على ضوء مَثل “الفريسي والعشار”
مَن هو مِثل الفريسي والعشار بيننا اليوم؟؟؟
بقلم: وسن جربوع
لست أنا، بل الانجيل يقول ان يسوع المسيح قال هذا المَثَل “الفريسي والعشار” لقومٍ واثقين بأنفسهم انهم أبرار ويحتقرون الآخرين (انجيل لوقا 18: 9 – 14). ولكني أنا اسأل من هو مِثل ذاك الفريسي وذاك العشار في مجتمعنا اليوم؟ وفي كنيستنا؟ وبيننا وفي رعيتنا؟؟؟ بالتأكيد ان مجتمعنا ليس افضل من الشعب والناس الذين عاش بينهم يسوع المسيح؟ انه بإعطائه هذا المَثل وبهذا التشبيه اعطى لنا مثالا واضحا عن الصفات والقيم التي يجب ان نتحلى بها في حياتنا، وكيفية تعاملنا مع اخوتنا البشر.
فيسوع الانسان لم يخاف من قول الحق بوجه المجتمع، تكلم معنا بالامثال لنتمثل بها… لأنه هكذا يريدنا ان نعيش الحياة التي وهبها لنا اللّـه… حسب وصاياه… كاملة ونقية… في طريق واحد فقط… وباتجاه الرب يسوع فقط وتعاليمه لكنيسته…وجوهرها هي المحبة والحرية والحق والعدالة والايمان… يسوع الانسان لم يتعاطف مع احد على حساب الآخر… يسوع الانسان لم يتملق من اجل ان يرفع شأن احد …. يسوع الانسان لم يتظاهر ويراعي هذا كي لا يجرح شعور ذاك… نرى في يسوع الانسان الايمان والتواضع والمحبة والرحمة ولكن كذلك نرى الجرأة والانتهار والغضب والأمثال الناقدة… يسوع يقول الحق امام الملأ وبين الجموع، لا من اجل التشهير للإهانة بسمعة أحد ولكن من اجل ان يبيّن الحق عن الباطل والأصالة عن الفساد.
يسوع الانسان لم يقبل بالإهانة والتشهير والرجم حين قدِم اليه الكتبة والفريسيين بإمرأة زانية اقاموها في وسط الشعب يشتكون عليها ويدينوها حسب ما اوصاهم موسى في الناموس بأن ترجم، بل رد عليهم بعدالة وجرأة: ” مَن كان منكم بلا خطيئة فليرمها اولاً بحجر” (يوحنا 8).
بالتأكيد ان كل انسان مسيحي يؤمن بالمسيح عليه ان يعيش حياة مسيحية حسب ما جاء في الانجيل المقدس وهو بشرى الخلاص، تلك التي كرز بها رسل المسيح الذين انطلقوا قبل 2000 عام ليبشروا الامم بكلمة الحق بما شهدوه وعاينوه عن حياة يسوع المسيح وتعاليمه وامثاله واعاجيبه التي قام بها بين الناس والمجتمع بالأخص خلال حياته العلنية من عمر 12-33 عاما.
فيا اخوتي واعزائي… كلما كَلّمْتُم اخوتكم بالمسيح، فلا تتكبروا عليهم بالايمان… وتأخذوا دور الديّان… او تنصَحوهم بدون ميزان…… لكن تكلموا عن الحقائق والبرهان… ولا تنسوا اياماً كنتم فيها شهود عيان… فالبيت لا ينقسم إلا بتأثيرٍ من أساس البنيان.
(انجيل لوقا 18: 9 – 14)
“قَالَ يسوع لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ: إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ.أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ“
عاش سجع قـلمكِ … وأضيف مني نـصيحة إلى البطرك ساكـو فـهـو بحاجة إلى نـصيحة أمثالي وليس إلى هـزازي الـذيول أمامه … اللـوكـية … وأقـول له
إنـتـبه … إنّ المسيح لم يستـخـدم القانـون مع الـزانية كما أنت تـتـشـبّـث وتـكـرر …… قال القانـون وحـكـى السنهادس
أخي ، إن كـنتَ مؤمناً بالمسيح (( أكـرر : إنْ كـنـتَ مؤمناً بالمسيح )) ! فالمسيح تـجاوز الـقانـون
وقـدّم عـليه الـغـفـران
فـهـل عـنـدك الغـفـران كي تـتـجاوز به قانـونـك
وإلاّ ، فأي بطرك أنت ، وأي قائـد تـكـون
وما عـدا ذلك كـله ، فإن حـقـدك الـدفـين واضع للجـميع وتـتـهـرّب خـوفاً من الحـق