حسام سامي
شئنا ام ابينا فنحن لم ولن نكون سوى بيادق شطرنج تعبث بنا أصابع قُدِّرَ لها ان تكون هي ايضاً حجارة شطرنج لكنها تحمل علامة (فيل او قلعة او فرس) قادة تحركهم أصابع البشر فيكتبون لنا تاريخاً ويرسمون لنا مصيرا، منذ البدء وَعَينا على السبي والقتل والتهجير والاغتصاب والنهب ولم نتّعظ، لم يكن لنا ذنب ارتكبناه سوى علامة ترمز للمحبة والسلام” سلام يبتدئ من النفس ليصل إلى الآخر “لم يكن هذا كلّه من صنع الـله بل من صنع من نصّبوا انفسهم ليكونوا لاعبي شطرنج يجلسون على الرقعة فيحركون البيادق أينما شاءوا يذهبون بهم للهلاك “لأن بيادق الشطرنج مصيرها الهلاك” ليس لغاية إنسانية انما لمجد ذاتي يحلمون بتحقيقه ولا مجال لتحقيقه سوى أشلاء موتى، وتاريخهم يكتب مشيئتهم …!
يمجّدون التافه ويحترمون الزاني ويعظمون الأخرق
والويل كل الويل لمن يعترض يكذّب ويطرد ويحمّق،
فهم من يكتب التاريخ لا يد القدير. لقد نسوا او تناسوا من قال (( لتكن مشيئتك لا مشيئتي …! )) فحققوا مشيئتهم وجدفوا على مشيئة الـله ..
تحررت الموصل من أيدي ذات اللاعبين الذين لعبوا على رقعة الشطرنج قبل اكثر من مائة عام يوم كانت الموصل تحت أياديهم وقبل الموصل بعشرات الأعوام شبعنا سبياً “قتل وسلب تهجير واغتصاب” … أهذه إرادة الـله حاشاه …!! ؟ ام أصابع الشياطين تلعب ببيادق الشطرنج، والشياطين أنواع منهم منّا ومنهم ليسوا لكنهم اتفقوا جميعاً ان يكونوا علينا كل منهم له غاية في قتلنا … قال منهم لنا: انكم فسيفساء بلادنا لا يمكن ان نتخلى عنكم فتركونا نَجْمَع غلاتنا ليسيل لعابهم فيقتنصون أي فرصة لينكلوا بنا ليحظوا بها، وقال الذي منّا: لقد أورِثنا التاريخ كراسي اللـه وبنبينا صروحاً وقلاع وامتلكنا ارضاً انتم من يحرسها .. ان رحلتم خسرناها وان صمدتم استعدنا قلاعنا فخير لكم ذلك ان تململتم فيد الـله عندنا سنضربكم ونضطهدكم ونمنع يد الـله ان تعمل فيكم لأننا من يحرك يد الـله … ويل لكم فأنتم لستم سوى (حجارة شطرنج) مهمتكم حماية إلهكم … قلتم لنا: ( سنصلح ما دمّر من قلاعنا حجارة فوق حجارة فوق حجارة) من وقع منكم فهذه إرادة القدير ومن نجا وفاز فهذه ارادتنا التي نحرص ان تتحقق … ((لكن من سيصلح ما تدمّر فينا)) سبينا وهجّرنا وسلبنا نحن من عانينا من كلكم لقد كنّا اسياد ارضنا فاصبحنا عبيداً نستجدي حتى اللقمة منكم ومنهم موطئ قدم في ارض تحوينا في وطننا حتى ارضكم وقلاعكم بالمنّة تركتمونا فوقها، خياماً يعلم الـله بردها وحرها طعاماً استكثرتموه علينا فأعطيتموه لغيرنا ليقول الآخرين عنكم خيراً، أكرمتم من اضطهدنا وانحنيتم له صاغرين … أنبأتمونا القول: الويل كل الويل لمن يحاول ان يفتح العيون “فقد حاول إلهكم قبلكم فصلبناه … (( فخير لنا ان يموت كل من حاول او يحاول تجاوز خطوطنا الحمراء )) قالها قبلنا إلهنا قيافا وصفق له نبيّنا حنانيا ووقف مشدوهاً نيقوديموس لا يحرك ساكناً خوفاً على مصيره من ان يقال عنه انت منهم … واما بطرس وما ادراك ما بطرس انه الصخرة التي بنى عليها ((هو)) قلعته قد كان منّا ((انه اليوم نحن)) مترددون جبناء مشتتون ناكرون والويل لنا لأن ((من انكرني امام الناس انكره امام ابي الذي في السماوات)) ونحن ننكره كل يوم مرّات لا لسبب وانما لنرضي غرور وكبرياء من قال لنا (أنا هو إلهكم فأعبدون ) … اننا اليوم بطرس الذي سايس أعداء إلهه فنكره فتبنّا آلهة الفساد وتلذذ بها لأنها آلهة قيافا فهي من تؤمن الكرسي والمال وبهذا نكون قد استحقينا ان نكون(حجارة شطرنج) تتلاعب بها أصابع هذا وذاك لا رمز بهيّ نتطلّع إليه لأنهم(نكّلوا برمزنا) فأعطوه صفات لا تليق به، وقالوا لنا: هذا من تنشدون ولولاه انتم الخاسرون، تباً لكم ان كنتم تبالون او لا تبالون ، فالعودة خياركم لأنكم حرّاس حجارة وأرض لم ولن تمتلكوها فأنتم لستم سوى(بيادق شطرنج) صممت لأجل الهلاك … ! أصحوا لتعرفوا من انتم … أأنتم سكان البلد الأصليون، ام يهوداً سبوا بسبب سياسة قادتهم الرعناء الذين جعلوا حكمتهم فوق حكمة الـله … فأذلهم، أم بدواً رحّل قذفت بهم جمالهم وخيولهم وبسيوفكم احتللتم الأرض وقتلتم وسبيتم شعوبها واغتصبتم حرائرها وسرقتم اموالها وحتى أحلامها فأصبحتم آلهتها، لقد كُتِبَ تاريخكم من جديد وآن الأوان لتعودوا كما كنتم فأنتم لم تكونوا سوى (حجارة شطرنج) تتلاعب بها أصابع اللاعبين((فتهلك منكم من تشاء وتحيي من تشاء )) . لقد غيبتم عنّا الـله فصنعتم إلهاً حسب المواصفات …. ان اضطهدوكم قلتم: (الـله سلام ومحبة فسيّستم الـله وتناغمتم مع آلهتهم) فعدتم لما كان عليه اجدادكم زمن السبي عندما اشركوا مع الـله آلهة أخرى فكانت نقمته عليهم … وان كان لكم الزمان تضطهدون من تولّيتم قلتم: ان الـله عدل وقصاص وانتم يده والويل لمن لا يقبل تلك اليد، تطردون من مجامعكم من اوصاكم الـله رعايته، لا تستحون من الاعتراف بفسادكم بل تتباهون به امام خرافكم لأنهم(بيادق شطرنج) تبنيتم الفساد ولسان حالكم يقول هذا هو الطريق ، فانحرفتم عن ((الطريق والحق والحياة)) ماذا ابقيتم من ملامح الـله(القيمة الأخلاقية المطلقة) لنعرفه لقد استبدلتم تلك القيمة بالفساد(قيمة الانحطاط السفلى) ومع هذا تدّعون انتمائكم إلى الـله … أي إله تتكلمون عنه …! ؟ .
آن لنا كبيادق ان نحطم رقعة الشطرنج فلا نترك أثراً لأي لاعب انتهازي فاسد متلّون باحث عن مصالحه فنتحرك كما قدّر لنا من السماء ونترك أصابع الـله هي المحرّك لا أصابع البشر( لأن الـله هو مصلحة كل البشر وانتم مصلحة ذواتكم ) .
ولنصرخ جميعاً … ((نحن شعب أحب الـله فأحبه الـله فأستحق الحياة … لسنا بيادق شطرنج تعبث بنا أصابع الخبثاء المراؤون …))
الرب يبارك حياتكم جميعاً
الجمعة 25 – 8 – 2017
كلام من قلب الواقع الانساني والطبيعة… هي حرب الحياة مع الموت… إن كانت على رقعة شطرنج.. او على منبر كنيسة… او بين تقلبات إعصار او هزة ارضية او سقوط طائرة… او وباء… او…الخ… ولكن الويل لمن يقتل النفس ا(لتي لا تموت)… بنفوذ… ذاك ليس هو الهنا سبحانه الإله الخالق المحب والعادل والغفور والرحوم… بل هو كل انسان يجعل من نفسه (إله) العبودية والكبرياء والأنانية والحقد والظلم…. وكل مَن يضع خطوطا حمراء مصطنعة لاخوته وعبيده السذجاء الضعفاء (السجناء) ليخدعهم بانها الفاصل بين ملكوت السماء وجهنم السوداء…