بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
مقـدّمة : حـين كـتـبتُ مقالي (( أسـئـلة إلى اللاهـوتـيّـين ، إكـلـيروس وعـلمانيـيـن))
وفـيه إستـفـساراتي اللاهـوتية الأربعة ، ذكـرتُ فـيه أمنـيـتي : (( من ذوي الكـفاءات ــ إكـليروس أو عـلمانيـين ــ أن يتـفـضلوا بتوضيحها ، بالـدليل وليس بـرأيهم الشـخـصي ، وأنا شاكـر لهم مقـدّماً )) ……….
*************
فأنا لستُ أنـتـظر رأياً شخـصياً من أيّ كان ! سـواءاً من إكـلـيركي مثل الـﭘاﭘا أو من عـلماني متـضلـّـع في اللاهـوت ، وإنما أريـد الجـواب دليلاً موثـقاً من الكـتاب المقـدس ( أو من أي مصدر غـيـره ، مقـدساً وليس شـخـصياً .. ) .
أما إذا صار الـتـوضيح إجـتهاداً شخـصياً ، فـتـلك مسألة أخـرى .
من جانبي أعـزّز إجـتهادي ورأيي الشخـصي بتخـويل من رئيس الكـنيسة الأرضي ! إقـرأ :
(1) قـول الـﭘاﭘا فـرانسيس : ( إن الأساقـفة لا يعـرفـون كـل شيء ) … مـضيفاً ( السينودس ليس ﭘَـرلمانا يشرّع قانونا ) …
(2) كلام الأخ الـﭘـتـرك لـويس إبن المرحـوم روفائيل (( من المؤكـد يوجـد بـينـنا عـلمانيون كـُـثـر مبدعـون وبديعـون ، أتمنى ألّا يُغَـيّـب دورَهم أو يُـقـصيهم )) ! … إقـرأه في نهاية مقاله عـلى الـرابـط : http://saint-adday.com/?p=16032
(3) وفي هـذا الـرابـط ، الـدقـيقة 35:35 يقـول : (( لا تـوجـد أدوار فـوق أدوار .. أنا رجـل دين ولكـن ممكـن عـلماني كـثير أمور يفـهمها أكـثر مني )):
(4) والدستور العـقائـدي في الكـنيسة رقم37 ينـصّ : ( “يتوجّه المجمع المسكـوني الـﭭاتيكاني الثاني إلى الرعاة المكـرّسين بأن عـليهم : ” أن يفـقهـوا كـرامة العـلمانيـين ومسؤولياتهم في الكـنيسة ويشجّـعـوها . وليأخـذوا عـن رضى بآرائهم الفـطـنة ، ويكـلّـفـوهم بثـقة بمهام في خـدمة الكـنيسة ، تاركـين لهم حـرية العـمل ومجاله ، وليشجعـوهم في أن يُـبادروا من تلقاء أنفسهم إلى العـمل ” )) ……. إنـتهى .
*********************
تعـلـيقي : ………………. كـتـب القس ﭘـيـتـر الموقـر ما يلي :
(( أعـلـن البابا بـيوس التاسع عـقـيدة الحـبل بلا دنس في 8 ديسمبر 1854م أي منذ 165عام و“ إكـراما للثالوث الأقـدس ، وإحـتراما وتكـريما للعـذراء مريم ، وإرتـفاعا للإيمان الكاثوليكي ، وتـنمية وإزدهاراً للـديانة المسيحـية ، نعـلن ونلـفـظ أنه تعـليم موحى به من الله ، ذلك الذي يعـلم أن كلية الطوبى مريم ، حُـفـظت معـصومة من كل دنس الخطيئة الأصلية ، منذ أول لحظة من الحـبل بها ، بنعـمة خاصة وإمتياز من الله الـقـدير ، ونظرا إلى إستحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري ، وعـلى كل المؤمنين أن يؤمنوا بذلك بثبات وعـلى الدوام” )) .
فأقـول للقس المحـتـرم : هـذا كلام شخـصي للـﭘاﭘا .. إن إكـرامه لمريم العـذراء لا جـدال فـيه ونابع من محـبته وإكـرامه لها ، فأنا وأنت وآخـرين كـمسيحـيـيـن ، نُـقِـرّه بكـل وقار لأنـنا نعـتـزّ بأم ربنا يسوع المسيح . متـذكـّـرين قـولها : ( تـبـتهج روحي بالله مخـلـّـصي ) … بمعـنى هي فـخـورة بالله مخـلـّـصها ، مثـلما نحـن نـفـتخـر به أيضاً لأنه مخـلـّـصنا جـميعاً .
ولكـن ، ألم تـقـرأ : أن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ؟؟ بمعـنى حـتى إذا لم يعـملـوا في حـياتهم الأرضية خـطيئة ، فإنّ الخـطيئة الأصلية لهم بالمرصاد !! فـكـيـف عـرفَ الـﭘاﭘا أن الله حـفـظها من دنس الخـطيئة الأصلية التي تـشمل كـل الـبشر !! ؟
إنّ كلام الـﭘاﭘا هـو رأيه الشخـصي وليس صادراً عـن مصدر خارج محـدوديته المخـلـوقة !!! وهـو ليس مخـوّلاً لصياغة عـقـيـدة مسيحـية لاهـوتية غـير مؤشـر عـليها في الكـتاب المقـدس !!!… وهـنا من حـقـنا أن نـسأل : ما هـو الـدليل عـلى أنه موحى إليه شخـصياً من الله ؟ فإذا إدّعى أي رجـل دين أنّ الله أوحى إليه بـكـذا وكـذا ؟ هـل نأخـذ بكلامه ؟ .
والرسول ﭘـولس يوصي في رسالته إلى غلاطية 1 : 8 ويقـول : (( إنْ بـشّـرناكم نحـن أو ملاك من السماء بغَـيـر ما بـشّـرناكم ، فـلـيكـن ” أناثـيما “)) .
يضيف القس ﭘـيـتـر الموقـر : (( الحـبل بلا دنس أصلي هي عـقـيدة إيمانية أعـلـنـتها الكـنيسة في القرن التاسع عشر عـلى يد البابا بـيـوس التاسع ، بعـد جدالات لاهوتية عـنيفة في الكـنيسة منهم مَن يَـقـبَل ومنهم مَن يرفـض هـذه العـقـيدة )) .
فأقـول : (1) أين كان رجال الكـنيسة طيلة 19 قـرناً إبتـداءً بالـﭘاﭘَـوات وإلى غـيرهم من لاهـوتـيّـين أصحاب الأكاديميات ؟ هـل كانـوا قـليلي الـفهم أم ضعـيفي الإيمان ولم يفـطـنوا إلى هـذه العـقـيـدة ؟ (2) وإذا كانت المسألة تكـريم أم الرب المسيح ، وأنت تـقـول : أنّ الـبعـض رفـضها بجـدالات عـنيفة ؟ هـل رفـضوها عـناداً منهم أم كُـرهاً بالـﭘاﭘا ؟ .
أما بشأن الـنبي إيشعـياء أقـول : نعـم هـو تـكـلـم قـبل مئات السنين عـن ( عـذراء وإبنها ! ) … (( والإرادة الإلهـية شاءت أن تكـون مريم هي تلك العـذراء التي تـنـبّأ عـنها إيشعـياء )) … وعـليه لمّا حان الموعـد الإلهي في ملء الـزمان جاءها الملاك المُـبشر ، وسمعـت كلامه فـجأة ! فإستـفـسَرتْ بإخـتـصار ثم عـبّـرَتْ عـن طاعـتها وقالت : ها أنا أمة للرب … وفي قـولها (( الله مخـلـصي )) تعـتـرف بأنه سـيخـلّـصها كأيّ مخـلـوق بحاجة إلى خلاص .
بالمناسبة ، سـبق أن وعـظ أسـقـفـنا السابق / سـدني ، وأنا حاضر في القـداس وقال : نحـن لا نعـبـد مريم العـذراء ، وإنما نـكـرمها !!!!!!
فـما هـو مصير الـدنس الأصلي يا تـرى ؟ …… أنا أسأل كي أفهم ولا أكـون مؤمناً أعـمى .