بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ
الله خالق الحـياة منح للحـيـوان ( النملة وإلى الفـيل ) قـدَراً من الـتـفـكـيـر ولكـنه كـرّمَ الإنـسان بالـنـطـق إضافة إلى التـفـكـيـر الراقي ممّا جـعـل العـلماء والمفـكـرين في عـصرنا الحـديـث يُـمَـيّـزونه بقـَـولهم : ((( الإنـسان حـيـوان ناطـق ))) .
كان أجـدادنا بُسطاء مطيعـين دون تعـمّـق في التـفـكـير بمجـريات الحـياة ، لكـن إنسانـنا الحالي يسمع ويرى ، يحـسّ ويفـكـر ، يقـرأ ويـبحـث ، يسأل ويناقـش ، يَـقـبل ويـرفـض ، ولا غـرابة حـين يجابه ويعارض ، يؤيّـد ويصحّـح ، إنّ الله هـو الـذي زوّده بهـذه الـقـدرات . فـنراه يقـرأ كـتـباً فـلسفـية ، تأريخـية ، دينية ، عـلمية ، أدبـية ، ويناقـشها بقابلية . قـد يخـطأ وغـيره يصحّـح له ، وحـين غـيره يخـطأ فهـو يصحّـح له ، وهـذا أحـد أسباب إعادة تـنـقـيح الكـتـب عـلى إخـتلاف أنـواعها ، والـدينية من بـينها (( عـنـدي نسخة من الإنجـيل ــ منـقحة ــ أهـداها لي المرحـوم القس إسـطـيفان كـجّـو 1979 وهـو من الأقارب )) ذكـرتُها في مقال سابق . كل ذلك يـدلّ عـلى مسيرتـنا بإتجاه الكـمال الـذي دعانا إليه الرب المسيح حـين قال : كـونـوا كاملـين كما أنّ أباكم السماوي هـو كامل ، فـنرى طفـلنا اليوم يتعامل مع التـكـنـولوجـيا .
إن اللاهـوت ليس عِـلماً مخـتـبرياً فلا يخـضع للمقايـيس الفـيزيائية بل هـو فـكـر منـطـقي إجـتهادي ، وإذا كان في السابق متـداولاً بـين الإكـلـيروس حـصراً ــ مثـلما كانـت قـراءة الإنجـيل في الماضي محـصورة لهم وليس لغـيـرهم ــ فإنه اليوم مُـتاح للجـميع ، بل ويوجـد مَن لم يحـضر محاضرة واحـدة في اللاهـوت لكـن الله وهـبَه عـقلاً يُـمَـكــّـنه من المشاركة في الحـوار بشأنه ، ممّا يُـبـهـِـر المخـتـصّـين الحاصلـين عـلى مؤهلات أكاديمية .
الـيوم كـثــُـرَ عـدد الواعـين من أبناء الكـنيسة قـُـرّاء الكـتب المقـدسة ويثـير عـنـدهم إستـفـسارات عـمّا يصادفـونه فـيها من غـوامض فـيطرحـون أسئـلتهم مباشرة وجهاً لـوجه عـلى المتضلـّـعـين أو عَـبرَ وسائل الإعلام ، منـتـظرين الجـواب بهـدف زيادة فهـمهم وإيمانهم ، لكـن مع الأسف فإن بعـض الإكـلـيروس يكـونـون حجـرَ عـثرة أمامهم ، ويعـتـبرونهم صغاراً غـير مؤمنين ، فـيتراجع العـديـد منهم عـن عـرض أسئـلـتهم ويـبقى الغامض غامضاَ عـنـدهم ، والرب يقـول : (( خـير له لو طـوّق عـنـقه بحـجـر رحى وطُـرح في البحـر ، من أنْ يُعـثِـرَ أحـد هـؤلاء الصغار )) لوقا 17 : 2 .
من خـبـرتي الشخـصية لاحـظـتُ كـلما أعـيـد قـراءة الكـتاب المقـدس يزداد تعـمّـقي فـيه وفي ذات الوقـت أصادف آيات لا أفهـمها ، مما يـدعـوني إلى البحـث والإستـفـسار عـن معانيها . فإسمحـوا لي بأن أذكـرَ بعـضها متمنياً من ذوي الكـفاءات إكـلـيروس أو عـلمانيـيـن أن يتـفـضلوا بتـوضيحها بالـدليل وليس بـرأيهم الشـخـصي ، وأنا شاكـر لهم مقـدّماً .
(1) : ( يوحـنا المعـمـذان والمسيح )
(( جاء يسوع من إقـليم الجـليل إلى نهـر الأردن ، لأنه أراد أن يُعـمّـذه يوحـنا . ولكـن يوحـنا حاول منعه وقال : أنا أحـتاج أن تعـمّـذني ، فـلماذا تأتي إليّ ؟ . ولمّا إعـتـمذ جـميع الشعـب إعـتـمذ يسوع أيضاً . وإذ كان يُـصَـلي إنـفـتحـت السماء ، ونـزل عـليه الروح الـقـدس بهـيئة حـمامة . وكان صوت من السماء قائلاً : أنت إبني الحـبـيـب ، بك سُـررتُ )) . مرقس 1: 9ــ11 ، لوقا 3 : 21ــ22
(( أما يوحـنا فـلما سمع في السجـن بأعـمال المسيح ، أرسل إثـنين من تلاميـذه ، وقال له : هل أنت هـو الآتي أم نـنـتـظر غـيره ؟ )) . متى 11 : 2ــ3
السـؤال : إنّ مار يوحـنا قـبل أن يـدخل السجـن كان قـد عـرف المسيح حـين عـمّـذه ، فـلماذا بعـد ذلك يشك فـيه مستـفـسراً عـنه إنْ كان هـو المسيح أم ينـتـظـر غـيره ؟ .
(2) : مار توما الشكـوك ، ومريم المجـدلية
مار تـوما الشـكـوك ، سمعَ عـن المسيح القائم من القـبر ، فجاء لـيلمس جـراحه بـيـده كي يؤمن … فـقال له المسيح : (( هات إصبعـك وأنظر يدي ، وهات يدك وضعها في جـنبي ولا تكـن غـير مؤمنٍ بل مؤمناً )) ….
السؤال هـو : لماذا المسيح يسمح لمار توما أن يلمس جـنـبَه دون أنْ يسمح لمريم المجـدلية أن تلمسه ؟ وفي الحالـتـين لم يكـن قـد صعـد إلى السماء بعـدُ ؟ .
(3) : مريم العـذراء
إيشعـياء تـنـبّـأ : (( ها هي العـذراء تحـبَـل وتـلـد إبناً وتـدعـو إسمه عـمانوئيل )) ….. وواضح قـوله عـذراء ــ واحـدة ــ وليس غـيرها .
لو نستـفـسر عـن فـتاة ولتكـن ( قـريـبتـك مثلاً ) : مَن التي حـملـتْ ــ بها ــ ؟ سـتـقـول : إن والـدتها هي التي حـملت بها ……….فأقـول لك : جـوابك صحـيح
والآن السـؤال : ما معـنى ((( المحـبـول ــ بها ــ بلا دنس أصلي ))) ؟
إنـتـبه إلى كـلمة ــ بها ــ !مؤنـثة … والمسيح هـو مُـذكــّـر ، فـليس هـو المقـصود .
(4) : مـصطلح ( أبونا ، ســيـدنا )
إنجـيل متى 23 : 8 ــ 11 (( وأما أنـتم فلا تـدعـوا سـيـدي ، لأن معـلمكم واحـد المسيح … ولا تـدعـوا لكم أباً عـلى الأرض لأن أباكم واحـد الـذي في السماوات … ولا تـدعـوا معـلمين لأن معـلمكم واحـد المسيح … وأكـبركم يكـون خادماً لكم )) .
سـؤالـنا : ما معـنى هـا المقـطع من الإنجـيل ؟ ولماذا يتجـنب رجال الـدين قـراءته ؟