فـيـقـول :
أدهشني ما سمعـته منك …. أتعـرف ؟ كان عـندي إحـساس داخـلي أنك منكسر … أريـد أن أذكـر لك شيئاً عـن الرب يسوع المسيح ، إكـتـشفـته من خلال بحـثي عـن شخـصيته الخالدة …
لو تسنى لنا قـراءة الكـتاب المقـدس بالتأمل ، لـوجـدنا صفات رائعة للرب يسوع المسيح منها :
(1) شجاعـته ! صدقاً لم أجـد شخـصية في التأريخ إمتلك مثلها … فـمثلاً : الضعـف البشري الذي أخـذ منه في يوم الـقـبض عـليه ومعـرفـته كـمّ العـذاب الذي سيلاقـيه ، لكـن صلاته كانت ( لتكـن مشيئـتك لا مشيئـتي ) ، مشيئة الـله هي قـوّة وشجاعة ، ومشيئة الإنسان هي ضعـف وتخاذل وإستسلام …
(2) الأخـرى ، تحـديه وبشجاعة، نصائح بـيلاطس لتخـليص نفسه ، لكـنه آثـر الصمت متـقـبلاً آلام الجـسد وما أهـولها … أوَ ليس هـو مَن قال ( لا تخافـوا من الذين يقـتـلون الجـسد ) …. الشجاعة ليست في منصب تحـكـم مِن خلاله عـلى العـبـيـد … إنما من خلال مواقـف تأبى فـيها أن تكـون عـبداً يتخـلى عـن مبادئه في سبـيل خلاص نفسه ، أو منصباً أو مالاً يطمع فـيهما ليستأسد عـلى إخـوانه … الشجاعة أخي في المسيح ، أن تـقـف مع المبادئ مهما كانت حـروب الشيطان شرسة … ألمْ يقـل سيدنا وسيد العالم كـلّه ( سيطردونكم من المجامع ) …. أوَ لم يطردوه هو منها ؟ فـماذا تـتأمل من فاسدين ؟ أتـنحني لهم أم تحاججهم … أوَ لم يحاججهم عـنـدما وقـف في مجلسهم فـلطمه خادم رئيسهم ؟…. أوَ ليس لنا ــ عـندما يسمينا أبناء اللـه ــ أن نكـون جـديرين بهذا الإنـتماء الرائع …. أوَ لم يحـررنا فأصبحـنا أحـرارا ؟ فـلِـمَ نـشتاق لعـبودية ذليلة يحاول أن يفـرضها عـلينا أصحاب المصالح جـلاّسي الكراسي جامعي الأموال ….؟ أيُـقـبَـل أن يُـذّل إبن ذاك العـظيم …. لا ، ودمه الطاهـر الزكي !! لم ولن أحـني رقـبة ولا أجـثو ركـبة ولا أقـبّـل يداً إلاّ له هو ، وليكـن الطوفان ….
لقـد قـلتَ لي : ((( ولكـن هـذا لم يَـرُق الكاهـن ، فحاربني وأنا مثل أي جـبان إخـترت الإنسحاب ))) … وهـذه هي مشكـلـتـنا ، إنـنا شعـب إنهـزامي ليس له موقـف ، العـيـب فـينا ….
لكن ماذا ستـقـول له : أنكـرت مبادئك وشككـت في شجاعـتك وآليت أن أنسحـب …؟
يا إبن المسيح يسوع …. كـن مثله لأنه هـو الفـوز العـظيم … الذي يريد أن يعـمل فـليكـن زارعاً في بـيته … وإن تأكـدَ أن البـيت الذي هو فـيه ليس بيت الرب ( فـليخـرج منه وينـفـض غـبار نعـليه لأن مصير ذاك البـيت أسوأ من مصير سدوم وعـمورية ) … بـيت الرب لا تـُـباع فـيه الأسرار ولا يُهان الأحـرار ولا يفـرق فـيه بـين أغـنياء أو فـقـراء بيت الرب يحـفـظ حـق اليتيم والأرملة لا يسرقهم لتمتلئ جـيوبه ، بيت الرب بـيت محـبة لا نفاق ولا تحـزبات ولا مافـيات …
عـذراً يا إبن يسوع ، إرفع عـن كاهـلِـك أثـقالـَك كما رفعها بطرس بعـد تردد وجُـبن ، فإستحـق قـبول الرب له .