حاولت كـثيراً أن أتجاهل أفعالك بكـتاباتي ، أبـيت أن تصبح أنـت الغـصة الأقسى بحـلقى كما أنـت بحـلـق الكـنيسة الكـلـدانية بأكـملها، جلست لأتأمل هـل ستـظل كما أنت بعـنـفـوانك وجـبروتك، بعـد أن أصبح! لا يفـصلك عـن رائحة الموت والعـدوى سوى سور البطريركـية؟! أعـترفُ لك أن سذاجـتى تُخـيّـل لي دوما “أنك ستـفـيق يوما” وتـدعـو كل مَن ظلمته إلى مائدة مصالحة، وإنك ستضرب مثالا “مُعجـزيا” للصحـوة الإنسانية. قـرأتُ يوما “كـتاباً مميّـزاً، شطـرَ قـلبي نصفـين بعـنوان (Love Ide Amin I أحـبّ عـيـدي أمين) كـتبه فـيستو كـيفـنجـيري، الأسقـف الإنـﮔـلـيكاني الأوغـنـدي. أمين الدكـتاتور الإفـريقي الطاغـية، إجمالي ضحاياه تراوحَ ما بـين 80 ألفاً ونصف مليون قـتيل خلال ثمان سنوات حكم خلالها أوغـنـدا.
في 1977 قام عـيدي أمين بإعـتـقال وقـتل الأسقـف الإنـﮔـلـيكاني (جاناني لووم) لمجـرد أن الأساقـفة الإنـﮔـلـيكانـيّـين تجـرّأوا عـلى إنـتـقاد عـمليات الإعـدام غـير القانونية التى قام بها أمين بالإضافة إلى سياسته المستـبدة، وأما كـيفـنجـيري كان آخـر مَن رأى زميله المقـتـول … فـتجـمّع الجميع بعـد إعلان مقـتـله للـتـنـديد بقـتله، وشجـب إضطهاد عـيدى أمين للمسيحـيـين رغم كـونه كاثوليكي سابق قـبل أن يتجه للإسلام طمعا “فى السلطة وجـذب أنظار الأغـلبـية المتطرفة. قال كـيفـنجـيري بكـتابه:
“أظهـرَ لي الروح الـقـدس أن الشعـور بالمرارة تجاه أولئك الذين كانوا يضطهـدونـنا لا يمكـن أن يجـلب سوى الخسارة الروحـية … لذلك كان عـليّ أن أطلب الغـفـران من الرب والنعـمة، أن نحـب الرئيس أمين أكـثر كما فـعـل المسيح فـوق خشبة الصليب عـنـدما طلب الغـفـران لصالـبـيه” وأصرّ أن يقضي أعـواما ” من الصلاة الحارة للمجـرم عـيدي أمين. ورغم أنه إضطر إلى ترك بلـده والخـدمة في ــ كـينيا ــ لسنوات خـوفا من بطش عـيدى أمين، لم يكـفّ عـن الصلاة للحاكم الدموي ولبلده كما ذكـر في كـتابه.
وبعـد الإطاحة بأمين، تمكـن كـيفـنجـيري من العـودة إلى أوغـنـدا ليكـمل سنوات من الخـدمة المثمرة، ثم توفي باللـوكـيميا وهـو يَـذكـره بصلاته أيضا” !
لـذلك سأجـبر نفسي حـتى وإن كـنتُ غـير كاملة الإيمان وأشعـر بصراع داخـلي لا يُحـتمل، أن أصلي لك وأطلب من الـله أن يتمم ما قال ” وَأَنْـزِعُ قَـلْبَ الْحَجَـرِ مِنْ لَحـمِكُـمْ وَأُعْـطِـيكُـمْ قَـلْبَ لَحْـمٍ ” (حـز 36: 26)*.
عـلـق ــ ﭼـارلـس سـبرجـن ــ أمير الوعاظ عـلى هـذا العـدد : هـل لاحـظت أن اللـه يقـول “أعـطيكم” و ”أنـزع”. هـذا هو الأسلوب الملكي لملك قادر أن يحـقـق كل ما يريده. الـرب يعـلم تماما بأنك لا تستطيع أن تغـيّر قـلبك لكـن يستطيع هـو أن يجعـل الزنجي الأسود يغـير جـلـده والنمر رقـطه (أر13: 23) . إسمع هذا وإنـدهش: إنه يستطيع أن يخـلـقـك ثانية، ويلـدك من جـديد. هذه هي أعجـوبة النعـمة، عـلى أن الروح الـقـدس هـو الذي يصنعها. فالإصلاح الإنساني والتطهـير البشري كما يقـول سبرجـن يأتي إلى نهاية سريعة، لأن الكلاب ترجع إلى قـيئها ( 2بط 2:22 ).. وكـذلك نحـن البشر!! ولكـنى سأردد هـذه الكـلمات الذهـبـية التى كـتبها الأب (نيقـولا فـليميروفـيتـش) القـرن الماضى:
“بارك أعـدائي يا رب” بارك أعـدائي يا رب، فأنا أباركهم ولا ألعـنهم. الأعـداء نـقـلوني إلى شرف معانـقـتـك أكـثر مما فـعـل الأصدقاء، الأعـداء أطلـقـوني من الأرض وهـدموا كل تطلعاتي في العالم، الأعـداء جعـلوني غـريـباً عـن الممالك الدنيوية وساكـناً غـريـباً عـن الكـون. كـما يجـد الحـيوان المُصطّاد ملجأً أكـثر أماناً من الحـيوان الطليق، هكـذا أنا أيضاً وجـدت ملجأً أكـثر أماناً بإضطهادي مِن قِـبَـل الأعـداء، وقـد أخـفـيت نفسي تحـت خـيمتك حـيث لا يستطيع الأصدقاء أو الأعـداء أن يقـتـلوا نفسي. بارك أعـدائي يا رب فأنا أباركهم ولا ألعـنهم. هم قـد إعـترفـوا بذنوبي أمام العالم عـوضاً عـني. هم عاقـبوني حـينما تردّدت في معاقـبة نفسي. هم عـذبوني حـينما حاولتُ الهـروب من العـذاب. هم وبّخـوني حـينما كـنت أتملق نفسي. وبصقـوا عـليّ حـينما ملأت نفسي بالتكـبّـر والعجـرفة. بارك أعـدائي يا رب فأنا أباركهم ولا ألعـنهم. حـينما ظنـنت نفسي حكـيماً أطلـقـوا عـليّ “الأحمق”. حـينما جعـلتُ من نفسي جـباراً هـزأوا بي كما لو أني قـزم. حـينما أردت قـيادة الآخـرين للخـير دفعـوني إلى الخـلف. حـينما أسرعـت لإغـناء نفسي منعـوني بـيد من حـديـد. حـينما ظنـنت أني سأغـفـو في سلام أيقـظوني من هـدنـتي. حـينما حاولت بناء بـيت من أجـل حـياة مديدة هانـئة هـدموه وطردوني منه. حـقاً، قـد قـطع أعـدائي كل رباطاتي بالعالم، فـمددت يدي نحـو طرف ثوبك. بارك أعـدائي يا رب، فأنا أباركهم ولا ألعـنهم، باركهم وأكـثرهم أكـثرهم وأجعـلهم أكـثر مرارة ضدّي. حـتى لا يكـون هـروبي إليك هـروباً نهائياً بلا عـودة، حـتى لا يتبعـثر كل رجاء في البشر مثل أنسجة العـنكـبوت، حـتى لا يـبدأ هذا الصفاء المطلق بإمتلاك روحي، حـتى لا يصير قـلبي قـبراً لـتوائِمي الشريرين: التكـبر والغـضب! حـتى لا أجمع وأكـدس كل كـنوزي في السماء. آه يا رب، حـتى لا أتحـرر أخـيراً من خـداع الذات، الذي يورطني في الشبكة المُخـيفة للحـياة الخادعة.
الأعـداء عـلموني ما لا يتعـلمه بشر بسهولة، فـليس للإنسان أعـداء سوى نفسه. يكـره الشخص أعـداءه فـقـط عـندما يخـفـق في إدراك أنهم ليسوا أعـداءً بل أصدقاء قساة. يصعـب عـليّ أن أعـلن مَن أحسنَ إليَّ أكـثر ومَن أضرّني في هذا العالم، الأصدقاء أم الأعـداء. لذلك بارك يا رب كلاهما: أصدقائي وأعـدائي. العـبد يلعـن الأعـداء لأنه لا يفهم، أما الإبن فـيـباركهم لأنه يفهم. لأن الإبن يعـلم يقـيناً أن أعـداءه لا يستطيعـون المساس بحـياته، لذلك يخـطو بحُـرية في وسطهم، ويصلي للـه من أجلهم.
مؤمنة تريد خلاصك
أخشى ان اقول لكاتبة المقال اننا فقدنا اى امل فى تغيير طبيعة البطريرك كما تتمنى فى موضوعاتك ، أما ان يدعو كل من ظلم لمائدة مصالحة فهذة ألوان السماء السابعة بعيدا عن الأرض
المؤمنة الحالمة الرومانسية ؛
ماذا دفع بك لكلدايا و ضد ماذا تحاربين و من من أكليروس الكنيسة الكلدانية الذى تقصديه فى كل موضوع انه تعرض للظلم و تدافعين عنه !!!!؟
انتى تدافعين عن من لا يستحق!
السيد الفاضل
True Christian
اولا: عند وصفى ب(الحالمة الرومانسية ) ، هل سيادتك قرأت قصة عاطفية بها دربا” من دروب الخيال والعشق لتنعتنى وتنعت الموضوع بهكذا وصف ؟؟!!! و إذا كنت قرأته ، فهل ما قام به القس المذكور بالموضوع (فيستو كيفنجيري ) عندما صلى للطاغى عيدى أمين ، يسمى رومانسية ؟؟!!! و هل صلاة القديس الصربي فليميروفيتش لأعدائه رومانسية ؟؟؟!!! و أسمح لي أن أذكرك بكاهن سابق بالكنيسة الكلدانية بسبب تعرضه للظلم ، خرج صارخا” مستنجدا” بالكنيسة الأنجليكانية التى احتضنته وتعده حاليا” ليحصل على شهادة الدكتوراه ، مع ذلك آخر ما ذكره عن البطريرك إنه سيظل يصلي له ! هل هذة رومانسية أم قلب يعتصره الألم و مثال حي للمحبة والغفران المسيحي ؟؟
ثانيا: “ماذا دفع بك لكلدايا وضد ماذا تحاربين ومن من أكليروس الكنيسة الكلدانية الذى تقصديه فى كل موضوع انه تعرض للظلم و تدافعين عنه !!!!؟ : كلدايا من المواقع التى تهدف لكشف الحقائق بداخل الكنيسة ليس لأى غاية سوى إزالة الغمامة من عيون المؤمنين ، لذلك يشرفنى ان اكتب به كما اكتب باللغتين الإنجليزية والفرنسية فى عدة مواقع أخرى ادبية، بالنسبة لما أقصده ، يثير إستيائي وواجب علي وعلى الجميع ان يحارب الظلم من رجال الله ضد رجال الله!!!!
ثالثا: “انت تدافعين عن من لا يستحق!” : هل كاهن مثلا كأبونا كمال ، بعد ان قضى خمسون عاما” من الكهنوت وتم إيقافه لفترة، وبعد التآمر ضده، ضياع حقه والإساءة له ، لا يستحق من يكتب عنه ، او اولئك من تركوا الكهنوت بسبب غبطته ، بخلاف من أنتقل لكنائس او إبراشيات اخرى ايضا بسبب غبطته لا يستحق ؟؟ !!!
* فلترد بدفاع ممنهج ، دفاعا” عن غبطة البطريرك !! وإلا فلتصمت ، الإنسان الحر له الحق المطلق أن يعبر عن آرائه كيفما ووقتما شاء . وبردك هذا هل تستخف بعقول الناس أم تستخف بالنهاية بعقلك ؟ إذا كانت الثانية تذكرني بالمثل الشعبي عرب وين وطنبورة وين !!!
للاسف كنيستنا تعيش اسؤ فترة منذ تولي ساكو لكرسي البطريركية
نجيب قاشا