Articles Arabic

الأطفال الكلدان يرنمون للبتول مريم في مؤشر لنهضة كلدانية قوية في الأفق يكون فيها الطقس والتراث واللغة والآداب والفنون الكدانية نبراسا؛ والشكر موصول إلى إبراشية أربيل للكلدان وأسقفها الغيور على هوية كنيسته وتراثه ولغته وطقسه.

منقول من صفحة   Leon Barkho 

للمرة الثانية يدهشنا الأطفال الكلدان في ترانيمهم الملائكية النبوية السماوية وهم ينشدون للبتول مريم مقتبسين من طقسنا الكلداني البهي، في بادرة تبث الأمل في الأنفس بعد أكثر من عقد ونيف من السنين العجاف التي حاول ولا يزال يحاول فيها عراب التأوين طمس وتدمير وإنتحال وتزوير وإستبدال هذا والطقس والتراث بلغته وفنونه وريازته وآدابه.

شتان بين أسقف غيور مهتم بتراث وطقس وفنون ولغة شعبه وكنيسته ويؤسس المدارس والجوقات للحفاظ عليها وعراب تأوين همه تدمير هذا التراث والإستهزاء به وتخريبه وتزويره وإنتحاله.

هذه الجوقة بكل المقاييس هي جوقة على مستوى فني رفيع تظهر أن الكلدان إن نهضوا فإنهم سينهضون بسرعة البرق، وإن توفرت الظروف فلا عائق سيوقف الكلدان عن نهضة قوية يعيدون فيها مجد كنيستهم التليد وكذلك مجدهم كشعب أصيل.

والوصلة التي أقدمها لكم هي فقرة واحدة وحسب من كنسرت (حفل) موسيقي كلداني كبير أقامته إبرشية أربيل الكلدانية وحضره جمهور كبير ورؤوساء كنائس مشرقية شقيقة في وحدة تراثية طقسية وليتورجية رائعة لأن في العمق نحن شعب واحد وكنيسة واحداة كلدانا أم أشوريين أم سريانا.

بعد ما شاهدناه في أربيل، وفي ألقوش وفي دهوك وفي السويد وفي أستراليا ومناطق أخرى في أمريكا، نقف ليس مشدوهين وحسب بل رافعين القبعات للنهضة الكلدانية المجيدة هذه.

على كل كلداني، لا بل على كل منتم إلى تراثنا وطقسنا المشرقي، أن يقف إجلالا للأطفال الكلدان هؤلاء.

والكلدان خصيصا عليهم أن يحزموا أمرهم ويقولوا بصوت صارخ عال مدو لعراب التأوين، كفى، بحق السماء، كفى تزويرا وأنتحالا وتهمشيا وإستبدالا وتعريبا لطقسنا ولغتنا وتراثنا وفنوننا.

ليس هذا فقط،بل آن الأون لرمي الكتب الطقسية المزورة والمشوهة التي يقول عراب التأوين إنه ألفها ويضع إسمه الصريح عليها، رميها في سلة المهملات لا بل حرقها، كما أحرقوا حوذرتنا المقدسة وكتاب دقذام ودواثر دون أن يرف لهم جفن أو يوخزهم ضميرهم في جريمة يندى لها الجبين.

هؤلاء الأطفال يظهرون أن طقسنا الكلداني بلغته وفنونه وآدابه وموسيقاه وشعره ونبويته وسماويته حي فينا، وليس هناك قوة في الدنيا تفصلنا عنه، وإن كان الذي يريد فصلنا عنه من بني قومنا، كما هو الحال مع عراب التأوين، فهو خائن بكل ما للكلمة من معنى.

أدهشني هؤلاء الأطفال لأنهم يؤدون وصلات موسيقية هي بمثابة سمفونيات من طقسنا الكلداني البهي، قد تستعصي على كبار الموسيقين، يؤدونها بمهارة فائقة؛ فطوبى لكلم أيها الأطفال الكلدان وطوبى للعوائل التي تعيشون في كنفها.

أكرر مرة أخرى رجائي إلى أسقف إبرشية أربيل الكلدانية ومعه الأساقفة الكلدان في العراق من المعارضين لنهج “التأوين” الهدام العمل على تأسيس معهد للطقس والتراث والفنون واللغة والآداب الكلدانية.

وكذلك تأسيس معهد كهنوتي جديد، بعد أن قام عراب التأوين بتخريب المعهد الكهنوتي السابق من خلال قراره المتعمد والمجحف الذي ألغى فيه مقررات دراسية مهمة كانت تشكل العمود الفقري للدراسة في المعهد وكانت تخص تدريس لغتنا وطقسنا البهي وتراثنا وفنوننا وآدابنا.

وأمل وأتطلع أن تعمم هذه التجربة وأن لا تقف على مستوى إبرشية واحدة بل يمتد تأثيرها إلى كل إبراشية لا بل كل خورنة كلدانية في أرجاء المعمورة.

وأتطلع إلى مهرجان طقسي تراثي آدبي وشعري كلداني جامع وشامل تشترك فيه الإبراشيات والخورنات الكلدانية من شتى أرجاء العالم ويكون دوريا، أي كل سنة مرة.

لقد اثلجتم صدرنا أيها الأطفال الكلدان – الملائكة الصغار – ولقد نزل صوتكم وإنشادكم من طقسنا الكلداني المجيد بردا وسلاما علينا وعلى أفئدتنا، وقدمتم لنا نموذجا حيا ليس لما يجب أن تكون عليه النهضة الكلدانية وحسب بل لما هي الأصالة الحقة والتجدد والحداثة.

وعلينا كلنا الوقوف معكم وفي صفكم وفي صف القيادة الكنسية الكلدانية التي تقف في صف تراثنا ولغتنا وآدابنا وفنوننا وطقسنا.

 

Follow Us