Articles Arabic

السيد المسيح ابتدأ بالتقليد وانتهى بالخصوصية الفصل الأول

في البداية يجب ان نشرح ببساطة شديدة جداً وواضحة معنى ( التقليد والخصوصية )

ملاحظة : هكذا مواضيع بحثية لم يسبق ان تطرّق لها أياً كان من المؤسسات الدينية المسيحية بكل ( عقائدها ومللها )

التقليد : هي القوانين المستقاة من الموروث الشعبي الاجتماعي من خلال تراكمات التجارب في العيش الاجتماعي أي ( انها الموروث القديم للشعوب في تنظيم حياتهم الاجتماعية ). وهي ( الفكر الجمعي للمجتمعات )

الخصوصية : هي واحدة من صفات الشخصيّة المعنوية للكائن البشري والتي يتميّز بها ذاك الكائن عن غيره وهي من تحدد ملامحه وتعبر عن ( بصمته وهويته ) ومن صفات الخصوصية انها احدى مصادر الاجتهاد . وهي تمثل ( الفكر الفردي للشخصيّة المجتمعيّة ).

الشخصيّة المعنوية ( الكاريزما ) : هي الشخصيّة المكتسبة والتي تكون موجودة في الكائن البشري الحي منذ الولادة ويمارسها الطفل في محيطه وتنمو معه في مراحل حياته نتيجة الاختلاط بمحيطه ( الطبيعي والإنساني ) والتعلّم منه ( إذاً فهيّ متطوّرة تقبل التحديث ) لا يتوقّف نموها ما دام الإنسان متصلاً بمحيطه ولا تعتمد الزمن ( العمر الافتراضي للإنسان ) فكلما كانت الشخصيّة المعنوية قويّة تميّزت خصوصيّتها بالتأثير في محيطها وبالتالي يكون صاحب هذه الشخصيّة ( مجتهداً فعالاً ) لكونه يكتشف محيطه وبالتالي فهو يحسن التعامل معه … راجع موضوعنا عن الاجتهاد والدفاع اللاهوتي .

الرابط : https://kaldaya.me/2025/01/23/26996

اولاً : السيد المسيح والتقليد :

1 ) تنبئنا بشارة لوقا ( انجيل لوقا ) عن [ ختان يسوع ( 2 : 21 – 40 ) ]

2 ) كذلك عن فترة نمو يسوع واستزادته في التعليم .. لوقا 2 : 41 – 52 ( الصبي يسوع في الهيكل ) الرجاء قراءتها لأنها مهمة جداً : ملخّصها : في سنّه الثانية عشر افتقده والداه في قافلة عودتهم لبلدهم ( الناصرة ) بعد زيارتهم لأورشليم في عيد الفصح فعادا للبحث عنه فوجدوه في ( الهيكل ) وكان جالساً مع معلمي الشريعة يستمع إليهم ويسألهم .. فسألته امه : لماذا فعلت بنا هكذا .. ؟ فأجابها :  ولماذا بحثتما عنّي .. اما تعرفان انه يجب ان أكون في بيت أبي ؟ .. ويكمل الإنجيلي لوقا قوله (( وكان يسوع ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند الله والناس )) ….. وكان لنثنائيل دور في تعليم يسوع التقليد اليهودي التوراتي .

3 ) نصل إلى سن ( 33 ) يذهب يسوع ليوحنا ليتعمّد .. العماد ليس تقليداً يوحنانياً بل من التقليد اليهودي القديم مارسه يوحنا من اجل [ ( التوبة ).. توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات ) ] ( ملاحظة : لقد شرحنا هذا الموضوع ” العماد اليوحناني والعماد المسيحي ” ) الغاية من عماد يسوع هو مواصلة التقليد للحصول من الرب الإله على تفويض البشارة كذلك على التعيين كملك لإسرائيل ( شرحنا هذا الموضوع وسنعاود شرحه في البحث عن لقب المسيح وماذا يعني ومتى مورس لأول مرّة ومع من .. ؟ ) ( وهنا كان حلول الروح القدس وصوت من السماء يقول : هذا ابني الحبيب الذي به سررت ) وهنا ابتدأت المرحلة في تجربة يسوع من ابليس لضمان ثبوته ( في الرب الإله ) وما كانت تلك التجربة إلاّ تثبيت للتقليد واستمرار لممارسته .

4 ) المرحلة الأخيرة للتقليد مع يسوع كانت في ( متى : 8 : 1 – 4 ) :

 [ ولما نزل يسوع من الجبل ، تبعته جموع كبيرة . 2 ودنا منه ابرص ، فسجد له وقال: ” يا سيدي ان اردت فأنت قادر ان تطهرني ” 3 فمد يسوع يده ولمسه وقال : ” اريد فاطهر ” فطهر من برصه في الحال ، 4 فقال له يسوع : اياك ان تخبر احداً ، ولكن اذهب إلى الكاهن واره نفسك . ثم قدّم القربان الذي أمر به موسى ، شهادةً عندهم ” ]. أي عند الكهنة في التقليد اليهودي وتأكيده ، أي ان للشفاء ثمن يجب ان يقدّم كقربان … ولا يزال البعض من الكهنة المسيحيون يمارسون هذا التقليد مع شديد الأسف والألم ( القربان في اليهودية كان تقديم حيوان ) اما عند البعض من الكهنة فالقربان هو ( المال ) الذي يدخل لجيوب الكهنة .. ( صلاتهم في زيارتك لبيتك ” صلاة تبريك البيت ” ، صلاتهم على امواتك ليدخلوهم إلى ملكوتهم ، العماد ، احتفالية التناول ، الزواج ، مسحة المرضى ، الدفن … الخ جميع الفعاليات يجب ان تدخل يدك في جيبك لأن جيبك هو طريقك لملكوتهم ) وكما قال سيدنا يسوع المسيح ( لا يمكن ان تتبع إلهين الله والمال .. لأنك ان تبعت واحداً منهم ستجعل الثاني يخدمه ).

سنستكمل موضوعنا في الفصل الثاني ( خصوصية فكر السيد المسيح يسوع )

الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم

اخوكم الخادم حسام سامي 29 / 3 / 2025

Follow Us