( وعند جهينة الخبر اليقين )
خلاصة الجزء الأول : استعرضنا فيه بداية تاريخ ( المؤسسة الكهنوتية ) في القيادة الفعلية للبلد من خلال خدمة المملكة او الإمبراطورية فقد وجدت تلك المؤسسة لتكون ( الذراع القداسي ) للسيطرة على الشعوب وكبت أي محاولة لتغيير النظام القائم او لفضح فساد ذلك النظام وبهذا تكون المؤسسة قد ( زكّت ) النظام الحكومي واعطته ( قداسة ) قيادة البلد فكممت الأفواه واسندت كل خراب وفساد إلى ( ان الله يختبر شعبه بالأم والجوع والاضطهاد ) وعندما وعى الشعب ذلك انقلب عليها واخرجها من أدارته وبذلك تم تحجيمها وحصرها في مساحة قليلة جداً وسمح لها بإدارة أموالها التي جمعتها أيام العز .
ساهمت المؤسسات بأعضائها في تشتيت الرب وتقسيمه مستخدمة ( لاهوته ) الذي لا يفهمه لا الشعب ولا هم فانقسمت وانشقت المؤسسات على ( ظاهر ادعاءاتها اما باطنها فقد كانت تقوده المصالح والشهوات ” كرسي واموال وغيرها ” ) فبات هذا الطرف يكفّر ويبكت الآخر بواسطة ( باحثيه او قديسيه وشيوخه ) فباتوا يقيّمون لاهوت الرب وكأنهم آلهة تعرف الله وخفاياه واسراره وتجاهلوا ( ناسوته ) الواضح الذي يبيّن إنسانيته والذي لا يستطيعون من خلال بحثهم فيه ان ( ينشقوا وينقسموا ) وسنخوض في ذلك بمشيئة الرب لاحقاً .
لماذا بابل … ؟
1 ) يرتبط اسم الكلدان تاريخياً ببابل كونها عاصمتها ورمزها … اسم بابل ورد في الكتاب المقدس اكثر مما ورد اسم الإمبراطورية الكلدانية فقد ورد في عهديه ( القديم والجديد ) لذلك اصبح اسم بابل رديف عن اسم الكلدان … هذا كلداني يعني انه بابلي أي ” سومري أكدي ” ارتبط الاسم ايضاً بأعظم منجز تاريخي ( الجنائن المعلّقة ) والتي سجّلت على انها من عجائب الدنيا السبعة … آثار بابل لاتزال شامخة ليومنا هذا … القانون المجتمعي الأول المتكامل كان على يد ملكها السادس ( حمورابي ) ومسلته لازالت قائمة في متاحف العالم . فاسم بابل علم يفتخر به البابليون . فبابل ليست ( محافظة الحلّة ) بل هي فخر الكلدانيين .
2 ) بعد انشقاق جزء من مؤسسة كنيسة المشرق واعتناقها المذهب الكاثوليكي ولتمييزها اطلق عليها المؤسسة الكلدانية وبالتأكيد كان لا بد ان يرافق اسم الكلدان ( دالتهم بابل ) كما شرحنا سابقاً لإعطاء تلك المؤسسة وشعبها ( اصالتها وعمق انتمائها التاريخي الحضاري وتأثيرها الإنساني )
3 ) بما ان الكاثوليكية مؤسسة عالمية ( امميّة ) احتوت تلك المؤسسة على مؤسسات ( قومية ) أي (( العقيدة العالمية كاثوليكية … المحتوى مجموعة القوميات التي تؤمن بها )) من هنا كان ضرورة ان تسمى كل مؤسسة على أساسها القومي ( الأرمن ، الموارنة ، السريان ، الكلدان ، الروم … الخ ” الكاثوليك ) ومن هنا استوجب ربط ( الكلدان بدالتهم القومية بابل ) فهذا القرار عندما اقرته الفاتيكان لم يكن اعتباطاً انما لموافقته القومية .
لماذا ليس ( بغداد ) … ؟
1 ) بغداد ليست مؤشر على قومية الكلدان فهي عاصمة الدولة الإسلامية في عهد من انشأها ( الخليفة العباسي المنصور ) وقد كانت منذ عصرها الأول تمثل عاصمة الإمبراطورية العباسية وبما ان ( بغداد ) تمثل عقيدة مختلفة عن ( بابل ) وامبراطورية مختلفة تماماً عنها لذلك ( سقطت دعوى ) ارفاق اسم الكلدان كمؤسسة مسيحية ببغداد عاصمة الإمبراطورية العباسية الإسلامية .
2 ) (( لقد كسبت اول مؤيد لهذه الفكرة العظيمة !! )) شخصياً نحن نؤيد الفكرة التي جئت بها غبطة البطريرك ومنذ البداية نحن نسعى لها في حالة تكامل شروطها وهنا لا بد ان نشرح ذلك …
** في حالة تغيير قانون المؤسسة من ( قومي إلى مناطقي ) عملاً للعودة إلى المسيحية الأولى على عهد رسول الأمم بولس … ان جميع الكنائس كانت مناطقية أي كل كنيسة تسمى على اسم بلدها ومنطقتها وتدار بخصوصيتها مستقلّة ( ادارياً ومالياً ) ومرتبطة كفكر عقائدي للمصدر الذي هو اليوم ( العقيدة الكاثوليكية الفاتيكان مباشرةً ) تختار كهنتها من الشعب حسب الإيمان والكفاءة الأخلاقية ويتم رسامتهم مباشرة من المصدر حسب طلب الشعب المؤمن ومن يجدوا فيه فساداً او انحرافاً اخلاقياً يقال فيسحب منه التكليف من المصدر ايضاً . ويكلّف آخر بديلاً عنه يقدمه الشعب وهكذا يصح ان يتغيّر ( الاسم القومي ليصبح مناطقي ) فيكون هناك كرسي او كنيسة ( بغداد ، البصرة ، بيروت ، الموصل ، عمّان ، كركوك ، القاهرة ، الكويت …. الخ ) وهنا نشد على يد غبطته ليكون اول من يطرح حل الكرسي قومياً وجعله مناطقياً وحل الارتباطات المالية والإدارية وتسليمها للكنائس المناطقية فتصبح ( كرسي بغداد للكلدان الكاثوليك ، وكرسي البصرة للكلدان الكاثوليك …. وهلم جرا ) بهذا تنتهي جميع الهرطقات التي تثار في الكنائس القومية كونها ( شاملة مؤثرة مباشرةً على الفكر العقائدي ) بينما اذا هرطق كاهن او مسؤول كرسي هنا او هناك مناطقياً فستتم مسائلته من قبل الشعب المؤمن وبتوّفر الأدلة من ( فيديوات مثلاً او اعترافات مباشرة ) يتم ابعاد المهرطق او احالته على التقاعد وتنتهي تلك الهرطقة في منطقتها و( كابيلتها ) فلا تعمم ( ويتخلّص المؤمنين من شرور الفكر المتطرّف المجدّف ومن المراهقات الفكرية الدخيلة على الرب والكتاب جراء كبرياء وغرور من يتصوّروا انفسهم مكافئين للرب في عليائه ) وتخلص العقيدة وتتنظف من انحرافاتهم .
من هنا نستطيع ان نعرف ان الكرسي الرسولي عندما استخدم ( بابل ) ونسبها للمكوّن الجديد المنفصل عن الكنيسة الشرقية لم يأتي اعتباطاً فعندما اطلق على ذاك المكوّن ( الكلدان ) إذاً لابد ان يدرج اشهر اسم في التاريخ القديم الذي كان له دور في تغيير معالم العالم القديم حينها والمذكور في العهد القديم ( بابل ) هذا الاسم تكرر ذكره في العهد القديم كإمبراطورية كان لها حضورها التاريخي والجغرافي بالإضافة إلى ورود هذا الاسم في العهد الجديد من خلال واحد من اسفاره الرائعة ( الرؤيا ) للرسول يوحنا … من هنا نستطيع ان نتبيّن العلامة الفارقة في تلك الإمبراطورية وسر شموخها وعظمتها ( بابل ) فبابل عاصمة الإمبراطورية ورمزها وعلامتها الفارقة … الكتاب المقدس كان كلما أراد ذكر اسم الكلدان يكتفي بذكر اسم بابل فهي تعني حضارة الكلدان وشموخهم وعندما سقطت الإمبراطورية ذكروا ان ( بابل هي التي سقطت ) إذاً لو تم فصل بابل عن اسم الكلدان لا يبقى أي معنى لاسم الكلدان .
وأخيراً نقول لغبطته ( بعد الجهد فسّرت الماء بالماء )
“ اقتباس : (( إسم قومي بلا موقع جغرافي واقعي: أول بطريرك سمي ببطريرك بابل على الكلدان هو يوسف الثالث مروكي وأصله من كركوك (1714-1757)، ذلك بحسب مرسوم صدر من الكرسي الرسولي بروما في 18 آذار سنة 1712، مع العلم أنه لا توجد علاقة كنسية ببابل، إنما علاقة قومية، بكون بابل عاصمة المملكة الكلدانية” ))
اخذتني ذاكرتي إلى تاريخ حديث فشعرت تشابه هذه المفردة ( إسم قومي بلا موقع جغرافي واقعي ) إلى موضوع ( رسم مطارنة بلا موقع جغرافي واقعي !! ) ما اشبه الأمس باليوم !!
قالوا ( بطريرك بابل على الكلدان ) ولم يقولوا ( بطريرك الكلدان في بابل ) ولو كانت كذلك لسهل استبدالها .
في الفقرة الأخرى غبطتك تخلط الأوراق فتتكلّم عن كنيسة بابل ( المناطقية ) أي ( محافظة الحلّة ) وتعود فتقول … ان علاقة التسمية ( قومية ) … نعم هي هكذا غبطتك ( قومية وليست مناطقية ) وشتان بين الأثنين … فالتسمية ( قومية ) يا غبطة البطريرك … وهنا يحق لنا ان نقول ( فسر الماء بعد الجهد بالماء ) . إذاً ما الداعي لإثارة هذا الموضوع الواضح جداً فقد اعترفت ان التسمية قومية ولا تحتاج لعبقري لكي يفهمها ….. تحياتي لغبطتكم نلتقي في الجزء الأخير ( الباطن السري من هكذا طروحات وما الغاية منها وهل هذه تقع ضمن اجندة وخطة كنت تمارسها سابقاً وأثبتت نجاحها فتكررها دائماً ام انه تم كشفها فأصبحت لا تخيف الآخرين وعليك اليوم تطوير خططك لتلائم الباقي من طموحكم )
تحياتي الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً
اخوكم الخادم حسام سامي 30 / 3 / 2021
أخي حـسام
لم تـتـرك لـنا شــيـئاً للكـتابة عـنه ، فـماذا نـكـتـب الآن ؟؟؟
مع ذلك ، لا بـد من المشاركة معـك …
إن إسم ( بابل ، كـلـدان ) لم يُـكـتـشـف في أروقة الـفاتـيكان ولا في باقي الـبـلـدان
ولكـنه من أصالة شعـب وتـراث وتأريخ مغـروز في أعـماق الـوجـدان ، يعـرفه ناكـر الحـقـيقة قـبل الخلان
إسـمحـوا لـنا بتـساؤل : هـل من المنـطـق أن نـعـتـز بـبـغـداد الجـعـفـرية عـلى حـساب بابل الكـلـدانية ؟ …… أين أصحاب الـدكـتـوراهات ؟؟؟ أين الأصلاء ؟؟
أخي حـسام :
أعـجـبتـني نـقـطـتـك (2) حـول تغـيـيـر المؤسسة من قـومي إلى مناطـقي
وأقـول : في أوائل أيام إنـتـشار المسيحـية كانـت الكـنائس ( بـيـتية … في بـيـوت !! )
وعـليه ما المانع من أن نـسمي : كـنيسة ألـقـوش الكاثـولـيكـية ، كـنيسة بَـرطِـلّا الكاثـولـيكـية ، كـنيسة كانـيا بَـلاﭬـي الكاثـولـيكـية ، كـنيسة باطـنايا الكاثـولـيكـية ……. وكـل واحـدة مستـقـلة عـن بعـضها الأخـرى ، إستـقلالاً تاماً من جـميع الـنـواحي بـدون إسـتـثـناء ، ثم نـفـكـر بالـوحـدة المسيحـية ؟؟؟؟ وعـلى ﮔـولة أحـد الأساقـفة من الإخـوة : (( إذا أردنا الإتحاد ، فإنـنا نـتـحـد مع روما مباشـرة ، وليس مع الكـلـدان !!!!! ))
بيث … وبيث … ولمث …. بابل
طلاثا اثواثا بصدرا دزونا
نقيري نقرتا
بيث …بابل
وبيث دتري …بلبن ايوت
ولمث …… لينكروخلاخ ول موثا
بكرمن ايوت نقارا نقرتا
بابل كاسا دهوا بيذت مريا
يما دكلدايي كباري
يما دتشعيثا
منخ بلطلي بهرا ويولبانا
ومنخ برسلا برناشوثا برستا
عزيزا ميوقرا رابي خوشابا كورئيل
بسمتا كيانخ … وشكراً على مشاركتكم الجميلة
الرب يبارك حياتك واهل بيتك
اخوكم الخادم حسام سامي 2 / 4 / 2021
الأخ العزيز مايكل سيبي المحترم
عندما درسنا ( سفر اعمال الرسل ورسائل الرسول بولس ) خرجنا بنتيجة ان تأسيس الكنائس كان في البيوت ثم بعد ان توسعت دائرة البشارة انتقل النظام الكنائسي إلى تامجمعات ( ابنية تجمع المؤمنين بالرب يسوع المسيح وهنا كانت ( الخصوصية المسيحانية ) اي استقلّت مجموعة المؤمنين عن اليهودية بينما كانوا في البداية يجتمعون في الهيكل اليهودي لتأدية صلواتهم ….
فالرسول بولس هو من اسس الخصوصية المسيحانية فانتشرت الكنائس التي انشأها في المدن … وتمتعت تلك المدن بإستقلالية ( مادية وإدارية ) يقودها شعب الكنيسة
ترتبط جميع الكنائس التي اسسها الرسول بتعليم واحد كان هو مصدره ومجموعة التلاميذ الذين يشرف عليهم إذاً الكنائس كانت ( مستقلّة مادياً وإدارياً مرتبطة ايديولوجياً بفكر الرب يسوع المسيح من خلال الرسول بولس ) هكذا كانت منذ البدء فالشعب هو من يقود الكنيسة ويعيّن الكهنة ويجمع العشور ويوزّعها … الخ فأي انحراف كان الشعب يعالجه وهنا تمت السيطرة على اي تجديف او فساد والقضاء عليه في حدود تلك الكنيسة … من هنا كانت الآية (( وابواب الجحيم لن تقدر عليها ))
تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك وخدمتك
اخوك الخادم حسام سامي 2 / 4 / 2021