حقوقنا القومية كرة يتلاعب بها غير الأكفاء من رجال الدين والسياسة
د. عامر حنا فتوحي
مع أن موضوعي متعلق ﺒ (الهوية القومية الكلدانية)، لاسيما وأنه يأتي في خضم تزايد رُكام العقبات والتحديات التي تواجه الناشطين الكلدان، إلا أنني سأستخدم مثالين من الكتاب المقدس لكي أسكت تلك الأصوات التي تعتقد بأن كشف معاناة الكلدان ستؤدي إلى إحباط الناشطين الجدد.
الحق، “ما لم تنتابك الشكوك لا يمكنك أن تهتدي لليقين”، حالك حال توما في يوحنا 20 : 27 “قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». ما فعله يسوع مع توما هو ما ينبغي أن يفعله أي طبيب حاذق إذا ما أراد أن يصف العلاج الناجع للمريض. بمعنى أنه ينبغي علينا أن نؤشر العلة من أجل معالجتها.
لذلك أقول لجميع الناشطين الكلدان، ليس هنالك ثمة من ضرر إذا ما قمنا بتأشير مكامن الخطأ في المعادلة القومية الكلدانية وتحديد المسيئين للعمل القومي الكلداني، لأن ذلك سيساعدنا على معالجة الأخطاء بصورة صحيحة، وإذا ما وقف كائن من يكون في طريق معالجتنا للأمور فما علينا إلا أن نستعين عندئذ بسوط يسوع، كما في يوحنا 2 : 15 – 16 فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!»، لكن بما أننا نعيش في عصر مختلف، لذلك ليكن سوطنا، ليس من (حبال) ولكن من (كلمات واثقة ومؤمنة) بعدالة قضية الكلدان (سكان العراق الأصليين)، لاسيما بعدما تكالبت علينا في العقود الأخيرة كل قوى الشر التي يرعبها، حقيقة أن الكلدان وليس من أحد غيرهم (سكان العراق الأصليين).
أنظروا إلى ما يحدث في العالم من حولكم، لا أحد يستهين أو ينتقص من موسى أو محمد أو بوذا أو زارادشت، لكن قوى الشر كلها تخاف وترتعب من أسم (يسوع) لأنه حق، ولأن الحق يحرر، كما في يوحنا 8 : 32 «وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».
نعم أيها الغيارى الكلدان، لا يعير الكورد أو العرب أو التركمان أية أهمية للمتأشورين على فرط تمكنهم مادياً وإعلامياً (بسبب من قابليتهم على التلون والإرتزاق)، ذلك أن العرب والكورد يعرفون جيداً بأن المتأشورين (صنيعة البارحة) وبأنهم (صنيعة الإنكليز) وبأن التسمية الآشورية المزيفة التي تبناها (النساطرة الكلدان) في لندن عام 1976م بعد إغتيالهم للبطريرك مار إيشاي شمعون 23 الذي رفض (مهزلة التسمية الآشورية القومية) وأكد على أنهم (كلدان نساطرة)، لذلك هيئت الكنيسة الإنكليكانية الأنكليزية واجهة المخابرات البريطانية في عام 1976م (سنهودس لندن للكنائس النسطورية) وفرضت عليهم التسمية الآشورية القومية المزيفة، مع أن الآشوريين الرافديين القدامى لم يكونوا في يوم من الأيام قومية ولم تكُن هنالك على طول تاريخ وادي الرافدين لغة آشورية.
الأهم من هذا وذاك أن هؤلاء المتأشورين الذي أستوردهم الأنكليز من تياري وأورميا لا شرعية لهم في العراق بدليل رسالة بطركهم عام 1922م الموجهة إلى عصبة الأمم (أنظر الروابط المرفقة)، لذلك يستطيع العرب والكورد والتركمان أن يبطلوا شرعية المتأشورين ويخرجونهم من العراق متى شاءوا، لأنهم جميعاً من عرب وكورد وتركمان ونساطرة كلدان، محض (غزاة ومهاجرين ولاجئين).
لذلك تتكالب علينا وحدنا منذ سبعينات القرن المنصرم، كل هذه القوى الطامعة بوطننا الأم، مؤكدين جميعاً على ضرب الكلدان و(الكلدان) حسب، لأن الكلدان هم “ملح أرض العراق وخميرة إزدهاره”.
لهذا أبتكر البعثيون العروبيون قانون عام 1972م (إعطاء الحقوق الثقافية) وليس (القومية) لمن أطلقوا عليهم التسمية الباطلة (الناطقين بالسريانية) لمعرفتهم الأكيدة بأن (السريانية) هيّ (مصطلح طائفي) لا مرجعية وطنية له. ولهذا أيضاً أبتكر الكورد ودعموا تسميات ملفقة مثل (كلدو آشور) و(كلداني سرياني آشوري) أو (سورايا) لا محبة فينا، ولكن لكي يتساوى الكلداني (الأصيل) مع المتأشور (الدخيل) مما يمنح العرب والكورد والتركمان الذريعة القانونية لضرب وجودنا في وطننا الأم.
الأسلوب الآخر الذي تستخدمه هذه القوى المعادية للكلدان هو إستخدام سياسة (الجزرة) مع الرئاسات الكلدانية المتقاعسة والإنتهازية والرئاسات الدينية الوالغة في الفساد، حيث تقوم بدعوة رجال الأعمال وإغرائهم بالمال من أجل إسكات أصواتهم، فيما تلوح بالمناصب للآخرين للهدف نفسه، بينما تمنح الفاسدين والسرّاق الحماية التي يحتاجونها لكي يركعوا للكورد.
لذلك نرى أن الغالب الأعم من (الرئاسات الكلدانية لا صوت لها) و(لا حضور واقعي لها على الأرض)، لأنهم محض ضمائر ميتة ونفوس مستعبدة، مشتراة بالمال والمنصب أو بالتغطية على مثالبهم ومفاسدهم ومخالفاتهم القانونية، ولا أريد هنا الخوض في تفاصيل مستنقع من يتسمون بالرئاسات الكلدانية، ذلك أن الجميع يعرفون ويسكتون بحجة أو بأخرى!
الخلاصة: إذا ما أراد الكلدان أن ينجحوا في مسعاهم، ما عليهم إلا بغربلة من يتسمون بالرئاسات وعزل القمح من الزوان. ومطالبة من يدعي تمثيله للكلدان بطرح (أجندة واضحة) و(سقف زمني محدد) لتنفيذها، والأهم من هذا وذاك أن يفهم رجال الدين بأنهم لا يمثلون (الكلدان قومياً) وبأنهم ليسوا وكلاء الرب على الأرض، وإنما هم مجرد رجال دين في (المؤسسة الكنسية الكلدانية الكاثوليكية)، مباركتهم لنا نحترمها ونعتز بها، لكنهم (ليسوا قادة الأمة الكلدانية) ولا مكان لهم في النضال القومي، إلا بصفتهم الشخصية كأفراد كلدان، ذلك (أن مفهوم الكلدان القومي) أكبر من أي مفهوم طائفي أو ديني.
أخيراً، أنا على إستعداد لمحاججة أية جهة تدعي تمثيلها للكلدان. لأننا أمة جبارة منذ القدم، كما يؤكد إرميا في 5 : 15، بمعنى أننا كنا قبل اليهودية والمسيحية بآلاف السنين، فهل سترعوي الرئاسات الدينية وتكف عن ذر الرماد في عيون الرعية لتشغلها عن المطالبة بحقوقها، وهل سيكف مدعي الرئاسة المدنية عن المتاجرة بالأحلام القومية للكلدان، وبخاصة تمييزنا في دستور العراق بصفتنا (سكان العراق الأصليين)، وهل سيستيقظ عامة الكلدان ويزيلوا الغشاوة عن عيونهم ويفهموا بأن (جهلهم بحقوقهم) الذي يروج له رجل الدين ورجل السياسة هو السبب الرئيس في خسارتنا لحقوقنا في الوطن الأم والعالم؟
إنتباهة: عندما أشير للعرب والكورد والتركمان، فأنني لا أعني العراقيين الطيبين على تنوع عروقهم وطوائفهم من عرب ومستعربة وكورد وتركمان، وإنما أعني تحديداً (حكام العراق الولائيين) في المركز والمستقوين في الإقليم بالقوى الإقليمية والدولية، ناهيكم عن السياسيين وجلهم (سماسرة) مستعدون لبيع العراق بالجملة والمفردة (أرضاً وماء وسماء). ~ عامر
من هم النساطرة الكلدان متأشورو القرن العشرين؟
علم وشعار الكلدان القومي Who Are the 20th-Century Assyrians?
يوم سكان العراق الأصليين الكلدان
Native Iraqi Chaldeans’ Day
Add Comment أضف تعليق