Articles Arabic

الخصوصية في فكر السيد المسيح

من كتابي ( هكذا عرفت يسوع المسيح )

الفصل الأول

المقدمة : ليس من السهل ان نختصر هذا الموضوع بمقال واحد لأهميّته وخطورته لكونه يبحث في شخصيّة الرب يسوع المسيح كواحد من اهم واعظم الشخصيات التي غيّرت تاريخ العالم ولا يزال كثيرون يتبعون خطواته ممن ينتمون له وآخرون تأثروا به وآخرون يستخدمون اسمه لأغراضهم شخصيّة كانت ام سياسية وغيرهم ممن اتبعوا فكره وطريقته لتغيير حياتهم نحو الأفضل ليبنوا ملكوتهم على الأرض مهيئين انفسهم لعالمه الآخر ( الأبدي ” ملكوت السماوات “)  

ملخص ما سبق : نستكمل اليوم جزئية الخصوصية للسيد المسيح بعد ان تكلمنا عن التقليد الذي بدأه للوصول إلى الخصوصية ( الموضوع تجدونه في مجموعة المسيح ثورة الله على فساد الإنسان كذلك على صفحة وتعرفون الحق والحق يحرركم وموقع كلدايا . مي )

 تحت الرابط : https://kaldaya.me/2025/03/29/27294

ولعلاقة هذا الموضوع الوثيقة بموضوعيي

( الجزء الأول بين الاجتهاد والدفاع اللاهوتي الرابط : https://kaldaya.me/2025/01/23/26996 )

الدفاع اللاهوتي الرابط : https://kaldaya.me/2025/02/14/27081  نرجو ان تمرّوا عليهما )

 من خلال هذه المقدمة ندخل في موضوع الخصوصية للرب يسوع المسيح :

  لا تتأتى الخصوصية إلاّ من بناء الشخصيّة المعنوية ( الكاريزما ) وتنميتها وتقويتها بالمعرفة للوصول الى ( الحكمة ) وتدريبها على إيجاد الحلول لأزمات الحياة الاجتماعية ( واقعاً وفكراً وموروثاً اجتماعياً ) .. إذاً فالحكمة ( تكتسب من الواقع الاجتماعي باستخدام اعمال العقل أي بالاجتهاد وتستخدم الموروث للبحث عن تطويره ووضع الحلول المناسبة لتجاوز ازماته ) ومن خلال ذلك ترتقي الشخصيّة المعنوية درجات للوصول إلى ( خصوصيتها ) والتي ستكون بَصْمَتها المميّزة وكلما ارتقت الخصوصية كلما ازدادت الحكمة في الشخصية المعنوية والعكس صحيح وهنا نكتشف العلاقة الوثيقة بين ( الخصوصية والحكمة ) فلا خصوصية بدون حكمة ولا حكمة بدون خصوصية ( خصوصية الشخصية المعنوية ) ولنبسطها اكثر : الشخصيّة المعنوية أي الفرد المجتمعي يدرس الواقع السلبي للمجتمع فيجتهد لإيجاد حلول لتجاوزه وتصحيحه والاجتهاد هو الطريق للوصول إلى الحكمة وكلما ازدادت الحكمة كلما كثرت طرق حل الأزمات وبالتالي أي النتيجة هي ( التطوّر لتغيير المسارات الخاطئة او البالية ” القديمة ” ) وهنا يأتي دور الموروث ( الذي يتكلّم عن قواعد اجتماعية قديمة وضعت حينها لحل أزمات الفترة التي وجدت فيها كحِكَمْ أسهمت في تأسيس القواعد لتلك الحقبة الزمنيّة والتي تعتبر حالة متطوّرة عن سابقتها ) وكلما تقادم الزمن كلما احتاج الإنسان لإيجاد مخارج جديدة لحل ازماته . وكلما تشبث الإنسان بالموروث أي ( التقليد ) على أساس انه ( مقدس ) كلما حكم على التطوّر بإلغائه وبهذا يحكم الإنسان على نفسه ومجتمعه بالتخلّف والجهالة ولقد كتبنا منذ سنين كثيرة من ان (( التطوّر وحش يبتلع الإيديولوجيات القديمة وموروثاتها )) .

من هنا نستطيع ان نكتشف خصوصية الرب يسوع المسيح من خلال :

أولاً ) الشريعة : [ ( متى 5 : 17 ) لا تظنّوا انني جئت لأُبطل الشريعة وتعاليم الأنبياء : ما جئت لأُبطل بل لأُكمل ]

ومن هنا بدأ السيد المسيح يدخل في تفاصيل خصوصيته : ( سمعتم انه قيل لآبائكم …. أما انا فأقول لكم ) اذاً وضع السيد المسيح ميزان ” المقارنة “ بين احكام الشريعة التي اخرجها ( موسى ) من قبله بـ 1200 عام مع الحاضر المعاش حينها باستخدام ( عامل التطوّر الاجتماعي ) ] فبدأ بمبدأ ( القتل ثم الزنى ثم تطرّق إلى الكذب والسرقة .. الخ ) وأعطى لكلٍ منها رؤيته الخاصة واحكامه ..

 وهنا لابد ان نقدم رؤية السيد المسيح للشريعة فقد قسّم الشريعة إلى قسمين :

1)   الثابت الخاص : الذي يخص العلاقة بين ( الله والإنسان  ) وتمثل ( العهد ) بين الله والإنسان من خلال ( البنود الخمسة الأولى من الشريعة ) وهذا الشكل من العلاقة لا يمكن تأويله ولا تغييره مهما اختلف الظرف الذاتي والموضوعي [ أي باختلاف الزمان والمكان ولا تخضع لقانون التطوّر او تبدل في الوضع الإنساني ( اقتصادي اجتماعي ثقافي … الخ ) ]

2)   المتغيّر العام : الذي يخص العلاقة بين ( الإنسان واخيه الإنسان ) وتمثل ( العهد الإنساني ) فهو ثابت في كونيته الإنسانية قابل للتصريف في احكامه أي ( يتطوّر بتطوّر الإنسان اجتماعياً ثقافياً اقتصادياً فكرياً … الخ ) وهو يمثل ( البنود الخمسة الأخيرة ) ابتداءً من ” لا تقتل وانتهاءً بـ لا تحسد ولا تطمع … أي .. لا تشتهي “ (( من كتابي الوصايا العشرة ))

نلتقي في الفصل الثاني بمشيئة الرب .. الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم

 الخادم حسام سامي    29 / 5 / 2025

 

 

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment

  • شكرا وتقدير للأخ حسام سامي على ما كتب في مقالاته وخاصة الخصوصية في فكر السيد المسيح

    • الأخ الفاضل فاضل موشي المحترم
      شكراً لتواصلكم معنا … الرب يبارك حياتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 30 / 5 / 2025

Follow Us