Articles Arabic

المرحلة الأولى العصر الذهبي للمؤسسة الكنسيّة البابلية الكلدانية

المقدمة : نبدأ على بركة الرب الإله وسيدنا يسوع المسيح .
كل مؤسسة مجتمعيّة وان كان نظامها ديمقراطي او دكتاتوري فإن الأشخاص هم من يحددون طبيعة منهجها العام . وهنا نعود ونؤكد ان ( الإنسان هو مصدر السلطات ، ومراحل أي نظام يكون محوره الإنسان صعوداً ونزولاً ) إذاً من يحدد ويرسم تاريخ المؤسسات هو الإنسان ، من هنا نستطيع ان نقول ان ( انساناً يبني ممالك وإمبراطوريات وآخر يهدمها ، وانسان يكتب بأحرف من نور قوام مؤسسته وآخر يبني للظلمة فيحجب النور عنها ) وفي مفاهيمنا الدينية ( ان هناك إنسان يبني لمصالحه فينتهج طريق الشر وهناك من يبني لمصالح اخوته فينتهج طريق الخير ” القداسة “ من هنا كانت رائعة السيد المسيح ” احبب أخاك كما نفسك “ ) من هنا نستطيع ان نستعين بحكمة سيدنا يسوع المسيح حين قال لتلاميذه في المقارنة بين تلكين الطريقين : (( أما انا الذي اخترتكم ، ألم يكن الشيطان بينكم ..!! )) وهنا فصل السيد المسيح انسان المصالح الخاصة عن انسان المصلحة العامة .
العصر الذهبي للمؤسسة الدينية الكلدانية :  بالتأكيد لن نأخذ العقود القديمة السابقة بل سنؤكد على العصر الذهبي الأخير الذي يأخذنا إلى العقود الخمسة الماضية وبالتحديد عصر ومرحلة ( قيادة البطريرك مثلث الرحمات بولس شيخو ) لقد اتسمت تلك المرحلة بخاصية مميّزة وبأسلوب يصل إلى أسلوب السيد المسيح وخاصة في التعامل مع ( خاصته تلاميذه وشعبه ) وبالنسبة للبطريرك الراحل ( عائلته الكهنوتية وشعب المؤسسة ) فقد كان شديد المطالبة والحرص بأن يكونوا خداماً لشعبهم محافظون على سر ايمانهم بأخلاقية السيد المسيح ووفائه لشعبه ومبادئه … من هنا نستطيع ان نقول ان فترة توليه الكرسي الكلداني كان ( معلماً يتّصف بحكمة قيادته ووقاره ) فبات الشعب يعيش في عصر تميّز بخدمة عالية المستوى وهذا ما عكس حب الشعب له والتفافه حوله مما اعطى قيمة معنويّة عالية للأكليروس بعلاقتهم مع الشعب المسيحي الكلداني .. وهذا بالتالي انعكس على العلاقات بين ( الأكليروس انفسهم ) فمنهم من كان متفاعلاً مع هذا المنهج الذي يمثل ( المصالح العامة ) ومنهم لم يكن كذلك والذي يمثل ( المصالح الخاصّة ) لكنهم في النهاية كانوا ملتزمين بقيادته للكاريزما التي كان يتّصف بها ، من هنا نقول ان عصره كان عصراً هادئاً ذهبياً مع الشعب على الرغم من انه كان عاصفاً بعلاقات خارجية مع ( الحكومة ) التي لم تتوانى اثارة الإزعاجات فيما يخص اغتصاب أملاك البطريركية ( من الأراضي ) وعمليات تأميم المدارس المسيحية ( الخاصة ) واخضاعها لإدارة الدولة وهنا لا بد ان نؤشر ان الأولى كان سببها ( عديّ صدام حسين ) الذي استولى على اهم تلك الأراضي في منطقة المنصور وحوّلها إلى منشآت ( ملعب الكرخ لكرة القدم و معرض بغداد الدولي .. الخ ) بينما كانت العلاقة مع الرئيس الأسبق ( صدام حسين ) علاقة احترام كبيرة جداً لما ذكرناه من ( كاريزميّة غبطته وحكمته ومحبة الشعب المسيحي له ) فما ان وصل إليه ما فعله ابنه عديّ وبعد اعتكاف غبطته واضرابه إلاّ وسارع لاستقبال غبطته لإصلاح الموضوع بتخصيص أراضي كثيرة تعويضاً لخسارة البطريركية ولا زالت ليومنا هذا ونتذكّر منها ( أراضي في منطقة البلديات كذلك ساحة السباق ” الريسز “ القديم في الرصافة .. الخ ) لقد كان هذا البطريرك الجليل يحظى باحترام كبير جداً لدى الرئيس وطاقم حكومته خاصةً ولدى الشعب العراقي عامة على الرغم من انه لم يكن ليرضى ان يُسْتَخدم ( يوظّف ) من قبلهم لتمرير أي مشروع دعائي او أي مساومة على مصالح الشعب المسيحي وبهذا حصل المسيحيون على امتيازات جيدة بالمساواة بينهم وبين اخوتهم من المسلمين حيث تم في زمنهما القضاء على ( الطائفية ) بإصدار قوانين صارمة يصل البعض منها إلى ( الإعدام ) لمروّجي الطائفية او معادات المسيحيين ومن ضمنهم بقيّة الأديان والمذاهب كان المسيحيون حينها يوصفون بالموثوقية والأمانة والإخلاص في أعمالهم حتى انهم كانوا يستخدمون في قصور الرئاسة حيث الأشراف على مأكل رئيس الجمهورية ومنهم في طاقم حمايته … وهكذا عاش المسيحيون ( عصراً  ذهبياً ) بوجود غبطته فيما خلا البعض منهم الذين انتهجوا منهجاً سياسياً معادياً لمنهج الدولة فكانوا يعاملون على انتمائهم السياسي وليس ارتباطهم ( الديني العقائدي ) بل في بعض الأحيان كان يشفع لهم انتمائهم الديني على حساب ولائهم السياسي . من هنا نستنتج ان :
عصر قيادة البطريرك الجليل المرحوم ( بولس شيخو ) كانت من اهم العصور التي رسّخت علاقات المؤسسة الكلدانية ( داخلياً وخارجيّاً ) تتسم بتشكيل نواة ( التعامل المحترم بين الداخل المؤسساتي والشعبي وبين المحيط الذي كان المسيحيون يعيشونه بين اخوتهم في البلد وقيادتهم السياسية المجتمعيّة ) . كل هذا بفضل وحكمة القائد ( البطريرك شيخو ) وهنا لا بد لنا ان نقول انه جلب لنفسه محبة متميّزة من اكليروسيين تأثروا بمنهجه الإيماني فساروا في رحلته من اجل القداسة في ذات الوقت فقد حصل على كره البعض الآخر لعدم توافقه مع طموحاتهم ومصالحهم الشخصيّة ومتابعته لهم … وبهذا استحقت مرحلته بأن توصف بـ ( العصر الذهبي ) ..
لم يدم ذاك العصر بعد رحيل غبطته فبدأ مباشرةً ( عصر الصعود إلى الهاوية ) وتوضّحت خطوط الفرز بين الأتجاهين في صراع السيطرة على مقدرات المؤسسة … هناك البعض من الأسرار التي رافقت المراحل الأخيرة وخاصةً في فترة ( مرض البطريرك الجليل لغاية موته ) وكيف تم التصرّف معه وهو ” متنيّح “ من قبل ما نوّهنا عنه بمن يمثلون المصالح الخاصة في المؤسسة  ” نتحفّظ على ذكرها “ لأننا واثقون بأنها سيتم شطبها في البعض من المواقع بالإضافة لالتزامنا بسريّة المصدر الذي ابلغنا بها بعدم نشرها إلاّ حين موافقته . من هنا فنحن نحيّه على ثقته بنا وان يصلي من اجلنا كما نحن نصلي من اجله… من هنا قلنا ان اول درجة من سلّم الصعود إلى الهاوية بدأت من يوم وفاة الرمز الكلداني الديني الرائع وصولاً ليومنا هذا ( قعر الهاوية ) بتعداد تنازلي … وإلى لقاء قادم نستكمل به رحلتنا
الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً وكل عام وانتم بخير وصحة وعافية وليكن شعارنا هذا العام ( مع سيدنا يسوع المسيح لترسيخ ايمان مرتبط بأخلاقيّته الإنسانية لتنظيف كل الشوائب التي علقت بها من جراء ارتقاء ذوي ” المصالح الخاصة “ لأي شكل من اشكال المسؤوليات )
للتذكير : المقدمة تقع تحت الرابط

مراحل قيادة البطريرك ساكو من عصرها الذهبي إلى انهيارها المقدمة


الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
اخوكم الخادم  حسام سامي    2 / 1 / 2024

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • الأخ العزيز حسام سامي المحترم
    ان شعبنا الكلداني في سهل نينوى والشمال العراقي كان يعتمد في معيشته بالدرجة الاساس على الزراعة، وقد صدف في احدى السنوات في عهد المثلث الرحمات بولس شيخو ان عانى شعبنا من الجفاف وعدم سقوط الامطار، فذهب ممثلون عن الشعب الى بطريرك بابل على الكلدان القديس بولس شيخو واخبروه بالأمر، فرد عليهم وقال بحسب ما ذكره لنا آباؤنا وأجدادنا، بأنه قضى الليل كله يصلي ويطلب من امنا مريم العذراء ان تمطر السماء لأن شعبنا هو بأمس الحاجة الى سقوط المطر لارواء اراضيه الزراعية، وبعد ان اكمل صلاته في الفجر، قال لهم بانه ظهرت اليه امنا العذراء مريم وقالت له ان يخبر شعبه بأن لا يقلق وان السماء سوف تمطر، وفعلاً اخبرهم بذلك، وامطرت السماء في اليوم التالي بغزارة
    ان ما نريد ان نقوله هو ان الفرق بين القديس بولس شيخو والسيد لويس ساكو هو ان المرحوم بولس شيخو كان رجلاً طاهراً وقديساً ويؤمن بربه والهه يسوع المسيح له المجد وامه العذراء مريم ام الله، ويدافع عن كنيسته وعن رعيته الكلدانية، وان كل ما نريد ان نقوله بخصوص السيد ساكو هو انه يعمل بالاتجاه المعاكس

Follow Us