Articles Arabic

لماذا يسحل الشعب العراقي حكامه؟

ادهم ابراهيم

كثيرا من الفعاليات الانسانية والفكرية كانت تنتقد الشعب العراقي لقيامه في مناسبات الثورة او الانقلاب بسحل حكامه.  وتعتبره عملا خارج المالوف الانساني.  ورغم ذلك فاننا نشاهد ونسمع في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا في هذه الايام العودة الى التهديد بالسحل للسياسيين الحاكمين في العراق

وقد كنت ولم ازل اعارض عقوبة الاعدام.  ناهيك عن التعذيب والتمثيل بالجثث بعد الوفاة.  ولكنني اخذت اتسائل لماذا يصر العراقيون على السحل في كل عملية تغيير ثوري او انقلابي .  ولكنني وجدت الجواب عندما رايت بعض السياسيين يتمادون كثيرا في تجاهلهم لطموحات الشعب بالعيش الكريم، او الحصول على ابسط الحقوق الانسانية.  ولا ننسى اهانة كرامة العراقي الذي يتحمل الجور والظلم، من حكام يستهترون بالشعب دون ادنى وازع من ضمير او احساس بالمسؤولية ، حتى يعتقد حكامه بانه خانع وساكت على عبوديته وراض على هذه العيشة المرة المنافية للانسانية ، ولذلك نجده عندما يستمر الطغيان، ويبلغ السيل الزبى يثور ويستذكر كل الالام والمرارة التي ذاقها على يد حكامه فينتقم اشد انتقام منهم حتى يخرج احيانا عن المألوف، الى درجة سحلهم في الشوارع

فكرت في كل ذلك وانا اشاهد مدى الاهانة التي يعاني منه الشعب العراقي الان على يد من يدعون تمثليه. فبالاضافة الى نسبة الفقر التي تتجاوز الثلاثين في المائة من الشعب بالرغم من وفرة النفط والاموال الواردة الى خزينة الدولة. فان هناك سرقات علنية وممارسات لا انسانية تحفر في ضمير وعقل الشعب، مما يدل على مدى استهانه سياسيي الحكم الحالي بهذا الشعب الصابر. وهاهي الحكومة تسئ الى احد رموز الشعب من  القادة الميدانيين الذي تسامى على المادة وعلى التفرقة بين ابناء الشعب الواحد واقصدبه الفريق عبد الوهاب الساعدي الذي ازاحوه لنظافته ومبدايته وهم الوسخين الاذلاء والعملاء. وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرضون فيه لرموز من الجيش العراقي البطل.  وهم بهذه الاعمال التي تدل على فسادهم واستهتارهم،  يمعنون بالاساءة ليس للشعب العراقي حسب بل وللجيش العراقي الباسل الذي كان ولم يزل رمز البطولة والتضحية والكرامة لهذا الشعب العريق. ولم يكن التوجه لعزل الساعدي حالة فردية وانما هناك مخطط لاضعاف وتصفية الجيش العراقي بعملية ممنهجة لاقالة وابعاد الكثير من قادة الجيش. هذا الجيش الذي كان دائما حاميا للشعب العراقي وسور الوطن الشامخ.  ولكن الاعداء من كل الدول الاقليمية لايريدون لهذا الجيش النهوض واسترداد مكانته اللائقة

كما فكرت ايضا بممارسات الحكم الجائر الحالي بقمع تظاهرات ذوي الشهادات العليا العاطلين عن العمل بدل تكريمهم كما تفعل الدول الاخرى المتقدمة، والمتخلفة ايضا

اضافة الى اعتقال وقتل النشطاء من طلائع الشعب العراقي وهم كثيرون لايمكن حصرهم بهذه العجالة ومنهم الشعراء والاساتذة والمفكرين والصحفيين وضباط الجيش الكبار . اضافة الى اساليب التعذيب الوحشية في السجون السرية، التي اشارت اليها منظمة العفو الدولية في تقريرها الاخير. وفي ثورة الشعب الحالية تمادت سلطات القمع وميليشيات الاحزاب المشبوهة في ذبح المتظاهرين علنا حتى تجاوز عدد الشهداء 44شهيدا واكثر من الفي مصابا

ان النداءات المتكررة الحالية بضرورة الخروج في تظاهرات عارمة،  ليست بسبب انعدام الخدمات من ماء وكهرباء ونقص المدارس والتعليم والبطالة، فقط وانما لاستهتار القادة السياسيين والميليشيات المسلحة والدولة العميقة بمصائر الشعب العراقي لزجهم في معارك جانبية لاناقة لهم فيها ولاجمل، اضافة الى الفساد الذي وصل حدا لايمكن السكوت عنه. واخذوا يبيعون ويشترون المناصب في مزاد السياسة الرعناء. ثم تجاوزوا ذلك الى بيع الوطن نفسه عندما سلموا اراضيه الى دول مجاورة واباحوها للاجنبي. حتى تطاول الغريب على العراق والعراقيين بالقول والفعل دون رادع. فاصبح الحكام اذلاء وخدم عند الاجنبي ولايستطيع وزيرا،  ولا اكبر منه او اصغر من الاعتراض، ولسان حالهم دائما السمع والطاعة دون كرامة اوشرف الرجال لحماية حرائر العراق الذين اذلوهن كما اذلوا الرجال،  خسؤوا

انني هنا لا ابرر الدعوات لسحل هؤلاء الحكام فنحن ابعد مانكون عن هذه الممارسات. ولكننا نطالب بعزلهم ومحاكمتهم ازاء جرائمهم بحق الشعب وخيانتهم لوطن لاينتمون اليه ولا يتشرف بهم.  ولياخذوا جزاءهم العادل عن ضياع ستة عشر عاما من عمر العراق والعراقيين، الذين فقدوا فيها الغالي والنفيس وكادوا يفقدون كرامتهم لولا رفضهم القاطع لهؤلاء الخونة الذين باعوا الوطن ويريدون بيع الشعب للاجنبي لقاء منصب زائل اودراهم معدودات، لانهم عاشوا عبيدا اذلاء وسيموتون كذلك مع لعنة التاريخ الابدية. فمرحى لشعب ثائر اصيل لايضام ولايبات على قهرالرجال

https://www.raialyoum.com/index.php/ادهم-ابراهيم-لماذا-يسحل-الشعب-العراقي/

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • الشعب العراقي يسحل قادته ,,,,,لان القادة يخونون ضمائرهم عندما يريدون الصعود للقيادة
    وينكثون العهد الذي قطعوه على انفسهم لخدمة الشعب ولكن يخدمون جيوبهم فقط
    فماذا ينتظر الشعب؟؟؟؟؟
    فلهذا صدق الشاعر أبو القاسم الشابي
    عندما قال…

    إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
    ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
    وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
    فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
    كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
    وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
    إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
    وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
    وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
    فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
    وَأَطْرَقْتُ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
    وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ – لَمَّا سَأَلْتُ : ” أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟”
    “أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
    وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
    هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
    فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
    وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
    فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!”
    وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
    سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
    سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
    فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
    وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
    يَجِيءُ الشِّتَاءُ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ، شِتَاءُ الْمَطَـر
    فَيَنْطَفِئ السِّحْرُ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
    وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
    وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
    وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
    وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
    وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
    وَذِكْرَى فُصُول ٍ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
    مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
    لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
    وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
    وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
    فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور
    وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
    وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر
    وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
    وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
    ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
    إليك الفضاء، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
    إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
    فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
    وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر
    وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
    وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر
    ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
    وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ، بَخُورُ الزَّهَر
    وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
    وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
    وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
    إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ

Follow Us