Articles Arabic

صلاة منسّي _ מְנַשֶּׁה

 يوسف جريس شحادة

منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف

مقدّمة

“لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا. أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا».” {مز+ اشع}.

التوبة

في اللغة ال يونانية Metanoia    تعني توبة او تغيير فكر _ تحوّل وبالعبرية { תשובה} اللفظة اليونانية تعني تغيّر فكر بأمر ما، واستخدمت الترجمة السبعينية اللفظة 5 مرات وبشكل خاص في سفر الحكمة {23 :11 و19، 10 :12} إشارة الى الله الذي يُظهر الرحمة.

وبالعبرية استخدام الفعل ” שב _ תשובה “يقابله باليونانية {Epistrepho} قارن عاموس 6: 4   וְגַם-אֲנִי נָתַתִּי לָכֶם נִקְיוֹן שִׁנַּיִם, בְּכָל-עָרֵיכֶם, וְחֹסֶר לֶחֶם, בְּכֹל מְקוֹמֹתֵיכֶם; וְלֹא-שַׁבְתֶּם עָדַי, נְאֻם-יְהוָה.  وهوشع 4 :5.

العهد الجديد

استخدم العهد الجديد الفعل اليوناني {Metanoeo} ليُعبّر عن ” תשובה “بالعبرية، وعدم استخدام {Epistropho} ذلك لان العهد الجديد لا يؤكّد على التحول الملموس الخارجي، لا بل على الفكر، التوبة فكريا والإرادة والعقل، رو 5 :2 :” وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ، ” يعني ” التحوّل تائب توبة “،كما يخبرنا متى 10 _8 :3 :”  فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْراهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.”  وبالتوافق مع العهد القديم يتّضح ان هذه الدعوة من موجهة للجميع، اع 24 :13 و 4 :19 :”  إِذْ سَبَقَ يُوحَنَّا فَكَرَزَ قَبْلَ مَجِيئِهِ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ.فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ، قَائِلًا لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ، أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ».”. وبما في ذلك الاتقياء الذين آمنوا بانهم ليسوا بحاجة للتوبة مت 12 _7 :3:” فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ، قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الْآتِي؟ فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْراهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ».”.

ربط يوحنا التوبة بالمعمودية مر 6 _4 :1:” كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ. وَكَانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ وَبَرَ الإِبِلِ، وَمِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقْوَيْهِ، وَيَأْكُلُ جَرَادًا وَعَسَلًا بَرِّيًّا. ” متناولا التوبة كهدفها ،مت 11 :3 قارن اع 24 :13 و 4 :19 أعلاه.

العديد من النصوص لا تَظهر فيها الكلمة ” توبة _ Metanoeo “الا ان الفكر قائم، مت 3 :5 و14 ،10 ،3: 18 ولو 33 :14، لان يسوع اتى ليدعو خطأة، لو 32 :5 والتوبة تسبّب الفرح، لو 15 فرح الله.

التعليم المسيحي في الدعوة للتوبة يشمل:

1 _ الايمان، اع 21 :20 قارن 4 :19 و18  :26.

2 _ المطالبة بالمعمودية، اع 28 :2 .

3 _ الوعد بالغفران، غفران الخطايا، لو 47 :24 واع 19 :3 و 31 :5.

4 _ عطية الحياة والخلاص، اع 18 :11 و 2كو 10 _9 :7 .

5 _ التحوّل عن الشرّ، اع 22 :8 و2  كو 21 :12 ورؤ 21 :2.

6 _ السعي الى الله، اع 21 :20 و20 :26 ورؤ 9 :6 في اع 19 :3 و20 :26 تصف {اللفظة اليونانية} التحوّل من الشر والتحول الى الله.

نص العبرانيين 8 _4 :6:” لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ القدس وذاقوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. لأَنَّ أَرْضًا قَدْ شَرِبَتِ الْمَطَرَ الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَارًا كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْبًا صَالِحًا لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. وَلكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكًا وَحَسَكًا، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ. ” يبدو انها ترفض توبة ثانية، والهُداية ليست مجرد سلوكا بشريا، بل لا بدّ ان يعطي الله فرصة للتوبة، عب 17 :12. والشخص الذي يخطئ عن عمد بعد الهُداية يجلب على نفسه دينونة الله، عب 8 :6 و27 _ 26 :10

الله رحوم غفور ولا يهلك أناس بل “يقبل الجميع” 2 بط 9 :3:” لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ.”.

النوم الكبرى

في خدمة صلاة “التوم الكبرى” والمعروفة عند الشعب ” يا رب القوات”، دوما نقرأ ” صلاة منسّى ملك اليهودية”.

في هذه العجالة سنحاول الإجابة على السؤال:” لماذا نقرأ هذه الصلاة في صلاة النوم الكبرى؟ والكل يعلم ان هذه الصلاة تُقال في زمن الصوم الاربعيني المقدس السابق للقيامة المجيدة.

 “מְנַשֶּׁה ” معنى الاسم” ينسى _ لينسى ” حسب التكوين :” وَدَعَا يُوسُفُ اسْمَ الْبِكْرِ «مَنَسَّى» قَائِلًا: «لأَنَّ اللهَ أَنْسَانِي كُلَّ تَعَبِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي». כִּי נַשַּׁנִי אֱלֹהִים אֶת כָּל עֲמָלִי” القيمة العددية للاسم ” 8 ” .

منشّي بن حزقياهو ملك يهودا الرابع عشر. الملك الشرير القاسي وأكثر ملك من الملوك اغضب الرب الاله بسلوكه الوحش وتصرفاته السيّئة الرديئة جدا.

نقرا في 2 مل 11 :21 :”  «مِنْ أَجْلِ أَنَّ مَنَسَّى مَلِكَ يَهُوذَا قَدْ عَمِلَ هذِهِ الأَرْجَاسَ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِي عَمِلَهُ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ قَبْلَهُ، وَجَعَلَ أَيْضًا يَهُوذَا يُخْطِئُ بِأَصْنَامِهِ، “.

منشي بن حزقياهو ابن آحاز وحفصي با {מְנַשֶּׁה, בנם של חזקיהו בן אחז וחפציבה} بنت اشعياء ابن آموص، اعتلى سُدّة الملك وهو بسنّ 12 سنة ومَلَك مدّة 55 عاما.

في فترة يوئيل ابن فتوئيل وناحوم الالكوشي وحبقوق النبي {יוֹאֵל בֶּן-פְּתוּאֵל, נחום אלקושי חבקוק}.

من شدّة شرّه وشراسته عاد وبنى ” مذابح” عوضا عن تلك التي خسرها والده، وأقام “مذابح للبعل” وسجد للنجوم والكواكب وشطب اسم الله وشرَع يعلّم الالحاد وشجّع الكفر {תלמוד בבלי סנהדרין קג _ ב} وحسب الحكماء ” الشيوخ _ חז”ל ” قتل منشّى جدّه _ النبي اشعياء، وعن ابنه 2 مل 6 :21:” وَعَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ، وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَاسْتَخْدَمَ جَانًّا وَتَوَابعَ، وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ.”.

أهمية درج ” صلاة منسّى _ منشّى” وخصوصا في صلوات “النوم الكبرى “زمن الصوم الاربعيني المقدس لأنها تروي قمّة وذروة التائب الشرير منشى وفي 2 أخ 33 ،نقرأ عن اعماله :” كَانَ مَنَسَّى ابْنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَعَادَ فَبَنَى الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي هَدَمَهَا حَزَقِيَّا أَبُوهُ، وَأَقَامَ مَذَابحَ لِلْبَعْلِيمِ، وَعَمِلَ سَوَارِيَ وَسَجَدَ لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ وَعَبَدَهَا. وَبَنَى مَذَابحَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي قَالَ عَنْهُ الرَّبُّ: «فِي أُورُشَلِيمَ يَكُونُ اسْمِي إِلَى الأَبَدِ». وَبَنَى مَذَابحَ لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ فِي دَارَيْ بَيْتِ الرَّبِّ. وَعَبَّرَ بَنِيهِ فِي النَّارِ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَسَحَرَ، وَاسْتَخْدَمَ جَانًّا وَتَابِعَةً، وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. وَوَضَعَ تِمْثَالَ الشَّكْلِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي بَيْتِ اللهِ الَّذِي قَالَ اللهُ عَنْهُ لِدَاوُدَ وَلِسُلَيْمَانَ ابْنِهِ: «فِي هذَا الْبَيْتِ وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ أَضَعُ اسْمِي إِلَى الأَبَدِ.وَلاَ أَعُودُ أُزَحْزِحُ رِجْلَ إِسْرَائِيلَ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي عَيَّنْتُ لآبَائِهِمْ، وَذلِكَ إِذَا حَفِظُوا وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ، كُلَّ الشَّرِيعَةِ وَالْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ عَنْ يَدِ مُوسَى». وَلكِنْ مَنَسَّى أَضَلَّ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ لِيَعْمَلُوا أَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَكَلَّمَ الرَّبُّ مَنَسَّى وَشَعْبَهُ فَلَمْ يُصْغُوا.

11 فَجَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ الجُنْدِ الَّذِينَ لِمَلِكِ أَشُّورَ، فَأَخَذُوا مَنَسَّى بِخِزَامَةٍ وَقَيَّدُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ. وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَتَوَاضَعَ جِدًّا أَمَامَ إِلهِ آبَائِهِ، وَصَلَّى إِلَيْهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ وَسَمِعَ تَضَرُّعَهُ، وَرَدَّهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى مَمْلَكَتِهِ. فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. وَبَعْدَ ذلِكَ بَنَى سُورًا خَارِجَ مَدِينَةِ دَاوُدَ غَرْبًا إِلَى جِيحُونَ فِي الْوَادِي، وَإِلَى مَدْخَلِ بَابِ السَّمَكِ، وَحَوَّطَ الأَكَمَةَ بِسُورٍ وَعَلاَّهُ جِدًّا. وَوَضَعَ رُؤَسَاءَ جُيُوشٍ فِي جَمِيعِ الْمُدُنِ الْحَصِينَةِ فِي يَهُوذَا. وَأَزَالَ الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ وَالأَشْبَاهَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ، وَجَمِيعَ الْمَذَابِحِ الَّتِي بَنَاهَا فِي جَبَلِ بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي أُورُشَلِيمَ، وَطَرَحَهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ. وَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ وَذَبَحَ عَلَيْهِ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَشُكْرٍ، وَأَمَرَ يَهُوذَا أَنْ يَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ. إِلاَّ أَنَّ الشَّعْبَ كَانُوا بَعْدُ يَذْبَحُونَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ، إِنَّمَا لِلرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلهِهِ، وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، هَا هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. وَصَلاَتُهُ وَالاسْتِجَابَةُ لَهُ، وَكُلُّ خَطَايَاهُ وَخِيَانَتُهُ وَالأَمَاكِنُ الَّتِي بَنَى فِيهَا مُرْتَفَعَاتٍ وَأَقَامَ سَوَارِيَ وَتَمَاثِيلَ قَبْلَ تَوَاضُعِهِ، هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ الرَّائِينَ. ثُمَّ اضْطَجَعَ مَنَسَّى مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ، وَمَلَكَ آمُونُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. كَانَ آمُونُ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَمَا عَمِلَ مَنَسَّى أَبُوهُ، وَذَبَحَ آمُونُ لِجَمِيعِ التَّمَاثِيلِ الَّتِي عَمِلَ مَنَسَّى أَبُوهُ وَعَبَدَهَا.وَلَمْ يَتَوَاضَعْ أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا تَوَاضَعَ مَنَسَّى أَبُوهُ، بَلِ ازْدَادَ آمُونُ إِثْمًا. وَفَتَنَ عَلَيْهِ عَبِيدُهُ وَقَتَلُوهُ فِي بَيْتِهِ. وَقَتَلَ شَعْبُ الأَرْضِ جَمِيعَ الْفَاتِنِينَ عَلَى الْمَلِكِ آمُونَ، وَمَلَّكَ شَعْبُ الأَرْضِ يُوشِيَّا ابْنَهُ عِوَضًا عَنْهُ.” .

وسلسلة الاحداث التي ادّت الى توبة منشى ومن هنا تكمن قوّة التوبة والمغفرة من لدن الرب الرحيم. ويُضرب المثل بقوة توبة منشى فيقول الحكيم يهوشع:” لكين معلوما لديكم عن قوة التوبة تعال وانظر منشّى بن حزقياهو بعد فعله كل الشرور والسيئات في العالم كما ورد في سفر الاخبار الثاني وقوة مغفرة الرب له”.

 نص الصلاة

” أيُّها الربُّ الضابطُ الكُلَّ، إلهُ آبائِنا، ابراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ، ونَسْلِهم الصدّيق، “

الملك التائب يخاطب الله مباشرة ” الضابط الكلّ _ Pantocrator ” هذا التائب الذي يخاطب الله الواحد خالق الكل، كان يعبد ويسجد للبعل ولكل صنم وكوكب مهما كان عدده “Polytheism “.

بتوبته يتشبّه بالأبرار:” ابراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ، ونَسْلِهم الصدّيق “،إعلان منشى ” اله آبائنا” بهذا يقرّ ويعلن ان سرّ قداستهم هو الآب القدّوس الواحد. إله التائبين، خر 16 _15 ،6 :3:” ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلًا: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ.”  ومنشّى التائب بذكره الإباء اتقن اعتزاز الله بالأبرار السابقين فقال، تث 27 :9:” اُذْكُرْ عَبِيدَكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. لاَ تَلْتَفِتْ إِلَى غَلاَظَةِ هذَا الشَّعْبِ وَإِثْمِهِ وَخَطِيَّتِهِ،”.

واضافة لذلك 2 مل 23 :13:” فَحَنَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ وَرَحِمَهُمْ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ لأَجْلِ عَهْدِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَأْصِلَهُمْ، وَلَمْ يَطْرَحْهُمْ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى الآنَ ” ويعقوب لم يترك شعبه وكذلك في عصر المكابيين،2 مك 2 :1:” لِيُبَارِكْكُمُ اللهُ وَيَذْكُرْ عَهْدَهُ مَعَ إِبرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ عَبِيدِهِ الأُمَنَاءِ،”.

ولان ابرار العهد الجديد يتمتعون مع ابرار العهد القديم في ملكوت السموات، مت 11: 8:” وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ،”.

“يا مَن خلق السماء والأرض وكلّ زينتهما “

هذا إقرار واعتراف عن تراجعه من عبادة الاوثان والبعل والاصنام والسجود للنجوم وذلك لأنه سجد للنجوم والاجرام وغيرهم، 2 مل 5 ،3 : 21 :”  وَعَادَ فَبَنَى الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي أَبَادَهَا حَزَقِيَّا أَبُوهُ، وَأَقَامَ مَذَابحَ لِلْبَعْلِ، وَعَمِلَ سَارِيَةً كَمَا عَمِلَ أَخْآبُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَسَجَدَ لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ وَعَبَدَهَا. وَبَنَى مَذَابحَ لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ فِي دَارَيْ بَيْتِ الرَّبِّ.”. ويقرّ بعد توبته عن ” سلطان الله” الكلّ يرجّ ويفزع من امام وجه الله.

“يا مَن قَفَلْتَ اللجَّةَ وخَتَمْتَها باسمِكَ المَرهوب المجيد، يا مَن يَرْهَبُ الكلُّ ويَرتَعِدُ مِن وجهِ قُدرتِهِ، لأنَّ عِظَمَ جلالِ مجدِكَ لا يُحتَمَل، وسَخَطُكَ بالوَعيدِ على الخطأَةِ لا قوامَ لهُ، ورحمَةَ موعِدكَ لا تُحصَى ولا يُستَقْصَى أثرُها. لأنَّكَ أنتَ الربُّ العليُّ المتحنِّنُ، الطويلُ الأناة والجزيلُ الرحمة، والتوّابُ على مساوِئِ النّاسِ.”

وضع حدودا للبحر واغلق الهاوية وختمها، ومنح الحرية لأسمى مخلوقاته باختيار الطريق، اما العيش تحت عبء الشرّ او بنعيم الله والتنعّم بالصداقة والشركة مع الله، والله يهب السماء والأرض زينتهما او نظامهما {بعض الترجمات} فان كانت الأرض رمزا للجسد والسماء ترمز للنفس فاذا الله يريد ان يمجّد اجسادنا وارواحنا فسرّ مجدنا هو الله، رو 17: 8:” فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ.”.

الخطية مرفوضة، ويغضب الله من الخاطئ وهو رحوم وشفوق ولا يشاء هلاك الانسان لذا فتح باب التوبة.

منشى أدرك قوة مراحم الله، فهي لا تحدّ عظمة مجد الله، ورحمة إرادة الله لا تدرك لان التوبة هي الجسر الناقل من السجن الى الحياة في مملكة الله.

” أنتَ يا ربُّ على حَسَبِ كَثرَةِ صلاحِكَ، وَعَدْتَ بالتوبَةِ والغُفران للمُخطِئين إليك، وبِكَثرةِ رأَفَتِكَ حَدَّدْتَ توبةً للخطأةِ للخلاص. فأنتَ أيُّها الربُّ إلهُ القوّاتِ، لمْ تَضَعِ التَّوبَةَ للصدّيقينَ: لإبراهيم واسحقَ ويعقوبَ، الذينَ لم يَخطأوا إليه؛ بل وضَعْتَ التَّوبَةَ لي أنا الخاطئ، فإنّي قد أَخطأْتُ أكثرَ مِن عدَدِ رَملِ البحرِ. قد تَكاثَرَتْ آثامي يا ربُّ، قد تكاثَرَتْ آثامي، ولسْتُ أنا بِأَهْلٍ أنْ أَتَفَرَّسَ وأنظُرَ عُلُوَّ السماءِ من كَثْرَةِ ظُلْمي، وأنا مُنْحَنٍ بكَثْرَةِ قيودِ الحديدِ لِئَلاّ أَرْفَعَ رأسي، وليسَتْ لي راحةٌ، لأنّي أغْضَبْتُ غَضَبَكَ، والشرَّ قُدّامَكَ صَنَعْتُ، إذْ لمْ أَصْنَعْ مَشيئَتَكَ ولا حَفِظْتُ أوامِرَكَ. فالآنَ أَحْني رُكبَةَ قَلبي مُبتَهِلاً إلى صلاحِكَ، أخطَأْتُ يا ربُّ أخطأْتُ، وبآثامي أنا عارِفٌ، لكنَّني أسأَلُكَ مُتَضَرِّعاً، اغْفِر لي يا ربُّ، اغْفِرْ لي، ولا تُهْلِكْني بآثامي، ولا إلى الأبدِ تَحقِدْ عليَّ حافِظاً عليَّ شُروري، ولا تَسْجُنّي في أسافِلِ الأرضِ، لأنَّك أنتَ هو اللهُ إلهُ التّائبينَ، وفيَّ توضِحُ كلَّ صلاحِكَ، لأنّي أنا غيرُ مُستحِقٍّ فتُخلِّصْني على حسَبِ كَثرةِ رحمَتِكَ، وأُسبِّحُكَ كلَّ حينٍ جميعَ أيّامِ حياتي، لأنَّ إيّاكَ تُسبِّحُ كلَّ قُواتِ السماوات، ولكَ المجدَ إلى دهر الدّاهرين، آمين.”

يدعوه منشى ” إله الابرار” و “اله التائبين” فادرك منشى انه مدعو للتوبة لأنها السلم للوصول للرب.

كما في لوقا 13 :18:” وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ.” مقارنة وصلاة منشى:” لست مستحقا ان انحني…” والابن العائد الى حضن الاب، لو 19 :15:” وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ.” ” لست مستحقا ان ارفع ان ارفع عيني للسماء”.

الخطايا عبء ثقيل لا يُحمل ولا يُحتمل، فهي اثقل من الحديد ويتّجه ثقل الخطايا ” انه لا يرفع راسه من خطاياه” وعددها لا يعدّ ولا يُحصى.

يقول القديس جيروم:” الخطيّة ثقيلة جدا، تحتاج لمراحم عظيمة”.

” الان احني ركبة قلبي..”

أي أخطأ بسجوده للكواكب والاوثان وبتوبته فرَحَه بحَنْي قلبه لله لان توبته صادقة من أعماق القلب.

يُعلن منشى توبته علانية وبنيّة صادقة لأنه، مت 21 :7:” «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” فهناك من يقول أخطأت {مت 3 :27} وشاؤول قال امام صموئيل {1 صم 34 _24 :15} وداوود النبي، الا ان واحدا فقط سمع الجواب بالغفران وهو داوود {2 صم 13 :12 } لان داوود اعلنها من القلب، مز 1 :51 :” اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ.”.

” أخطأت وآثامي عارفها..”

من يعرف الله ويتغذّون من تعاليمه، ان اخطأوا فهم يفعلون ذلك في حضرة الله، على غرار قول النبي:” الشرّ قدامك صنعت” وما يميز هؤلاء سرعة توبتهم فيقول:” أخطات”.

وان يوم الدينونة آتٍ، وهذا هو الانسان وهذه اعماله. ختام صلاة توبة منشى، كَشْف ما في قلبه لتسبيح الرب وتمجيد الله.

يقول القديس يعقوب السروجي:” أسرعي ايتها النفس التائبة خطاك نحو التوبة وعيشي، ها انت تسمعين ربّك يؤكد لا اريد موت الخاطئ لا تطلبي ان تمكثي في خطاياك لئلا تموتي، عودي اليه مثلما عادت سارة الى إبراهيم” {حز 11 :33 عن موت الخاطئ:” قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟} وعودة سارة لإبراهيم تك 20 _10 :12}.

الافشين أو الصلاة التي يختم بها الجزء الثاني من صلاة النوم تعزى إلى الشهيد مرداريوس في اضطهادات ديوقلديانوس وتعيد له الكنيسة في 21 كانون الأول وهذه الصلاة تكونت من صلاة القديسين الشهداء المذكورين في اليوم ذاته ويقال من المحتمل أن الشهيد مرداريوس قد رددها قبل استشهاده والبعض يوعزها إلى القديس باسيليوس الكبير ” سنكسار اللاتيني”

2-     الهدف الثالث يكون في أن صلاة النوم ترنو إلى طلب الحصول على العون الإلهي  لكي نعبر بسلام الليل الذي يبدأ بحفظ النعاس براحة والحماية من أخطاء الليل زمن تجارب الشيطان وكذلك حفظ نياتنا وأفكارنا التي هي مسترخية أكثر مما كانت عليه ضمن النهار جميع هذه الاحتياجات محفوظة في المزامير الستة في بداية النوم الكبرى والتي تتشابه مع المزامير السحرية أهم  المزامير مزمور{90 }.

3-     كذلك الترتليلتان المميّزتان لخدمة النوم الكبرى،معنا هو الله ، يارب القوات ومازلنا محافظين على كيفية الترتيل معنا هو الله لاشعياء النبي. معنا هو الله مع استيخوناتها مأخوذة من سفر رؤيا اشعياء في السبعينية هذه الترتيلة والتي تمثل رمزية الليل ممزوجة مع رجاء قدوم المسيح.

4-     هذا القدوم الذي يشدد  ويعزز موقف أولئك المحزونين بسبب مصائبهم. أما الثانية مأخوذة من اشعياء (فصل 26:13) ترتل مع استخوناتها الخمس والتي هي المزمور(150)

فيما يتعلق بالافاشين الأربعة المقرؤة أمام الأيقونات الملوكية في نهاية صلاة النوم جميعها ذات جمال أدبي وصلاتي تتصف  بالتعبير عن هدف صلاة النوم كصلاة وسيلة لصلاة بدء الليل.

افشين إلى العذراء وضعه بولس الاموريوني المتوحد (أيتها العذراء الطاهرة…) مؤسس دير السيدة العذراء في القسط ،هذا الافشين نستدعي حضور والدة الإله في اللحظات الصعبة من خروج النفس.

الافشين الثاني { وأهلنا أيها السيد…} من وضع الراهب السابوي انطيوخوس من القرن السابع والمسمى أيضا انطيوخوس البندكتي لأنه كتب كتاب يحمل عنوان خمسيات الأسفار المقدسة في 130 فصل.

الافشين الرابع { الآب رجائي والابن …} والذي يميز نهاية صلاة النوم يعبر عن الإيمان الأرثوذكسي للثالوث القدوس والرجاء القوي الذي يحمل منه أولئك الطالبين منه العون والمساعدة قبل أن يأخذهم نعاس الليل، فالقديس يوانيكوس وهو الذي وضع هذا الافشين ، وهو راهب من دير المبيوس في القرن التاسع يعيَد له في 4 تشرين الأول.هذا الافشين يشكل جزءا من سلسلة طروباريات قديمة نجدها في حياة القديس اوكسنيوس وهو من بينانيا مات سنة 470 وبالتالي يكون الافشين سابق للقديس يوانيكوس بعدة قرون. ” هذا ما ذكر في كتابات سمعان الميتافراستي لكن بعض اللاهوتيين الغربيين يعزونه إلى اوكسيتيوس أسقف ميلان( قاموس اللاهوت الكاثوليكي}”.

كذلك المزامير التي تقرأ في بداية النوم الصغرى المزمور 50، 69 ، 143 تحمل صفة ثالوثية حسب سمعان التسلونيكي وبنوع خاص مزمور{142} الذي يعبر عن هدف صلاة النوم كهدف استدعائي للعون الإلهي ضد الليل وأخطاره، ربط صلاة النوم مع تاريخ حياة المخلص الأرضية تذكر بنزول المخلص إلى الجحيم بالجسد لخلاص نفوس الصالحين .

Follow Us