6 hours ago Kaldaya Me 83 Views شاهد
الأب ﭘـيـتر لورنس
الجـزء الأول
يسوع يُـعـلـّـم في كـفـر ناحـوم ويقـهـر الشيطان (مرقـس 1 : 21 ــ 28 )
” ودخـلـوا كـفـر ناحـوم . وما أن أتى السبت ، حتى دخل المجـمع وأخـذ يعـلم فأعجـبوا بتعـليمه ، لأنه كان يعـلمهم كمن له سلطان ، لا مثل الكـتبة . وكان في مجـمعهم رجـل فـيه روح نجس ، فـصاح : ما لنا ولك يا يسوع الناصري ؟ أجِـئـتَ لـتهـلكـنا ؟ أنا اعـرف مَن أنت : أنت قـدوس الـله . فإنـتهـره يسوع قال : أخـرس وأخـرج منه ! فخـبطه الروح النجـس ، وصرخ صرخة شـديدة ، وخـرج منه . فـدهشوا جميعاً حـتى أخـذوا يتساءلون : ما هـذا ؟ إنه لـتعـليم جـديـد يلقى بسلطان ! حـتى الأرواح النجـسة يأمرها فـتـطيعه ! وذاع خـبره لـوقـته في كـل مكان من ناحـية الجـلـيـل بأسرها ” .
مقـدمة:
الرب يسوع المسيح في إنجـيل مرقس يُـعـلـن منـذ البداية بأنه إبن اللـه) مرقـس 1/1 ) : ” بـدء بشارة يسوع المسيح إبن اللـه “. هـذا يسوع الناصري يُعـلـّم ويعمل بسلطانه الإلهي الذي يفـوق الحـدود البشرية وبالأخـص مَن منهم أصحاب السلطة مثل الكـتبة والـفـريسـيّين ، مفسري الشريعة والكـتب المقـدسة.
نلاحـظ في هـذا النص أنّ دخـول يسوع منـذ البداية ، مـصحـوبٌ بقـوة إلهـية في عـمق المجمع الـيهودي في كـفـر ناحـوم ، لأجل إصلاح تـشوّه الصورة الإلهـية وسلطانها ، الذي حـصل في المؤسسة الدينية مِن قِـبَل الأرواح الشريرة ، إبتـداءً من الجـليل (المجامع الصغـيرة) وإنـتهاءً بأورشليم (هـيكل أورشليم المقـدس ) .
يُعـلم كمن له سلطان:
حـقـيقة إنّ ما قالوه عـن يسوع بأنه ــ تعـليم جـديد يلقى بسلطان ــ ! يمثـل النـقـطة الأولى من إصلاح يسوع المسيح في العالم اليهـودي ، إن سلطان الله هـو أعلى من كل سلطان في العالم ، وبضمنهم رجال الدين أنـفسهم ، ولـيس مثل ( الكـتبة ) ….. ( الكـتبة ) هم مفسري الكـتب المقـدسة في إسرائيل ، يتواجـدون عادةً في المجامع لغـرض إقامة الصلوات وتـفسير الكـتب ، وعلى مثالهم أيضاً الفـريسيّين ، هم أصحاب سلطة دينية لكـنهم ليسوا بكهـنة.
إن تعـليم يسوع المسيح إبن اللـه ، يمثـل السلطة الحـقـيقـية والوحـيدة للـه وحـده له المجـد ، وعـلى رجال الـدين نـقـل هـذه الشهادة الحـقة إلى العالم ــ لا أن يجعـلوا مِن أنـفسهم بـديـلـين عـن اللـه في سلطانه على الأرض ــ . في الحـقـيقة يجـب عـلينا أن نميز بـين اللـه الخالق وفعله في العالم ، وبـين رجال الـدين ، فالـفـرق شاسع وجـوهـري بين المكـوّن الإلهي والمكـوّن البشري … فالمكـوّن الإلهي خالق ومخـلـّـص ، أما المكـوّن البشري خاطيء وناقـص.
يسوع المسيح يـدخـل المجمع يوم السبت ويـبدأ عـمله الأول في إصلاح التـشوّه الـفكـري لـدى الإنسان اليهـودي للصورة الإلهـية ، والـذي حـدث بسبب رجال الدين وتـفسيرهم للكـتب المقـدسة . نلاحظ أن عمل يسوع الرسولي يـبدأ بتعـليم وطرد الروح النجسة . تعـليمٌ ، يعـني خـروج من ظلمة الجهل والقبول بكل ما يُمليه عـلينا مباشـرة دون الرجـوع إلى المصدر الأول الـوصية الإلهية الأولى (أنا هو الرب إلهك لا يكـن لك إله غـيري) .
إنّ طرد الروح النجسة يعـني أن لا نـقـبل في عالم الـله أيّ تـشوّه فكـري لصورته ، أي التحـرر من عـبودية السلطة المقـيتة والـفكـر البشري الـذي يُـحـيط نـفـسه بهالة الـتـقـديس ! والتي تحاول السيطرة على عـقـل الإنسان المؤمن ، فـتمنعه من الـتـثـقـيف والـتـنوّر لـتـهـميمن عـليه دينياً وإنسانياً.
وجهاً لوجه مع الإنجـيل:
في عالمنا اليوم يجـب أن نميز بين كـنيسة يسوع المسيح المبنية على الصخـرة ، أي صخـرة الإيمان ، والكـنيسة المؤسساتية التي تـدار مِن قِـبَل أشخاص يدخل فـيها عـنصر العالم البشري وأهـدافه . هناك صراع مستمر على مدى العـصور بين الكـنيستين ، إبتـداءً من مجمع أورشليم ، وإلى المجامع الكـنسية كافة ، تـنـتـصر فـيها كـنيسة الإيمان بالرب يسوع ، بحـيث أنّ الكـنيسة المؤسساتية تضطر إلى تـصحـيح مسارها بقـوة الروح الـقـدس.
إنّ كـنيستـنا الكلدانية اليوم تخـوض صراعاً لم يسبق له مثيل في التأريخ ، لـذا فـهي حـقـيقةً بحاجة ماسة إلى دخـول الرب يسوع من جـديد إلى هـيكـلها على يد أشخاص مؤمنين بتعـليم وعـمل معـلمها الأوحـد ، لكي تـُـعـطى تعـليماً أصيلاً مِن قِـبَل آبائها الـقـديسين مستـنـدين إلى سلطان إلاهها وخلاصه ، فـيخـرج شعـبه من الظلمة والعـبودية إلى نور الحـق الإلهي ، كما يقـول إيشعـياء النبي : (الشعـب الجالس في الظلمة قـد أشرق عـليهم نور ) .
كـنيستـنا الكلدانية اليوم المتمثلة بـبطريركها وأساقـفـتها ، يعـتـبـرهم الكـثيرون نـقمة ! لكـني أنا شخـصياً أعـتبرهم نعـمة ، إذ لولاهم ! لـَما كـشـفـتْ الكـنيسة المؤسساتية عـن مضمونها البشري المليء مِن روح العالم ، مِن مصالح شـخـصية وطموحات مادية وأهـداف سياسية ــ هـذا المضمون متخـفي خلف الكـنيسة الإلهـية ــ ويعـتبرون أنـفسهم بسلطانهم ، أعلى من سلطان الـله أو بـديـلـيـن عـنه ، فـيستـخـدمـون شعارات إنـجـيلية بعـيدة عـن واقع الإنجـيل وروح الرب يسوع .
يا أصحاب السيادة : يـدعـونا هـذا النص من الإنجـيلي مرقس ، إلى أنْ نسمع تعـليم يسوع الجـديـد ، وأن نسمح له بـطرد الروح النجـسة من هـيكل كـنيستـنا الكـلـدانية المقـدس ، لكي تـظهـر كـنيسة يسوع الإلهـية ، فـنـصلِـح التـشوّه الـذي حـدث بسبب خـطيـئـتـنا
وهـل بـقـيـتْ سـيادة لأصحاب السيادة كي تـناديـهم بـكـلمة سيادة ؟؟؟؟؟
أنها نقمة لانها زعزعة الثقة لدى الكثير من المؤمنين في ابرشيتنا مار بطرس سان دييكو بصورة خاصة وباقي الابرشيات في العالم بصورة عامة