رجـلٌ والرجال قـلـيـلُ
وقـفـتـنا اليوم هي عـند شخـص نـتمنى وجـوده عـنـدما نريد المجاهـرة بالحـقـيـقة دون زيف أو تـزلف ، عـنـدما نريد أن نبني الإنسان قـبل المعـمار ، عـنـدما تكـون الشفافـية عـنوان في مصادر تمويلنا ونـفـقاتـنا ، عـنـدما نريد أن يعـلـوَ صوتـنا في جـميع المحافـل الـدولية ، عـندما تكـون أفكارنا محاذية وتصب في أعمالنا للتعايش السلمي مع الآخـر ، عـندما تـتـفـق بصماتـنا مع ما سبقـنا به آباؤنا الـقـديسين في البنيان والعـمارة ، عـنـدما نحاول أن نرى الإنجـيل في أرض الواقع في مساعـدة الـفـقـير والمعّـوِز ، عـنـدما نـتكلم عـن حـقـوقـنا المسلوبة والمهـضومة كأقـلية اصحاب البلـدٍ بنيناه بدماء شهـدائـنا .
غالبـيتـنا نـتـفـق عـلى أن هـذه القامة من المواقـف هـو سيادة المطران بشار متي وردة لا غـير . فـبحـق هو الراعي الحكـيم الذي سار ويسير عـلى خـطى الآباء في كـنيستـنا الكلدانية المقـدسة . لطالما أذهـلنا هـذا الشاب الجسور ، المغـوار ، والغـيور عـلى شعـبه وكـنيسته بمواقـفه العـلنية وأفعاله قـبل أقـواله . ولـقـد حـظيت بفـترة ليست بالـقـليله من الإحـتكاك بهـذا الدؤوب الصامت في فـترة حـياتـنا ونحـن صغار في معهـد شمعـون الصفا وإن لم تكـن لي رؤية واضحة عـن طموحاته وطروحاته حـينـذاك ، ولكـن بالتأكـيد تـيـقـنـت بعـد أن إلتـقـيته وهو كاهن وبعـد رجـوعه من السفر حاملاٌ معه شهادة الماجستير في ……. إن لهذا الشاب الطَموح رؤيةُ واضحة لمسيرة كـنيسته الكلدانية . فـقـد كان يصف لي خططه المستـقـبلية إن تسنى له إتخاذ الـقـرار ، وكل جـوارحه وأحاسيسه تـتـفاعل مع الوصف الـدقـيق لخـطواته الواثـقة .
إن وعـد فـقـد صدق
جـل إهـتمام الكاهـن الشاب (المطران لاحقاً) إنصب في التعـليم والصحة . فـقـد كانت فكـرته ” إذا أردت أن تـؤثر في شعـب ما أو أن تخـلق جـيلآ واعـيا من الناس قابلاً للتأثر بتعاليم ربنا وإلهـنا يسوع المسيح فعـليك أن تـبدأ في بناء وترسيخ الفكـر أولاً عـن طريق المدراس بكل مستوياتها إنـتهاءاً بالجامعات والمعاهـد ، وثانياً أن تـبدأ بتـضميد ومعالجة الجسد المعـلول حـتى تصل إلى نفسه وتطبع بها صورة إلهـك .
وهـذا ما لمسناه جـلياً وبشهـود أبناء رعـيته منـذ تسنمه أبرشية أربـيل كـرئيس أساقـفة . فـقـد عـمل بكل جـدٍ ونـشاط وألهـبَ المسنين قـبل الشباب بنشاطاته المتعـددة من أخـويات وحـلقات دراسية ودورات تـثـقـيفـية ودور مسنين ، جمعـيات خـيرية ، منح شـقـقاً للشباب المحـدودي الدخـل ، كما أنشأ أكـبر مجمع طبي (مستـشفى مريمانة) فغـدت أبرشية أربيل خـلية نحـلٍ من العـمل الدؤوب ليل نهار فـنما الجـميع سويةً بقـلـبٍ واحـد وفكـرٍ واحـد . كما توجه لبناء مدارس ورياضٍ للأطفال وتـوّج نشاطه بـبناء جامعة كاثوليكـية ذو الأقسام السبعة والتي أضيف إليها قسمان جـديدان للهـندسة فـلها من الكـوادر التعـليمية التي تـنافس جامعات كـثيرة بالعـلم والمعـرفة والرصانة ، وقائمة المنجـزات تطول…..
السامري الصالح
عـندما نذكـر سيادته نـتـذكـر ذلك السامري الصالح الذي ضمّـد جـراح الغـريب وجعـل من حـضنه مأوىً دافـئاً لإحـتواء مصاب أهـلـنا في العـراق أبان عام 2014 والتهجـير القسري عـلى يد جماعة الـتـفـكـير الإسلامي اللاإنساني (داعـش) وكـيف هـرع ومنذ الساعات الأولى بفتح أبواب الكـنائس ومزاراتها وأنـشأ لاحقاً مجـمعات سكـنية لإيواء 15000 عائلة ممن هـربوا من قـراهم وبلداتهم . كما إجـتهـد أن يوصل صوت هـؤلاء المساكـين إلى جـميع المحافـل الدولية والمحـلية عـلى السواء فـضرب مثالاَ رائعاً للآب الذي يوفـر الأمان والطمأنينة لأبنائه . فعـلى الصعـيد المحـلي إستطاع أن يحـتوي بعلاقاته الودية مع المسؤولين الأكـراد جميع التحـديات وتـذليل كل العـقـبات التي من شأنها أن تعـرقـل رسالته الدينية والتبشيرية بترجـمته الإنجـيل عـلى أرض الواقع والدليل التسهـيلات والتراخـيص في إدارة المرافـق الكـنسية من مدارس ورياض وجامعة ومستـشفى .
أما عـلى الصعـيد الدولي فحـدّثْ ولا حـرج فـلم يخـلُ مؤتمر دولي من أجـل السلام إلّا ودعي إليه فكان لشعـبه المغـلـوب عـلى أمره والمنهـك من أوضاعه الروحـية والإجـتماعـية والأمنية والذي ذاق الأمرين من ضياع حـقـوقه الإنسانية من الداخـل ( الكـنيسة والأحـزاب المسيحـية عـلى حـدٍ سواء) والخارج (حكـومة مركـزية ، وحكـومة إقـليم) . توجهَـت أنظار العالم إلى سيادته كـقائـد حـقـيقي وذلك عـندما إستلم دعـوة من البيت الأبـيض لحـضور مراسيم توقـيع قـرار390HR الذي أقـر بأن الجـرائم المرتكـبة من قِـبَل عـصابات داعش ضد المسيحـيـين والإيزيديـين “إبادة جـماعـية” . وكانت لكـلمته في مجلس الآمن في12/03/2019 الذي إستهلها بآية من الإنجـيل المقـدس صدىً واسعاً فـتحَـت الباب عـلى مصراعـيه للحـقـيـقة أن تخـرج للعـلن وتـقـول كـفاكم جـميعاً وأعـينوا شعـبي ، الشارع العـراقي بجـميع طوائـفه وفـئاته أشاد بهـذه الصرخات النابعة من الـقـلب .
صوتُ صارخُ
أشكـرك ايها الآخ العـزيز سيادة المطران بشار الذي كـنت بحق لسان كل يتـيمٍ وجـريح، قـلـب كل أمٍ وأب
وكـنت القلب الذي ينبض بالحب كمثال المعلم الآعظم، نشدد على يدك ونباركك ونصلي لله ان يقويك ويمد لك في سنين عمرك.
للموضوع تتمة مع استراحة اخرى وعلامة مضيئة في كنيستنا الكلدانية
الشماس الانجيلي
صباح حنا الشيخ
هذاديحضر نفسه .هو البطرك القادم