نقدم هـنا لشعبنا الكلداني ولقرائنا كافة وثيقةً ثمينة في ذكرى السنة المائة والعشرين لإِصدارها وهي، مع توفرها لكل عين بصيرة، قد أُهملت، ولم القَ لها ذكراً لدى الباحثين في موضوع الهوية الكلدانية، آملين ان يرى الجميع حقيقة الصراع بين فكر قومي اصيل وتصوّر تمويهي دخيل.
والوثيقة المعنيّة رسالة كتبها بطريرك بابل مار ايليا الثاني عشر عبو اليونان (۱۸۷۸–۱۸۹٤) الى اكليروسه وشعبه كتقديم للطبعة الاولى لمجلدات الصلاة الطقسية الثلاثة، مؤرخة في ۱٥ شباط ۱۸۸۷، قارنها، حفظك اللـه، بالمقدمة التي وضعت في روما للطبعة الثانية لهذه المجلدات سنة ۱۹۳۸، ولاحظ كذلك العناوين التي اضافتها المطابع الاجنبية في بلادنا على مصاحف كتبنا الطقسية الاصيلة. ونحن نترك الحكم والفصل لك، ايها القارئ الكريم. وسوف لن تصدق عينيك: بطريرك بابل، زعيم الشعب العريق، الناطق بأسمه والوريث الشرعي لحضارته، يعبّر بصريح الكلام عن قوميته الكلدانية ولغته الآرامية وتراثه الرسولي وطقسه النهراني. وكل ذلك مراراً وتكراراً. ولاحظ، رعاك اللـه، ماذا فعل الفكر الاجنبي الدخيل بهذه المقدمة النبيلة ومحتواها النفيس، وكيف خَوَّل اصحابُ هذا الفكر لانفسهم صلاحيةَ تسمية الشعوب ولغاتِها والكنائس وطقوسها بتسميات استنبطوها بفذلكاتهم، واعتقدوا في ابراجهم المكتبية انها ستعبر على الكنائس والشعوب.
فأنظر وانبهر كيف يريد هذا الفكر الدخيل ان يعلمنا بالرغم منا: من نحن، وما هويتنا، وما طقسنا، وما لغتنا. وفي مثل هذا الفكر، هل ينوجد عبر البحر المتوسط، في المشرق، الاّ اسم السريان وطقسهم ولغتهم؟ الا تنتهي بهم الجغرافية والثقافات؟ واذا كنت نهرانياً لجوجاً، فعلى خاطرك يضيفون وصف “الشرقيين” على التسمية السريانية، مراضاةً سخية لحساسيتك، فيُصبح اسمك “سريانياً شرقياً” بانعام من المطابع الغربية والافرنجية تقرأه باندهاش على الصفحة الاولى من مجلدات الصلاة وسائر الخدم الطقسية لكنيسة المشرق، بالرغم من تصريحات بطريركها. وتدعم العنوانَ في مجلدات الصلاة، مقدمةٌ تملأ العين، تكرر التسميةَ لك اربع مرات في صفحة واحدة. اما مقدمة بطريرك بابل، وهو صاحب الشأن في بيته، فيطبعونها بحرف ناعم لا تميزه الاّ عيون الصقور. فيا لشطارة الطبّاعين والمطابع!
واليك الآن النص الكامل للوثيقتين:
الوثيقة الأولى
(1)
(2)
(3)
(4)
الوثيقة الثانية
(1)
(2)
نصوص مختارة من رسالة البطريرك ايليا الثاني عشر عبو اليونان، الصفحة الاولى: سطر ۱–۳
“بعد أن اشع نورُ الانجيل مجد الرب على بقعتنا المشرقية هذه، لاسيما بواسطة اولئك المصابيح الثلاثة المجيدة مار توما ومار ادي ومار ماري …”
تكملة ص۱: سطر ۱۸–۱۹
“ومنذ ذلك الحين اتخذ مسيرته ومجراه طقسنا هذا المجيد للصلوات القانونية، الذي التزمته وتمسكت به سوية بدون اختلاف كافة ابرشيات وكنائس امتنا الكلدانية.”
الصفحة الثانية: سطر ۱۱–۱۲
“… وثُبت في مجمع مار اسحق ومار ماروثا الذي عُقد سنة ٤۱۰ للرب ان تقام الصلوات الطقسية حسب استعمال كنيسة ساليق وقطسينون…”
الصفحة الثالثة: سطر ۱۱–۱۳
“ومن مقابلة (المخطوطات) مع بعضها اعددنا وشكلنا ورتبنا نسخة متكاملة محررة وخالصة من كل ما يمس مواضيع الايمان الكاثوليكي او اناقة لغتنا الآرامية.”
الصفحة الرابعة: سطر ۹–۱۲
“وان طقسنا تتفوق فوائدُه في مواضيع ما ذكرناه وكذلك من ناحية سلاسة اللغة الام التي يحتويها واناقة جمله وسمو افكاره وحسن معانيه، وهكذا يبان انه بالحقيقة زهرُ اللغة الآرامية.”
تكملة ص٤: سطر ١٣–۱۷
“ولذا فنحن نمنح سماحَنا لكي تنتشر هذه المجلدات… ونقرر بسلطاننا البطريركي ان تُطَبَّق… كما جرت العادة عندنا نحن الكلدان حتى اليوم.”
تكملة ص٤: سطر ۲٦–۲۷
“فاطلبوا من اللـه بصلواتكم من اجل نجاح الكنيسة المقدسة الكاثوليكية، ومن اجل جميع الذين اشتركوا بهذا العمل، لاسيما من اجل مجتمعنا الكلداني، لكي يرتدي جماله الاولي ويكون كشجرة زيتون في بيت اللـه.”
اضافة كلدايا مي: لاحظ كذلك العناوين التي اضافتها المطابع الاجنبية في بلادنا على مصاحف (غلاف) كتبنا الطقسية الاصيلة
مرات ومرات سـألتُ أحـدهم من بـيـن الـذين يتـظاهـرون بالمعـرفة وقـلتُ له :
إملأ الفـراغات التالية :
(1) لم يَـرد إسم السريانـيـون في التأريخ الـقـديم لأنّ ، أو بسبب (( …………………. ))
(2) ظهـر إسم الشعـب السرياني لأول مرة بتأريخ ((……………………… ))
**********
ولم يُـجــب إطلاقاً ، بل ولا يتـجـرّأ عـلى الإجابة