Articles Arabic

زكا العــشار والبطـريرك ساكـو وجهاً لوجه مع الإنجـيل

الجـزء الرابع

“ودخل يسوع أريحا وأخذ يجتازها. فاذا رجل يدعى زكا وهو رئيس للعشارين غـني، قد جاء يحاول ان يرى من هو يسوع، فلم يستطع لكـثرة الزحام، لأنه كان قصير القامة، فـتـقـدم مسرعاً وصعد جـميزة ليراه ، لانه اوشك ان يمر بها. فلما وصل يسوع الى ذلك المكان، رفع طرفه وقال له: يا زكا انزل على عجل، فـيجـب عليّ ان اقـيم اليوم في بيتك . فـنزل على عجل وأضافه مسروراً. فلما رأوا ذلك قالوا كلهم متـذمرين: دخل منزل رجل خاطيء ليـبـيت عـنده !. فوقف زكا فقال للرب : يا رب، ها اني اعـطي الفقراء نصف اموالي، واذا كنت قد ظلمت أحداً شيئاً، ارده عليه اربعة اضعاف. فقال يسوع فـيه: اليوم حصل الخلاص لهذا البيت، فهو ايضاً ابن ابراهيم. لان ابن الانسان جاء ليبحث عن الهالك فـيخلصه”. (لوقا 19: 1-10)

 مقـدمة:

الإنجـيلي لوقا ينـفـرد بنَص زكا العشار عـن بقـية الإنجـيليـين، فهـو يريد أن يضيف عـمقاً آخراً على حـدث أعـمى أريحا (18: 35-43)، من خلال ضعف الإنسان ونقـصه، وكـيفـية تغـلبه على هذا الضعف والنقـص والتعـبـير عـن إيمانه من أجل ملاقاة الرب يسوع، ونيل نعـمة الخلاص.

 زكا العـشار تجاوز وعــبور:

الإنجـيلي لوقا يصف زكا العشار بأنه قصير القامة نسبةً إلى آخـرين من البشر، إنه رجل معاق جسدياً. هو رئيس للعشارين، بمعـنى إنه منبوذ من قِـبل الشعب بسبب ظلمه لأبناء جلدته … يأخـذ الضرائب منهم ويعـطيها للرومان المحـتلين، فارزاً نسبةً منها يدخـرها له لكي يزداد غـنى! وبالمعـنى الصحيح إنه يصعـد عـلى أكـتاف الآخـرين.

الإعاقة عـند زكا ليست جسدية فـقـط، لكـنها إجـتماعـية ونفسية وايضاً روحـية، تجعله منـفـصلاً عـن شعـبه. من خلال النص نلاحظ أن زكا هذا يتجاوز عـوقه، ويقـفـز على شجرة الجميزة لإشباع رغــبته في اللقاء بالرب يسوع. هذا التجاوز الإيجابي هو رغـبة حـقـيقـية لكسر طوق قـيوده لذي جعله متـقـوقعاً وفي داخله ـــــ سلطة، مال، كـبرياء، ظلم ــــ ….. كانت رغـبة في اللقاء من أجل الحـرية، وصفاء الضمير، والعـودة من جـديد كأخ لأبناء شعـبه “ابن ابراهيم”، وإبن من أبناء شعـب الـله. هذا التجاوز هو فـكـري، وثـقافي، وروحي، ليس سهـلاً على الإنسان أن يقـوم به ما لم تـكـن عـنـده الرغـبة والجُـرأة على مثال زكا. هذا التجاوز هو إعـتراف صريح من قِـبل زكا على عـوَقه من جـميع الجوانب، يتطلب منه القـوة والإرادة صادقة لـيكسر عـوَقه في داخله ويتجه نحـو الرب لملاقاته.

عـندما إلـتـقى زكا بالرب يسوع، وقال له (إنزل اليوم أقـيم في بـيتك)! هـنا حـقـق زكا عـبوره الحـقـيقي وفكّ جميع القـيود التي كانت تكـبّـله … خـرج من ظلمة عَـوَقه إلى عالم جـديد، فـيه الحـرية والنقاء … عَـبرَ من ظلمة سلطته، وكـبريائه، وماله، وظلمه، وحـقـده … إلى الإنـفـتاح والتجـدد والحب، فـتجاوز الماضي المظلم في إعـطائه نصف أمـواله للفـقـراء، وَردّ أربعة أضعاف لمَن ظلمهم … ومِن خلال هذا العـبور النفسي والروحي لزكا، تحـقـق الخلاص لهـذا البـيت.

 وجهاً لوجه مع الإنجـيل:

إن رغـبة زكا وإصراره هي التي جعـلته يتحـرر ويتخلص من جميع مصادر عـوَقه، ويتغـلب عـليها واحـدة تلو الأخـرى. إنه إبن كـنيسة اللـه، ورغـبته وإصراره نابعة من الإيمان بالرب يسوع، والذي بلقائه به، قـلـَــبَ موازين وأولويات حياته في أن يكـون إبن شعب الـله من جـديد.

إنّ بطريرك كـنيستـنا الكلدانية، يشبه زكا القـديم من ناحية الشكل والعَـوق النفسي والروحي. السؤال المطروح هـو: هل له الرغـبة في أن يكـون زكا الجـديد ويلـتـقي بالرب يسوع من خلال الإنجـيل؟ أم يـبقى يدور في دوّامة فـكـره، وسلطته، وكـبريائه؟ إن لقاء زكا بالرب يسوع تطلب منه حركة وتجاوز وعـبور مِن الأنا العـليا للإنسان، وعـنـدها حـفـزتْ حـركة مقابلة من الرب لتـحـرّره وتخلصه وتعـيده إلى شكله ونفسيته وروحـيته الصحـيحة.

هل لكم الجُـرأة يا صاحب الغـبطة أن تكـون مثل زكا وتـقـول علانيةً (إنـنا ظلمنا بسلطتـنا أبناء كـنيستـنا الكلدانية وكهـنـتها، ونرد لهم حـقهم أربعة أضعاف)؟ … هل لكم الجـرأة يا صاحب الغـبطة في أن تكـون مثل زكا وتـقـول (أنـنا بكـبـريائـنا شوّهـنا ميراث كـنيستـنا وطقسها البديع) وتعـيده إلى أصله وتكـون أميناً عـليه؟ هل لكم الجـرأة يا صاحـب الغـبطة مثل زكا وتـقـول (أنـنا بحـقـدنا وأنانيتـنا شوهـنا سمعة كهـنة لا ذنب لهم سوى أنهم وقـفـوا مع الحق)؟ هل لكم الجرأة يا صاحب الغـبطة مثل زكا وتـقـول (أنـني أخـطأت بحق كـنيستي) … وتـتـنازل عـن سلطتكم وترد الحق لأصحابه نصف ما إقـترفــَـته يداكم، وأربعة أضعاف ما سلَبَـته منهم؟ وهل لكم جـرأة وتـقـول (أنـني أخـطات بحـق المشردين والمهاجـرين) وتطلب الغـفـران وتساعـدوهم في وصولهم إلى بر الأمان؟ كل هذه الاسئلة تجعـلكم تـقـفـون أمام كلمة الرب وإنجـيله حتى يتحـقـق الخلاص لكم ولكـنيستـنا الكلدانية، إذا كان لكم الرغـبة النابعة من الإيمان عـلى مثال زكا.

 

الاب بيتر لورنس

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • طرح رائع ومقالة جريئة وتشخيص دقيق ووصف في محله: إنّ بطريرك كـنيستـنا الكلدانية، يشبه زكا القـديم من ناحية الشكل والعَـوق النفسي والروحي.
    بمعنى رئيس كنيستنا الكلدانية يديرها واحد معوق Disability الله يستر
    بقي شي واحد لازم تبحثون على جميزة (شجرة) قصيرة على طوله حتى يتسلقها البطريرك ويتحول من معوق الى ققققق

  • الاعتراف فضيله وإذا الله الكبير العظيم مسامح فكيف بالانسان البسيط لا يستطيع المسامحه ويكن حقدا وكراهيه وانتقاما من ماذا من جريمه لم تقترف أم من قول الحق والسير في طريق يسوع المسيح المخلص .يا سياده البطرك الغفران وطلب الرحمه الإلهيه هي طريق الخلاص وليس الكبرياء وحب الذات . وانت اعرف العارفين

    • الاب بيتر… البطرك لم تكن لديه الجرأة لمواجهتكم انت و الاب نويل تريد منه الان الجرأة فيما طرحته من أمور تهز كيانه و عرشه …

    • هل حقا تتاملون بان البطرك ابو القاط والرباط يغير من سلوكيته العرجاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا من سابع المستحيلات . لان الذي نشا على هذا السلوك لايمكن ان يغيرها مثله مثل الشجرة العوجاء لايمكن ان تستقيم من اعوجاجها ..
      اذن لا فادة من الكلام والتوضيح ..الحل الوحيد هو اما ان يستقيل او ان يقيل من منصبه رغما عنه

      ياجماعة الخير…شنو منصب الباطريرك صارطابو باسمه محد يكدر يكوله على عينك حاجب ؟ صار الله لازلم نسجدله ونلبي كل طلباته وجماله كل اللوكية دايشوفون انه فاشل لايصلح ان يكون بطرك . عجيب اموركم . يعني ما تكدرون تقيلوه ؟ خلي واحد يكون براسه خير ويكوله لهنا وكافي.

  • السيد توما اوراها مختفي يومين اي واحد يعرف لماذا. استفتاء عربي أم كردي

  • الاخت خالدة
    حجي توما دائما يختفي يومين عند ورود مقاله جديده يفكر بالرد هذا اولا
    ثانيا سمعنا بان مطارنة شمال العراق يريدون الانفصال وهذا بحد ذاته مشكله كبيرة تضاف الى مشاكله

  • المقال هذا مع التعليقات قليل الأخلاق والأدب مسيحياً، من جهة تفسير الإنجيل المقدس، ومن جهة ثانية التشهير بدون أدب بخلقة الله
    أنتم لم يعد أمامكم سوى الخروج عن الآداب العامة لان تربيتكم الروحية سطحية
    نقول لخالدة
    جمو، خذي هذا المقال مع التعليقات لعمّك سيادة المطران سرهد لنرى ماذا سيقول؟
    نحن بانتظاركٍ

    • إن المقال نجح في المقارنة بـين زكا والبطرك لـويس من جـميع الـنـواحي الأفـقـية والشاقـولية

    • السيد توما اوراها
      ان ردك هذا حقاً تحفة فنية
      1- مار لوقا الانجيلي يقول ان زكا قصير القامة، هل مار لوقا قليل الادب والاخلاق؟ حاشى. اذا كنا نحن قليلي الادب والاخلاق، فماذا عن مار لوقا؟
      2- تبين من ردك انك تختلف معي من ناحية الشكل. لكن تتفق معي من ناحية ان البطرك معوق نفسياً وروحياً. هذا مما يدل على ان مثل هكذا شخص لا يستحق ان يكون رئيس للكنيسة الكلدانية، لانه معاق ولا يستطيع ان يتغلب على مصادر عوقه
      3- نحن نقول للبطرك كما هو قال لخالدة جمو: ان سيادة المطران سرهد جمو الجزيل الاحترام هو ايضاً قصير القامة من ناحية الشكل، لكن الفرق بينه وبين البطرك هو ليس معاق لا نفسياً ولا روحياً، لهذا مما جعل من البطرك بسبب غيرته وحسده ان يخرب كل ما بناه خلال اسقفيته في ابرشية مار بطرس خلال 14 سنة بواسطة مدمره الرسولي

      • بالحقيقة والتاريخ شاهد بكل صفحاته بان الكنيسة الكلدانية لم تصل الى هذا الانحطاط اقصد برموزها، كما نراه اليوم :
        وصل الحال الى شتم وسب وكلمات بذيئة للبطرك مقارنا بالامس القريب لم نشاهد او نقرأ ابد ابد هذا الشي المخزي والسبب هو في القمة ، البطرك الذي لا يحترم ولا يدع الآخرين يحترموه . حقا شي مقزز ، الى أين وصنا ، الحل هو بمراجعة المواقف والذات بالنسبة للبطرك ويجب عليه مراجعة الذات وأما ان يعطى مجال للغير وهذا ليش عيبا او فشلا وإنما شجاعة وحق مع كل احترام كما فعل البابا بندكتوس ، لان الوضع غير مستقر وعلى جميع الاصعدة . واني متاكد من ان البطرك عنيد ولا يقبل بهذا الكلام ولكن يجب ان يفهم الوضع الحالي ويقبله وهذا طلب هو بكل احترام . مع التوفيق للجميع

  • السيد توما اوراها .هل قول الحق واظهار. الحقائق يعتبر قله أدب واخلاق .يظهر انك انسان عصبي جدا ودايما لا تجاوب على ما في صلب المقال .للعلم فقط تربيتنا الروحيه اعظم مما تتصور .لماذا تستفز من الحقائق لحد الان لم تسعفنا بادله أو براهين تثبت اننا على خطء كلامك مجرد نفخ في الهواء يتلاشى.انا حره في التعبير عن مما اومن به .يبدو انك أجير تنقل الكلام من غير الرجوع الى صحته ..إيماني وخشوعي لله وحده لا غير.اخي توما اوراها يظهر انك مرهق جدا تحتاج الى راحه سوف اشاركك في صلاتي الليلية .حضره الأخ توما اوراها كن متزننا لا تدع احد ان يستغلك ويخدعك .سلام الله معك

  • عـزيزي
    إن المعـظـم بطركـنا لـويس العـزيز ليس فـقـط بمثابة عـشار
    وإنما هـو الرباع والخـماس والسـبّاع
    خـلـوها سـكـتة ونـشـوف وين تـوصل

Follow Us