مقدمة: عتاب المحبة أم نداء الإصلاح؟
إن الطائفة الكلدانية في مصر كانت على مر العقود جزءًا لا يتجزأ من نسيج الكنيسة الكلدانية الجامعة، محافظةً على روحانيتها ومكانتها في المجتمع. إلا أن السنوات الأخيرة حملت معها قرارات مثيرة للجدل أثارت غضب المؤمنين واستياءهم. على رأس هذه القرارات يأتي تعيين الأب بولس ساتي مدبرًا بطريركيًا للطائفة في مصر، وهو تعيين يرى الكثيرون أنه كان سببًا في تقويض الروحانية والإيمان بدلًا من تعزيزها.
**النقطة الأولى: “قرار التعيين.. بداية الأزمة”
سيادة البطريرك ساكو، نتوجه إليك اليوم بكل محبة، ولكن أيضًا بكل صراحة: ما الغرض من تعيين الأب بولس ساتي، الذي يحمل تاريخًا غير مشرف، مدبرًا للطائفة الكلدانية في مصر؟
اتهامات معلنة ومعلومة للجميع
لا يمكن إخفاء حقيقة أن الأب بولس ساتي كان محور قضايا شائكة، منها قضايا تتعلق بالمخدرات وغسيل الأموال في بلجيكا بالإضافة إلى اتهامات أخلاقية متداولة على نطاق واسع في المواقع الكلدانية وعلى ألسنة المؤمنين. هذه القضايا معلنة ومعروفة لدى أبناء الطائفة الكلدانية وقيادات الكنائس الأخرى. فكيف يمكن لمثل هذا الشخص أن يكون واجهة للطائفة الكلدانية في مصر؟
التحديات الثقافية في مجتمع شرقي
نحن في مجتمع شرقي محافظ، حيث تُمثل الأخلاق والنزاهة ركائز أساسية. كيف يمكن للطائفة أن تتقبل مدبرًا بطريركيًا يحمل هذا السجل وسط مجتمع لا يغفر مثل هذه الأخطاء؟
النقطة الثانية: “أبناء الطائفة.. إلى أين ذهبوا؟”
كان للطائفة الكلدانية في مصر تاريخ طويل من الحضور القوي والمشاركة الفعالة في المجتمع. اليوم، أين هم أبناء الطائفة؟
الهجرة الجماعية أم التهميش؟
أصبح حضور أبناء الطائفة في الكنيسة باهتًا بشكل ملحوظ، وكأنهم أُجبروا على الابتعاد بسبب القرارات التي أفقدتهم الشعور بالانتماء. حتى شعب الكنيسة من الطوائف الأخرى لم يعد يجد في الكنيسة الكلدانية ملاذًا روحيًا كما كان الحال في السابق.
أين نحن من رسالتنا الروحية؟
غابت الروحانية عن الكنيسة مع غياب أبنائها. أصبحت الكنيسة اليوم مكانًا يفتقر إلى الرسالة الإيمانية، واستُبدلت الروحانية بالحفلات والأنشطة الشخصية التي تخدم فئة محددة.
**النقطة الثالثة: “أموال الكنيسة.. لمن؟”
تسلم الأب بولس ساتي إدارة الكنيسة في مصر كميراث غني. كانت الكنيسة في أفضل حالاتها بعد تجديدها بالكامل من قبل الخورأسقف فيليب نجم، بما في ذلك ترميم و تجديد كنيسة العذراء سيدة فاتيما وايضاً كنيسة مار أنطونيوس الكبير بالظاهر. لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟
التركة التي استُنزفت
عوضًا عن استخدام موارد الكنيسة لخدمة الطائفة، أصبحت هذه الموارد وسيلة للترفيه الشخصي، النزهات، الحفلات الخاصة، وقضاء الوقت مع الأصدقاء المقربين.
السؤال الجوهري
سيادة البطريرك ساكو، هل كان قرارك بتعيين الأب بولس ساتي مبنيًا على مصلحة الطائفة، أم أنه قرار جاء لتوزيع “الميراث” لصالح شخص بعينه؟
**النقطة الرابعة: “هل يستحق لقب خورأسقف؟”
تُطرح اليوم أسئلة ملحة حول استحقاق الأب بولس ساتي لهذا المنصب. هل يمكن لشخص تُثار حوله كل هذه الشبهات أن يحمل هذا اللقب الرفيع؟
القيادة الروحية في خطر
لقب الخورأسقف ليس مجرد منصب، بل مسؤولية روحية عظيمة. مع غياب الشفافية وحضور الفضائح، كيف يمكن للطائفة أن تثق في هذه القيادة؟
**النقطة الخامسة: “دعوة للإصلاح وإعادة النظر”
سيادة البطريرك ساكو، نوجه إليك اليوم نداءً صادقًا: الطائفة الكلدانية في مصر تستحق قيادة روحية وإدارية تعيد لها مكانتها وكرامتها.
الخطوات المطلوبة
1. مراجعة تعيين الأب بولس ساتي: النظر في قرار التعيين واتخاذ إجراءات تضمن مستقبل الطائفة.
2. إعادة الروحانية للكنيسة: التركيز على دور الكنيسة كمركز للإيمان والخدمة.
3. تعزيز الشفافية: التأكد من أن موارد الكنيسة تُستخدم لخدمة المؤمنين، وليس لأغراض شخصية.
خاتمة: صرخة من أجل الكنيسة
إن الكنيسة الكلدانية في مصر ليست مجرد مبنى، بل هي رمز للإيمان، الوحدة، والتاريخ. سيادة البطريرك ساكو، نرجو منك أن تستجيب لهذه الصرخة الصادقة وتعيد النظر في القرارات التي أثرت على الطائفة بشكل سلبي. نحن نؤمن بأن الكنيسة يمكن أن تعود إلى مجدها إذا اتُخذت الخطوات الصحيحة بحكمة وشجاعة.
“ما زلنا نؤمن أن الكنيسة الكلدانية قادرة على النهوض من جديد، لكن هذا لن يحدث إلا إذا تم تصحيح المسار.”