Articles Arabic

أسبوع النفاق من أجل الوحدة!!!


موضوع منقول من صفحة كاتب المقالة

ثمة ما يسمّى بين الكنائس بأسبوع الصلاة من أجل الوحدة وهوأسبوع يبدأ في الثامن عشر من شهر كانون الثاني حتى الخامس والعشرين منه من كل سنة، هذه المبادرة بدأت منذ العام 1908 على يد القس الأمريكي الأنغليكاني بول واتسون. لست هنا بصدد الشرح التاريخي لهذه المبادرة بل لكشف ما آلت إليه بغض النظر عن حسن النوايا إن وُجدت عند تأسيسها بهدف العمل على الوحدة بين المسيحيين الذي هو رجاء كل مسيحي أمين ومحب وأيضا الذي هو وصية السيد بأن يكون أبناؤه واحداً.

في كل التغييرات المخيفة التي ضربت كل الكنائس بدون استثناء في المئة عام المنصرمة لا بد من وقفة ضمير ومن التوقف عن النفاق والكذب فيما يختص بأمور الله والناس.
هل من المنطق أن جماعة أو جماعات مسيحية تدّعي الصدق والأمانة للمسيح وكنيسته أن تأخذها مدة مئة وعشرة أعوام وهي تصلّي من أجل الوحدة ومع هذا لم تتحقق؟ هذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أمر من إثنين:
أولاً: أن الله لم يستجب ولا يريد الإستجابة لهذه الصلوات لأنها لا تقام بنية صادقة للوحدة على أساس الحقيقة والمسيح بل على أساس بشري وسلطوي مخالف لوصيته ومشيئته.
ثانياً: أن هذه المبادرة بكلّيتها هي نفاق وكذب على الله وعلى الشعب وما آلت إليه يعرّيها في أعين الناس التي لم تعد ساذجة بل واعية ومنتبه لما يحصل في الكنائس.
أنا يحق لي كواحد من الشعب أن أقرأ هذه المبادرة وأرى ثمارها.
أليس من الأولى أن تتوحد كل كنيسة مع نفسها أولاً قبل الكلام عن الوحدة مع الكنائس الأخرى؟
هل الكنيسة الكاثوليكية موحّدة؟ كم يغطي الظاهر السعيد إنقسامات بدأت تظهر للعلن بين تيارات ضمن الكنيسة هي نفسها ضد التعليم الكاثوليكي والرسولي؟ حتى ضمن الفاتيكان
هل الكنيسة الأرثوذكسية موحّدة؟ كم يغطي بريق التيجان اللامعة والعصي المذهبة إنقسامات بين كنائس ومطارنة ورؤساء ورئيسات أديار؟ وبين تيارات رهبانية تحاول الحفاظ على التقليد وأخرى علمانية تحاول أن تقود الكنيسة؟
هل الجماعات البروتستانية موّحدة؟ في نصف القرن الماضي فقط ثمة كلام عن ٢٠ ألف فئة بروتستانية فقط في أمريكا وهذا العدد يتزايد كل شهر.
هل ألأنغليكان وعشرات الفئات الأخرى المنشقة موّحدة أم تزداد انشقاقاً خاصة بعد الإعتراف بالشذوذ الجنسي وكهنوت المرأة وأمور أخرى تخالف الكتَاب والمجامع؟
هذا بالمبدأ، وبعد كل هذا تلتقي الكنائس في أسبوع الوحدة لتصلي من أجل الوحدة. أيّة وحدة؟ والوحدة على أي أساس؟ في كل سنة يختارون موضوعاً للنقاش يخدّرون الناس به وينفقون آلاف الدولارات من أجل اللقاءات والولائم والسفر والتمثيل على الناس بصلوات فارغة وخطابات فارغة وفقراء المسيح في الخارج توّحدوا على الطيبة والمحبة والحاجة والفقر واليأس والذل والتهجير؟
مئة وعشر سنوات يُصَلُّون لأمر لم يتحقق؟ ماذا تحتاجون لتفهموا أن الله لا يستجيب؟ لماذا؟ لأنكم تنافقون.
انها اجتماعات باطلة حيث يلتقي المنافقون بحجة الصلاة من أجل الوحدةوقبل الإجتماعات وبعدها يمارسون الإقتناص والتكفير والإساءات بحق أبناء الكنائس الأخرى بحجة الهداية.
البرازيل التي كانت أكبر بلد كاثوليكي بالعالم ونسبة سكانها ٢٠٦ ملايين صار ربع سكانها من البروتستانت بسبب البشارة المضادة بحسب إحصاء أُجري سنة ٢٠١٠.
لن تتوحد الكنيسة إلا على الحق بالروح القدس وهذا ما بدأنا نلمسه عند الشعب الذي بدأ يفهم أن من قسّمه يدعي العمل على وحدته. الشعب تعب من الكذب والله تعب من النفاق. لقد بدأت الحقيقة تتجلى وبدأت الناس ترى وتفهم أن ثمة روح غريبة دخلت الكنيسة من فوق تعمل على تفريق الكنيسة وإبعادها عن المسيح بغية توحيدها على أساس بشري إقطاعي فرعوني وشيطاني في شكل جديد خالٍ من المسيح ومن الروح القدس ومن الآب.

إنها المسكونية…… إقرأوا عنها

الوحدة الحقيقية هي في الصدق وفِي الإيمان الحقيقي المبني على المحبة الحقيقية. لن أتوحد مع أخي لأربحه للمسيح إن لم أكن واحداً في المسيح وإلا فأنا أكذب على أخي لأربحه لنفسي ومؤسستي ولكي أستعبده باسم المسيح.
آن الأوان لشعب المسيح أن يستيقظ وأن يقرأ الأحداث وأن يفهم الإشارات وأن يصلّي بصدق ويصوم بصدق ويحب بصدق وينفتح بصدق على أخيه وأن يتحرر بصدق ممن يبيعونه لأنفسهم في الوقت أن المسيح اشتراه بدمه.
مئة وعشر سنوات تُصَلُّون من أجل الوحدة؟ إلهكم نائم ……… لكن إلهنا حيٌ دائماً، مصلوبٌ دائماً ولكنه قائم دائماً في صدق الكهنة والرهبان والعلمانيين المُضطَهدين من أجله، قائم في كرامات آبائنا وأجدادنا في الجرود والسواحل والأديار وفِي نَفَس كل شاب وشابة تنتفض لتقول كفى …… أنتم لا تملكونا، نحن مُلكٌ للمسيح وملكٌ لكنيسته الرسولية.
لا أستطيع تشبيه اجتماعات أسبوع الصلاة من أجل الوحدة إلا باجتماع قيافا والفريسيين بحجة النقاش إن كان المسيح هو المخلص، لكن بالعمق للتآمر على كيفية التخلص منه.

استحوا بقى …

الأب ثاوذورس داود

Jan/18/2018

About the author

Noel Gorgis

التعليق

Click here to post a comment

Follow Us