من خلال عمل الروح القدس فينا ( بالمناسبة فالروح القدس موجود في كل انسان آمن بالسيد المسيح مخلصاً شخصياً له وهذا يعني ان الروح القدس هنا يخص السيد المسيح ، يقول المخلص : خير لي ان ارحل وان رحلت ارسل لكم الروح القدس ليسكن فيكم ) تعلمنا من سيدنا يسوع ان هياكل الله تنقسم إلى قسمين اعظمهم هو ( الإنسان ) الذي يتقدس بالروح القدس الذي ارسله الرب ليسكن فيه … والهيكل الآخر هو مكان التقاء الإنسان بالرب الإله ( واعظمه هو بيت الإنسان مضجعه حيث يلتقي بالرب الإله بدون ازعاجات ولا معرقلات والآخر المكان الذي يجتمع فيه مع اخوته … يقول الرب : متى اجتمع اثنان باسمي أكون معهم )… من خلال هذا الاستعراض البسيط سنركز على ( اعظم هيكل ألا وهو الإنسان ) :
هيكل الإنسان : يعني جسده … بحسب ايماننا المسيحي فجسد الإنسان يجب ان يكون مقدساً ( كونوا قديسين كما اباكم الذي في السماوات قدوس .. يقول الرب يسوع ) لكونه يحوي اعظم ما خلقه الله ( الرب الإله ) فيه وهو الدماغ الذي حباه بـ ( العقل ) وهو جوهرة الجسد … والعقل هو ما يميّز الإنسان عن بقية المخلوقات ، والعقل يعمل أي يفكر من خلال برمجته بشكل صحيح وهذه البرمجة التي تكلم بها السيد المسيح هي ( الروح القدس ) أي البرمجة على أساس الإنسانية وهي ( صفة من صفات الله ) وبها كان الإنسان ( هدف الله وغايته ) ومن اجله صنع الله ملكوت الإنسان الأرضي … ونفهم من عمل العقل ان الله جعله في حالة ( تطوّر دائم ) يساهم هذا التطوّر الإنسان للوصول لاكتشاف الحقائق المادية لدراستها وتحليلها من اجل التسيّد عليها ( جاء الله لآدم بكل ما صنعه ليسميه آدم … أي ليتسلّط عليه ” سفر التكوين ” ) والتسلّط هنا يعني انه يحق للإنسان ان يتعامل مع كل ما وهبه الله له لخدمة تطوّره لإدامة الملكوت الأرضي ” بيته “ لخلق عالم أفضل من هنا نفهم ان الله خلق لنا العقل من اجل ان ننمو وترك لنا الروح القدس ليبرمج ذاك النمو بالنعمة والقداسة ( البرمجة تعني التربية القويمة الصحيحة ) من هنا نعلم ان القداسة تخص الإنسان ومن هنا كان المثل ( العقل السليم في الجسم السليم ) فإن كان الجسم سليماً ( وبضمنه الدماغ ) فالعقل بالتأكيد سيكون سليماً . لكون العقل ( جوهرة الإنسان ) فإن أصابه خلل هذا يعني ان الدماغ أصابه الخلل بترتيب خلاياه ( تموت او تمرض او تغير في خريطة مواقعها .. الخ ) وامراض الدماغ تكون ( ظاهرة وباطنه ) فالظاهرة منها تظهر على الجسد وحركاته اللا إرادية والباطنه منها تكتشف من خلال نتاج العقل وهو ( الكلام ) من هنا نعرف ( كم وحجم ) الخلل الذي أصاب الدماغ وتأثر به العقل وهنا تتبيّن لنا أهمية ( الكلمة لكونها جوهرة العقل وميزانه ) فكل إنسان بكلمته يوزن ويدان ( هكذا تعلمنا وسنعلم ) والكلمة عندما تنتقل إلى واقع الحياة تصبح فعلاً فـ ( القتل والزنا ” الخيانة ” والحسد والحقد والكذب والحب والتضحية والعدالة والرحمة … الخ ) ما هي إلاّ نتاج ( الكلمة ) فالكلمة تفعل هذا كلّه ( الكلمة تُدَنِّنس والكلمة تقدّس ) فإن صدرت من شرير كانت النجاسة والفساد وان صدرت من طاهر فتحمل معها القداسة فتكون للمحبة لبناء انسان قويم … ( والكلمة تجسدت وعاشت بيننا لتجعلنا أبناء الله وليتعظم الله من خلالها فنعرفه هو القدوس الكامل ) وأداة الكلمة هو اللسان لذلك كان المثل الشهير ( لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك ) وهنا لابد لنا من تفسير ذلك : (( فالخيّال هو العقل والحصان هو اللسان )) فإن سار اللسان حسب البرمجة القويمة ( التربية الصحيحة ) كان الخيّال واثقاً كبيراً قائداً محنكاً ماسكاً الزمام بقوّة وان كان الخيّال مريضاً أي ( به خلل في البرمجة ” التربية ” ) كان اللسان ” الحصان “ منفلتاً شريراً جامحاً لا يسيطر عليه فيسقط فارسه بمطبات لا تحمد عقباها فيسقط القائد !!
طبقوا هذا الكلام اليوم على قادة هذا العالم ( سياسيين كانوا ام دينيين أو آخرين ) وانظروا إلى أي درك سفلي نحن كبشر ماضون… ورسالتنا من ذلك هي ( احاكيك يا بنتي واسمعك يا كنتي … ويا جارة اياك اعني فاستوجب ان تفهمي ) … اللسان وما يكشفه لنا اللسان … تحياتي
الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً
اخوكم الخادم حسام سامي 14 / 12 / 2022