إلى المتـلـوّن نبـيل دمان صاحـب الإسم المستعار أبـو ( لو سيان )

بـقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

ملاحـظة : إن كـلمة ( سيان … أو … سيانا ) معـناها ( قـذارة ) في اللهـجة الألـقـوشية

بمناسبة مرور 86 سنة على احداث اب 1933 ألقوش.. في ذاكرة قومية – zowaa.org

**************

أنا ألـقـوشي لست بحاجة إلى إخـفاء إسمي ، بل كما أكـّـد عـني الأخ الـﭘـترك لويس إبن روفائيل لأحـد متملـّـقـيه : ( مايكـل ما عـنـدو وجهـين ) ، أليست شهادة رائعة ؟ …… وهـنا يسـرّني الـقـول : أنا وعائلة ــ دمّان ــ أصدقاء منـذ سـنين وحـتى الآن ، ألقـوشيون كـلـدانيون أصَلاء أشـراف ، وسنبقى ألـقـوشيـيـن كـلـداناً نـزيهـين دون التخـلـّي عـن أصالـتـنا الكلـدانية .

ولكـن إدّعاءك مُخجـلٌ بأنك من جـماعة الألـقـوشيّـين ! لأنهم شجعان لا يخـتـبـئـون خـلـف أسماء مستعارة خـوفاً وجُـبـناً ، وإذا كان أشباهـك ــ أيام زمان ــ تُـرهـبُهم الشمس فـيخـتـفـون نهاراً ! فـنحـن ما خـوّفـَـنا الضياء سـطوعاً ولا الـقـمر ليلاً ، لأن مسارنا لم يكـن فـيه زيَغاناً .

بناءاً عـلى تـباهـيك بإدّعاءاتك الـنكِـرة والمزوّرة عـن دَور ألـقـوش في أحـداث عام 1933 وإجـراءات السلطات العـراقـية ضد الآثـوريـيـن ، تُـسعِـدني الكـتابة عـنك ( بعـد أن نهـجـتَ الـقـذارة بإسمك المستعار ، والبادىء أظلم ) حـين تجاوزتَ عـلى مقالاتي الصادقة عـن وقائع أنت تجهـلها ، ومن جانبي بكل ألم عـشـتُها ، بالإضافة إلى معاناة عائلـتي منها . ولم تـسـتـطع تـفـنـيـد واحـد من أسـطـرها ، ولا تـنـسَ أنك في وقـتها رجَـوتَـني الـتـوقـف عـن نشرها ، ولكـني سألـتك أن تـؤشـر عـلى أي خـطأ فـيها ، ولمّا عـجـزتَ ! تجاهـلـتُ طلـبَـك ، ولاحـقاً لأسباب تعـرفها (( فإنّ تعـليقاتك أنت حـذفـتها )) !!!.

أنـظر وتمعّـن في : توقـيت الساعة التي في معـصمك ، والعـجـلة والبطارية في سيارتك ، والمجـموعة الشمسية مع عـلم الـفـلك في سمائـك ، سترى كـلها نـتاج الكـلـدان فخـر أجـدادك ! . فـبماذا تـقارنهم مع مَن إعـتادوا سلخ جـلـد وجـوه أسراهم ؟ وهل يمكـنك الإفـصاح عـن مصير مئات الآلاف من كـلـدان بابل حـين غـزى الأعـداء بلادَهم ؟ … ( موثـقة ) .

ثم تـصف الآثـوريـين الأقـوياء والحـكـماء بأنهم سقـطوا ، ولا تـتحـمل الإعـتـراف بأن سـقـوطهم صار عـلى يـد الكـلـدان في عام 612 ق.م. وتـقـول قـد أصرّوا عـلى البقاء حـتى الـيوم ، ولم تـذكـر عـن مصير إمبراطورية الكـلـدان التي سقـطت في عام 539 ق.م. أين هم اليوم ، هـل بقـوا أحـياءً أم ماتـوا ؟ . والآن حان وقـت السؤال المنـطـقي : هـل الأقـدم الأبعـد الساقـط يـبقى حـياً ، والـقـريب الأجـدد يفـنى وُجـوده أساساً ؟ .

نأتي إلى سمّيـل وتـقـول كان الآثوريون ضحايا ! آمنا بالله ، ونحـن نسألك ( ماذا عـن الكلـدان ) ؟ ولماذا لم يصدر بحـقهم أمراً بإبادتهم ؟ ومَن كان سكان ألـقـوش ــ ومِن بـيـنهم عائلة دمّان ــ حـين لجأ إليها الآثـوريون طالـبـين حـمايتهم ؟ هل كانـوا أمازيغـيّـيـن أم أبورجـينـيـّـيـن ؟ وكـيف سارت الأحـداث حـتى صدر قـرار إعـفاء الآثـوريـين من الإعـدام ؟ كـن صادقاً أصيلاً شـريفاً نـزيهاً ، وإلّا ضم ذراعـيك إلى صدرك ، وبصمت أطبق شـفـتيك بإحـتـرام .

أجـب بنـزاهة : مَن الـذي زوّد ! تـرك !! جـرّد الآثوريـيـن مِن سلاحهم ؟ هل الـنـقـيـب فلان ؟ ….. أم الإنـﮔـليز العلّان الـذين خـدعـوا جـماعـتك الآثـوريـيـن وزوّدوهم بالأسلحة ضد الحـكـومة الوطـنية ووعـدوهم بـوطن قـومي ! ثم غـدروا بهم فـسـحـبوا الأسلحة منهم ، كي يكـونـوا ضحـية سهـلة ؟ … طبعاً وبـدون شك أنّ مِن حـق الحـكـومة الوطنية محاكـمتهم .

وحـين لجأ الكـثيرون منهم إلى ألـقـوش (( الكـلـدانية )) طالـبـين مسانـدتهم ، كان الجـيش الوطني قـد أحاط ألـقـوش بالقـوة العـسكـرية وأمَـروا سكانها الأصلاء (( الكـلـدان )) بإخـراج الآثـوريـيـن خارج البلدة لإعـدامهم !! إلّا أن شهامة الألـقـوشـيـيـن وضميرهم الإنساني رفـضوا تسليمهم إلى العـسـكـر ، مقـرّرين إمّا ( الإعـفاء عـنهم ، وإلّا فإن دماءهم ستخـتـلـط بـدماء إخـوانهم اللاجـئين الآثـوريـيـن ) ولا شك أن كارثة كـبـيرة أوشكـت عـلى الإنـفـجار ، خاصة أن شباب ألـقـوش المسلحـين بـبنادقهم الشخـصية لا يمكـنهم مجابهة القـوة العـسـكـرية الـنـظامية المدججة بالأسلحة الثـقـيـلة …. فـما الحـل ؟ .

رسم الألـقـوشيون خـطة ذكـية تمثيلية مخادعة إنـطلت عـلى نـقـطة السيطرة العـسكـرية ، وفي الأخـير وصلوا إلى الـﭘاطريرك مار عـمانوئيل تومكا (( الألـقـوشي الكـلـداني )) في الموصل ، وبفـضل علاقـته الودّية مع الملك آنـذاك ، وبطريقـته إستـطاع الحـصول منه عـلى قـرار إعـفاء الآثـوريـيـن من الإبادة الجـماعـية .

إن نهـجـك هـو الـتـلـوّن حـسبما تـقـتـضي مصلحـتك ، وبكـل حـقـدك تـتجـنـب ذكـرَ كـلمة ( كـلـدان ) سـواءاً للألقـوشـيـيـن الأصلاء حُـماة الآثـوريـيـن ، أو للـﭘاطريرك مار عـمانوئيل تومكا الألـقـوشي الكـلـداني الأصيل .

نصيحة لك ولأمثالك : ( لا تـَـسبَحـوا في بحـيرة ، وقامتكم أقـصر من عـمقها ) وشُعـيـراتك الـثـلجـية وَلـّى زمانها وهـبـط سعـرُها وفات التباهي بإستعـراضها !! وإن كـنـت آثورياً فإن ذلك شأن يخـصك ، ولكـن لا تـمـدّ خـيالك أبعـد من ظـلـك لتـصل به إلى إدعاءٍ رخـيصٍ ليس من حـقـك ، وعـليه إعـلم أنّ :

ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشـُعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ، فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ ، ومَن لا تــُسِـرُّه كـلماتـنا فـلـيـلهـث ويلهـث .