بـقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
كـثيرون يمتـلكـون مناصب وثـروات وأحـترمُهم ، وأنا أرى نـفـسي متمـيّـزاً ، ليس بصفة أسـتاذ ولا متعالي عـلى غـيري إطلاقاً ، وإنما واثـقاً من نـفـسي وأحـب الجـميع ، دون أن أضع في جـيـبي شـيئاً ولم أطلـب لـذاتي أمراً .
يـسـرّني إستـذكار صوَر الماضي لمقارنـتها بالحاضر ومنها نُخـمّـن تـوقعاتـنا لخـدمة أبناء جالـيتـنا مستـقـبلاً . إنّ الكـتاب المقـدّس يـدعـونا إلى إحـترام القائـد في الآية ــ لا تـشـتم رئيس شعـبك ــ وفي الـوقـت نـفـسه يـدعـو الرؤساء إلى خـدمة أبناء شعـبهم فـيـقـول : ( مَـن كان منكم عـظـيماً ، فـلـيكـن لكم خادماً ) ، ( إن إبن الإنسان لم يأتِ لـيُخـدَم بل لـيَخـدِم ولـيـبـذل نـفـسه فِـدية عـن كـثيرين ) .
قـبل إقـرار السنهادس ، تـوقـعـتُ بحَـدَسي الشخـصي أنّ الأسـقـف أميل نـونا سـيأتي إلى أستراليا ، ثم وصلـني خـبر تعـيـيـنه قـبل نـشره في وسائل الإعلام ! فكـتـبتُ ست مقالات عـنه ، تـنير الطريق أمامه ، واضعاً إيّاه في الصورة كي لا تعـثـر قـدماه . قـرأها ، وبسبـب شعـوره بالعـظمة تجاهـلها لأنه يـصعـب عـليه الإنحـناء قـليلاً عـن عـرشه للإسـتـفادة منها ، متـناسيا (( الله الـذي أخـلى ذاته آخـذاً صورة عـبـد !!! )) ويا حـيـف عـلى المتـكـبّـرين بعـباءة المتـواضعـين . حـقاً قال المرحـوم المطران أبلحـد صـنا : (( إن قـلـوبنا نحـن رجال الـدين أكـثـر سـواداً من ملابسنا )) .
حـين كانت شـتلات أسـقـفـنا في حـديقـتـنا الأسـترالية يانعة ظهـرَتْ أمامنا رائعة ، ممّا دفـعـني وبكل فخـر إلى المبالغة في وصفه : نجـماً قـطبـياً ، بُـلبلاً ، أقحـواناً ، قـمراً ، لـؤلـؤة بـين أصداف المحار . ولكـن عـدوّاً خـبـيثاً زرع زؤاناً في تـربتها ــ عـلـناً ــ ومضى متباهـياً ! والأسـقـف تجاهـلَ كلام يسوع عـن زارع الـزؤان وتـركه ، فجاءت هـذه السلسلة من المقالات عـنه ، آملاً منها أن تستـنهـضَ ذاكـرته ويستـرجع حِـرصَه ويعـمل بحـكـمته .
في بـداية تعـيـينه أسـقـفاً في أبرشية أسـتراليا كـنـتُ قـريـباً منه كأحـد أبناء الكـنيسة ، أحاوره بأمور ذات صِلة بالمؤمنين أبناء الله ، ليكـون قائـداً ناجحاً نـتباهى به في المجـتمع الأسـتـرالي عامة ، كـمسيحـيّـين أولاً وكـلـدانيّـين ثانياً ، ثم ألـقـوشـيّـيـن كـنـتيجة طبـيعـية أخـيراً . كان يستمع ويتعامل معي بإيجابـية في إتخاذ أي قـرار يخـدم أهـداف الكـنيسة ولصالح المؤمنين … وبعـد ذلك يـبـدو أنّ أمراً ما ، قـد تغـيّـر مما جعـل الأسـقـف يسـتـمع مطـيعاً إلى مَن يمكـنهم السيطرة عـلى قـراراته 100% ويقـودونه سـواءاً من الـذين حـوله أو سادة أعـلى منه .
حـواري معه :
أبلغـته عـن ظاهـرة غـريـبة ليست من أسس عـقـيـدتـنا المسيحـية ولا نهجها ، حُـشِـرَت عـمـداً في كـنيستـنا وهـو يجهـل معـناها ، عـلماً أن الـذين يُـمثــّـلـون أمامه بأنهم مخـلـصون له ( بـدءاً من شماسه المرسـوم فـصاعـداً ) لم ينـبّـهـوه ! كي تـبقى الأخـطاء معـلـقة في أبرشـيـته إهانة لشخـصه كأسـقـف .
ولمّا فـسّرتها له إقـتـنع فكان ردّه إيجابـياً وأوصى بإزالـتها والجـميع اليوم يشهـدون حـذفها ! بالإضافة إلى ممارسة فـنية أخـرى لم تكـن لائـقة كـنسياً ، وذات تأثير سـلـبيّ إجـتماعـياً ، فأمر بإيقافها فـوراً .
هـكـذا تكـون صفات الـقائـد الناجح الـذي يعـطي أذناً صاغـية إلى الآراء الـبنّاءة لـذوي النيات المخـلصة بعـيـدة عـن مَصالح شخـصية … وليس كما إنخـدع وأقـدَمَ عـلى زيارة ليس له فـيها ــ ناقة ولا جـمل ــ ولا تـفـيـده كأسـقـف ، ولا تـفـيـد الكـنيسة ولا المؤمنين ، ولكـنه إنجـرف وراء مَـن ( يستخـدمه لتحـقـيق مآربه ، كـشخـصية كـنسية رفـيعة تـرافـقه ) ! ….
وهكـذا حـين نـفّـذ طلب الخـبثاء الـبُخلاء الـذين أقـنعـوه كـشخـص ساذج ــ وهـو دكـتـوراه ــ بأن لا يُـدرَج إسم الشماس الغـير مرسوم ضمن جـدول القـراءات في الـقـداس …. متـناسياً تأريخ الكـنيسة عامة ، وبـلـدته ألـقـوش خاصة .
من جانب آخـر ، لـنـرى كـيـف يتـنـصّل عـن وعـوده التي قـطعها عـلى نـفـسه خلال محاوراتي معه في أولى أيامه بالمنصب الجـديـد . إنّ بعـض أصحاب العـرس لا يكـتـفـون بكاهـن واحـد لإقامة المراسيم (( وكأنّ العـملية شاقة بحاجة إلى خـبَـراء )) بل يسـرّهم التباهي أمام الناس بمشاركة الأسـقـف في طـقـوس الـ ــ بـوراخا ــ ولكـنهم يتـذمّـرون من أجـرته الشخـصية الباهـضة والمفـروضة مقـدّماً ، عِـلماً :
(1) أن كافة نـفـقات الحـياة لرجـل الـدين راتبه الشهـري كمصروف في الجيب ، وحـتى بعـد إستـقالته وأطال الله بعـمره ، هي من خـزينة الكـنيسة ، وبالتالي نـقـول له : (2) أنت صورة للمسيح فإن كـنـتَ صادقاً إقـتـفِ آثار المسيح . (3) أخـذتَ مجاناً فإعـطِ مجاناً (4) لا تعـبـد الله والمال (5) لستَ بحاجة شخـصية إلى نـقـود إضافـية … طالما قـرأتَ (1) !.
كـنـتُ قـد تـطـرّقـتُ في إحـدى حـواراتـنا مع الأسـقـف أميل إلى هـكـذا موضوع ، فـقال لي :
حـين أكـون متـفـرغاً في هـكـذا مناسبات ( مراسيم الزواج ــ بوراخا ) فأنا سأشاركها مجاناً سـواءاً أكـون مـدعـواً أم لا ! وكما كـتـبتُ في المقال السابق (( إنّ نسمات الصباح جـرفـت أقـواله مع الرياح )) فالأيام جعـلته غـيرَ وفيّ لكلامه ، واليوم مقـدّماً تُـفـرَض أجـور مشاركـته ، لن تـقـنِـع الناس مهما تكـون حجـته .
وقـد يقـول بعـض المنافـقـين الفارغـين : لماذا يصرف أهـل العـرس آلاف الدولارات ولكـنهم يستكـثرون هـذه الأجـور للأسـقـف ؟ …. فـلـيسمحـوا لي بكـلمة عامة بهـذا الشأن :
أولاً : إقـرأوا الـنـقاط الخـمس في أعلاه .
ثانياً : قـد يكـون لي وللـناس ، شأن آخـر يخـدمنا حـسب قـناعاتـنا الشخـصية ، وليس لـيُـضيف الأسـقـف رقـماً أعـلى في حـساباته المصرفـية ، ولا حاجة لـيُـبـرّر مضايقـته لهم إنْ لم تكـن من عـمق إرادتهم (( أي بـدون تـسعـيـرة )) .
ثالثاً : نـفـترض أني أعـمل بجُهـد مُضني خـطير وبمـدخـول عالِ ، وكـلما أستـلم مُرتّـبي أسـتمتع بحـرقه في الـنار ولا أعـطي دولاراً لـفـقـير ، وأحـرم نـفسي عـن التمتع بالغـذاء والملبس والتباهي .. إنه أمرٌ يخـصني لـوحـدي ، ولـيُعـلـّـق الناس عـليّ ما يحـلـو لهم : ( سـذاجة ، بُـخـل ، قـتـر ، مرض …. ) فأنا أمارس حُـريتي وفـق منـظاري الشخـصي ومُـحَـرّكاً يـدايَ يميناً وشمالاً ــ دون أن أمسّ أنـفَ غـيري ــ وعـليه لا يحـق لأحـد محاسـبتي .
*************
بتأيخ 15 آب 2022 بعـثـتُ هـذا المقال إلى المطارنة الكلـدان ، وبتأريخ 25 آب 2022 قـرر السنهادس قـراره الظالم والمجـحـف بحـق أبرشيات الخارج :
مجانية الخدمة في كل أبرشيات العراق وتحديد رواتب الأساقفة والكهنة
إعلام البطريركية
قرر آباء السينودس في جلستهم المنعقدة مساء الثلاثاء 23 آب 2022 تعميم مجانية خدمة الأسرار في كل أبرشيات العراق (ما عدا حَسَنة القداس التي تدخل صندوق الأبرشية).
كذلك حدّد آباء السينودس رواتب الاكليروس في كافة أبرشيات العراق كما يأتي: الراتب الشهري للبطريرك والأساقفة مليون وستة مائة ألف دينار عراقي أي ما يعادل 1,050$ (ألف وخمسون دولار أمريكي). وراتب الكاهن مليون ومائتان وخمسون ألف دينار عراقي أي نحو 850$ (ثمانمائة وخمسون دولار أمريكي)، وذلك إعتباراً من الأول من شهر أيلول 2022.
“إذا أرادت المرأة ان تسقط تصبح عاهرة, و إذا أراد الرجل ان يسقط يصبح شرطى”
هكذا يقول الفيلسوف السلخر جورج برنارد شو. حبذا لو أزاد عليها واذا أردتَ أن تمتلك المال والجاه و…. أِصْبَحْ رجل دين حيث لك الضمان الأكيد والمضمون جاهاً وسلطةً ومكانةً والمهم منها كلها المال وال… *همسة في أذن أعلام البطريركية – البيان الختامي – سؤال بريء: هل المقصود رواتب الاكليروس في كافة أبرشيات العراق هذا المبلغ ( صافي مصفى) لو الآخرون في بلدان الشتات راتبهم – غير شكل – لأنهم يتقاضون حسب علمي ثلاثة اضعاف وأكرر ثلاثة أضعاف هذا المبلغ غير المبالغ المستحصلة!!! من جراء أداء الخدمات المجانية؟!!! – العماذ, البراخ , الجناز, تلبيس الحلقات !!!- وأزيدك من الشعر بيت – دورات التى يعدها الكاهن للمتقدمين للزواج وكأنه يعرف كل شئ عن أحتياجات الشابة والشاب من أمور حياتيه وغيرها !!! صدقوني لقد طفح الكيل وأصبحت الأمور لا تطاق وتجاوزت حدود المعقول , فأتقوا الله يا ذوي الألباب حينها لا ينفع مال ولا بنون – ولات ساعة مندم
سلام الرب والنعمة معكم