يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
المعنى المعجمي: “وتأمّل تلبّث في الأمر والنظر، او حقّق النظر في الشيء وتصوّره بإمعان” {المعلم بطرس البستاني، محيط المحيط، مطبعة لبنان 1998 }.
“والتأمّلُ: التثبّت. وتأمّلت الشيء أي نظرت إليه مُسْتَثْبِتًا له. وتأمّل الرجل: تثبّت في الأمر والنظر” { العلامة أبو الفضل ابن منظور، لسان العرب، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، 1994 }.
ينشر الاب سهيل فايز خوري سلسلة “قطع من عبارات”، تحت عنوان: “تأمّل من وحي الإنجيل المقدس”، وتارة: ” تأمّل من وحي الكلمة”.
الغريب بالمقارنة بين ما ينشر الاب والمعنى اللغوي للفظة: “تأمل”، نقف عند تأملات معدودة:
1 _ “وعند دخولكم البيت سلّموا عليه قائلين: السلام لهذا البيت”. يقول الاب: “عبارة من معلمنا يسوع ملك السلام… ما أحوجنا إليه اليوم.. بين الإخوة والأقارب .. نفتقد السلام لأننا حوّلنا نظرنا عن منبع المحبّة والتواضع..”.
من المفروض ان يذكر المرجع، هل تفضّل وشرح معنى “السلام” وما المقصود بالكلمة لاهوتيا عقائديا او لغويا حتى؟ هل ذكر “السلام ” والعلاقة بين أغلبية الاكليروس مع بعضها البعض او مع الرعايا مثلا؟ هل إحضار الشرطة لدخول خوري للكنيسة او مطران يعني فقدان السلام؟ هل يقصد هذا الخوري؟ هل شرح معنى العلاقة السلمية بين خوري والناس بالكنيسة؟ هل العلاقة غير السلمية بين أغلبية الاكليروس وبعضهم البعض نابعة حسب الاب: “لأننا حولنا نظرنا عن منبع المحبة والتواضع”؟ هل هذا أيضا سبب ابتعاد الأسقف عن الناس وعدم اللقاء بهم؟ هل تهديد خوري ومطران لعائلات بالتوجه للشرطة ضد العائلات يعود للسلام بالمفهوم الكهنوتي؟ هل كل من ينتقد فشل خوري وجهل مطران يعني محاربة وتهديد من ينتقد؟ عن أي سلام يتحدث الخوري سهيل فايز خوري؟.
2 _ : “رأى يسوع جمعا كثيرا فتحنن عليهم لأنهم كانوا منهوكين ومنطرحين مثل خراف لا راعي لها “.
يقول الاب سهيل: “… دعوت كل المتعبين وثقيلي الأحمال لتكون لهم الراحة والسلام..”
غريب استشهاد الخوري سهيل، في تفتيش بتراجم الإنجيل على سبيل المثال، اليسوعية وتقلا ودار المشرق لم أجد لفظة: ” منهوكين”؟ حتى في الترجمة الآرامية والعبرية لم نجد اللفظة {ספר הברית החדשה ,נסח הפשיטתא בארמית עם תרגום עברי ,החברה למחקר כתובים ארמיים בישראל,החברה לכתבי הקדש ,ירושלים תשמ”ה:”ונפק ישוע חזא כנשא סגיאא ואתרחם עליהון.דדמין הוו לערבא דלית להון רעיא.ושרי הוא למלפו אנון ססיאתא.ויצא ישוע ראה את ההמונים הרבים ורחם עליהם ,כי דומים היו לצאן אשר אין להן רועה ,והחל ללמד אותם דברים רבים. } لربما هناك ترجمة خاصة للآباء الكرام والناس تجهلها، {راجع ما نشرنا مؤخرا عن: “ماذا يعني ان نكون قدّيسين؟ للأب الايكونوموس ميشيل طعمة واستخدامه لنصوص نجهلها} .
هل شرح ما هي الأحمال الثقيلة؟ وما هي الراحة بالمسيحية؟ ومن هو المتعب؟ وما التعب هو بالمفهوم العقائدي اللاهوتي المسيحي؟ هل سمعنا عن كاهن تبنّى أيتاما وعلّمهم على نفقته؟ كم طالب جامعي يعجز عن دفع قسط التعليم، أين أنت أيها الكاهن من هؤلاء المتعبين؟ كم من عائلة هجرت الكنيسة؟ كم كاهن قام بإرجاعهم وحتى الأسقف؟ إذا خوري يفتخر بإبعاد عائلات عن الكنيسة؟ ما تفسير الاب سهيل فايز خوري بتأملاته؟
3 _ “فللوقت تركا الشباك وتبعاه”
يقول بالتأمل: “معرفة بطرس واندراوس ليسوع، جعلتهما يتركان الشباك، ويتركان مصدر رزقهما حتى، ويتبعان يسوع. هذه مغامرة ليست سهلة، والقرار صعب. إلا ان الثقة التي أولياها ليسوع جعلتهما يفعلان أكثر من ذلك”.
لا بدّ من توضيح من الاب سهيل: هل معنى ترك الشباك وإتباع يسوع فقدان الرزق والعمل؟ وهل ترك الشباك مغامرة؟ هل الخوري سهيل ترك التعليم حين سيم كاهنا؟ هل له ان يشرح معنى إتباع يسوع؟ هل يفسر النص الإنجيلي دون الشرح لمعنى الشباك والغاية من الشباك والمعنى الرمزي الدلالي لذلك؟ هل فهم ترك الشباك فقدان الدخل الشهري باليورو مثلا؟ هل إتباع يسوع يعني القيام بسلسلة رحلات تجارية على سبيل المثال؟
ما تفسير الخوري لنص الإنجيل: “بع كل شيء واتبعني”؟ هل من يتّبع يسوع وتعاليمه عليه ترك كل شيء حسب الخوري؟
لماذا الأغلبية الساحقة من الخوارنة تعمل بالخورنة كعمل إضافي؟ أي انه يكون بوظيفة مدنية وينضم للعمل بالخورنة؟ هل للخوري سهيل ان يخبرنا عن كم كاهن ترك عمله بعد ان سيم كاهنا؟
لاحقا سننشر عن تأملات أخرى للأب ووعظات آباء يوم الأحد وتأملات للمطران يوسف متى.