يوم كانت الطاعة كاملة للأسقف كان الأسقف في طاعة كاملة لله، فقد قال بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين: “يا إخوةُ أطيعوا مدبريكم واخضعوا لهم فإنهم يسهرون على نفوسكم سَهَر من سيعطي حساباً ………” (عب 17:13 ) لكن حين يُنكر المدّبرون – أي الأساقفة والرعاة – وجود الله في حياتهم وسلوكهم ويصيرون ذئاباً في لباس حملان، ينهشون الخراف ويسلمّونها لإبليس فلا طاعة لهم. يقول القديس مكسيموس المعترف : “لا طاعة لأسقف لا يُطيع التقليد، وإلا فأنت تُطيع الشيطان “
غالبية السلطة الكنيسة عبر التاريخ بنت إقطاعاً ونفاقاً وفساداً لم يدركه أهل الأرض. لكن الله أبقى شهوداً أمناء يرعون الخراف ويحفظون نقاوة الإيمان والوديعة.
أيها المسيحيون، لا تعبدوا بشراً ولا تسجدوا لأصنام حيّة وإن أمسكت عكازاً مطلياً بالذهب وتاجاً مزّيناً بالياقوت يلامس السماء. من مِن الرعاة لا ترون فيه ثمار الروح القدس من محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، أيمان، وداعة وتعفف فهو يرعى لإبليس ولنفسه، لا تُطِيعُوه ……… المسيح من مات من أجلكم وليس بشرٌ. المسيح جعلكم أبناء للعلّي، فلستم بعدُ عبيداً لبشرٍ.
الكنيسة نقية،عفيفة، لا دنس فيها ولا عيب. لا تخلطوا بين كنيسة المسيح وبين من اغتصبها وباع نفسه للشيطان. الكنيسة بخير وفيها ثمة أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات لم يسجدوا للبعل ولن يسجدوا.
الطاعة في المسيحية هي فقط لمن لَبس المسيح وعاش المسيح وماثل المسيح. وليس لمن تآمر على المسيح وباعه ولمن يتآمر عليكم ويبيعكم. لا طاعة لمن يخالف الإيمان والعقيدة حتى ولو كانت سلطة كنسية وبياناتٍ وصكوك وأختام ولا حتى لو كان ملاكاً من السماء.
لا تيجانهم ولا عِصِيِّهم ولا كروشهم ولا ” شبوبيتهم” ستعطيكم الخلاص بل إيمانكم القويم وأمانتكم للوديعة وشهادتكم حتى الدم.
الا ترون ماذا يحصل في العالم وكيف أن مَن مِن المفترض أن يحفظكم من العالم يبيعكم للعالم؟ ألا ترون أن وجوه معظمهم فقدت النعمة وكلامَ معظمهم فقد الحق وسلوكَ معظمهم فقد الكرامة.
لا يجب أن يدوم إلا ما بناه المسيح في الروح القدس وليهدم المسيحيون معاً كل صرحٍ مؤسساتي بناه البشر باسم المسيح ليستعبدوا أبناء المسيح. كل مجدٍ بناه المسيحيون في الأرض سينتهي لأن الرب قال : مملكتي ليست من هذا العالم. ليس أغلى من القسطنطينية وها قد خسرناها، وأنطاكيا خسرناها وها نحن نبكي على أسوارها مدّعين شرفاً سُلب منا ، وخسرنا الإسكندرية وأورشليم وها نحن على وشك أن نخسر روما بعد بضع سنوات.
ما البديل؟
المسيحي الحقيقي الأمين يكون في شهادته مجد القسطنطينية وروح أنطاكية وبركة أورشليم وغنى الإسكندرية وعظمة روما.
لو عرفنا المسيحَ حقاً وعشناه لتوقّفنا عن التوسُّل لبعض مجد من صداقة أسقف أو كاهن منتفخٍ فاسدٍ ومن الهرولة وراء أسقف نرجسيٍّ متكبّر أكثر فساد لالتقاط صورة معه وهو لا ينظر إليك وكأنك حشرة بجانبه ولكنّا فهمنا أنهم من يجب أن يهرولوا إلينا ليخدموننا ويسألون عن احتياجاتنا ويُعلِّمون أولادنا بدون مقابل ويسهرون على نمّونا في المسيح وعلى الكنيسة.
لا تظنوا أن الحلّ هو في ترك الكنيسة والهروب إلى أحضان البدع والهرطقات والإيمان العاطفي المبني على روح المعرفة الفارغة والخالي من النعمةِ الحالّةِ والمستمرة منذ العنصرة والتي لا خلاص خارجها. لا تتركوا الكنيسة فهذا ما يريده تجّار الهيكل حتى يستولوا بشكل كاملٍ على الأوقاف التي أوقفها آبَاؤُكُم دون إزعاجٍ من قبلكم. تمسّكوا بالإيمان الرسولي المستقيم الرأي وامنعوا عن كنائسكم الهراطقة حتى وإن لبسوا ثوب الكهنوت. تمسّكوا بالرعاة الصالحين، جِدوهم وأطيعوهم فهم كُثُر. الله لن يترك كنيسته وشعبه، الله أوجد وسيوجِدُ في كل مدينة وقرية وجبل ووادٍ وسجنٍ كهنةً أمناء ورؤساء كهنة ورهباناً وراهبات صار العالم لهم نفاية وهم يشتهون الموت من أجل من مات عنهم وعنكم.
إنها بداية أزمنة الإضطهاد وأيضاً أزمنة البركات. إنه زمن الإختبار الحقيقي لإيماننا. إنه زمن الشهادة والإستشهاد فلا تخسروا هذا المجد وهذه البركة. ثمة في السماء من سبقكم وينتظركم، ثمة في السماء من سلك قبلنا في الكرامة والحق. لا تخذلوهم ولا تخذلوا السيد.
لا تُطِيعُوا من لا يُطيع الله. لقد انتهت أزمنة الظلمة وأزمنة محاكم التفتيش.
الأب ثاوذورس داود
منقول من صفحة
https://www.facebook.com/abouna777
البترك ساكو قال : لم تعـد في الكـنيسة ــ نخـبة ــ و الـبـقـية تـطـيـعـها