بطاركة كـنيسة المشرق الرسولية منذ الإتحاد الأول حـتى يومنا هـذا

الأب نوئيل كـوركـيس 

لوس أنجـلـس ــ كالـيفـورنيا ــ 2013

نـشـر بحـلته الجـديدة ــ سان ديـيـﮔـو – كالـيفـورينا 2020

ملاحـظة : أعـيـد نـشـر هـذه السلسلة مرة أخـرى بعـد أن تم تـنـقـيحها مع إضافة وحـذف بعـض الـفـقـرات منها .

القسم الأول 

المقـدمة

إن شعـوب بلاد ما بـين الـنهـرين إعـتـنـقـوا الإيمان المسيحي منـذ بداية الـقـرن الأول للميلاد عـلى أيدي رسل المسيح أنـفسهم . فـمار توما ܬܐܘܡܐ (إسمه الحـقـيـقي يهـودا لأنه كان يشبه المسيح لـذا لـقـب بالـتـوأم ) وهـو أحـد الإثـني عـشر تـلميذ ، ويُعـتبر شفـيع كـنيسة المشرق ، ومار أدّاي الرسول ܡܪܝ ܬܕܐܘܣ ومار ماري ܘܡܪܝ ܡܐܪܝ مُـتـلمذه ، وهـناك رسل آخـرون لم يـذكـرهم التأريخ بشروا في أرض شرق نهـر الـفـرات ، منهم الرسول ܫܡܥܘܢ ܛܢܢܐ شمعـون طنانا (سمعان الغـيور) ، وصل هـذا الرسول إلى مراﮔا (مراغا) – أيران وفـيما بعـد عاصمة المغـول في زمن جـنـﮔـيـزخان وهـولاكـو في بلداننا ، لـذا هي واحـدة من أقـدم الكـنائس الرسولية ، أدارت ذاتها بذاتها مستـقـلة حـرة وفي الـوقـت ذاته متحـدة إيمانيا مع الكـنيسة الكاثوليكـية دون أيّ رشق بالحـرومات مع تـبـنيها سياسيا بالتعـليم النسطوري فـيما بعـد ، وتوسعـت خارج رقـعـتها الجغـرافـية حـتى وصلت إلى الصين ومغـوليا ووو ، مع الأسف خسرناهم كـلهم واليوم إنحسرت كـنيسة المشرق بـين أبنائها الأصلاء بأسمائهم الفسيفـسائية الجملية المتعـددة من الكـلدان والآثوريـين كما يسمون ذاتهم اليوم بإفـتخار . هـناك بقايا من المغـول بعـدد الكلدان في العـراق وأكـثر بزيادة ، يتخـذون إسم كـنيستهم ” كـنيسة المشرق ” بدون راع وغالـبـيتهم في إحـدى دول أوربا الشرقـية ولي صديق منهم يعـيش حاليا في إسرائيل ويعـتبر نفسه كـلدانيا وسجل هـوية إبنه في دولة إسرائيل كـكـلـداني وعـمّـذه كاهـن لاتيني حسب الطقس الكـلـداني ، يرغـب بالإنضمام إلى الكـنيسة الكـلـدانية الرسولية مع قـبول الرسامة الكهـنوتية لخـدمة شعـبه بني قـومه ( من الغـريب أنهم كانوا يقـدسون عِـوَض الخـمـر بحـلـيـب الإبل )، لنا رجاء بالرب الكـنيسة أن يتم ذلك في المستـقـبل . في البداية كانت التسمية للـرئيس الأعـلى لكـنيسة المشرق ــ الجاثاليق ــ ثم إتخـذ تسمية البطريرك .

مار شمعـون الثامن يوحـنا سولاقا أول بطريرك متحـد  

إنـتخِـب رئيس دير الربان هرمزد – ألـقـوش في شمال العـراق مِن قِـبَل ثلاثة من الأساقـفة ( أسـقـف أربـيل – عـراق ، سَـلامَس – إيران ، أورمْـيا – إيران) وجمع كـبـير من الكهـنة والشمامسة والرهـبان ووُجـوه من مدينة الموصل ووُكلاء الكـنائس في بغـداد ، والكـرخ ، والجـزيرة ، وتبريز ، ونصيـبـين ، وماردين ، آمـد … ليكـون بطريركا عـليهم ومِن ثم تأيـيده مِن قِـبَـل بابا روما ، وإتخـذ لقـباً له بإرجاع إسم شعـب كـنيسته بطريرك للكـنيسة الكلدانية ، وجـدير بالذكـرأن إسم الكلدان كان مستعـملا قـبل مار شمعـون الثامن يوحـنا سولاقا أكـثر من مئة عام أي في عام 1445 في قـبرص ، فـليس بابا يوليانوس مَن سمى كـنيسة الكلدان ولكـن الشعـب الكلداني نفسه قال لروما أن لا تدعـوهم بالنساطرة وإنما يسموهم بإسمهم الأصيل ( كـلـدان ) كـشعـب وليس كمذهـب ديني مسيحي ، لأنهم بإتحادهم مع روما إتـبعـوا المذهـب الكاثوليكي مع الإحـتـفاظ بتـقـليدهم الكـنسي ( ولكـن اليوم أصبحـوا لاتين أكـثر من الـبابا نفسه وذلك بغسل أدمغـتهم بأنه لا وصول إلى الملكـوت إلّا بالـتمسّك بجـلباب الـبابا ) ، لأن أحـفاد هـذا الشعـب الكلداني قـبل المسيحـية كانوا يعـبدون آلهة وثـنية مثل مردوخ ، عشتار ، أشور .. مع أن إبراهـيم خـرج من أور الكـلـدانيـين حسب ما أمره الرب أن يخـرج إلى الأرض الـتي سوف يُـريه .

لـذا فإنه منذ ذلك اليوم وحـتى الآن يُستعـمل هـذا الإسم في كـنائسنا المشرقـية ، بالرغم من تبديل الكـراسى في عـدة أمكـنة وتغـيـير البطاركة وقـطع علاقـتهم مع روما وإتحادهم معها مرة أخـرى . لـلتأكـيد بأن الكلدان كانوا شعـب في كـنيسة المشرق وقـبل مذهـب مسيحي كاثوليكي وقـبل إتحادهم مع روما ، حـيث نصلي في ترانيم الشهـداء لرمش يوم الجمعة من كـتاب الحـوذرا هـذه الترنيمة من الـقـرن الرابع عـندما كان يحـصد سيف شابور الثاني الساساني (الايراني) (340-379) رقاب الشعـب الكلداني المؤمن وتـقـول : ” إن ملك العُـلى مع جـنـده ، كان في عـون جـمع المؤمنين . فـقـد صدر الأمر : أن يـقـتـل الشهـداء الأبرار بحـد السيف . بُهـت الكـلـدان وهم وقـوف ، ورفعـوا الأصبع قائـلـين : عـظيمٌ إله المؤمنين ، فهـو يخـلصهم وإنْ هـو لا يُـرى “.

ܡܲܠܟܵܐ ܕܪܲܘܡܵܐ ܥܵܡ ܦܵܠܚܵܘܗ̈ܝ، ܣܲܝܲܥ ܠܓܘܼܕܵܐ ܕܲܡܗܲܝܡܢܹܐ، ܢܦܲܩ ܦܘܼܩܕܵܢܵܐ ܕܢܸܬܼܩܲܛܠܘܼܢ، ܣܵܗܕܹ̈ܐ ܟܹܐܢܹܐ ܒܝܲܕ ܣܲܝܦܵܐ، ܬܗܲܪܘ ܟܲܠܕܵܝܹܐ ܟܲܕ ܩܵܝܡܝܼܢ، ܘܲܙܩܲܦܘ ܨܸܒܥܵܐ ܟܲܕ ܐܵܡܪܝܼܢ، ܕܪܲܒ ܐܲܠܵܗܗܘܿܢ ܕܲܡܗܲܝܡܢܹܐ، ܕܟܲܕ ܠܵܐ ܡܸܬܼܚܙܹܐ ܦܵܪܹܩ ܠܗܘܿܢ܀

ترنيمة باللغة الآرامية  كرشوني: “ملكا دروما عَـم ﭘَـلحاو ، سـيّع لـﮔـودا دَ مْهَـيمني ، نْـپـق پـوقـدانا د نِـثـقـطـلـون ، سهـدي كـيني بْـيَـد سَـيـپا ، تـْـهَـر كـلـدايي كـذ قايمين ، وزقـپ صِبعا كـذ آمرين ، د رَب آلاهـون دَ مْهَـيمني ، د كـذ لا مِثِحـزي پـارق لهـون “

جـميع الأسماء التي إستعـمِلت عـلى كـنيستـنا خلال 2000 عام من أسماءٍ وألـقاب في تأريخ كـنيسة المشرق : كـنيسة فارس ، الكـنيسة النسطورية ، الكنيسة الشرقـية الآثورية ، الكـنيسة الكلدانية ، الكنيسة الكلدانية النسطورية ، كـنيسة بابل الكاثوليكـية ، كـنيسة بابل عـلى الكـلـدان ، كـنيسة الـتـقـويم الـقـديم ، الكـنيسة الشرقـية الآثورية الرسولية الكاثوليكـية … هي أسماؤنا وتأريخـنا ونفـتخـر بها جـميعا لأن كل إسم هـو جـزء مهم من تأريخ كـنيستـنا المشرقـية العـظيمة ويجـب أخـذ صالحها مع طالحها . مع أن اليوم هـذه التسمية ” كـنيسة المشرق ” لا تلبي الـقـصد الصحـيح لأن غالـبـية شعـبها خارج الشرق يعـيش في القارات أميريكية وأوربا وأستراليا ، وإذا إستـمرت الظروف كما تسير الآن في العـراق من سيء إلى أسوء فإنهم سـينـقـرضون من الشرق ، لـذا من الحكمة لـلرؤساء أن يفكـروا في أن يكـون لهم مراكـز قـوية حـيث يعـيش غالـبـيتهم في هذه الدول ويكـفي صراخ وبكاء لـلرجـوع إلى الأطلال وتخـوين أبنائها .