بعـد الترحـيـب به وإنـتخابه بطـريـركاً هـكـذا يتعامل مار لويس ساكـو مع الكـلـدان

شاء الـقـدر ــوما أدراكَ ما الـقـدرــ أن يصبح مار ساكـو بطريركا عـلى كـنيستـنا الكـلـدانية بحـضور المطارنة الكـلـدان الأجلاء ، رغـم أنّ الـبعـض منهم كانوا عـلى معـرفة تامة بإنـتمائه إلى أصول غـريـبة غـير كـلـدانية … إلاّ أنهم تـورّطـوا حـين

أولاً: ظـنـوا بل آمنـوا بأن لا شيء عـلى الأرض يـدوم إلى الأبـد

ثانياً: كانوا يتصورونه إنساناً متواضعاً تـقـياً طيـب الـقـلب يخاف الله ، فأرادوا أن يُعـبّـروا عـن إحـترامهم ومحـبتهم للضيف الغـريب الذي يعـتـنق ديانـتهم المسيحـية ومذهـبهم الكاثوليكي ، ولكـنهم ما كانـوا يتوقـعـون منه أن يتحـول إلى شكل آخـر مستـبـد ومُخـيف ، مستغلاً منصبه كـبطريرك لمحاربة رجال الإكـليروس وأبناء الرعـية من الـقـوميـين الكـلدان ، كي يفـرض سيطرته ويحـقـق أهـدافه

 يقـول الـقـديس متى : “إحـترزوا من الأنبـياء الكـذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ، ولكـنهم من داخل ذئاب خاطفة ” 7 : 15

وبدورنا نود أن نـقـول

لـو كان غـبطة البطريرك الكـردينال لويس ساكـو ينحـدر من أصول كـلـدانية ، ما كان يميل أو يتجَـرّأ عـلى إثارة المشاكل مع الـقـوميـين الكـلـدان ومع رجال الـدين الكـلـدان في كـنيستهم المقـدسة الكاثوليكـية ، بل بالعـكس كان سينهـض بنـفـسه للـدفاع عـن شعـبه الكـلداني ، ويـقـف جـنباً إلى جـنب سيادة المطران سرهـد في دفاعه عـن قـوميته الكلدانية ولغـته الكلدانية وعـن الطقس الكلداني ، ويأبى الـوقـوف متـفـرجاً عـلى الحـرب التي يشـنها الآثوريـون ضد شعـبه الكـلـداني وكـنيسته الكاثوليكـية وأمته الكلدانية وتأريخها العـريق ولغـته الكـلدانية وطقسه الكلداني الأصيل
لكـنه ، صاحب الغـبطة ــاللاكـلدانيــ ساكـو ، يقـف مع صفـوف الآثـوريـيـن ويهـدف إلى محـو كـل ما له صلة بالكـلـدان لإفـنائه وإزالته عـن الوجـود ، ويعـمل منـذ بداية عـهـده بحسب أهـوائه ورغـباته ، عـلى تـشويه صورة هـذا الإرث الروحي التأريخي للكـلدان

أما بشأن موضوع هجـرة الكـهـنة

لو إفـتـرضنا أن هـذا البطريرك الكلداني كان قـد وافـق عـلى إتخاذ قـرار يمنع فـيه هجـرة الكهـنة والرهـبان الكلدان إلى خارج العـراق ، فـمن المنـطـق الـقـول أنّ هـكـذا قـرار يُـتـوقع منه أنْ يصبح ساري المفعـول إعـتـباراً من تأريخ إصداره (( كما هـو مألـوف ومعـروف في كافة الـقـرارات في العالم .. إلاّ الخـطـيرة منها مثل جـرائم الحـرب !! )) ، وما كان يطلق عـليهم جـزافاً ــ الخارجـون عـن القانون ــ ولا كان قـد حاربهم وأساء إليهم وأهانهم وشوّه سمعـتهم في وسائل إعلامه البطريركي ، بل كان يُـفـتـرض به أنْ يرفـض حـتى الـتـفكـير للحـظة واحـدة في طرد بعـضهم من كـنيستهم الكلدانية الكاثوليكـية

إذن ! جاء غـبطته الغـريب بعـد إعـتلائه عـرش كـنيسة الكلدان وهو يضمر في قـلبه نوايا غـير طيـبة تجاه الكـلدان وكـنيستهم وهـويتهم الـقـومية ولغـتهم الكلدانية ، كـشفها بنفسه بمرور الوقـت من خلال تصريحات وبـيانات وأفعال قائمة عـلى الكـراهـية العـنصرية ، والتي تضمنت

أولا: إنكاره ــ جميل الكـلدان ــ وفـضلهم عـليه عـندما قال عـنهم ( كـلـدايي ليلي خـوش ناش … الكـلـدان ليسوا خـوش ناس ) وهـذا بحـد ذاته إعـتراف رسمي منه بأنه غـريب عـنهم ولا ينـتمي إليهم ولا يـبادلهم الحـب والإحـترام والـتـقـديـر ، وربما يرى نفسه شخـصية كـبـيـرة ومهـمة جـداً بحـيث جعـلته يشعـر بأن الكـلدان ناس مشعـوذون ومنجّـمون ودجالـون سحـرة ، وأدنى مستوى منه ، مثلما يشعـر أحـباؤه الآثوريون

ثانيا : مـنـذ تسلمه الرئاسة البطريركـية يتهـجّم عـلى الـقـوميـين الكـلدان ويحـرّض الشعـب الكلداني ضدهم ، لمجـرد قـيامهم بنـشر الوعي الـقـومي الكلداني ، ووقـوفهم ضد الهجـمة الشرسة التي يـقـودها الأثوريون ضد أمتهم الكـلدانية العـظيمة وضد وجـود الشعـب الكلداني وكـنيسته الكاثوليكـية وهـويته الـقـومية الكلدانية ولغـته الكلدانية . فالبطريرك يحلل ويحـرم بحسب مزاجه ومصلحـته ورغـباته الشخـصية ، فهـو يحـرم عـلى الكلدان أن يدافعـوا عـن كـرامتهم ووجـودهم ومقـدساتهم ، لكـنه يحـلل لـنـفسه ولإخـوته الآثوريـين أن يشنوا حـربهم ضد الكـلدان وكـنيستهم ويشوهـوا تأريخهم المجـيد ويستـبدلوا إسمهم التأريخي الكـلداني بالآشـوري المزيف ، ولغـتهم الكلدانية إلى السريانية (( حـسبما جاء في كـتابه ــ آباؤه السريان ))

ثالثا : قـيامه بالتهجم عـلى أبرشية مار بطرس الرسول ومحاربة سيادة المطران سرهـد وتـشويه سمعـته في الموقع البطريركي ، من خلال إتهامه بالتمرد والعـصيان وبرفـضه عـودة الكهـنة والرهبان إلى أديرتهم وأبرشياتهم ، ( وكأنّ المطران كان قـد هـددهم بالتوقـيف أو بالطرد من الكهـنوت في حال رجـوعهم إلى العـراق ، أو ربط أرجـلهم بسلاسل حـديدية يمنعهم عـن العـودة ) ، كل إتهامات البطرك تلك كانت ذرّ الـرماد في عـيون الكـلدان وتحـريضهم ضد المطران الشهـم ، ولكي يعـلن المطران الرضوخ والإستسلام وتـقـديم الولاء والطاعة العـمياء لغـبطته ، وأن لا يفكـر أبداً كـمخـتـص بالطقس الكـلداني ، ولا أن يعـتـرض عـلى خـطة البطريرك الجهـنمية في تـشويه الطقس الكلداني الأصيل وتجـريد القـداس الكلداني من لذته وروعـته وجاذبـيته ، وبنفس الوقـت لكي يتخـلى عـن هـوية آبائه وأجـداده الكـلدان ولغـتهم الكـلدانية ، وعـن مسانـدته ودعـمه للـقـوميـين الكـلدان وتـركـيزه عـلى نـشر الوعي الـقـومي الكلداني

رابعاً : قـيامه بطرد الأب الفاضل نوئيل كوركيس والسبب الاساسي لأنه كان يشرف عـلى الموقع الإعلامي في أبرشية مار بطرس الرسول والذي كان ينـشر الوعي القـومي الكلداني … وليس كما يدعي بأنه يرفـض العـودة إلى ديره ( بعـد إقامته 25 سنة في أميركا !! ) والكاردينال ساكـو يريد أن يعـيده إلى ديره ، لكـن الحـقـيقة إن صاحب الغـبطة أراد كسر إرادة الأب الفاضل وإرجاعه إلى العـراق وإخـضاعه لسيطرته ويطيعه طاعة عـمياء ، ويرفع ريشة عـلى رأسه ، ويتوقـف عـن دفاعه عـن عـزة وشرف أهله الكلدان

خامساً: هـذا بالإضافة إلى قـيامه بطرد الأب ﭘـيـتر لورنس والأب أيـوب شوكـت أدور لأنهما لم يقـبلا بالمذلة والإمـتـثال له ولأوامره وإطاعـته طاعة عـمياء ، بعـد أن عـلِما بنواياه وأهـدافه المدمرة وما يضمره من حـقـد دفـين في أعـماق قـلبه تجاه الكلدان وهـويتهم الكلدانية ، وأيضاً تـشويهه الطقس الكلداني وصورة كـنيسة الكـلدان في نفوس المؤمنين

سادساً: قـيامه بمحاربة الكهـنة والرهـبان الـذين رفـضوا الركـوع والسجـود له وإطاعـته طاعة عـمياء ، ورفـضوا إهانـته وإذلاله لهم بعـد أن وصفـهم بالخارجـين عـن القانون ، وكأنه يحارب الخارجـين عـن قانون ولاية تكساس الأميركـية ، ونسي بأن الخارحـين عـن القانون في الكـنيسة الكاثوليكـية هم الذين لا يلـتـزمون بوصايا وتعاليم السيد المسيح له كل المجـد والتي تـدعـو إلى المحـبة والتسامح ، ولا يلـتـزمون بقـرارات الأب الروحي ورأس الكـنيسة الكاثوليكـية خـليفة القـديس بطرس فـيما يخـص عـودة الكهـنة والرهـبان إلى أبرشياتهم وديرهم

كادر الموقع