Articles Arabic

نرجــسيتى و كهـنـوتى !

عادة ما يـبحـث القارىء عـن تأريخ حـياة وطفـولة الشخـصيات التأريخـية ، السياسية ، الأدبـية ، والـدينية أيضا ، إذا كانت تلك الشخـصيات ذات صيت واسع بالإسهامات والطفـرات التى تغـيّـر مجـرى حـياة البشر وتُـثـريها . أمّا أنْ أقـوم صباحا وأقـرّر مع نـفـسي أني شخـص جـديـر بالـتـقـديـر والـتكـريم عـلى إنجازاتى التأريخـية وبطولاتي الـيـومية ، وأطل من شرفة قـصري العاجي لأسرد شخـصيا تفاصيل طفـولتي وحـياتي التي لا ناقة للمؤمنين فـيها ولا جَـمل ، فـقـط لأنـني أعاني من غـياب الأضواء حـولي ونـدرة اللقاءات السياسية معي نظرا لإحـتـرازات الحـظر وإنـتـشار الفـيروس اللعـين ….. فـهـذه فعلا المشكلة !

لا أخـفـيك سراً يا سـيدي أني قـرأتُ موضوعـك المطوّل والمُسهَـب عـن تأريخ حـياتك ، والحـقـيقة أني تأثـرت كـثيراً بمدى معاناتك والظروف القاسية التى نـشأت فـيها ، أياماً طويلة مؤلمة من تهجـير ، إضطهاد ، قلاقل ، عـدد كـبـير من الإخـوة غـير الأشقاء ، وقـلة ذات الـيـد ، شاب وسيم آثـر تسليم حـياته للكهـنـوت بدلا من الإستجابة لـنداء الطبـيعة والجـميلات ، ولكـن ! أثار تساؤلي وتعجّـبي عـدة نقاط قـد يجهلها القارىء العادي الذى لا يعـلم الكـثير عـنك . فـ ( هلم نـتحاجج ) كما قال الرب تبارك إسمه .

أولاً : حـضرتـك تـفـضلتَ وقـلـتَ : ” أعـتـذر عـن كل إساءة إلى أي شخـص جازماً بأنها لم تكـن مقـصودة ، وأغـفـر من كـل قـلبي لجـميع الذين إنـتـقـدوني ! كما أتعهـد بأن اُكـمل ما بقي لي من شوط الخـدمة كما يريدني الـله وتريدني الكـنيسة ، ولن أكـفّ عـن الدفاع عـنها وعـن الحـقـيقة . “

سـؤالي : إذا كـنت تواضعـتَ بهـذا المستـوى وإعـتـذرتَ وغـفـرتَ فهـل وضعـتَ خـطة ضميرية إنسانية للـتعـبـير عـن أسـفـك لهـؤلاء الذين لم تـقـصد الإساءة إلـيهم ؟ أم هي مجـرد مقـدمة أدبـية تخـطف الـقـلب وتـذيـب المشاعـر وتـلهـبها ؟ فـسـيظل الموقـوف موقـوفاً ، والمظلوم مظلوماً ، والمعـثـر بسبـبك معـثراً ؟ … فـقـط الإعـتـذار واجـب ؟ بل إنك أيضا لم تـفكـر لماذا ينـتـقـدونك كما تـفـضلت وذكـرتَ ؟!
وعـن أية كـنيسة وأية حـقـيقة ستـظل تـدافع إذا كـنت أنت نـفسك تـتـناسى بل وتـتعـمد إخـفاء الحـقـيقة ! ثم تُـفاجـئـنا غـبـطـتـك بفـصل طويل عـن حـياتك من كـتاب ” لا تـنسونا ” عـلى أساس أنك لا تُـذكـّـرنا فى كل مناسبة بتأريخ ماضيك وإنجازاتك مما يجـعـلـنى أضيف للميجالومانيا التى ذكـرتها عـنك سابقا ، النرجـسية

‏Narcissistic personality disorder ( NPD) :personality disorder with a long-term pattern of abnormal behaviour characterized by exaggerated feelings of self-importance, excessive need for admiration, and lack of empathy.
لكـن لا عـليك ، فأنت أبـونا الجاثالـيـق المعـظم ووجَـب عـلينا أن نـتحـمّـلكَ !

ثانياً : مراحـل طـفـولـتك ودراستك ، لن أقـول أنها لا تهم المؤمنين فى شىء ، فـبالطبع غـبطتك تعـتبر نـفسك من الشخـصيات العامة والمشاهـير وبالتالى وجـب عـليك تـزويدنا بمعـلـومات قـيّمة عـنك ولكـن لماذا تجـنّـبتَ ذكـر إنـتمائك للمدرسة الرسولية لدير مار كوركيس للرهبنة الكلدانية حـتى سن الثالثة عشر ؟؟؟ وهـذا سبق أن ذكـره الكاتب والشماس المؤرخ بهنام سليم حـبابة وكـتب : ” في مقـدمة الجميع يسرني تسجـيل إسم السيد الجـليل ( مار لويس روفائيل ساكـو ) بطريرك الكـلـدان اليوم ، وقـد داوم في المدرسة المنـذرية تـلميذا في الصف السادس مع رفاقه تلاميذ ( المدرسة الرسولية في دير ماركـوركـيس ) وعـددهم 24 تـلميذا بإدارة وإهـتمام الزائر الرسولي للرهـبانية الكـلـدانية حـيـنـذاك الأب الكـلـداني اليسوعي الـدكـتور بولس نويا ( 1958-1962) ” فهـذا أعـتبره جانب مشرف وجـب عـليك ذكـره ولكـن جلّ مَن لا يسهـو .

ثالثاً : طُرِح عـليك سؤال : ماذا كانت مواضيع الإنـقسامات الداخـلية ؟
فكان ردك كالعادة يفـتـقـر إلى المصداقـية والإعـتـراف بالحـقـيقة !.
فالإنـقسامات كانت من طرفـك حـيث أسستَ فـريقاً معارضاً من المطارنة سُمّي في حـينها بمطارنة الشمال . وأنّ سـينودس ألـقـوش رشح فـيه مطرانين ونصاب السينودس القانوني مكـتمل ، أكـثر من ثـلثين والإنـتخاب كان قانونـياً وبالإجـماع ، لكـن واحـدا من المرشحـين تلقى شبه تهـديد مِن قِـبَل ــ ما سُـمّـيوا ــ بمطارنة الشمال رغم موافـقة قـداسة البابا عـلى إنـتخابه ، فـرفـض ، والآخـر شُـهّـر به بحـملة ممنهجة ضده مِن قِـبَل كهـنة مأجـورين لك ، مدفـوعي الـثمن !! وهـذا بشهادتهم وتواقـيعهم موثـقة .
أما المطارنة الذين تـتحـدث عـنهم ( وحسب قـولك كانوا يسعـون للبطريركـية ) ألم يكـن واحـدا ممن قاطع السينودس من فـريق مطارنة الشمال هـو المرشح للبطركـية مرتين ولم ينجـح ؟!

*وعـند إعلان البطريرك دلي كـردينالا ، لم يحضر أي من مطارنة الشمال ولا المطران أودو الذي كان المرشح أمامه للبطريركـية ، في حـفـل التسمية الكاردينالية في الفاتيكان ، ولم يستـقـبلـوا البطريرك الكاردينال دلي حـتى عـودته إلى العـراق عـن طريق مطار أربـيل شمال العـراق ، كـنتَ غـبطتك من المعارضة مع أساقـفة الشمال لكل حـقـبة البطريرك دلي !

رابعا : س/ كـيف جـرت الأمور بهـذا السينودس الذي إخـتارك بطريركا ؟
وأود أن أكـتب تعـليقا بسيطا بخـصوص هـذا السؤال …: الشركة مع كـرسي مار بطرس الرسول لا تـتم عـبر الزيارة لـقـداسة البابا بل إنها زيارة بروتوكـولية للشركة ، إنما الشركة هي الإشتراك في سر الأفخارستيا مع قـداسة البابا والذي أناب عـنه الكاردينال ساندري ، كان قـداس الشركة بحضور أساقـفة الكـنيسة الكلدانية والآباء الكهنة وتلاميذ الكهـنوت والراهـبات في الفاتيكان ــ باطلاً ــ والذي كان ينقـصه عـنصر الخمر ( الدم المقـدس) فـعُـدتَ سـراً مع الكاردينال سانـدري لإعادة قـداس الشركة !

خامساً : كـيف مرّ لقاؤك الأول مع البابا الجـديد فـرانسيس ؟
سيدي ، إنّ رد غـبطتك يفـتـقـر لأية دبلوماسية أو بروتكـول ، كـيف لكاردينال من أمراء الكـنيسة يذكـر أنه لـفـت نظر البابا حـيث لا بد من الكلام عـن المسلمين ، قائلاً له :

” فـبالنسبة إلينا يمكـن أن يكـون لسكـوته عـنهم نـتائج سلـبـية ، قـلتُ له نحـن نحـيا بـين المسلمين ، ماذا سيقـولون ؟ إن الكـنيسة ترحـب باليهـود وتهـمل المسلمين ؟ هـذا سوف يضعـنا في حالة حـرجة ! طبعا لم يكـن لـديه أية معـرفة بهـذه المشكـلة ، فأكـد لي أنه سوف يصلح الأمور . في اليوم التالي ، خلال خـطابه أمام السلك الدبلوماسي ذكـر هذا ” .
هل البلاط الفاتيكانى بأكـمله ليست فـيه لجـنة مخـتصة ليستـشيرها وتوجهه ؟ أليس هـناك مجـلس بابوي للحـوار بـين الأديان هذا من إخـتصاصاته ؟! كي تأتي أنت وتذكــّـرهم بالأصول الـبـروتـوكـولـية ؟
وإذا كان الموقـف بالفعـل هكـذا وقـد مر ، إذن لماذا تـذكـره إنْ لم تكـن حـقـيقة تعانى من إعـراض نرجـسيتك التى تطل عـلينا بوجهها المنـفـر والمقـزّز فى كـل قـصة وذكـرى ؟ !

سادساً : موضوع الأب كمال وردة ” لماذا لم أصبح أُسقـفاً ” :
ردك هـذا يصلح للمقالات والأحاديث التـليفـزيونية ، لكـن الأب كمال وردة تم إيقافه فعـليا في لـيـلة تـوقـيعه كـتابه الشهـيـر !!! بحجة أنه شارك في مراسيم صلاة ليست كاثوليكـية !!!
ألم تـشارك الكـنيسة الكاثوليكـية والكـنائس الأخـرى بأسبوع الصلاة من أجل الوحـدة أيضا ؟؟!! فـما هـذا الـتـناقـض يا غـبـطـتـك ؟ أم أنّ مطرانه لا يُـعـيـر أهـمية لمشاركات الكـنيسة الكاثـولـيكـية مع غـيـرها ؟
فكـيف لك أن تـتلاعـب بالحـقـيقة وتخـفـيها للمرة المليون بقـولك : ” لا أحمل أي حـقـد عـلى الأب كمال وأتمنى له كـل خـير .” !!! أنت تطعـن بسكـين وتـداوي بنـفـخ الهـواء من فـمـك بقـولك ( أنا معـجـب بصوته ) كأنـك تـكـتـب لـقـرّاء سُـذج أمـيّـيـن لا يعـرفـون حـقـدك الـمـدفـون !

سابعا : (فى الـفـقـرة الأخـيرة ) :
قـلتَ عـن فـوز المرحـوم الـبطريرك دلي ، أنك هـنأته وردّدت : ” سيدنا ، أنت الآن رأس وأب الكـنيسة الكـلـدانية ، ولستَ بعـد المطران دلي ، فـلـتـفـعـل كل ما تـقـدر عـليه لجمعـنا وتوحـيدنا من أجـل الكـنيسة ” ….
(((( لكـن )))) ما حـدث في الواقع أنك قـلت بصريح العـبارة : ” أنا لم أنـتخـبك ولكـن أنت الآن الأب ورأس الكـنيسة “… وعـنـد خـروجك إتـفـقـت مع أتباعـك مطارنة الشمال أنكم لن تـدَعـوا له أية فـرصة ليرسم مطرانا واحـداً !!!
كما أنك تحـدثـت عـن فـوز البطريرك دلي في سينودس إنـتخاب البطريرك بأقـدمية الرسامة …….

وهـنا أودّ أن أنـبّـهـك إلى ما تـضمره في دواخـلـكَ وأصحح هـذه المعـلومة للقارئ !!!! فـقـد فاز مثلث الرحمات غـبطته بالتصويت ،وان محضر السينودس أكـبر دليل عـلى ذلك .

** سيدي أنا ما زلت أردّد وأؤكـد ، ليس هـدفى نـقـدك ، لم أكـتب لأتحـداك ، فـلتعـتـبر ان عدسة أو مرآة كاشفة تصدمك بما لا تراه فى نـفـسك ، لتصلحها .
فـلـتـفـتح قـلبك ، وبالحـق تعـتـذر ، بالحـق تغـفـر ، وتعـود لـتجمع ولا تـفـرّق ! وستـرى الأقلام كـيف تغـيّـر مجـراها وألـوانها نحـوك بما يرفـع من نرجـسيـتـك أكـثر.

مؤمنة تريد خلاصك

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • عندما فوجئت بالموضوع الذى كتبه البطريرك فى عيده ال ٤٦ ، اول ما خطر بذهنى . الى هذة الدرجة انت لا تتواضع و لا تتهاون بحق نفسك لكن ايضا تكتب موضوع طويل عن حياتك – بأى ظروف عالمية نحن -العالم مضطرب و الإقتصاد ينهار و الوفيات فى كل مكان -هل هى غيبوبة عشق الذات التى لا تنتهى ؟

    شكرا على الموضوع الجرئ المتزن ، لكن هل الردود فى النقط السابعة و الرابعة بالفعل مؤكدة ؟ هذا بالفعل ما حدث ؟

  • ما اعرف اضحك ام احزن بعد ما قرأت.سمعت مؤخرا ان اب كمال تم التصالح بينه و بينهم و قدس عدة مرات لكن هذا لا يمنع انه اساء له و للعديد الآخرين .ايضا ذكره لقصة البابا و الإسلام لم يكن .فى محلها ان تكتب و تنشر على موقع البطريركية الجميل انه مازال الكاتب او الكاتبة تدعوه ليعود و يحن كلبه. و دائما هناك فرصة للعودة

  • شيزوفرينيا كتاتونيا سابقا و جنون عظمة و نرجسية .اذا تم وصفى بهذة الصفات جميعها اكو خلل يحتاج مراجعة ذات بدل الاطباء النفسيين و لكن احترس فمن اعراض المرض رفض الإعتراف بوجوده.
    كان من الافضل ان تكتب عن معانات المسيحيين الباقين بالعراق او الذين يعانون حاليا فى ظل انتشار الوباء . جيد انهو صبر و تحمل من اجل الوصول بصرف النظر عن ما الغاية التى اراد الوصول اليها حتى و لو كان عمل غير كهنوتى او شهادات غير لاهوتية فهذا يحترم لكن لماذا هذا لا يتفق مع طبيعته حيث يضع نفسه قبل الجميع و العكس هو الصحيح

    • أكثر الناس كذبا … أكثرهم الحديث عن نفسه … ” حكمة صينية “

  • الكاتبة المؤمنة اعتقد انك انت من تعانين من شيزوفرينيا حادة فتمتدحين البطرك لاحتماله صعاب حياته و طفولته ثم تذكرين مرضه النفسي و تنتقدينه ثم من اين اتيتى بهذة المعلومات . هل قابلتى البطريرك بنفسك ؟
    هل اساء لك شخصيا؟

    • True Christian
      لماذا تـخـفي نـفـسك إن كـنـتَ من جـماعة الـبـطـرك

  • بيوت الرب كثيرة ، إذا ماكو كنائس بعد الكنيسة الكلدانية راح نصلى بالبيوت ، اكو شي واحد مهم ، تكون صورة للمسيح حتى لو مو كاهن ، صورة للمسيح بمحبته و رحمته و عطاءه . الشهر المريمى بدأ و ماكو كاثوليكى ما بيصلى سبح العذراء و انا ايضا إلى ان فهمت ان الله و العذراء لا يحتاجون ترديد الكلام بالباطل فقط يريدوا قلب ملئ محبة و رحمة و إحساس بآلام من حوله . هذا الدرس المستفاد

Follow Us