Articles Arabic

الحـلـقة الثانية ــ يسوع المسيح عـلـني أمام الناس ، قـولاً وفـعـلاً وليس سِـرّاً فـلماذا شرعـت الكـنيسة سـبعة أسرار ؟

بـقـلـم / مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
دعـونا نـتحاور …….. إنّ كـلمة ( السـر ) لغـوياً : هـو كـل ما ( تكـتـمه وتُـخـفـيه )
السر لاهـوتياً: قـد يكـون الله هـو ــ السرــ ذاته بل هـو كـذلك ، هـو كـلمة ! لأنـنا لا نـراه ولا نعـرف ماهـيته ولا يمكـنـنا أن نـتخـيل فـيه صفة مادية مثـل طـوله ووزنه وإنما نـقـرّ بأنه عـظيم خالـق الأكـوان . نصادف أناساً بُـسطاء عـلى نياتهم يلصقـون بالله صفاتاً لا تعـبّـر عـما تـثـقـفـنا بشأنه . فـمثلاً : أحـدهم يتمنى الشر لظالم ويـقـول : ألله ينـتـقـم منك يا ظالم ! إنّ هـذا تـشويه لصفات الله التي عـلـّـموها لـنا أن الله مُحِـب لا ينـتـقـم … ورغـم مجهـوليته فإنّ (( السماوات تحَـدّث بمجـد الله ، والـفـلك يُخـبر بعـمل يـديه )) مزمور داود 19 : 1
والمسيح كـشخـص مثـلـنا لم يـفـرض نـفـسه عـنـوة ، كي لا يتـرك إنـطـباعاً أنه يـبحـث عـن مجـد لـذاته ، وإنما قال : ((مَن آمنَ بي ، لم يـؤمن بي ، بل يـؤمن بالـذي أرسـلـني)) … يوحـنا 12 : 44
محـطات في حـياة المسيح
ولادته كانت عـلـنية في بـيت لحم وقـد شاع خـبـره محـلـياً وبعـيـداً ، فـلم تكـن سـرية .
تـقـديمه إلى الهـيكـل وخـتانه في الـيـوم الثامن كما جـرت العادة في وقـته وكان ذلك عـلـناً لا مخـفـياً .
محاججـته مع رجال الـناموس في هـيـكـل أورشـليم في عـيـد الـفـصح وهـو إبن 12 سـنة .
إقـتـباله العـماذ من يـوحـنا المعـمـذان في وسط نهـر الأردن بـين الـناس فأين السـرية فـيه ؟.
لم يتملـّق للكـتبة والـفـريسيّـيـن ولم يُحابِ أحـدا من رؤساء الهـيكـل بل إنـتـقـدهم أمام الـناس !
وهـكـذا عـمل معـجـزاته كـلها بـين الجماهـيـر ولم تكـن في السـرّ ولا في الظلام .
وهـنا نسأل رجال الـدين : ما بالكم وكل الطـقـوس المتعـلـقة بنا كـمسيحـيـيـن تسمونها أسراراً ؟
أولاً: لمّا كان الـزواج أمام الـناس وفي أماكـن مضاءة ، فـلماذا يكـون إسمه أو صفـته ( سـراً ) ؟
ثانياً : عـماذ الطـفـل يتم بحـضور الأهـل والمحـبّـين عـلـناً ، فـلماذا نـقـول : ( سـر العـماذ ) ؟
ثالثاً : وذات الشيء في مسحة المرضى تـتـم بحـضور آخـرين وليست بالخـفـية فـلماذا تكـون ( سـراً ) ؟
وقـس عـلى ذلك باقي الأسرار ، فأين يكـمن مفهـوم السـر ؟
*********
مُـطـّـلعٌ عـلى الـثـقافة المسيحـية يتساءل :
هـل يمكـن إعـتـبار الإيمان والرجاء والمحـبة …. أسراراّ ؟
ويحاول الإجابة قائلاً : السّـر هـو العلامة الخارجـيّة المنظورة ، وبـدورها تمنح نعـمة غـير منظورة . إنّه حـضور المسيح الخلاصيّ بقـوّة الرّوح الـقـدس من خلال الكـنيسة . وكما أشار الكـتاب المقـدس ، أن هـذه الـنّعـمة هي نعـمة الخلاص ، إذ بدونها يصبح الإنسان مفـتـقـراً لينابـيع الخلاص ، أيّ لحضور المسيح بشكل عـميـق وحـقـيـقيّ ….
ويضيـف : السـر يُـقـصد به ” نوال نعـمة سرية ( غـير منظورة ) بواسطة مادة منظورة ” وذلك بفعـل روح الله الـقـدوس الذي حل بمواهـبه في يوم الخمسين عـلى التلاميذ الـقـديسين ورسل السيد المسيح الأطهار ، وبحسب ما أسسه السيد المسيح نفسه وسلَّمه للرسل الأطهار وهم بدورهم سلَّموه للكهـنة بوضع الـيـد الرسولية . (1 كـورنـثـوس 23:11 ).
تعـلـيقي عـلـيه :
إذا كان الـسر علامة منـظـورة ! فـلماذا يكـون سـراً ؟
أنا لا أستـوعـب كـيـف يكـون للسر وجـهـين ــ منـظـور وغـيـر منـظـور ــ ! كما لا أفهم أن هـناك نعـمة غـير منـظـورة !! ولكـني أفهم أن الـنعـمة منـظـورة ، فـفي الزواج نحـصل عـلى نعـمة ( الأطفال ) ، وفي العـماذ نحـصل عـلى نعـمة ( هـوية ) مسيحـية معـروفة ، وفي مسحة المرضى نحـصل عـلى نعـمة ( راحة نـفـسية ) ذات مفـعـول في الشفاء ، وقـس عـلى ذلك . ثم المحـبة ليست سـراً بل هي نعـمة ينـتعـش بها الـقـلب فـيخـفـق فـرحاً ، والرجاء هـو أمل في ضمير الـفـرد ينـتـظر نعـمة حـصوله عـلى شيء وليست سـراً ، أما الإيمان هـو ثـقة شـخـصية وقـناعة ذاتية في نعمة غـيـر مرئية لكـنها سـتحـدث ، مثـل المرأة الحامل يكـون إيمانها حـتمياً بأنها ستـلـد وليس سـراً .
إنّ إدخال كـلمات إنجـيلية في تـراكـيـب لغـوية ، وصياغة فـقـرات فـلسفـية إنـشائية تجـعـلـنا نـتيه بها …… أراها غـير مُجـدية .
ملاحـظة مهـمة :
تعـلمنا في دروس التعـليم المسيحي عـلى أيـدي رجال الـدين في المدرسة / ألـقـوش ، أن هـناك عـماذ الشوق وعـماذ الـدم بـدون كاهـن ، وفي الحالات الإضطرارية يمكـن للعـلماني أن يُـعَـمّـذ (( إذن مبـدئياً ــ وأكـرر الـقـول مـبـدئياً ــ لا مانع للعـلماني من أنْ يُعـمّـذ مثـلما يعـمـذ الكاهـن في الكـنيسة ! )) .
وهـنا تـطـلـبـتْ الحاجة إلى أن أسأل لاهـوتـياً كاثـوليكـياً مجازاً : هـل هـناك مِن بـيـن الأسرار السبعة ، أحـدها أكـثـر قـدسية من الآخـر ؟ قال : كـلا ، وإنما كـلها مقـدسة بالـدرجة ذاتها ……..
وعـلـيه نـقـول من حـيث المـبـدأ أيضاً !!! إذا كان بإمكان العـلماني أن يُعـمّـذ في الحالات الإضطرارية ، فـمنـطـقـياً هـذا يعـني أن الكـنيسة تخـوّله الـتـصرّف مع باقي الأسـرار أيضاً في الحالات الإضطـرارية ، كما في العـماذ ، فـما رأيكم ؟.

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • This is a linguistic issue. The Arabic word سر is used to mean something difficult to understand, not to mean a secret. For example , اسرار الوردية in English are called ‘mysteries’—not ‘secrets’. Similarly the seven sacraments are called ‘sacraments’ and not ‘secrets’.
    As for your last point, I’m not a theologian, but my understanding is that though the sacraments may all be equal in importance, there is a difference in how they are manifest. The sacrament of matrimony is conferred by the man and woman to each other. They do that in the presence of a representative of God, in this case an ordained priest or deacon. The sacrament of Eucharist is what Christ commanded his disciples to do, similarly for reconciliation. Confirmation—as the name implies—is carried by a church official to confirm the acceptance into the church of what a lay person might have proclaimed by baptism. The Last Rights are in essence an absolution of sin (like reconciliation.) And so on. Personally, I don’t think not being able to officiate at all sacraments is a curtailing of the laity’s importance in the church. After all, all parts of a body have their importance and function.

    • أخي الموقـر
      حـبـذا لـو تكـتـب إسمك الصريح كي أعـرف مستـواك اللاهـوتي
      ثم ، أن تكـتـب باللغة العـربـية
      لأن مقـدرتي باللغة الإنـكـلـيزية محـدودة لمقال فـيزيائي عـلمي
      وليست كافـية لفـهم المصطلحات الفـلسفـية واللاهـوتية
      وأنا آسـف

      • اسمي الصريح هو سراب. اعذرني لكتابتي بالانكليزية. باختصار قلت ان كلمة سر في هذا المجال تعني ما هو غامض و صعب الفهم ولا تعني ما هو مكتوم.
        تحياتي
        اختك سراب

        • شلاما اختنا سراب
          كان قصدكِ يا اختي مفهوما من البداية، كما كان اسمكِ ايتها الاخت سراب. ولكن احيانا لا يعترف المرء بأن اول وآخر من اعطى احتراما ودورا فعالا ومسؤولية رسولية للمرأة التي خلقها الرب ، هو يسوع المسيح بنفسه… وعلناً

        • أخـتي وسن ….. فـقـط للعـلم
          صاحـب قاعة لنـتانا في سـدني ، إسم إبنه البكـر (( سـراب )) .. أكـرر : إسم إبنه وليس إبنـته
          فـكـيـف لي أن أعـرف جـنس حامل إسم سـراب أن يكـون أنـثى ؟؟؟
          ثم من جانبي أنا أحـترم المرأة ، لا منـية ، وإنما لكـونها خـليقة الله مثـلي
          فأرجـو أن لا تجـتـهـدي دون معـرفة

          • َلست انا دون معرفة، بل انتَ تقولها عن نفسك… انك تقول : ” فكيف لي ان اعرف…….” .
            ولهذا على الذي لا يعرف ان يحاول على الاقل ان يتأكد عوض الاحتمال، بالأخص اذا كان حقا يحترم جنساً غير جنسه

  • شلاما اخونا مايكل

    اتمنى ان يكون بمقدور الكاتب دائما ان لا يعمم ،ويعتم علنا بالاخص عند وجود على الاقل شخص موقر واحد (او اكثر) من رجال الدين الاجلاء الافاضل٫ الذي لا يخضع للتعليم الخاطئ الذي تشرحه٫ ولكنك في النهاية تفترض مفهوما اثقل واخطر خطأ وبعيدا كل البعد عن السر الوحيد الذي اسسه ووضعه المسيح لكنيسته٫ وهذا السر لا يكتمل الا بواسطة اؤلئك الذين خولهم المسيح فقط ليعملوا ذلك – بالضبط- اصنعوا هذا لذكري

    اقتبس من مقالتك هذا المقطع لكي اعلق على النقاط المذكورة حسب مرجع هو في متناول يدي
    تقول في مقالتك…: “وهـنا نسأل رجال الـدين : ما بالكم وكل الطـقـوس المتعـلـقة بنا كـمسيحـيـيـن تسمونها أسراراً ؟
    أولاً: لمّا كان الـزواج أمام الـناس وفي أماكـن مضاءة ، فـلماذا يكـون إسمه أو صفـته ( سـراً ) ؟
    ثانياً : عـماذ الطـفـل يتم بحـضور الأهـل والمحـبّـين عـلـناً ، فـلماذا نـقـول : ( سـر العـماذ ) ؟
    ثالثاً : وذات الشيء في مسحة المرضى تـتـم بحـضور آخـرين وليست بالخـفـية فـلماذا تكـون ( سـراً ) ؟
    – انتهي الاقتباس-

    اخي مايكل: لا اعرف ان كان في حوزتك كتاب “عمانوئيل” الذي وضعه سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو ليكون كنزا ثمينا ومرجعا فريدا من نوعه لكل مؤمن عطش لماء الحياة ٫ لما يحويه من اصالة وامانة لموروثنا الروحي والحضاري ككنيسة وشعب كلدان

    في فهرس كتاب عمانوئيل تجد كيف ان سيادة المطران جمو لا يسمي ما تذكره في نقاطك بأسرار… ابدا..ولكنه يسميها ” تشمشتا “٫ وهي:
    تشمشتا دمعموديثا
    تشمشتا دحوسايا
    تشمشتا دمشحا دكريهي
    وايضا طقسا دبرختا دزوواغا

    كنت اتمنى ان تتطرق في مقالتك الي زاوية ولو صغيرة لتعمق عن هذا التعليم الاصيل بدل ان تستخدم اسلوب التعميم (رجال الدين ) ٫والتعتيم (الحق والامانة)… ودمت سالما

  • عـزيزتي سـراب
    ماذا أعـمل بالغامض إن كان غامضاً ؟؟
    ****************
    عـزيزتي وسـن
    المسيح قال فـتـشـوا الكـتب
    ثم قال أموراً كـثيرة شاملة للجـميع ولا نحـصرها في الـبـعـض وقـد بـيّـنـتُ لكِ ذلك في رد سابق
    وأسألكِ
    أين ردّك عـلى فـقـرات المقالات ؟ لا تـكـوني إنـتقائية
    إبـدئي واحـدة فـواحـدة …. وأقـصد إنـتـقـدي كلام المطران الفلاني والبطرك الآخـر
    ولكي أذكــّـركِ
    ما رأيك بكلام المطران يوسف تـوما في شأن البابا ؟
    ما رأيكِ باليطرك في شأن بتولية مريم العـذراء ؟
    وهـكـذا
    أنتِ فـقـط تـركــّـزين عـلى مايكـل ؟؟

    • اخي مايكل

      اؤكد لك بأن وقتي ثمين جدا٫ وما الداعي لي بأن اركز على مايكل؟؟؟….. اني احاول قدر الامكان ان اشارك بآراء وردود بسيطة وليدة ساعتها٫ واتواصل اجتماعيا حسب وقتي٫ ودائما برحابة صدر بين الطرفين بدون التركيز على الشخص وانما على جوهر الموضوع القائم. … كذلك ان كل انسان هو مخلوق حر يفكر كما يريد٫ ويعلق متى ما يريد٫ويجيب بما هو مقتنع به وليس مجبرا ان يسير حسب ما يفرضه عليه الشخص المقابل… بالتأكيد ان هذه الظاهرة لها صفة في القاموس٫ لا فقط عند الادباء والكتاب٫ وانما ايضا في علم النفس٫ وفي الدراسات التي تركز على البيئة الاجتماعية التي ننشأ فيها والمحيط الذي نتأثر به

      وعلى الاغلب انا ارد او اعلق على مواضيع تبحث عن حل او نتيجة لقضية قائمة٫ ولا اعلق على مواضيع تلف وتدور بكلام لا يقدم ولا يؤخر وليس فيه اي بحث عن حل او نتيجة للقضية…. وبهذا كان تعليقي عن موضوع – الاسرار- وايضا عن رد الاخت سراب… وشكرا

      • أنا لست إنـتـقائيا … ولا ألـتـفـت إلى الإنـتـقاء
        وعـليه (( حـسب رأيـكِ )) إذا أنا قـلتُ : لا يتـطـلب طاعة البابا … لا تـعـلـقي عـليّ
        وإذا قـلتُ أن مريم ليست بتـولاً … لا تعـلـقي عـليّ

  • أخـتي وسن
    إن كـنـتِ ذي معـرفة … ردّي عـلى أخـطاء كـبار الـقـوم الحاملين شعـلة المسؤولية والقـيادة
    وإذا لستِ تعـرفـين قـصدي… قـولي لي وأنا سأعـرّفـك
    وإن لـيس ذلك من مسؤولياتـك بـل تـقـرئين وتمشين
    إذن ، أعـتـقـد أنه ليس من مسؤولياتك الـرد عـلى كـتاباتي أنا الـبـسيط ، بـل إقـرئي وإمشي

    وكان الله يحـب المتـواضعـين

Follow Us