يوسف جريس شحادة
كفرياسيف_www.almohales.org
في عالم النفاق الذي نعيشه وصلنا إلى زمن يصحّ فيه القول : “إن أتقاكم هو أكثركم تمثيلاً وأكثركم خبرة في إخفاء فساده ونفاقه .لا اللحى تصنع قداسةً ولا الابتسامات الزائفة تمنح سلاماً ولا الخطابات العالمية الفارغة تجلُب خلاصاً. أيها المصلوب قم مجدداً وكسّر بقصبتك كل رأسٍ وكل تاجٍ ارتفع أعلى من صليبك. الأب ثاوذورس داود”.
“ويل لمن تأتي بواسطته العثرات ” الويل لمن يشتّت الخراف، تحذيرات مخيفة رهيبة للراعي، راعي البشر المؤتمن عليهم وعلى خلاصهم الروحي.
نحن في عصر أصبح الفاسق مقبولا والخائن ابن البيت والجاهل في ثلة اكليريكية متعبة هزيلة فاسقة باعت أخلاقها وجرحت أخلاق اللينات بتعدّيها على النسوة.
الاكليروس في أغلبية الأماكن أعلن إفلاسه الديني التعليمي والروحي. العديد من الخوارنة باتت تجار رحلات والبعض تجار نسوان وبالتالي للمخزي والعار أصبح بيت الرب “مغارة لصوص” بيت خيانة للتعاليم النزيهة السامية.
خوارنة تلبس الثوب الأسود الغرابي ومثله لا يحضر إلا على الجيفة، حوّلوا الكنائس لدكان خدمات، أي تحضر للكنيسة لهدف معين، معمودية أو زواج أو جنازة قريب أو إدخال المولود لبيت الرب تدفع التسعيرة المحلية للخوري وانتهى دور الخوري. دون أن يعطيك وصلا كما يقتضي القانون للنشاط الديني الملزم بالتصريح عن الدخل وما من كاهن في أغلبية الحالات إلا ويعمل بشغل إضافي أي نسبة الضريبة المستحقة عليه للدفع تفوق الموظف العادي الذي يعمل عملا واحدا.
إن ما يحدث في أغلبية الكنائس سببه غياب السلطة الكنسية المطران منشغل بتعبئة كرشه نعم تكبير الكرش وجمع الأموال للأقارب ولا يهمه لا ليترجيا ولا عيد ولا تعليم ولا تفسير وبالتالي الخوري الأسقف الذي يريد من حوله ثلة من الحمير الجاهلة التي لا تنتمي لعائلات بل لأفراد والسبب لكل غبي واضح أدى إلى هجرة العديد لكنائس أخرى منها المعمدانية والإنجيلية أو للكنيسة الأصل الأم.
سبب هجرة المتعلم والمثقف من كنيسة لأخرى بسبب فسق بعض الخوارنة نحن في عالم منبسط الإمكانيات أي ما يحدث في أقاصي المعمورة برمتها نعلمه في الطرف الآخر.
الخوري الذي يظن أن حرق مكتبه لخلفية تحرشية لم يكشف فهو غبي، والكل يعلم ما يحدث في القطب والمحيط وكأنه حدث في ضيعة صغيرة.
إن ما ينشر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي يصل لكل الناس.
” أكثروا من عمل الرب كل حين”
” القافلة تسير والكلاب تنبح”
” ملعون ابن ملعون كل من ضلّ عن وصاياك يا رب من الاكليروس”
سلام الرب معكم
كان من الممكن للكاتب ان يختار عنوانا انصف للعدالة مما هو للواقع الذي يراه، لانه بتعميمه يبطل وجود الاتقياء في حضيرة الرب الذي يختارهم من اجل الاصلاح بعدم قبولهم بان يكون بيت الرب مغارة لصوص
نعم، ليس احد معصوم من الخطأ، حتى الاتقياء، وهذا صحيح ونراه في الكتاب المقدس كيف ان الاتقياء كان لهم ضعفهم واخطاءهم، ولكنهم قبلوا دعوة اللـه فتحولوا من ناس عاديين الى غير عاديين اتقياء بمحبة الرب والرجوع اليه في كل اعمالهم وتصحيح وضعهم وعلاقتهم مع اللـه اولا قبل علاقتهم مع البشر، وفي النهاية تبقى الثقة الكاملة باللـه وحده فوق كل شيء، وهنا يمكن ان نقول : طوبى لكل تقي لا ينافق من اجل البر…