اولا ً في العهد القديم
ان الله يتَدخل في وقت الذي هو يراه مناسب وجيد وحسن للتدخل وليس حين يطلب البشر منهُ ذلك.
حين يتدخل الله يكون تدخله بكل حكمةِ هو الخلاص
والحل النهائي لمشكلة البشر وفوق ما يريد البشر ذلك .
في الكثير من الأمثال لتدخلات الله في التاريخ البشري الأيماني في الكتاب المقدس .
مثلا تَدخل الله حين كانت سارة عاقر فتدخل الله ووهبها اسحاق . وكان اسحاق حامل شعلة الأيمان في كل وقت ومشى مع الرب في طريق الأيمان العميق وأصبحت لأسحاق علاقة جداً عميقة مع الله . اذن نرى هنا تدخل الله وكان تدخله للخلاص وليس فقط تدخل عادي بل تدخل عميق وجذري وكان لتدخله تغيير مجرى البشرية .. لأن اسحاق اصبح وريث العهد الذي قطعه الله لأبينا ابراهيم حامل العهد وهو اصبح من بعدهُ اب البشرية .
مثل اخر من العهد القديم
تَدخل الله في قصة يوسف حين باعوه اخوته وصار عبيد ودخل للسجن ولمدة غير قصيرة بل تعدت سنين وكان يوسف في ضيق وصعوبات جمة كأن الله ترك يوسف لوحده.. ولكن. (( الله يعمل بصمت عظيم)) ويحضر ليوسف عمل عظيم وحل اعظم لمشكلته بل هو الذي عمل بيوسف ذلك كي يُخلص العالم من مجاعة كادت ان تقتل البشرية جمعاء لولا حكمة الله وعمل الله وتدخل الله.. تدخل وتوقيت غير عادي بل ما فوق العادي اي جعل من يوسف الرجل الثاني بعد فرعون . . اي رفعهُ الله الى مكان كان قد اعدهُ له قبل سنين وهو كان عند ابيه يعقوب… فكان يُريهِ احلام كثيرة وبواسطة الأحلام علم يعقوب عمل الله وخطة الله ليوسف . ولكن بنفس الوقت انزعج اخوة يوسف منهُ حاولوا قتله ولكن الله لهُ خطة مع يوسف فلم يقتلوه انما باعوه .. ومن هنا بدأ الله التدخل في حياة يوسف كي يعمل معه العمل العظيم المُعد لهُ منذ الخلق . ولكن توقيت الله يختلف عن التوقيت البشري .. حين طلب يوسف كأنسان من ساقي الملك ان يذكرهُ عند الملك لكن الساقي نسى يوسف لمدة كأن (((الله يقول ليوسف هنا اترك الأمر لي لا للبشر ))).. الى حين تدخل الله بتوقيت كي يجعل من يوسف رجل عظيم في مصر والعالم . هنا نلاحظ حين تدخل الله غير مجرى التاريخ مرة أخرى. ورفع يوسف الى اعلى مرتبة بمصر بعد فرعون .. نرى هنا أن توقيت الله هو غير ما اراد يوسف بعجلة بل بتوقيت حكيم وتدبير عظيم وحكمة اجرى الله هذا التدخل . من بعد التدخل اصبح يوسف الأنسان الذي خلص مصر والعالم وقتها من مجاعة كانت يمكن لو لم يتدخل الله وانذر فرعون بالحلم لما نجى بني البشر من المجاعة العظيمة التي حدثت لسبع سنوات . اذن نرى هنا ايضا ان تدخل الله تدخل خلاصي ونهائي ليس بعده اي تدخل اخر من قبل البشر . بل يجعل الله تدخلهُ تدخل وحيد خلاصي و ابدي .
ثانياً في العهد الجديد
ان التَدخل الاهم والاعمق والابقى هو تدخل الله في العهد الجديد .. حين تدخل بشخص أبنه يسوع المسيح الذي هو جوهر وكلمة الله .. الذي غير مجرى التاريخ الخلاصي للبشرية جمعاء .
هذا التدخل الذي هو تدخل خلاصي ابدي كونه حمل للبشرية الغفران والخلاص من الخطيئة التي دخلت للعالم بأدم .
تَدخل الله في وقت كانت البشرية تأن وتبكي وترزح تحت ضغوط الكتبة والفريسيين الذين حولوا الشريعة والناموس الى وحش كاسر لا يرحم احدا ويدين كل واحد مهما كان بار او كان مؤمن وصافي بالقلب واخافوا الشعب من الله لذلك الرب يسوع المسيح قال لهم: لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ.” (مت 23: 13
هنا تَدخل الله وصحح افكار ومعتقدات عن الله واتى يسوع الناصري المُخلص الذي على يديهِ غفر الخطايا وعمل معجزات جعلت البشر مندهشين من عمل الله . انه هذا التدخل ليس بعدهُ اي تدخل اخر للبشر .
تدخل مثالي وازلي كاشف مُفسر
ان هذا التَدخل والتوقيت الإلهي توقيت مثالي حمل
معهُ كل الحلول وكل المفاتيح وكل الأجوبة لكل البشر . انهُ تدخل غير مجرى التاريخ الأنساني بشكل نهائي . كشف فسر بسط فيها يسوع اعظم وصية في الكتاب المقدس وهي المحبة .. كشف فيها كل ما كان الله قد اوصى بهِ وتنبأ العهد القديم . فسر اعظم النبؤات عن المسيا اي المسيح . وبسط كلام الله وادخله في صميم الحياة البشرية .
بهذا التَدخل وضع الله كل شيء في مكانه . وحرر البشرية من كل الضغوط الارضية وفتح العيون الى رحمة ومحبة الله وحنانه وحكمته.
توقيت الله المثالي
ان لله توقيت تَدخله في حياة المؤمنين ليس كما يرغب ويطلب المؤمن ذلك في الحال او بأقرب وقت . بل الله ينتظر يصبر ويرى ويتعمق ويُدبر ويتدخل في وقت الذي يراه انهُ الوقت المثالي حسب حكمة الله وتوقيتهُ وليس حسب التوقيت البشري . لذا حين نريد من الله ان يتدخل في حياتنا لا يتدخل بل يتركنا نصلي ونصلي ونصلي ونطلب الكثير الى ان تحين الساعة والتوقيت المثالي لتدخله كي يعمل معنا في تدخله الحل النهائي لأي شيء يراه هو انه مناسب للتدخل وبحاجة للتغيير منهُ. . لكن نحن البشر بطبيعتنا نحب ونريد ان تجري حل المشاكل والصِعاب بلحظة وبسرعة البرق.
لكن الله يريد منا الصبر والتعلم بطريقة أيمانية التعايش مع المشكلة والضيقات ربما نحن نراها مشكلة ولكن هي غير ذلك عند الله .. ربما مع الزمن الله يغير فكرنا ويتضح. لنا ما حسبناه ضيق او صعاب كان نعمة لنا ولم نعلم في وقتها إلا بعد مرور وقت معين .
لماذا يريد الله ذلك يحدث؟؟
اتعلمون لماذا يحصل كل ذلك؟؟ لكي نكبر ونتقوى وينضج أيماننا والثقة بالله تكبر تتعمق ونستطيع مواصلة الحياة بقلب مؤمن واثق وحقيقي ان الله يتدخل بتوقيت مثالي .. رغم ما تحمل لنا فيها الحياة من المشاكل والصعاب ربما نحن نحسبها بهذا المنظار وهي ليست كذلك .. ونفس الوقت يريد منا ان نصلي ونطلب العون منهُ في حياتنا وان نتقرب منهُ بالصلاة العميقة .. ولكن كما قلت سابقا توقيت الله غير توقيت البشر . ويوجد الكثير الأمثلة من الكتاب المقدس على ذلك التدخل الإلهي.
في الخِتام
يجب علينا كمؤمنين بالتوقيت الإلهي ان نرى أبعد مما هو امامنا .. مرات كثيرة الله يضع امامنا عقبات كي يبعدنا عن امر نريد ان نفعلهُ الأن لسبب ما يبعدهُ الله عنا.. أما انهُ غير صالح لنا أو لم يحن الأوان لهُ حسب التوقيت الإلهي . لأن توقيت الله غير توقيتنا . لذا علينا كمؤمنين وابناء وبنات الله . ان نتعلم معرفة الأستسلام لتوقيت الله كي نعمل كما هو توقيت وخطة الله لنا في كل اوقات حياتنا .. لذا علمنا الرب يسوع المسيح في الصلاة الربية وقال (( لتكن مشيئتك)) بمعنى آخر يسوع يقول لنا صلوا بعمق القلب الفكر والروح بكل ثقة تامة في الله ..هكذا قولوا دائماً
حسب توقيتك انت ياالله لا توقيتي
حسب خطتك انت ياالله لاخطتي
حسب حكمتك انت ياالله لاحكمتي
حسب ارادتك انت ياالله لا ارادتي
حسب مشيئتك ياالله لا مشيئتي
حسب نظرتك ياالله لا نظرتي
حسب قدرتك ياالله لا قدرتي
حسب معرفتك ياالله لامعرفتي
حسب فهمك ياالله لافهمي
حسب علمك ياالله لاعلمي
حسب تقديرك ياالله لاتقديري.
حسب تدبيرك ياالله لاتدبيري
حسب قصدك ياالله لاقصدي
حسب قوة يدك ياالله لايدي
افعل كما عندك لا ما عندي
انت مُحب حكيم ديان ابدي
نعمة الرب مع جميعكم
بقلم: ابن كنيسة المسيح
ونعمة الرب معك يا ابن كنيسة المسيح
حقا ان نعمة الاستسلام لتوقيت الله تعطي محطات استراحة لخطط وانانية وسباق الانسان الذي يتصارع فيه مع عجلة الحياة من اجل الوصول الى اهدافه حسب توقيته الشخصي. وكم هو مجتمعنا المتسرع والهائج ماشياً على توقيته وليس على التوقيت الالهي
ابسط الامثال وهي كثيرة حولنا في العوائل بين الاخوة، وبين الاقارب والاصدقاء وحتى بين الجيران، وفي العمل بين اسرة الموظفين، وفي اماكن العبادة كالكنيسة بين مسؤوليها وحتى بين المتطوعين ، هناك من يريد ان يعلو على او يزيح الآخر ويسبق الاحداث لتغييرها بقوته وتوقيته الشخصي بدون المبالاة بتوقيت الله ومكانته وتدخله الذي بالتأكيد هو الذي سيغير الاحداث بحكمة وأناة حسب مشيئة الله كما نرددها في صلاته التي علمنا اياها.
اعجبتني نصيحتكَ الايمانية اعلاه يا ابن الكنيسة حيث تقول فيها: “اذاً علينا كمؤمنين وابناء وبنات الله ، ان نتعلم معرفة الأستسلام لتوقيت الله كي نعمل كما هو توقيت وخطة الله لنا في كل اوقات حياتنا”- انتهى الاقتباس
فكم بالاحرى يرفض الانسان المؤمن تدخل الله ومشيئته وتوقيته (الفوري احيانا، او المتأني الصبور احيانا اخرى)… ويفرض توقيته الشخصي السريع وقوته المحدودة على الله
أملي ان يصل صدى كلماتك الى كل ابناء كنيسة المسيح المؤمنين ومَن حولك ليعملوا بثقة واتكال كاملين مع توقيت الله، ولا يعتبروا ان حكمة الرب وتوقيته وصبره هما خسارة او ضعف او موت صامت