أرض الميعاد ، بالإضافة إلى أن اليهـود دخلوا بابل كأسرى حـرب في فـترة الغـزوات الكلدانية عـلى مملكة يهـوذا ، وأنّ الأغـلـبـية الساحقة منهم غادروها بعـد أن تآمروا عـلى الـدولة الكلدانية ، وتعاونوا مع كـورش الفارسي عـلى إسقاطها ، مثـلما يتآمر الآن البطريرك ساكو عـلى كـنيسة الكـلـدان ويتعاون مع المرجعـية النسطورية والأحزاب الآشورية ، ويحاول تسليم الكلدان وكـنيستهم للنساطرة وأشـوَرِتهم .
لم يـبقَ لنا إلّا أن نـقـول بأن الكلدان بعـد أن عـرفـوا حـقـيقـته ، قالوا كلمتهم بحقه ، وطالبوا الفاتيكان وقـداسة البابا بإبعاده عـن كـنيستهم ، عـلى ضوء ما إرتكـبه مِن جـرائم الإحـتيال ، وأخـطاء وتجاوزات حـمقاء ، وإساءات خـطيرة ، وذلك من جـرّاء حـقـده الدفـين وكـراهـيته للكلدان ، وربما قام الفاتيكان في الـفـترة الأخـيرة بالضغـط عـليه ــ حـفاظاً عـلى كـرامته ــ مِن أجل تـقـديم إستـقالته ومغادرة كـنيسة الكلدان ، وذلك بسبب تـذمّـر الكـلـدان منه ، وترويجه لأفكار هـرطوقـية ، وعـلى ضوء ذلك ، أدلى بتصريح في اللقاء الذي أجـراه معه الأب الدكـتور نبـيل حـداد عـلى قـناة نورسات في 6/7/2022 تعهـد فـيه بتـقـديم إستـقالته بعـد بلوغه سن التقاعـد ( 75 سنة ) ، لكي يحافـظ عـلى كـرامته (( عِـلماً أنّ البطريرك ليس مشمولاً بموضوع العـمر للـتـقاعـد ))!!!!.
وفي حال قـيامه بتغـيـير رأيه ، وعـدم إلـتـزامه بتعهّـده ، ورفضه تـقـديم إستـقالته ، وعـدم إعـطائه أي إعـتـبار للفاتيكان بهـذا الخـصوص ، فإنه عـلى ما نعـتـقـد سوف يستمر في النهج الذي يسير عـليه وسوف يخـدم مصالحه ومصالح بني قـومه ، ويستمر بإرتكاب الفـضائح الفـضيعة الإجـرام ضد الكلدان وكـنيستهم ومذهـبهم الكاثوليكي ، ولن يتوقـف حتى يحقـق أكـبر قـدر ممكـن من الألم والشر لهم ، ويحـقـق أهـدافه الخـبـيثة