Articles Arabic

مراحل قيادة البطريرك ساكو من عصرها الذهبي إلى انهيارها المقدمة

المقدمة
منذ ان وعينا عرفنا ان كل شيء حولنا له ( بداية ونهاية ) فآمنّا بذلك فالبداية تكون في ( الولادة ) والنهاية تكون في ( الموت ) لكن ما بينهما هو ( الحياة فالحياة هي قصّة تعريفية لوجود كل ما هو موجود ) والذي بالتأكيد يخضع لقانون الاندثار .. وقانون الاندثار يخضع لعوامله .. إذاً ما كان بالأمس لم يكن اليوم ولا سيكون غداً وعجلة السنين تمر وبالاندثار تتغيّر قصّة الحياة بجديد اليوم الذي يصبح قديماً بالغد .. فكل ما وجد على هذه المسكونة تغيّر وحسب قصّة كل مكوّن من مكونات مسكونتنا لا نتكلّم اليوم عن ما كان قبل ان يكون الإنسان بل سنتكلّم عن مرحلة ما يخص الإنسان لكونه اهم مكوّن وجد على سطح هذه المسكونة وبه سيتم تحديد بقائها او نهايتها . ان كل ما يتعلّق بالإنسان من امبراطوريات ، ممالك ، ايديولوجيات كانت السبب في حضارات شعوب واندثارها وهذه كانت مرتبطة بـ ( ولادة وحياة ثم موت ) وعامل الاندثار هنا هو ( الفساد في منظومة القيادة بسبب ضعف القائد واطماع شلّته )... وهنا لا بد لنا من حكمة : (( الولادة والموت ليس بمشيئة بشر لكن حياته بمشيئته فليحسن الإنسان عيش حياته )).. فأما ان يخط الإنسان حياته بسجل ( تاريخ مشرّف ) او يسجلها بسجل ( نفايات التاريخ” أي مزابله “) فالتاريخ يخلّد الأثنان ليكونوا عبرةً للأجيال . إذاً فالولادة والموت ليست بمشيئة بشر على الأقل ليومنا هذا لكن حياته هو من يقرر كتابة تاريخها وحسب معطيات بناء شخصيّته ( فأما ان يحررها فيسمو بها ليكون نموذجاً حراً يحتذى به ) او ( يحتقرها فيخضعها لعبودية مذلّة فيعيش قصته في الحضيض ). لقد أعلمنا التاريخ عن رجالات سلكوا دروب الحرية فما كانت عصورهم إلاّ عصوراً ذهبية تزهو بالارتقاء فحافظوا على نسق السمو .. لم يسقطوا في شرك الزهو والتكبر والغرور الذين يوّصلون للفساد لأنهم ( نكروا ذواتهم ) وعادلوها بالآخرين فكانت ( المصالح العامة ) هي نهجهم ومنهجهم وهؤلاء من اختاروا رموزهم التي تتوافق مع تواضعهم فكان للتاريخ موقف معهم.
في المقابل أعلمنا التاريخ عن رجالات لم يحفظوا العهود فساقوا ممالكهم نحو عصر يملئه الفساد والرذيلة فما كان للتاريخ إلاّ تسجيل أسمائهم في سجل نفاياته ( مزبلة التاريخ ) وهنا ايضاً لا بد لنا من حكمة (( المشترك بين مزابل التاريخ ومزابل البلدية هي ” العفونة ” فالأولى عفونتها ” أخلاقيّة ” والثانية ” ماديّة ” )).
من هنا كان لا بد ان نشخص أي مرحلة بــ ( قائدها ) لكونه المسؤول الأول والأخير في فرز مرحلته التاريخية ..
في هذه السلسلة التي سنخصصها لبحث مرحلة قيادة البطريرك ساكو جزيل الاحترام للمؤسسة البابلية الكلدانية وما قبلها والتي كانت السبب في جلوسه على كرسيها وكيف تسلّق غبطته للوصول لكرسي قيادتها وما مصير منافسيه . وما هي الأساليب التي استخدمها للبقاء في السلطة وما هي العهود التي ابرمها وماذا تحقق منها وما مصير معارضيه من داخل المؤسسة وخارجها ، كذلك سنبحث علاقات المؤسسة الداخلية منها والخارجية ومدى تأثيرها على الوضع العام للمؤسسة كذلك شعبها . نلتقي في ( المرحلة الأولى قريباً بمشيئة الرب )
الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
اخوكم الخادم حسام سامي  2 / 12 / 2023

Follow Us