الأب نوئيل كوركيس
كاهن الرب الى الأبد
من خصائل الانسان المؤمن والغيور انه يقف ثابتاً تماما بممارسة ايمانه وغيرته بالقول والفعل اينما وُجد في رحلته الحياتية بدون ان يتقلب مع تقلبات الزمن والعاالم. فكيف إن كان ذلك الانسان المؤمن كاهنا وأباً غيورا يستمر في رسالته الحياتية ثابتا في كهنوته تماما رسولاً اميناً الى النفس الأخير؟؟؟ نعم هذه هي سمتي أنا الأب نوئيل كوركيس… اكرز ببشارة الانجيل ولا اخاف من قول كلمة الحق التي تحرر الانسان من قيود وعبودية الانسان.
حضرت بذاكرتي واردت ان أُكرر هذه الموعظة التي قلتها قبل عامين بالضبط وانا واقف على منبر كاتدرائية مار بطرس بمناسبة سابوع الرسل حسب طقسنا الكلداني، وعيد الأب في وطننا اميركا، حيث كتب عنها وترجمها من الكلدانية الى العربية ووصفها كاتبها الكريم الشماس مؤيد هيلو في سان دييكو، والتي تم نشرها في العديد من المواقع الكلدانية قائلا :
اليوم الأحد 15 / 6 / 2014 أقام الآب الفاضل نوئيل كـوركـيس الـقـداس الإلهي في كاتـدرائية مار بطرس الرسول الكـلـدانية وبعـد قـراءة العهـد الـقـديم ورسالة بولس الرسول، تـليَ الإنجـيل المقـدس، وبعـدها إرتجـل الأب نوئيل كـرازة رائعة مفعـمة بالإيمان مُستـنهضاً الروح الكلدانية الأصيلة في الكـنيسة وبين أبناء الشعب الكلداني المؤمن، وأدناه الكـرازة والترجمة الكاملة من اللغة الكلدانية الى اللغة العـربـية.
في يوم الآباء، نهنيء كافة الآباء وخاصة راعي الأبريشية.
أبـدأ بهـذا السابوع الجـديد بموجـب طخسنا الكلداني ونـدعـوه (سابوع الرسل)
فـبعـد حـلول الروح الـقـدس على الرسل في عـلية صهـيون مثـلما كان مـوعـوداً مِن قِـبَل يسوع المسيح أن يظَّل الرُسل في أورشليم إلى أن يرسل الفارقـليط ليكـون معهم ويُـذكــّـرهم بكل ما كان يقوله معـلمهم ليـبشروا كل الأمم في العالم.
لهـذا كانت أورشليم مكان البدء بالتبشير ومن هـناك أخـذوا ينـتـشرون بـين البلدان وكان نصيب بلدنا (بين النهـرين وشرقي نهـر الفرات) وهما إثـنان من رسل الرب مار توما الرسول ومار أديّ الذي يصادف تـذكاره هـذا اليوم، وأديّ هو تـديّ، ثـداوس، يهـوذا و(سلسلة أسماء الرسل ليس كـلهم سوية حسب الأناجـيل).
طبعاً لا نـنسى أن الناس الأوائل الذين سجـدوا للمسيح كانوا من المجـوس القادمين من شرقي أورشليم، من بابل المدينة المقـدسة.
لكـن كـنيسة المسيح التي أراد بناءها على الأرض تكـون بواسطة رسله ليكـون لهم سلطان لرعاية المؤمنين، لأن لهم أعـطى سلطان للحل والربط في السماء والأرض، وكل الرسل هم متحـدين برئاسة (شمعـون كـيـﭘا- الصخـرة)، وكل الأساقـفة هم خـلفاء الرسل، كل واحـد في رعـيته التي هي مخـصصة له وبإسمه، ولا يمكـن في الكـنيسة الكاثوليكـية أن يكـون الأسقـف بدون رعـية! حـتى وإن كانت شرفا. لهـذا فكـنيستـنا هي رسولية.
كـنيسة بابل الكلدانية شفـيعها هـو مار توما الرسول حيث وصل إلى الهـنـد، ومار أديّ كان في شمال العـراق وكان له تلميذ مار ماري ونزل إلى الجـنوب ووصل إلى العاصمة (أرشخيـتا)، التي كانت في ذلك الزمان (ساليق وقـطيسفـون) الواقعـتين حالياً حـول بغـداد. وهـذا (انافورا، القـداس الإلهي) الذي يقام في كل الكـنائس الكلدانية هـو تحت إسمي مار أديّ ومار ماري الطوباويـين مبشري المشرق، الذي هو أقـدم من القـداديس الباقـية المقامة في الكـنائس الأخـرى، وهو قـداسٌ حي لأنه يحـتـفل في كـنيستـنا.
لهـذا فإيمانـنا المسيحي هـو منذ القـرن الأول وهو تأريخ قاسٍ عـلينا من القـتل والتهجـير والهروب ونحن مظلومين الى هذه اللحظة في وطننا الأم (بـيث نهرين)، والذي يحـدث اليوم هناك كان مشهوداً من زمان بعـيد، ولدينا خبرة ومراس بذلك. لهذا نحـن هنا من هـذا البلد المبارك (أميركا) وفي هذه المدينة الجميلة (سان ديـيـﮔـو) وأنا شخـصياً مسرور في هـذه الحياة التي أعيشها حراً ومحـترماً، لأن هـذا البلد يحمي الحـقـوق لكل المواطنين تحـت القانون والتـشريع الحكـومي، ونـشكـر الرب ألف مرة لهذه النعمة، لأن المسيح قال لنا (إذا اظطهـدوكم في هذه المدينة، أهـربوا إلى أخـرى)، ولم يقل لنا (إذا تركـتم بلدكم تكـونون مذنبون)، وليست جـنحة ترك البلاد التي كـنا فـيها أهل الـذمة ونـقـرأ سورة الفاتحة في الكـنيسة!.
إن أخـونا أبرام (إبراهيم) ترك أور الكلدانية، ويسوع ومريم ومار يوسف هـربوا إلى مصر، إذن أين الخـيانة في وجـودنا في بلاد المهجـر؟ لـقـد وُلِـدَ أولادكم هنا وأصبحتم مواطني هـذا البلـد.
ولكـن لنستمع إلى ما تـقـوله صلاة الصبح (سهـذي) للشهـداء ليوم الثلاثاء (من بلاد إلى بلاد تحـولوا، ولكـن من إلهكم لا تـتحـولوا، وكل بلد تـدخـلوه، تحـل فـيه سِمَة الحـياة.)
نـشكـر الرب لوجـودنا هـنا نحـرس إيمانـنا المسيحي الكاثوليكي متمسكـين بكـنيستـنا (كـنيسة بابل الكلدانية). ونطلب لكل الناس المضطهَـدين فـك أسرهم وتحـريرهم.
أخـواني وأخـواتي: لكـن ما هـو إحـتياج كـنيستـنا الكلدانية هنا في أميركا؟
تـوجـد كـنائس كاثوليكـية أخـرى، ما الفرق؟ إذا كانت متوقـفة على الإيمان المسيحي فـقـط، نستطيع أن نذهب إلى أية كـنيسة أخـرى، أليس قسم كـبـير من الناس يقـولون، ما هو الإخـتلاف؟ لا يوجـد فـرق، لا يهم! كـلنا “سورايي” بمعـنى مسيحـيون (وليس شي آخـر) وكـثيرون يذهـبون … لهـذا نـتسائل لماذا لدينا كـنيسة كلدانية؟ هل متوقـفة على اللغة الكلدانية؟ يستطيع أحـدنا أن يترجم لنا الطخس اللاتيني الى اللغة الكلدانية المحكـية؟ أليس قسم منا يرغـب بلغة غـريـبة؟ ولكـن أنـتم الناس الأوائل الذين قـدمتم الى هنا لماذا أردتم أن يكـون لكـم كـنيسة؟ أكـيد كـنـتم تـذهبون إلى الكـنائس الأخـرى القريـبة لكم قـبل أن يقـوم القس (بطرس كـتولا رحمه الرب) بـبناء هذه الكـنيسة بإسم مار بطرس التي هي اليوم كاتـدرائية كـبـيرة، وبالأخـير العـمل هـو، لماذا لدينا كـنيسة كلدانية هنا في أميركا وخاصةً في سان ديـيـﮔـو؟.
والجـواب هو في مجموعة الـقـوانين للكـنائس الشرقـية الباب الثاني: الكـنائس المتمتعة بحكم ذاتي في الطقـوس.
قانون 28 البنـد 1: الطخس هـو التراث الليتروجي واللاهـوتي والروحي والتـنظيمي المتسم بثـقافة الشعـوب وظروفها التأريخـية ويعـبر عـنه بالطريقة الخاصة التي تعـيش بها بالإيمان كل كـنيسة متمتعة بحكم ذاتي.
البنـد 2: الطخـوس في هـذه المجموعة هي المنحـدرة من التـقـلـيد الأرمني والإسكـندراني والأنطاكي والقسطنطيني والكلداني ما لم يتضح غـير ذلك.
وعليه نحـن الشعـب الكلداني لـدينا تأريخ وتراث روحاني ومدني ولهـذا فالكـنيسة الكاثوليكـية تحـفـزنا على أن نحمي ميراثـنا، لا أن تـصهـرنا بـين الشعـوب الأخـرى.
وفي الخـتام، لنكـن نحـن أيضاً رسل في هـذه البلاد المباركة مثلما جاء في صلاة الشهـداء لتكـن لنا سِمَة وعلامة لبناء مدينـتـنا المقـدسة بابل الروحانية الجـديدة والتي هي كـنيسة بابل الكلدانية الكاثوليكـية وشعـبها وكل الميراث الذي تحـويه.
وبعـد إنـتهاء الكـرازة ضَجَـتْ الكـنيسة بالتصفـيق إستحساناً لهـذا الربط بين الإيمان والهـوية الكلدانية.
ترجمة الشماس مؤيد هـيلو…سان ديـيـﮔـو
كم أتمنى لـو أن البطرك لـويس يـرد عـلى هـذه الكـرازة
هـذا من جـهة ، ومن جـهة أخـرى أتساءل هـل أن ما قاله الأب نـوئيل
أولاً : تأريخ قاسٍ عـلينا من القـتل والتهجـير والهروب ونحن مظلومين الى هـذه اللحظة في وطننا الأم (بـيث نهرين)
هـو التجاوز الـذي قـيل عـن أنه تجاوزَ في كـرازته عـلى البطرك لـويس
ثانياً : أم أنّ كلامه حـين قال … أخـونا أبرام (إبراهيم) ترك أور الكلدانية ، ويسوع ومريم ومار يوسف هـربوا إلى مصر، إذن أين الخـيانة في وجـودنا في بلاد المهجـر؟
هـو التجاوز الـمـقـصـود ؟
نـريـد واحـد من فـطاحـل حاشية البطرك الموقـر أن يُـجـيـب ، كي نعـقــّـب عـليه
كانوا يعتبرون أي كرازه للأب نوئيل المقصود بها هو البطرك لتكون حجج لفصله عن كنيسته الكلدانية ولم يذكروا الحجج الرئيسية لأن ليست لديهم الجرأة لذكر الأسباب الحقيقية التي كانت تخص دفاعه المستمر عن الكنيسة الكلدانية