Articles Arabic

تضليل المسيحـيّـين العـراقـيّـين بحـلم العـودة عـمل مُعـيـب

صبحي توما السناطي

 يحاول البعـض إيهام المسيحـيّـين العـراقـيّـيـن بإمكانية عـودتهم إلى موطنهم ودوافع هـؤلاء المضلـّـلين هـو الدفاع عـن مصالحهم وألقابهم كـقادة لأحـزاب وجـمعـيات، ورؤساء كـنائس (في حـين أن واجـب قادة المجـتمع هـو قـول الحـقـيقة للمهاجـرين المقـيمين في الإغـتراب من خلال حـثهم عـلى الإنـدماج في مجـتمعاتهم الجـديدة لأن لا مفـرّ لهم من ذلك )

(إما النجاح والإنـدماج ، وإما الـتهميش)، إذن عـليهم السعي الحـثيث في تعَـلـّم اللغة والحـضارة الجـديدة، والإصرار عـلى تربـية أطفالهم ودفعهم للـدراسة لأنهم لم يعـدوا يمتلكـون سوى الإصرار عـلى التعَـلم وإكـتساب الخـبرة للإنـدماج في المجـتمعات الجـديدة، وذلك للإحـتـذاء بما فعـلته الجاليات المهاجـرة في كل زمان ومكان (مثل الإيطالـيّـين، الإنـﮔـليز، الألمان الآيـرلـنـديّـين الـﭘـولـنـديّـين في إميركا، أو مثل اليهـود والأرمن في كل مكان)، وهـذا عـوضا عـن الإيحاء لـهم بأن حـلم العَـودة سـوف لن يتحـقـق .

وحـين نـقـول ــ سوف لن يتحـقـق ــ ليس لأنـنا غـير راغـبـين في العَـودة إلى العـراق الحـبـيب الـذي بـذلنا من أجـل إنجاحه كل حـياتـنا في العـمل والنضال ككل العـراقـيـين الشيعة، السُـنة، الإيزيديّـين، الصابئة ، اليهـود، التركمان، الأكـراد بمخـتـلف تسمياتهم ومعـتـقـداتهم، ونـقـول أنـنا كـنا سُـعَـداء بين مواطنينا ونشعـر بالمواطنة، أما حـلم العَـودة فإنه سيـبقى يرافـقـنا حـتى اللحـد لأنها عَـودة مستحـيـلة لن تـتحـقـق يا سيادة الـﭘاﭘا وذلك للأسباب التالية:

 1ــ إن العـودة الجماعـية للمهاجـرين لن تـتحـقـق إلّا بـقـرار عسكـري مثـلما حـصل في زمن الإمبراطور الإيراني كسرى، الـذي قـرر مساعـدة يهـود بابل في عـودتهم إلى إسرائـيل وتمويلهم لإعادة بناء ــ الهـيـكـل ــ المعـبـد.

 2ــ عـودة ما يسمى برعايا جمهـورية بوسنا المسلمين وذلك لغايات سياسية أرادتها أميركا وأورﭘا للإنـتـقام من النظام الإشتراكي.

 3ــ عـودة المهاجـرين المسلمين العـراقـيـين؛ قامت الولايات المتحـدة وحـلـفاؤها بجمع حـثالات المرتـزقة العـراقـيـين المتكـدسين في المقاهي ومراكـز العـون الإجـتماعي ومن ثم جـنـدتهم لخـدمتها وأوكـلـت إليهم إدارة الدولة والثروة في العـراق لصالح أسـيادهم، أما في ما يتعـلـق بعـودة المهاجـر بشكل إرادي فـيمكـنـنا أن نُـذكـّـر قـداسة الـﭘاﭘا ورهـط رجال الكـنيسة بالحـقائق التالية: 

إن المهاجـر مهما كان دينه وجـنسه لا يعـود إلى موطنه الأصلي إلّا في الحالات التالـية:

  أ) يكـون قـد حـقـق نجاحا في كسب المال

 (ب) يكـون قـد نجـح في الـدراسة

 (ج) يكـون قـد نجح في تحـقـيق زواج سـعـيد

هـذه الـنجاحات تجعـله يفـتخـر بما حـقـقه من النجاح الشخـصي لزيادة قـيمته الإجـتماعـية في حالة العـودة إلى بلـده. ولا يمكـنـنا الـتـذكـير بالعـودة الفاشلة لـقـلة الـدراسات في هذا المضمار، وذلك لأنه من الـنادر أن يعـود المهاجـر الفاشل إلى موطنه الأصلي ولا يقـبل أن يكـون في وضع إجـتماعي أقـل من وضع أبناء قـومه الذين هجـرهم لغـرض تحـقـيق النجاح الإجـتماعي! كما أنّ مسيحـيّي العـراق هم مِن هـذا النوع، بالإضافة إلى أنّ عـودتهم إلى بلـد لم يعـد يُـذكـّـرهم بعـراق آبائهم وأجـدادهم، إذ قـد تحـول إلى بلـد معـمّـمين، ونسائه قـد فـقـدن الحـق في إظهار شعـر رأسهـنّ خـوفاً من إثارة غـزائـز الرجـل، أي أنها تكـون قـد أصبحَـت داعـرة، ويمكـنـنا ذكـر بعـض الامثلة:

بعـد قـيام دولة إسرائيل عاد البعـض من يهـود الشتات لأنهم تـلـقـّـوا دعم ومسانـدة الأسرة الدولية، وكانت عـودتهم مغامَرة يعـتـزون بها.

لأنها حـقـقـت فخـر الإنـتماء إلى دولة صنعـتها الأساطير التأريخـية، وفي الوقـت عـيـنه فإن أعـداداً كـبـيرة من أثرياء فـلسطين المقـيمين في شتى أنحاء العالم، تحـقـقـتْ لهم العـودة لبناء دولتهم المسلمة في غـزة وذلك لأنهم كأثـرياء لا يرغـبون المقامرة بما كـدّسوه من ثروات لغـرض تحـقـيـق حـلم العـودة! الغـير مضمون الـنـتائج، كما ويمكـنـنا الاستـشهاد بعـودة مسلمي البـوسـنا والـهـرسك، بعـد دعـمهم مِن قِـبَـل الأمم المتحـدة وأموال الخـليج وبقـية العالم لغـرض تـدمير يوغـوسلافيا الـفـدرالية وذلك خـدمة للمصالح الستراتيجـية.  

أما وضع المسيحـيّـين في العـراق، فـنحـن والعالم أجـمع لا يمكـنـنا رؤية أية مصلحة لـلـدول الكـبرى في إقامة مكان آمن للمسيحـيـين في قـلـب بحـر هائج بالكـراهـية ضد المسيحـيـين والعالم الغـربي!!.  

تبـيّن الدراسات حـول قـضية الهجـرة بأن المهاجـر يدخل نطاق الـتأقـلم بعـد إقامته لـفـترة زمنية قـريـبة من خمسة أعـوام في بـلـد إقامته الجـديد، وتؤكـد بأن عـودة المهاجـر قـبل هـذه الـفـترة يمكـن حـصولها لا سيما في ما يتعـلق بالـدارسين الـقادمين لتحـقـيق إنـتـصار عـلمي ومهـني من أجل العـودة لـتـبـوّء مواقع إجـتماعـية أهم من مواقعهم السابقة. إلّا أنه من النادر أن نرى عـودة أناس منـدمجـين أو قـد حـقـقـوا نجاحات مالية؛ وذلك بالرغم من دعـوتهم للمسيحـيـين بعـدم المغادرة والمطالبة بإعادتهم إلى العـراق، ودليلنا عـلى ذلك هو أن الغالـبـية الساحـقة من عـوائل المطارنة والقساوسة ومن ظمنهم عائلة “ساكـو” يـقـيمون في البلـدان الغـربـية مثلهم مثل أولاد المعـممين والنواب والوزراء …الخ . ولكي تـقـوم السلطات الحكـومية والكـنيسة والمرجعـيّات بتـشجيع عـودة العـراقـيّـين إلى بلـدهم عـليهم حـث أقاربهم لـلـقـيام بذلك أولاً … قـبل إعـطاء النصائح للآخـرين.

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • السيد صبحي السناطي

    يجب ان تفهم ان لا أحد يستطيع ان يجبر المهاجر للعودة الى وطنه الأصلي، والكنيسة عموما، تعطي الخيار لمن يرغب بالهجرة، فهو قرار شخصي يتخذه الشخص بمحض إرادته

    كل الكنائس بدون استثناء، ومنها الكنيسة الكلدانية لا تريد ان يهاجر مؤمنوها، لكنها تحترم خيارهم، فهم أحرار بذلك، والبطريرك أكّد مرارا ذلك في كتاباته وأحاديثه، وعلى الكنيسة ان تكون حاضرة أينما تواجد مؤمنوها في اي بقعة من العالم

    فلا تجعل نفسك محامي دفاع عن المهاجرين، وفي ذات الوقت، من المعيب ان تحرض المؤمنين على مغادرة موطنهم الأصلي، دعهم وشأنهم فلهم أقارب هناك يقدمون لهم النصائح عند الحاجة

    • يا زاخـونايا البطرك لويس
      إنـك كـبـطرك (( إن لم تـدعُ السفارات إلى رفـض قـبـول لجـوء المسيحـيـيـن نـصاً ))
      فإنك عـملتَ شـيئاً أكـثر رداءة وقـباحة
      إنـك طـلبتَ من تلك السفارات والـدوائـر الأخـرى أن يعـملـوا عـلى تـثـبـيـت شعـبنا عـلى أرض العـراق
      بـشرفـك ، ماذا يعـني هـكـذا كلام عـفـن يخـرج من فـم عـفـن ؟؟؟
      والـنـقـطة الأخـرى …ما حاجة بطرك إلى مقابلة سـفـيرة أسـتـراليا في بغـداد ؟؟؟
      وكم مرة ؟؟؟؟ سـت مرات مـذكـورة في مقالي .. والسابعة كان ينـتـظر إلتحاقـها بعـد إنـتهاء عـمل زميلتها ؟؟؟

      هـل كان يصلي معـها الـوردية ؟؟؟

    • Reply to زاخونايا

      للتوضيح الذي يدخل بهذا الاسم هو المجرم ساكو وهذا الدليل
      https://secureservercdn.net/198.71.233.1/15d.d0b.myftpupload.com/wp-content/uploads/2021/02/email-sako5.jpg
      يا ساكو انت اكبر مجرم وخطيئة المسيحيين الذين عالقين بدول الجوار مثل الاردن وسوريا ولبنان وتركيا
      لانك انت السبب بعدم سفرهم الى دول التي يرغبون بالسفر لها
      فانت ليش ما تسكت وتاكل خرة عندما تقول
      (((والكنيسة عموما، تعطي الخيار لمن يرغب بالهجرة، فهو قرار شخصي يتخذه الشخص بمحض إرادته ))

      الله سينتقم منك عاجلاً لان دعوات المظلومين كثرت عليك

Follow Us