Articles Arabic

الجزء الثالث: طروحات كتابية و لاهوتية تستحق، الاجابة عليها

الاب بيتر لورنس

(3): مريم العـذراء

إشعياء تـنـبّـأ: ((ها هي العـذراء تحـبَـل وتـلـد إبناً وتـدعـو إسمه عـمانوئيل)) ….. وواضح قـوله عـذراء ــ واحـدة ــ وليس غـيرها .

لو نستـفـسر عـن فـتاة ولتكـن (قـريـبتـك مثلاً): مَن التي حـملـتْ ــ بها ــ ؟ سـتـقـول: إن والـدتها هي التي حـملت بها ……….فأقـول لك: جـوابك صحـيح

والآن السـؤال: ما معـنى (((المحـبـول ــ بها ــ بلا دنس أصلي)))؟

إنـتـبه إلى كـلمة ــ بها ــ ! مؤنـثة … والمسيح هـو مُـذكــّـر، فـليس هـو المقـصود

نص العقيدة:

بحسب موقع الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، أعلن البابا بيوس التاسع عقيدة الحبل بلا دنس في 8 ديسمبر 1854م أي منذ 165عام، وهذا نصها: “إكراما للثالوث الأقدس، واحتراما وتكريما للعذراء مريم، وارتفاعا للإيمان الكاثوليكي، وتنمية وازدهارا للديانة المسيحية، نعلن ونلفظ أنه تعليم موحى به من الله، ذلك الذي يعلم أن كلية الطوبى مريم، حفظت معصومة من كل دنس الخطيئة الأصلية، منذ أول لحظة من الحبل بها، بنعمة خاصة وامتياز من الله القدير، ونظرا إلى استحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري، وعلى كل المؤمنين أن يؤمنوا بذلك بثبات وعلى الدوام”.

الجواب:

الحبل بلا دنس أصلي هي عقيدة إيمانية أعلنتها الكنيسة في القرن التاسع عشر على يد البابا بيوس التاسع، بعد جدالات لاهوتية عنيفة في الكنيسة منهم من يقبل ومنهم من يرفض هذه العقيدة.

للتوضيح فقط، أن نص إشعيا النبي هو يتكلم عن شخص المسيح في زمنه، وليس له علاقة لا بمريم ولا بيسوع، لسبب بسيط جداً لأن إشعيا النبي قبل مريم ويسوع بحوالي 600 سنة فهو لا يعرفهم. أما بالنسبة للنصوص الإنجيلية التي تستشهد بنص إشعيا 7/ 14، لأنها تنظر إلى يسوع أنه المسيح الرب وأمه مريم، وبما أن يسوع هو المسيح يجب عليه أن يولد من عذراء. لهذا الموضوع تفاصيل كتابية ولاهوتية سوف نتناولها في موضوع منفصل.

نص العقيدة هو مرتبط بشخص مريم العذراء لا غير. ليس له علاقة بشخص يسوع. لكنه لاهوتياً مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسيح الرب.

وللاسباب التالية:

بما أن شهادة الرسل بعد القيامة وحلول الروح القدس عليهم، وإعلانهم أن يسوع هو الرب المسيح في نص أعمال الرسل 2/ 36: (فليعلم يقيناً بيت إسرائيل أجمع يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم قد جعله الله رباً ومسيحاً). هذه الشهادة التي دونها الإنجيليين في كتاباتهم عن شخصية يسوع المسيح ومشروعه الخلاصي، جعلت من مريم أمه أن تكون عذراء على لسان الرسل، ومحبول بها بلا دنس أصلي على لسان أحبار كنيسته.

نص العقيدة واضح جداً، أن سبب مريم العذراء مصانة من الخطيئة الأصلية هي نعمة من الله واستحقاق من المسيح ابنها: (منذ أول لحظة من الحبل بها، بنعمة خاصة وامتياز من الله القدير، ونظرا إلى استحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري).

للموضوع تتمة للإجابة على بقية الأسئلة.

Follow Us