إلى سيادة غـبطة البطريرك لويس ساكـو الكلي الطـوبى والسادة الأساقـفة الأجـلاء المحـترمـين
م / توضيح
تحـية بالرب …
أيها الرعاة الجـليلون : لـقـد مرت أكـثر من سـنـتين ونـيـف تـقـريـبا من تعـيـين الأب جـوزيف إبراهـيم عـبد الساتر كـنائب رسـولي عـلى رهـبانيتـنا ، وقـد أوكـلوا إليه مهام إدارة الرهـبانية عـلى روح الـفـقـر والطاعة والعـفة ، ونـشـر المحـبة الأخـوية بـين الآباء والأخـوة الرهـبان ، وإجـراء الإصلاحات الداخـلية والكـف عـن التجاوزات الروحـية والمادية .
لكـن مع الأسـف ، بعـد كل هـذه الـفـترة نلاحـظ أن الأب جـوزيف إبراهـيم عـبد الساتر ، يفعـل العكس ، هـوذا يهمل إرادة الكـرسي الرسولي خائـنا الرسالة الموكـلة إليه ، شاغلا باله وإهـتمامه الحـثيث عـلى كسب رضى الرؤساء بالخـداع والمرائية ، وتصنـّـعه المزيّـف بأسالـيـب الكـذب والـتـقـنّع ، والفساد المالي والإداري ، وقـيامه بالسرقة المشروعة وذلك بعـمل ترميمات في الأديرة وتـدمير معالمها الروحـية والحـضارية في المنطـقة ، وإقامة مشاريع رهـبانية ، والرهـبان في غـنى عـنها . كـل ذلك فـقـط في سـبـيل الإخـتلاس المالي مُبرراً إيّاها بفـواتير مزيفة ، يتـقاسـمها مع أخـيه السيد إيلياس عـبد الساتر الذي عـيّـنه مديرَ مشاريع البناء ( مقاول بناء ) ، وتعـيـين أخـيه الآخـر السيد بـيار عـبد الساتر مديرا ومدقـقا في اللجـنة المالية لحسابات الرهـبانية ، وهـذا ينافي الـقـوانين الموجـوده في مجـموعة القوانين الكـنيسة الكاثوليكـية والتي تدعـو إلى ــ إستبعاد ــ مِن مجلس الشؤون المالية كـل مَن تربطهم قـرابة الدم أو المصاهـرة للرئيس (( حـتى الـدرجة الرابعة )) . لا بل ، قـد خـصص للأول راتبا ــ ينافي العـدالة الإجـتماعـية والضمير الإنساني ــ والذي قـدره 60,000 ألف ( ستون ألف ) دولار أميركي سنويا ، والثاني راتبا بمقـدار 50,000 ألف ( خمسون ألف) دولار أميركي سنويا !! أليس هـذا إثباتا عـلى سرقة أموال الوقـف الرهـباني ؟ هـذا فـضلا عـن تواجـدهم وسكـنهم في الجـناح الداخـلي للرهـبان ( حـرمة الدير ) وفعلا فـقـدَ الدير قـدسية الحـياة الديرية ، وإنـتُهـِكـت الشؤون الداخـلية للرهـبان .
لم ألمس حـتى الآن روحَ المحـبة والتسامح والـفـقـر ، ولا روح الوداعة في شخـصية النائب الرسولي ، لا بل وجـدتُ فـيه صفات روح الغـضب والحـقـد والإنـتـقام والمصلحة المادية والمجـد الشخـصي الباطل . وعـلى سـبـيل المثال ، إشـترى سيارة خاصة له بقـيمة 70,000 ألف دولار أميركي تـقـريـبا ، وقلايته التي أمر بترميمها غـدَت جـناحاً فخـماً مع حمامه الجاكوزي الحـديث الفاحش بالرخاء والرفاهـية ( قلايّة رهـبانية سبعة نجـوم ) ، والتميـيز العـنصري بتـشـغـيل أيادي عاملة لبنانية مستوردة بأجـور عالية مما أثار إستياء الشعـب العـراقي المؤمن في المنطقة ، والذي هـو بأمس الحاجة للعـمل من أجـل كسب العـيش ، وأيضاً سـفره الدائم إلى خارج البلد دون مبرر ، وغـيابه المتواصل عـن الدير ومصاريفه الخـيالية ، وهـروبه أكـثر من ثلاثة أشهـر إلى لبنان وتركه الدير . هل كل هـذه المعـطيات تـنبئ بنجاح الرهـبانية وإزدهارها ؟ !! إنّ هـذا النائب الرسولي الذي نلقـبه نحـن الرهـبان بـ ( الشهـيد الهارب ) يدّعي في كل محـفـل بأنه مستعـد للشهادة من أجـل العـراق ، وها هـو يهـرب مراراً وتـكـرارا بحجج واهـية !!!
أمّا ما يتعـلق بشأني ، لـقـد وصلتُ إلى كـندا في نهاية الشهـر السادس ، هـل يا ترى وبهـذه الـفـترة القـصيرة سوف أدان بالإقـصاء !! ومنذ وصولي وحـتى الآن لم يصلني أي إتصال أو كـتاب رسمي من رئاستي الرهـبانية من أجـل العـودة أو الإنـذار ، لا بل ، إتصل الأب جـوزيف من لبنان بالأب سامر قـبل شهـر قائلا : أبقـوا الآن خارج العـراق لأن الوضع مخـيف في العـراق ، وخاصة في هـذه الفـترة الحالية بعـد إستيلاء جـماعة الداعش عـلى دير مار كـوركـيس ، وهـروب الرهـبان من دير ألـقـوش إلى هـنا وهـناك كما تعـلمون ، وهـروب الأب جـوزيف عـبد الساتر أيضا إلى لبنان وغـيابه طـيلة هـذه الأشهـر الأخـيرة تحـت حجج مزيفة .
يا سيادة البطريرك المحـترم : أثـناء زيارتك الأخـيرة إلى تورنـتـو في شـهـر حـزيران السابق أيضا ، إتصلتَ بي من خلال التـلفـون النقال للأب نياز توما المحـترم ، وقـد طلبتم مني والأب داؤد بفرو المدبر الرسولي عـلى كـندا ، أن أخـدم في كـنيسة تورنـتـو بصورة مؤقـتة ، ولم أرفـض طلبكم في سـبـيل خـدمة أبناء طائفـتي ، والأمر الوحـيد الذي طلبته منكم آنـذاك هـو الحـصول عـلى كـتاب رسمي من رئيسي الأعـلى ، ومنـذ تلك اللحـظة إخـتـفـيتم ولم تعاودوا الإتصال بي ، كان ينبغي عـلى الأقـل إبلاغي بالجـواب سواءاً كان رفـضاً أو قـبـولاً .
أيها السادة الأجلّاء : إنـني لم أقـدم عـلى الإنـتماء أو نـقـل إلى أبرشية ما ، لا بصورة شفهـية ولا بصورة خـطـية ، ولم أطلب كـتاب إنعـتاق من رهـبنـتي . وقـد ذكـر حـضرة الأب الفاضل سالم ساكا الخـبـير القانوني في شرحه : إنَّ القانون عـندما يستخـدم تعـبـير ’’ فـصل الإنـتماء ‘‘ يقـصد أنَّ إنـتماء هـذا الإكـليريكي إلى هـذه الإيـبارشيّة أو إلى إكسركـية أو مؤسَّسة رهـبانية … إلخ ، لم يعـد ساري المفعـول ، بمعـنى أنَّه قـد تمَّ تغـيـير إنـتمائه من هـذه الإيـبارشية إلى إيـبارشية أخـرى ، أو من هـذه المؤسَّسة الرهـبانية إلى مؤسَّسة رهـبانية أخـرى … ولكـن لكي يتسنَّى لإكـليريكي منـتمي إلى إيـبارشية ما ، أن ينـتـقـل إلى إيـبارشية أخـرى عـلى وجه صحـيح ، يجـب أن يحـصل عـلى كـتاب فـصل من أسـقـفه الإيـبارشي مُـوَقـع بـيده ، وكـذلك يقـتضي أن يحـصل عـلى كـتاب إنـتماء من الأسقـف الإيـبارشي للإيـبارشية التي يرغـب في الإنـتماء إليها ، ومُوَقَّعاً بـيده .
إنَّ كـلـتا الرسالتين ضروريـتان لكي يتمّ الإنـتـقال عـلى وجه صحـيح . بحـيث إذا أُعـطيت إحـدى الرسالتين ورُفـضتْ الأخـرى ، فـفي هـذه الحالة لا يمكـن أن يتمَّ إنـتـقال الإكـليريكي من إيـبارشية ينـتمي إليها سابقاً إلى إيـبارشية ثانية يرغـب الإنـتماء إليها . هـذا يعـني وجـوب وضرورة موافـقة كلّ من الأسقـفـين المعـنيـين بالأمر ( القانون/359 ) .
يا سيادة البطريرك الكلي الطوبى : إنـني إلى حـد هـذه اللحـظة راهـب وألـتـزم برهـبنيتي ، ولم أطلب الإنـتماء ولا النقل إلى أبرشية كلدانية مطلقا ولم أكـتب طلب الإنعـتاق من الرهبانية إطلاقا مثل بقـية الرهـبان الذين أدرجـت أسماءهم في الكـتاب ، فأتساءل : إسـتـناداً إلى أي قانون ، تعـتبرونـني فـيها خارجاً عـن القانون وتوقـفـون درجـتي الكهـنوتية ؟؟ عـلما أن جـميع الـقـوانين التي ذكـرها الأب سالم ساكا المحـترم لا تـنطبق عـلى وضعي وحالتي ؟؟ إن أمري مبنيّ عـلى بنود حسب قـوانين الرهـبانية واللائحة الداخـلية للمؤسسة الحـبرية ، لأنـني ما زلت أنـتمي إلى الرهـبنة .
فـضلا عـن هـذا أريـد الإفـصاح عـن أمر حـدث سريا بـيني وبـين النائب الرسولي جـوزيف عـبد الساتر الدجال . حـينما عُـدت إلى العـراق في شهـر نيسان السابق وبعـد نيلي درجة الماجسير في التربـية الإجـتماعـية من الجامعة الساليزيانية في روما ، إستدعاني الأب جـوزيف النائب الرسولي الحالي إلى مكـتبه ، وقـد إتـفـق معي سرياً قائلا لي :
(( أنت روح هلّا ، وزور أهـلك وإحـضر الزفاف ، وحاول تـدرس الوضع في كـندا وشوف الجامعات ، من أجـل تكمل دراستك ، حـتى الأب روني يجي معاك بعـدين ، وبنفس الوقـت نـقـدر نـفـتح إرسالية رهـبانية هـناك ، بما أنه أهـلك هـناك إعـتمد عـليهم حاليا وإبقَ عـدهم إلى أن تـدبر المسألة ، و ما عـليك إذا آني قـلت إلى مجلس المدبّـرين أنه راح ترجع ، أنا راح أقـنعهم بعـدين خـيّي )) .
وعـليه إعـتمدتُ عـلى بعـض من المؤمنين ، عـمل لي أوراق من فـيزا السياحة إلى الفـيزا الدراسية ، ليتسنى لي مجال الإقامة وإكمال دراستي ، وحاليا أنا أحـضر كـورس اللغة الإنكليزية عـلى حسابهم الشخـصي . ولا يغـيب عـن بالكم أنـني كـنت في إيطاليا وهـو بلد مدرج ضمن لائحة معاهـدة جـنيف الذي يستـقـبل اللجـوء ، ولديّ إقامة إيطالية سارية المفعـول لمدة سنة ونصف أخـرى ، فـكـيف أقـبل كلاجئ في بلد آخـر في هـذه الفـترة الوجـيزة ؟!!!
إن رغـبتي الوحـيدة هي إكمال دراستي ونيل شهادة الدكـتوراه في إحـدى الجامعات المعـروفة والناطقة بالإنكليزية في إنكـلـترا وأميركا وكـندا وليس لدي الإستعـداد لـترك الرهـبانية الأنطونية الهـرمزدية التي ترعـرعـت بـين أحـضان قلاياتها منذ خمسة عشر سنة ، والإنـتماء إلى مؤسسة أو أبرشية أخـرى . فأتساءل هل يا ترى ، الرغـبة في إكـمال الدراسة تستوجـب الإقـصاء من الكهـنوت ؟!! وقـد أفـصحـت عـنها مراراً وتكـراراً للأب جـوزيف عـبد الساتر ، ولكـن ومع كل الأسف الأب جـوزيف ، الذي يمتاز بالشخـصية الإزدواجـية والمرائية ، قـد نكـث بوعـوده وخانَ الإتـفاقات وفـق مصلحـته الشخـصية ، وإهـتمامه الوحـيد بـبناء مستـقـبله وعائلته عـلى حساب رهـبنـتـنا . وأرفـق لكم طـياً كـتابه الموجه لي وللأب روني إسحـق الراهـب مسبقا ، وموافـقـته المبدئية من أجـل إكمال دراسة الدكـتوراه في أميركا وكـندا ، والدراسة الميدانية التي كان يجـب أن يقـوم بها حـضرته والأب جـبرائيل معا ، ولكـنهما لإنشغالهما الشخـصي لم يفعـلا شيئا .
وأخـيرا ، أيها الأساقـفة الأجلّاء ، لـقـد وضحـت لكم وضعي ، فـلـقـد أصبحـت ضحـية إنـتـقام هـذا النائب الرسولي الظالم ، الذي إسـتغـل الفرصة ليُـفـرغ زوبعة كـرهه وحـقـده الدفـين بسبب إعـتراضي عـلى وجـود إخـوته في الدير ، عـوضاً عـن أن يقـدّم لنا دَور الراعي الصالح ، ويـبحـث عـن أعـضاء الرهـبانية ويتـفهم مشاكلهم ، وأن يُـظهـر عـطـف الأب وحـنانه مع أبنائه ، لكـن مع كل الأسف ( رجَـونا فـيه أن يكـون نعـمة للرهـبانية ) غـدا نقـمة عـلينا وعـلى مستـقـبل رهـبانيتـنا ! فهـل ما فعـله النائب الرسولي هـو علامة عـدالة وإنصاف ؟!! هـل هكـذا سينهـض هـذا الراعي الصالح بالرهـبانية قـداسة وثـقافة ؟. يحـضرني قـول الشاعـر في هـكـذا ــ راعي صالح ــ الذي سيحـمل الرهـبانية نحـو الهلاك ، فـيـقـول :
لمَن نـشـكـو مآسـينا ـــ ومَن يصغي لشكـوانا ويُجـدينا
أنـشـكـو موتَـنا ذلاً لوالـيـنا ــ وهـل موتٌ سـيُحـيـينا
قـطـيعٌ نحـن والجـزّارُ راعـينا ــ ومَنـفـيّـون نمشي في أراضينا
ونحـمل نعـشـَـنا قِسرا بأيـدينا
وأخـيرا أطلب العـدالة والإنصاف عـند إتخاذ الـقـرارت حـتى ( لا يحـترق الأخـضر باليابس ) ومتـذكـّـرين قـول المسيح ! . فـلـو عـلِـمتم ما هـو : (( إني أريد رحمة لا ذبـيحة )) ؟ لـَـما حكـمتم عـلى الأبرياء ، فإن إبن الإنسان هـو رب السبت أيضا ) متى 12: 7.
ودمتم في حـماية العـذراء مريم أم الكـون ، وفخـرا للطائـفة الكـلـدانية والكـنيسة جـمعاء .
الأب أيوب شوكـت الراهـب
8/10/2014
ملاحظة: سوف يكون لنا تعليق مفصل عليها مستقبلا
كل راهب وكاهن مخلص ويحب ويخاف على الكنيسة الكلدانية. هو غير مرغوب به من الهرطوقي ابو السوربون الملا لويس ساكو .هرطوقي وعلى الاساقفة الكلدان اجباره على ان يستقيل او ايقافه من رئاسة الكنيسة الكلدانية.