Articles Arabic

الحـلـقة الثانية ــ مع جـريـدة ( عـما كـلـدايا ) الغـرّاء المتوقـفة ــ سدني

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 30 / 3 / 2025

وعـنـدما إقـترب صدور العـدد السادس / تموز ، كانت حـملة التهـيئة للإحـصاء السكاني قـد بـدأتْ فـنشرنا إعـلاناً نوضح فـيه للقـراء كـيفـية ملء حـقـلـَي المـذهـب الكاثوليكي والقـومية الـكـلدانية في قـسيمة الإحـصاء ، كـما نشرنا في هـذا العـدد مقالاً حـمل عـنوان [ طيور الكـناري والزرزور ) ، و [ صراحة أم قـباحة لأحـد الإخـوة الألقـوشيّـين ] ،. ولما حان موعـد العـدد السابع / آب ، لم تـُـوجّه دعـوة إلى جـريـدة عـما كـلـدايا لحـضور مهـرجان مار أفـرام المقام في ملبورن وذلك لأن إحـساس بعـض الذين يجـلسون في الصدارة هـناك هي أشبه بمشاعـر العـصافـير ، وعـليه (( وبتـوجـيه السيد المديـر )) إنـتـقـدنا مَن كان يهـمه الأمر في وقـتها . أما العـدد الثامن / أيلول ، فـقـد تميز بخـبر قـرب موعـد وصول المرحـوم الـﭘـطرك بـيـداويـذ إلى أستراليا وإنـتخاب المرحـوم أنـور خـوشابا محافـظاً لفـيرفـيلـد للمرة الثالثة ، ونشر صورة للخـتم الكـنسي القـديم لكـنائسنا والذي يحـمل عـبارة [ محـيلا شمعـون پـطرك د كـلـدايـيـ ] ، حـتى جاء العـدد التاسع متأخـراً ثلاثة أشـهـر/ كانون الأول 2001 ! الذي سبّـب لي بعـض الإحـراج حـيث كان يُـفـترض أن يُـنشر لي مقال كـتبتــُه عـن ذكـرى أربعـينية رجـل قـدير في شـهـر تشرين الأول ، ثم تبعه العـدد العاشر متأخـراً أيضاً ثلاثة أشهـر/ آذار2002 والذي كان مقاله الإفـتـتاحي يرتكـز عـلى آخـر كـلمتــَـين فـيه ولكـنهـما – لم تظـهـرا-ـ في الطباعة ولم تصل الفـكـرة إلى القـراء فـفـقـد المقال هـدفه وقـيمته البلاغـية ، وبهـذا العـدد توقـفـتْ صحـيفـتـنا نهائياً بسبـب إنسحابي من العـمل فـيها للأسباب :

أولاً إن التأخـيرَين المذكـورَين جـعَـلاني أسـتـنـتج أنـنا لا يمكـنـنا مواصلة العـمل ولا يمكـن أن نخـدع الناس مما دفـعـني إلى إتخاذ قـراري الشخـصي بالإنسحاب بحـجة أنـني سأنشغـل بأموري الخاصة . أما السبب الآخـر ثانياُ – كـنا قـد قـررنا الإعـتماد عـلى تمويل جـريـدتـنا مالياً عـلى مصـدرَين : أجـور الإعـلانات والمبـيعات . أما المبـيعات فـقـد إستطعـتُ مقـدّماً أن أجـمع 40 مشتركاً لـمدة سنة واحـدة – في سـدني وملبورن – بمعـنى إستحـصلتُ 40 دولاراً بجـهـدي الشخـصي وبمساعـدة إبن خالتي في ملبورن خـالـد مكـسابو ، أما أحـد الإخـوة العاملين إستطاع أن يأتي بمشترك واحـد فـقـط في سـدني ، أما السيد المدير حـفـظه الله كان يأخـذ بـيـده رزمة من نسخ كـل عـدد حـين صدوره ، ويتمشى في منطقة فـيرفـيلـد فـرحاً ، ويوزع منها للقـراء مجاناً أو يطلبونها منه مباشرة وهـو يخـجـل من مطالبـتهـم بثمنها الباهـض ( 1$ في الشـهـر ) ! وبهـذاً أصبح بعـض القـراء أمام إشكال رغـم بساطة الدولار الواحـد ، ولـَـهـم الحـق فـيه ، فـمن جـهة أنا أبـيع العـدد الواحـد بـدولار واحـد أما السيد المدير فإنه يوزع الجـريـدة مجاناً ! فـيا تــُـرى ! لماذا هـذا التباين ، وما مصير هـذا الـدولار ؟ إنه سؤال فـطير ولكـن يوجـد بسطاء كـثيرون يسألونه مما أضاف عـنـدي دافـعاً إلى الإنسحاب بالتي هي أحـسن دون إثارة مشاكـل وزعـل وعـتاب . وللـذكـرى والحـقـيقة أقـولها أن صاحـب الدار ( المـدير المسؤول ) كان يهيّء بـيئة مناسبة لعـملنا بـدون تـذمّر أو ملل ولكـني شخـصياً كـنـتُ أشعـر بأنـنا نـثـقـل عـلى أهـل الدار ونحـرمهـم راحـتهـم ، وكـم من مرة إخـبرتــُه بـذلك . ومن الطرائف التي صادفـتـنا في أحـد أيام العـمل كان مساء الجـمعة بقـينا نعـمل إلى ما بعـد الساعة الواحـدة ( صباح السبت ) نـناقـش ونطبع ونصحّـح فـنثير بعـض الضوضاء حـتى جاء طـفـل من أقارب أهـل الدار كان ضيفاً عـنـدهـم وقال بـبراءة الأطـفال : عـمو ، نـريـد أن نـنام ! فـقال له عـمه : ولماذا لا تـنامون ؟ قال الطفـل : ليس بإمكانـنا أن نـنام بسبـبكـم وأصواتكـم تمنعـنا من النوم .

إن الرسالة وأية رسالة كانـت ، قـومية ، دينية ، إجـتماعـية أو غـيرها ، تـتـضمن مبادىء تـدعـو حاملها إلى إلغاء الـذات والزمن من حـساباته ثم الهــِمّة عـلى التصميم والتضحـية ، وهـكـذا بـدأنا بكـل سـرور . فـقـد كان مقـر الجـريـدة يـبعـد عـن سكـنـي مسافة 28 كـلم ويتطـلب مني أن أخـرج من العـمل في 6:15 مساءاً وأصل إلى البـيت للتهـيّـؤ والمغادرة ، ثم المرور إلى سكـن زميلي الطـبّاع كي آخـذه معي ونـنـطلق إلى حـيث مقـر الجـريـدة فـغالباً ما كـنا نـبـدأ عـنـد حـوالي الساعة الثامنة وإلى ما بعـد منـتصف الليل ، ولم نطالب يوماً بأي تعـويض أو مصروف نـبـذله بشأنها ، وأتعاب جـميعـنا كانـت مجاناً . وبسبب قـراري بالإنسحاب طـلبتُ أخـيراً إجـتماعاً في نادي ماركـوني / شـهـر نيسان 2002 حـضره العاملون معـنا سابقاً وحـسَـبنا المصاريـف كافة بـدون إستـثـناء ، حـتى بضمنها أجـور الإشتراك بالإنـترنيت لصاحـب الكـومـﭘـيوتر، وكان الفائض الصافي المتبقي من وارداتـنا هي (( $ 1600 )) بقـيتْ ولا تـزال محـفـوظة عـنـد السيد المـدير المسؤول إلى حـد كـتابة هـذا المقال !!! عِـلماً أن أثمان أعـداد الجـريـدة التي كان السيد المديـر يـبعـثها إلى ملبورن ، لم نـقـبضها لأنه قال في وقـتها يخـجـل من المطالبة بها .

أما ثمن الجـريـدة من نـشاطي ( للعـددَين الأخـيرين اللذين لم يصـدرا والمستوفى مسبقاً من المشتركـين 2$ + 50 سنـتْ للطابع ) فأنا أرجعـتــُه إلى البعـض منهـم ، أما إلى بضعة أسماء من أهالي ملبورن ، فـلا .

وفي إجـتماعـنا في نادي ماركـوني سألني السيد المدير : هـل يمكـنـك كـتابة المقال الإفـتـتاحي للجـريـدة إذا إستـمرينا في إصدارها ؟ قـلتُ : تـتـدلل ….. ولم تـصدر .

وبعـد مرور حـوالي سنة إقـترح السيد المدير إحـياء جـريـدتـنا ( عـمّـا كـلدايا ) فـوافـقـتُ وهـيأتُ لـذلك مقالاً إفـتـتاحـياً أبرّر فـيه بصورة منطـقـية ومقـبولة عـن أسباب توقـف الجـريـدة وأسباب صـدورها مرة ثانية ، ولكـن صرتُ أنـتظر الأجـواء المناسبة كي نباشر العـمل بشرط أن نضمن إستمراريتها لمشوار طـويل كي لا نخـجـل أمام الجالية مرة أخـرى ، ولكـن قـبل أن تأتينا مثل تلك الأجـواء ، طلب السيد المدير طلباً مخالفاً للأسس المتـفـق عـليها حـين جـلسنا وناقـشـنا قـبل صدور العـدد الأول منها وهي إستـقـلاليتها ، حـيث أصرّ عـلى أن تصـدر هـذه المرة بإسم تـنظيم سياسي عـراقي دخـل الإنـتخابات العـراقـية في أوائل عام 2005 ، وقـلتُ له : بـدأناها مستـقـلة ونواصل معـها مستـقـلة ولن أعـمل في أية صورة أخرى مناقـضة لإتفاقـنا ، وأضفـتُ : من حـقـك أن تصدر أية صحـيفة ناطـقة بإسم تـنظيم سياسي أو تـتبنى آيـديولوجـيّـته وبأيّ إسم تخـتاره ، ولكـن لا يحـق لك إستخـدام إسم جـريـدتـنا لغـرضك المشار إليه ! وعـليه أخـمـدَ الفـكـرة ثانية . وأودّ أو أضيف أن الأخ زميلي العامل معي في تحـرير الجـريـدة ، ذكــّـرني أكـثر من مرة في نهاية عام 2006 وخـلال عام 2007 عـن مصير الـ (( $ 1600 )) فـقـلتُ له رأيي وهـو : نـتبرّع بها بالتساوي لتـنـظيماتـنا الـكـلـدانية في سـدني ( وليس الجـمعـيات القـروية ) ، أما هـو فـكان رأيه أن نوزعـها بـينـنا نحـن العاملين فـيها وبالتساوي ، قـلتُ : وهـذا ممكـن أيضاً حـيث كـل واحـد يتصرف بحـريته بها ، وأضفـتُ له : إسأل المدير السابق للجـريـدة كي نسمع رأيه وعـنـدئـذ يمكـنـنا أن نـتوصل إلى القـرار النهائي التوافـقي بشأنها ، ولا زلتُ أنـتظر بـ ( شـوقٍ لا يوصـف ) إلى النـتيجة ، أو نقـترح تسليمها إلى جـهات دولية مثـل (( الـبنـك الدولي أو هـيـئة الأمم المتحـدة )) للنـظر بأمرها ، وإنّ غـداً لناظـره لقـريـب . ومن الجـدير بالـذكـر أنـني سألتُ المدير يوماً عـما إذا كان بالإمكان الحـصول من الدوائر الحـكـومية المعـنية عـلى منحة مالية قانونية نستحـقـّها عـلى هـذا النشاط الثـقافي و دعـماً لـهـذا المجـهـود الإجـتماعي ! أجابني قائـلاً : لـقـد راجـعـتُ وإستـفسرتُ ولم نحـصل عـلى شيء.

مـلاحـظة : إذا ظـهرتْ في مقالي هـذا أية معـلومة غـير صحـيحة ، أرجـو ممن يهـمّه الأمر تـنويهي عـليها في وسيلة الإعـلام تحـريرياً – وليس شـفـوياً – كي يتسنى لي الرد عـليها أمام نـظر القـراء ، فالإنسان ليس معـصوماً من الأخـطاء.

Follow Us