Articles Arabic

غبطة البطريرك ساكو المحترم …  

       الحلقة الثانية : هذه هي فرصة العمر فاستغلها للإصلاح

لقد وعدناكم ان نخوض بحراً عاتياً من الأمواج وسنصنع لنا أعداء كثر منهم من المغيّبين ومنهم من المرائين المدسوسين في بيوت الله فالجميع يتصرفون ( عن معرفة او بغير معرفة ). فالذين يعلمون ” المرائين ” يشكلون الخطر الأعظم في وصول تعليم الرب الإله إلى البشر عاملين على تغليب مصالحهم ومن هؤلاء من يصنع العبيد ومنهم يعملون على تغيّب البشر أي سلبهم ارادتهم الفكرية … واما من الذين بدون علم فهم من المسوقين بعاطفتهم ومحبتهم فيسمحون لأنفسهم بتجاوز ( حدود الله ) غير مقدرين عظمته وطول أناته في التجاوز عنهم وهؤلاء من يكونون عرضة للاستغلال من قبل أصحاب المصالح
وهنا سنستعين ببعض النصوص التي توّضح الصراع بين قوى ( الخير والشر ) لنبدأ بها موضوعنا المهم :
1 ) يقول الرب يسوع المسيح لرسله: اما انا الذي اخترتكم ، ألم يكن الشيطان بينكم
2 ) ألم يكن الشيطان موجوداً وبسماح من الرب الإله في ملكوت الله … ؟
إذاً لا تستغربوا من ان تكتشفوا ان ( الشرير ) بأفكاره موجود بيننا وفينا فأفكار الشر زرعت فينا ( الخطيئة الأولى ، تجاوزه حدود الله … والآن اصبح آدم يعرف الخير والشر فأبعد عن شجرة الحياة لكيّ لا يأكل منها فيصبح خالداً ” سفر التكوين 3 : 22 ” ) وهذا ما استدعى محاربتها كما أفكار الخير التي تدعونا للعيش بسلام ومحبة هذه الصفات ( ازلية في الإنسان كما هي خالدة معه ) وهنا كان صراعنا ( الأزلي الخالد بين الخير والصلاح وبين الشر والفساد ) يقول السيد المسيح : واعطيكم سلطان لتنتصروا على الشيطان وتقيموا الأموات وتشفوا الأمراض … كذلك يدعم الرسول بولس هذا التعليم عندما يقول : ان عدونا ليس من لحم ودم انه روح والروح تسكن في العقل وينتجها الفكر فنحسها أي تدخل في عالمنا عن طريق ( القول والفعل ” العمل ” ) … وهنا نستشعر أهمية وخطورة ( الكلمات التي تتحوّل إلى اعمال ” أفعال ” )
وهذا ينطبق فعلاً على العلم حيث انه يبدأ ببحوث ( كلمات ) مسجلة على ورق تنتقل بعدها إلى مراحل تنفيذها عملياً أي ( تطبق على ارض الواقع )


لقد ساعدنا احد الأصدقاء بأن دفع لنا هذا النموذج مشكوراً وسنكتفي به اليوم ونؤجل الدخول في تفاصيله إلى الحلقة الثالثة لنبيّن كيف وصلنا لهذه الحالة من ( العبادة وكيف وصلت صلواتنا إلى هذا المستوى من التقليل من شأن الرب يسوع المسيح وامه العذراء البتول مريم ) ومن هو السبب … لا يسعني إلاّ ان أكون شاكراً للأكليروسي ( خادم الرب وكلمته ) الذي الغى هذا النص من صلاته العامة كبادرة من الغيرة المسيحية الحقيقية للرب وامه ، فشكراً لمشاعر الرفعة التي حملها هذا الخادم الأمين للرب الإله ولكلمته يسوع المسيح
وسنترك التعليق لكم ولكن مدفوعين بضعفنا نرجوكم عدم التجاوز على أي مؤسسة دينية لأن جميعها بالتالي هي ( منّا ولنا ) لا نبتغي سوى ان تعيد النظر في موروثاتها لتقتلع منها ما لا يصلح لتداوله اليوم وما يتناسب وتطوّر الإنسان بعقله مع الارتقاء بالرب الإله وكلمته إلى سموّ اخلاقياتهم وعظمة تسامحهم ورحمتهم وعدم الاستهانة بعدالتهم ..
تحياتي الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
اخوكم الخادم حسام سامي 15 / 1 / 2023

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • في أي كتاب صلاة كنسي هذه الصلاة الغريبة والغير مقبولة لتدارك الأمر؟

    • الأخ الفاضل سامر فرج المحترم
      هذه واحدة من ( الأنفورا ) وضعها احد الكهنة وتبنتها ( الكنيسة الأرثدوكسية ) ولا تزال تقرأ ليومنا هذا
      ادرجتها لتوضيح تراث قيل وتم تسجيله قبل مئات السنين , وعلى الرغم من ان البعض من اخوتنا الأكليروس يتجاوزونها في قداسهم … إلاذ ان المؤسسة ترفض ( تستصعب ) رفعها … وهذا ما نعمل نحن عليه لتشجيعهم على ان يرفعوا من التراث ما يخجل وما هو غير مبرر اليوم لوجوده … وهنا نؤكد ان القداسة ليست في الأحتفاظ بالتراث وانما تنقيحه وتطويره … بالمناسبة سيقول البعض وما شأننا نحن بالعقيدة الأرثدوكسية فنقول : ( عقيدة الحمل والنعجة ) ليست فقط في التراث الأرثدوكسي انما موجود في جميع العقائد المسيحية ( جميعها على الأطلاق )
      ارجوا ان تنتظر الحلقات القادمة لتكتشف حاجتنا لتغيير هذا التراث بالأضافة لضرورة ( تحديث ) القوانين المؤسساتية التي باتت اليوم غير مرحب بها من قبل البشر وخاصة بالمقارنة مع ( الأستعمار التقني ) الذي استحوذ على عقول البشر … لذلك ارجوك عدم الأستعجال وانتظر الحلقات القادمة … تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 17 / 1 / 2023

  • سادتي الكرام
    تحية طيبة لكم
    أنا أقول عندما ينحرف رجال الدين المسيحي عن واجباتهم ,,, فعلى الشعب أن ينزع الشبب وعلى رؤوسهم
    فواضح من الصورة هذه
    https://i.ibb.co/yPCjDy2/1.png

    تخص السريان الأرثوذكس هؤلاء أنا أعتبرهم غير مسيحيين لأنهم يكرهون مريم العذراء
    فأذا كان رجال الدين الكلدان مثلهم  فيستحقون الشبب وعلى رؤوسهم دوما
    أعذروني عن  وجهة نظري هذه
    شكراً

    • الأخ الفاضل يوهانس المحترم
      عندما عرضت هذه الأنفورا ( من صلوات ) احدى عقائدنا المسيحية … لم يكن القصد منها التشهير او التقليل من شأن اي مؤسسة مسيحية … اخوتنا المسيحيين من العقيدة الأرثدوكسية يمتلكون ايمان رائع حالهم حال جميع المؤمنين ونحن لا نشك بهذا ابداً
      لذلك عندما قدمت هذه الأنفورا الغاية منها ( ان تكون مدخلاً ) لشرح موضوع ( الحمل ) اي الذبيحة الإلهية ومن اين جاءت ولماذا نحن مصرين على اطلاقها على سيد الكون يسوع المسيح وهل هناك مبرر للتمسك بها ام ان هناك وسيلة لتصليح هذه المفاهيم التي ادرجت في تراث كنيستنا … بالمناسبة ( موضوع الحمل ) ليس مقتصراً على كنيسة واحدة انما جميع عقائدنا مشمولة بذلك
      لذلك عزيزي طلبنا بكل تواضع ان لا نتجاوز على اي مؤسسة كنسيّة لأن جميعها ( منّا وإلينا ) وبالتأكيد نحن جزءً منها
      لذلك اعتذر من جميعها لأي اساءة تبدر منّا … تحياتي الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً
      اخوكم الخادم حسام سامي 22 / 1 / 2023

Follow Us