Articles Arabic

التنظيمات اليسارية عامة وفي الغرب بشكل خطير باتت جسورا للغزو الاسلامي لبلدانها

الكاتب: حمورابي الحفيد

 اعتادت قوى اليسار في تسويق ايديولوجيتها في التشبث برومانسية مفرطة في استخدام مفاهيم عامة من قيم انسانية جميلة متفق عليها من قبل البشر الاسوياء جميعا وكانها هي المالك والوصي الوحيد لها:

 كالتضامن الانساني واغاثة الملهوف وتقديم المساعدة لمن يحتاجها اي الفقراء والمعوزين من البشر والديمقراطية وحق الانسان في حياة حرة كريمة والبشر متساوون في القيمة كلها في نظري مقدسات يجب التمسك بها والعمل على ترسيخها اينما امكن ذلك.

 انها ليست ملكا او حكرا لليسار الذي لم يكن يوما امينا عليها، ولم يكن اليسار الطفولي خير من يدعي بها، لانه أسوأ من يرتقي لتطبيق ما يدعيه كل الذي يسعى اليه لتحقيقه هو التسلط وتوزيع الجوع بالتساوي فلم نجده صادقا في ادعاءه في حقوق الانسان ولا الديمقراطية ولا المساوات الكاذبة التي ادعوها

في كل تجاربهم سيئة السمعة في الممارسة.

فالمفروض بمن يدعي الايمان بتلك القيم ان تودي النتيجة المرجوة من الجهود التي تبذل لاجل بلوغها.

اما اذا اصبحت سلاحا ذو حدين ينقلب على دعاته دون ان ينتبهوا الى سقطتهم فتلك مصيبة ما بعدها من مصيبة.

عندها تكون خيبة الامل كبيرة لكن لا ينفع البكاء على حليب مسكوب وهذا الذي تتغافل عنه قوى اليسار وخاصة الذراع النسوي فيها.

فاين كانت كل هذه القيم في التطبيق عندما كان نصف المعمورة تحت سلطتها؟؟

وكل الفرص التي توفرت لليسار ان يثبت مصداقيته كانت مخجلة بدءا بمنظومة الدول الاشتركية ومرورا بنظام كوريا الشمالية الذي يرمي حتى

أفراد عائلته عراة لكلاب متوحشة ويستمتع بنشوة عذاباتهم.

اين الرفيق كاسترو من الديمقراطية؟؟

اين الرفيق شافيز منها؟؟

ولماذا دامت التجربة الصينية دون غيرها رغم الكثير من المآخذ عليها؟؟؟

الجناح الذي نجح في بناء تجارب مقبولة كانت احزاب الديمقراطية الاجتماعية التي حكمت أوربا ولكنها لإصابتها بنفس مرض الطفولة اليساري نصبت نفسها وصية على الشعب واصبحت وضيفتها ملاحقة ومعاقبة الناجحين والمبدعين في الحياة لأجل اطعام الفاشلين والكسالى والخارجين على القانون في المجتمع.

ان مسالة المساواة بين البشر تتعارض مع سنة الحياة لان الفروق الفردية بين البشر هي من اروع ما أنعمت به الطبيعة على خليقتها، لان لو خلت المجاميع البشرية من النخب لانعدمت ديمومة الحياة فلولا تلك الفروق وخصوصية كل انسان لما وجد ما تتمتع به البشرية اليوم من ايجابيات وسلبيات الناتجة من التقدم العلمي والحضاري الذي ينعم به الجميع.

فلولا إديسون وفيلمينغ ودافنشي وأنشتاين وبل كيت وستيف جوبس ومرسيدس وفورد وروزرويز وبوينغ وجميع العمالقة الذين خلقوا العالم الذي نعيش على نعمه فماذا كان مصير الانسانية دونهم لو كنا جميعا مفردات في قطعان سالبة الوجود كما تريدونها ان تكون.

ما الذي رحل تجربتكم في السوفييت الى مثواها الاخير غير هذه الشرطية القاتلة التي اوصلت شعوبها الى قناعة بان رتابة الحياة التي بلغوها ما عادت الحياة تستحق ان تعاش.

فلولا المبدعين من رجال الاعمال اي الراسماليين (المنبوذين منكم) الذين تحاربونهم من اين حصل ملايين البشر على العمل الذي يجعلهم يعيشون حياة حرة كريمة مرفهة.

لماذا لم تتمكنوا في تجربتكم البائسة من منح الكادحين فرص الحياة الكريمة في الحرية والرفاهية وحقوق الانسان الذي وفرها الراسمالي الذي تلعنونه؟؟؟

لماذا لم تهب الطبقة العاملة والفلاحين لحماية مصالحها في الحفاظ على النظام لو كان قد طمأن حاجاتها الانسانية من عيش كريم وضمن لها حريتها الشخصية وحرية الابداع لدى الموهوبين (الذين حجرهم نظامكم في المصحات العقلية للتخلص من شرورهم!!!!) وحقوقهم الفردية؟؟؟

اما طبيعة الجشع التي تظهر لدى الأفراد فهذه من بين الصفات التي خلق عليها البشر وهي ايجابية في خلق الطموح الذي بدونه لا تقدم يرجى اما جانبها السلبي في الجشع فيمكن تهذيبهه عن طريق التشريع لمنع احتكار ثمار ذلك التقدم الناتج من الطموح الشخصي للافراد وليس تدمير من ينزع اليه كما فعلتم في تجربتكم الفاشلة!!!

فلنلقي نظرة سريعة على التجربة التي خاضتها الدول الغربية التي قادتها وتقودها حكومات معظمها اشتراكية التوجه وانسانية في اهدافها فماذا جنت من احتضانها كل الموجات البشرية دون تمييز او تمعن في اهلية القادمين.

هل هم باحثين عن عيش كريم؟؟؟

ام لغايات هدم المجتمعات التي احتظنتهم وهذا هو الغائب في ستراتيجية اليسار المغرقة في الطوباوية في موقفه المتعاطف مع الاسلاميين الذين لا يقرون باحقية وجود غيرهم على الارض، هكذا احادية لا تتماشا مع حقيقة المجتمعات البشرية وتنوع ثقافاتها.

نعم ان المجتمعات العربية والاسلامية هي في حالة مخاض لن يولد منه جنين معافى ما لم تدفن قرءآنها في رمال صحراء جزيرة الجرب الملتهبة بجانب صاحبه.

فهل احتضان المجاميع الهدامة هو من مسؤوليات المجتمعات التي نجحت في تطوير مجتمعاتها الى درجات عالية من التقدم؟؟؟

وهل عليها ان تدفع الثمن وتضحي بتجربتها الناجحة لاجل حاملي ثقافة غير انسانية وتتنكر لبقية البشر في حقها في الحياة؟؟؟

فكيف تعاملت مجاميع طالبي الغوث من الاسلاميين مع الشعوب التي ضيفتهم؟؟

هل انسجمت مع قيمها؟ هل عملت لتحسين امورها الحياتية بالتجاوب مع التضحيات الجسام التي قدمها ويقدمها مضيفيهم الذين يلقبهم الاسلاميون الضيوف بالكفار؟؟

هل حاولوا العيش وفقا لقيم وقوانين وثقافة تلك الشعوب ام حتى قبل نيلهم موافقات الإقامة في البلد المضيف يبدؤانه بفرض قيمهم البدوية والتي هي وفقا لاعراف و قوانين الشعوب المضيفة جرائم.

الم يدشنوا دخولهم بلاد المهجر بالمطالبة ببناء الجوامع وفتح مدارس قرآنية وفرض الحجاب والنقاب على الاناث بكل الاعمار وممارسة العنف والجريمة في تصرفاتهم اليومية من اغتصاب وسرقات وتهريب مخدرات واسلحة ومهاجرين وفرض اتاوات الى غير ذلك مما تمليه عليهم الطبيعة البدوية؟؟؟

اضافة الى تحريم طعام (الحرام والحلال) وفولكلور الشعوب المضيفة لهم باختصار رفض تام لكل ما بنيت عليه تلك المجتمعات وفرض نمط الحياة الذي أجبرهم على الهجرة من أوطانهم، اليس هذا امرا عجيبا؟؟؟

فالسؤال هو هل قبول هكذا مجاميع هو في خدمة الصالح العام للبلدان المضيفة والامن والسلم الدوليين؟؟؟

ام انه هدم للبناء الحضاري الذي تشكلت عليه تلك المجتمعات وتحويلها الى تجمعات بشرية على اعلى درجات التوحش كمثيلاتها في ما يسمى بالعالم الاسلامي؟؟

اليس المفروض ان تقدم المساعدة والعون لمن يستحقها ويريد ان يبني حياة كريمة له ولعائلته ام ان تقدم لأناس ذوي اهداف وثقافة معادية للحرية والحياة ويعملون على فرضها اينما حلوا ضيوفا؟؟

سؤالي الى اليسار العليل فكريا هو هل هناك حالة واحدة في العالم دخلها المسلمون كغزاة او لاجئين تعايشوا مع مضيفيهم بسلام ؟؟

ام عملوا دون كلل لابادة تلك الشعوب عرفانا بالجميل على الطريقة المحمدية؟؟؟

ساعتذر امام العالم كله ان ذكرتم لي حالة واحدة استثناء. اين شعوب ما يسمى اليوم عهرا بالوطن العربي من كلدان واشوريين واراميين وفينيقيين وامازيغ؟؟؟

لقد سعوا دون كلل او ملل على إبادة تلك الشعوب التي سقطت في فخهم.

اما البلدان التي لم يتمكنوا من ابادة شعوبها عملوا على تقسيمها الى حين كما حصل في الأمثلة ادناه:

ماذا فعلوا في الهند وقبرص ويوغسلافيا والفيليبين ونيجيريا، اما النجاح الكامل الذي حققوه في ابادة الشعوب الاصلية يتمثل بما يسمى اليوم بالوطن العربي

(الذي لم يكن عربيا ولا اسلاميا) وتركيا.

ولم يكن تعاملهم مع الدول الغربية التي احتضنت الملايين منهم مختلفا عن ما فعلوه في ماضيهم.

فها هم ليل نهار يتظاهرون في كل المدن الغربية معلنين انهم لن يركن لهم جفن قبل ان يدمروا كل تجارب الشعوب التي نجحت في بناء تجربتها لكي تتبدون، وهذه ثوابت لا يمكن ان تتغير في ذهنية ونفيسة الانسان البدوي المتأسلم.

بعد هذا السرد ما الذي ينتظره اليسار من صبيانية منطلقاته التي تمهد لفنائه.

لان عند نجاح اؤلئك في تحقيق مآربهم المميته للحياة سيكون اليساريين اول من يبارك اتباع صلعم وخالد بن الوليد سيوفهم في رقابهم وخاصة العنصر النسائي منه، اللاتي يرقصن ليل نهار في الشوارع دفاعا عن الأسلاميين الذين يعتبروهن اداة لتسلية الفحول السلامية واللاتي جردهم الاسلام من آدميتهن.

هناك تساؤل يتبادر دائما على ذهني:

ما هو يا ترى المشترك بين اليسار والاسلاميين؟؟

1- هل هو مبدأ افقار الجميع لتحقيق المساوات؟؟

وهل هو معاقبة المبدعين والمنتجين في المجتمع ترضية لخواطر من لا يعمل ولا ينتج؟؟

ابهذا تتحقق العدالة التي يتغنون بها فأن أنهيتم القوى المنتجة في المجتمع

فمن يطعم جوعكم واختصاصكم في التوالد والاكثار بالافواه التي تصرخ

وا طعاماه؟؟؟

2- هل هو ملكية السلطة وتوارثها واحتكارها كما الحال في العالم الاسلامي والتجارب الاشتركية جميعها دون استثناء كما ورد ذكره اعلاه؟؟

هذين العاملين تمكنت من ايجادهما كمشترك عقائدي بين الاسلاميين واليسار العالمي، فهل يبرر هذا ان يكون هناك تحالف غير مقدس بين الضدين ام انه بفعل قانون تجاذب الاضداد؟؟

عتبي هو لماذا لا يتعلم اليسار الدرس من تجربته الفاشلة في انهيار الاتحاد السوفييتي العتيد مع كل منظومته الفكرية والاقتصادية والعسكرية دون طلقة واحدة ملبيا نداء ربه في الرحيل راقدا بسلام غير مأسوف على رحيله…تحياتي.

2017 – 02 – 26

 

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • ملحق
    فاتني ان اذكر ان التجارب الناجحة في بناء اقتصاد مزدهر في الدول الغربية هو من ابداعات أفراد،
    الذين تمخضت عبقريتهم
    عن اكتشافات عملاقة والتي وفرت العيش الكريم لشعوب عذه البلدان وليس من عمل حكومات اليسار التي تحكمها،
    كل الذي تعمله
    الحكومات هو اعادة توزيع ما حققه اولءك الأفراد من نجاحات وتبذيره في قنوات مختلفة كالرواتب الخيالية للسياسيين من المسروق من جهود المبديعين
    بمبادراتهم الفردية،.
    يقول ادم سميث ان أسوأ من يدير اقتصاد بلد ما هو الحكومة، وهذا ما يجري في البلدان التي تنعت بالنامية، وهي في الحقيقة ناءمة، حيث انعدام
    الفرص امام الأفراد او ان الأفراد انفسهم هم اتكاليين، هذا ما أردت التذكير به ، تحياتي

Follow Us