Articles Arabic

בראשית_بريشيت

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _www.almohales.org

توضيح:

يُسمّى سفر التكوين باللغة العبرية “בראשית” فمن عادة اليهود أنهم سمّوا أسفار التوراة حسب الكلمة الأولى الواردة في الإصحاح الأوّل من السفر. في الترجمة السبعينية سُمِّي السفر “Genesis” والتي تعني “الأصل _ الخلق _ التكوين” ويحتوي على خمسين إصحاحا.

يقول القديس اثناسيوس الرسولي: الرب كائن في كلماته، فالكتاب المقدّس معجزة، في دقّة ألفاظه وعباراته فلا تكاد تقرأ حتى تدرك هذه المعجزة بنفسك”.

يوحنا الذهبي الفم: اهتمّوا بدراسة الأسفار المقدّسة فهي تخلّصكم من الضيق والأحزان فهو عذوبة وسط الألم”.

لفظة “בְּרֵאשִׁית

لفظة “בְּרֵאשִׁית” لا تستخدم في اللغة العبرية الحديثة عند التخاطب، ذلك لأنها تشمل مكوّنات لاهوتية خاصّة بالله، كما سنرى من ناحية، ومن جهة أخرى، لان المعنى “الرأس البداية” لا يمكن تحديد الزمن أبدا.

من يرى من الآباء ان اللفظة تدلّ على “اقنوم الابن” وروح الله، اقنوم الروح القدس، يقول القديس اوغسطينوس :  الابن نفسه هو البدء فعندما سأله اليهود أجابهم أنا هو البدء، يوحنا 25 :8 :  فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ.”.

تمّت الخليقة بالابن، الآب خلق السموات والأرض بالابن، والروح يرفّ على وجه المياه. هذا ما يخبرنا به يوحنا 3 :1 :  كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.”وبولس العملاق عب 3 _1 :1 : اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،”.

ليس بالأمر السهْل ان يستوعب العقل البشري حكمة الله، فلفظة “البدء _בְּרֵאשִׁית” تعني البداية التي لا بداية لها، لذلك يقول القديس ديديموس الضرير: يفكّر البعض ان ” البدءבְּרֵאשִׁית”، هنا تعني زمن، لكن من يغوص في الكلمة يجد أنها تحمل أكثر من معنى وبالحقيقة شيء صنعه الكلمة”.

يعلّق القديس هيلاري أسقف بواتييه { 315 _ 368 م}: ما هي قوّة هذه الكلمات ” البدء _בְּרֵאשִׁית” قرونا ولّت دهورا انقضت اتّخذ أي بدء تريده ومع ذلك لا يمكن ان تشمله بزمن لان البدء هنا هو الله الكلمة الأزلي”.

ראשית “في البدء”

“في البدء”בראשית”، هل هناك علاقة ما بين هذه الكلمة בראשית والتي عدد أحرفها ستة أحرف، وبين أيام الخليقة الست؟

الحرف الأول: {ב} لقد خلق الله في اليوم الأوّل من الستة أيام الخليقة “النور”בקר، إذ قال ليكن نورٌ، فكان نورٌ، ونتيجة للنور كان هناك صباحٌ בקר هذه الكلمة ابتدأت بحرف البيت ב.

الحرف الثاني: {ר} وفي اليوم الثاني خلق الله الجلد في السماء רקיע إذ قال الله: “ليكن جلدُ في وسط المياه. وليكن فاصلاً بين مياه ومياه”. الجلدרקיע هذه الكلمة التوراتية ابتدأت بحرف ר.

الحرف الثالث: { א} وفي اليوم الثالث للخليقة قال الله: “لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد”אחד لتظهر اليابسة. وكلمة אחד إبتدأت بحرف א.

الحرف الرابع: {ש} في اليوم الرابع للخليقة قال الله: “لتكن أنوارٌ في جلد السماء لتفصل النهار والليل” فعمل النورين العظيمين שמש +ירח وكلمة שמש ابتدأت بحرف ש.

الحرف الخامس: {י} وفي اليوم الخامس للخليقة قال الله : “لتفض المياه زحافات ذات نفس حية “ישרצו وكلمة ישרצו ابتدأت بحرف י.

الحرف السادس: {ת} وفي اليوم السادس للخليقة وقال الله: لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها: تخرج תוצא هذه الكلمة التوراتية תוצא ابتدأت بحرف ת.

{ בְּרֵאשִׁית, בָּרָא אֱלֹהִים, אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ. فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}

النور _المسيح ولفظة “בְּרֵאשִׁית,”

“أنا نور اٌلعالم”، النور في الهيكل “الشمعدان” هو الرمز والظل للمسيح نور العالم، خبايا التوراة كلّها تتحقق في المسيح منذ بدء الخليقة والتوراة، ففي أوّل لفظة بالتوراة نقرأ :” בְּרֵאשִׁית,” فما العلاقة بينها والنور المسيح.؟

يقول داود في المزمور 130 :119 : “פֵּתַח דְּבָרֶיךָ יָאִיר; מֵבִין פְּתָיִים._ فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ.”

لفظة ” فَتْحُ” ترمز لكلام الله {يسدل الستار يزيل الغطاء}، بداية التوراة “فتح كلامك” هو النور _ يُنِير، حقّا بفتحنا سفر التوراة تستهل التوراة _ التكوين _ بالحديث عن النور.:” וַיֹּאמֶר אֱלֹהִים, יְהִי אוֹר; וַיְהִי-אוֹר. وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.”

لمن يدّعي ان الآية هي الثالثة وليست الأولى تتحدّث عن النور، فنقول ان الآية الأولى كلها دلالة للنور:”فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ בְּרֵאשִׁית, בָּרָא אֱלֹהִים, אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ” العبارة تتألّف من سبع كلمات {النص الأصلي العبري} فالمنارة في الهيكل من سبعة رؤوس، وليس هذا فقط، بل كل التوراة {الأسفار الخمسة_ أسفار موسى الشريعة الناموس} تبدأ الأسفار الخمسة برمز ودلالة للنور المسيح الرب برؤية مسيحية، نوضح الأمر:

ذكرنا سفر التكوين أعلاه، في سفر الخروج الآية الأولى: وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ. مَعَ يَعْقُوبَ جَاءَ كُلُّ إِنْسَانٍ وَبَيْتُهُ: וְאֵלֶּה, שְׁמוֹת בְּנֵי יִשְׂרָאֵל, הַבָּאִים, מִצְרָיְמָה:  אֵת יַעֲקֹב, אִישׁ וּבֵיתוֹ בָּאוּ” عدد الكلمات في النص الأصلي {نقصد دوما النص العبري الأصلي} هو 11 كلمة يقابل أل “11 زرّا التي مندمجة في الشمعدان.

الآية الأولى من اللاويين:”  וַיִּקְרָא, אֶל-מֹשֶׁה; וַיְדַבֵּר יְהוָה אֵלָיו, מֵאֹהֶל מוֹעֵד לֵאמֹר وَدَعَا الرَّبُّ مُوسَى وَكَلَّمَهُ مِنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلًا: ” هناك 9 من الزهور المزيّنة للشمعدان { قارن في المسيحية الطغمات التسع والذكرانية للتاسع فيما بعد}.

في سفر العدد: ” وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الثَّانِي فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: וַיְדַבֵּר יְהוָה אֶל-מֹשֶׁה בְּמִדְבַּר סִינַי, בְּאֹהֶל מוֹעֵד: בְּאֶחָד לַחֹדֶשׁ הַשֵּׁנִי בַּשָּׁנָה הַשֵּׁנִית, לְצֵאתָם מֵאֶרֶץ מִצְרַיִם-לֵאמֹר.” نقرأ 17 كلمة يقابل طول الشمعدان {الارتفاع الذي كان 17 شبرا في العبرية טפח _ 3 .9 سم وبالانجليزية Hand unit}

وفي سفر التثنية:” אֵלֶּה הַדְּבָרִים, אֲשֶׁר דִּבֶּר מֹשֶׁה אֶל-כָּל-יִשְׂרָאֵל, בְּעֵבֶר, הַיַּרְדֵּן:  בַּמִּדְבָּר בָּעֲרָבָה מוֹל סוּף בֵּין-פָּארָן וּבֵין-תֹּפֶל, וְלָבָן וַחֲצֵרֹת–וְדִי זָהָב هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْعَرَبَةِ، قُبَالَةَ سُوفَ، بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلاَبَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ.”22 كلمة تقابل عدد الكؤوس التي زيّنت الشمعدان.

كل عناصر أداة النور نجدها في أسفار الشريعة تدل على النور: “فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ”كما يخبرنا داود أعلاه.

حالات خلق العالم 28 حالة

في النص أعلاه ذكرنا عن عدد كلمات الآية الأولى من التكوين وتشمل 7 كلمات وهنا نضيف ان عدد الأحرف لهذه الكلمات 28 حرفا وتعادل لفظة : “כח” قوّة.

كيف يرتبط مفهوم “القوة والآية الأولى من التكوين”؟

” בְּרֵאשִׁית, בָּרָא אֱלֹהִים, אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ” عملية الخلق تمّت بقوّة الله الرائعة العجيبة، ومقابلة والمزمور :” כֹּחַ מַעֲשָׂיו הִגִּיד לְעַמּוֹ לָתֵת לָהֶם נַחֲלַת גּוֹיִם.  أَخْبَرَ شَعْبَهُ بِقُوَّةِ أَعْمَالِهِ، لِيُعْطِيَهُمْ مِيرَاثَ الأُمَمِ.”

آية أخرى من سفر الخروج ولها العلاقة بالوصايا تشمل 7 كلمات و28 حرفا :” ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلًا: וַיְדַבֵּר אֱלֹהִים, אֵת כָּל-הַדְּבָרִים הָאֵלֶּה לֵאמֹר” كذلك في مزمور 4 :29 يتحدث الرب عن عظمة قوة الله: קוֹל-יְהוָה בַּכֹּחַ; קוֹל יְהוָה, בֶּהָדָר.”

من يميّز بين قوّة الخلق {28 حرفا} ونزول التوراة {28 حرفا} فهناك قوّة العمل وقوّة العقل، حيث قوة العقل هي من العلاء ولذا التمييز بين خلق السماء والأرض وفي قوة نزول التوراة هي بمثابة قوة العقل الإلهي.

ليس صدفة الآية الأولى تتركب من 28 حرفا، فحسب سليمان الملك في سفر الجامعة، رئاسة العالم تتكون من 28 حالة مختلفة : “עֵת לָלֶדֶת,וְעֵת לָמוּת; עֵת לָטַעַת,  וְעֵת לַעֲקוֹר נָטוּעַ. עֵת לַהֲרוֹג וְעֵת לִרְפּוֹא, עֵת לִפְרוֹץ וְעֵת לִבְנוֹת. עֵת לִבְכּוֹת וְעֵת לִשְׂחוֹק, עֵת סְפוֹד  וְעֵת רְקוֹד. עֵת לְהַשְׁלִיךְ אֲבָנִים, וְעֵת כְּנוֹס אֲבָנִים; עֵת לַחֲבוֹק, וְעֵת לִרְחֹק מֵחַבֵּק. עֵת לְבַקֵּשׁ וְעֵת לְאַבֵּד, עֵת לִשְׁמוֹר וְעֵת לְהַשְׁלִיךְ.עֵת לִקְרוֹעַ  וְעֵת לִתְפּוֹר, עֵת לַחֲשׁוֹת  וְעֵת לְדַבֵּר. עֵת לֶאֱהֹב  וְעֵת לִשְׂנֹא, עֵת מִלְחָמָה  וְעֵת שָׁלוֹם. لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ. لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلانْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ. لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ. لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ.”

بما ان خلق وإدارة العالم تتميز ب 28 و7 وفي صلاة التقديس بالعبرية وبالمسيحية تشمل الصلاة 7 كلمات و 28 حرفا: “יהא שמיה רבא מברך לעלם לעלמי עלמיא _ على أساس نص المزمور:” لِيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ יְהִי שֵׁם יְהוָה מְבֹרָךְ מֵעַתָּה וְעַד עלמי עוֹלָם”.

“בְּרֵאשִׁית, בָּרָא אֱלֹהִים, אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ” أوّل ثلاث كلمات من العبارة مركّب من 14 حرفا أي من سبعتَيْن. وأربعة الكلمات الأخيرة مؤلّفة من 14 حرفا والكلمتين الرابعة والخامسة من سبعة أحرف والكلمتين الأخيرتين السادسة والسابعة من سبعة أحرف أيضا، وما من جديد ان “سبعة” هو رقم مقدّس.

تعني العبارة عن وجود الله قبل الخليقة لأنه هو الخالق، لذلك اسم الله”אהיה” أي “أزلي” واللفظة العبرية بحسب علم حساب الأرقام {Numerology} هي 21 أي من 3 سبعات.

” קֹדֶשׁ יִשְׂרָאֵל לַיהוָה, רֵאשִׁית תְּבוּאָתֹה; כָּל-אֹכְלָיו יֶאְשָׁמוּ, רָעָה תָּבֹא אֲלֵיהֶם נְאֻם-יְהוָה حسب حساب الأحرف تساوي 913 وهي تعني זה הם:” באברהם ישחק ויעקב ” 913، وكذلك تساوي :” הוא היום ששפט העולם ” بمعنى منذ الخليقة والرب سيدين العالم وكذلك تساوي التعبير :” שני עולמותא” كذلك تساوي التعبير :” ישראל בחר בעמים” لأنه “רֵאשִׁית ” بدلا من ” إسرائيل” قارن ارميا 3 :2 :” קֹדֶשׁ יִשְׂרָאֵל לַיהוָה, רֵאשִׁית תְּבוּאָתֹה; כָּל-אֹכְלָיו יֶאְשָׁמוּ, רָעָה תָּבֹא אֲלֵיהֶם נְאֻם-יְהוָה” والقيمة للفظة “ברֵאשִׁית” تساوي :” בתורה יצר” ו ” ביראת יצר ” كل من يخاف الرب، الله يسمعه.

بعض التفاسير تفيد ان ابتداء النص بحرف الباء إضافة لما قلنا، لان الحرف “أ” أول أحرف الأبجدية وهو أول حرف من اسم الله بالعبرية، وبما ان الله كائن منذ الأزل وقبل الخليقة كلها فلا يجوز البدء بحرف الله، ويمكن تحليل النص كالتالي: ” ברא שית ברא אל הים את ה שמ ים ואת ה א רץ.

فتكون الترجمة: “في البدء خلق اله البحر هناك بحر {فيعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد وفوقه} حرف الألف يدور، ويكون معنى العبارة: “في البدء الله خلق السموات من الماء والأرض تدور”.

ما تخفي لفظة: “בְּרֵאשִׁית,”

أوّل كلمة في التوراة هي : “בְּרֵאשִׁית,” وهي “المؤشّر” للكثير من الرموز والدلالات.

أولا : اللفظة منحوتة { Portmanteau הֶלְחֵם בסיסים } تتألف من :” ברא תיש”  أي الايّل الذي ذبحه إبراهيم وقدّمه بدلا من ابنه اسحق، ومن الأيل كان ” القرن” الذي استخدم للنفخ في سيناء وآخر يُسمع صوتا عاليا في يوم الرب، والنفخ بالبوق _ في رأس السنة حسب الوصية للتذكير بذبيحة إبراهيم.{ولها وافر المعاني والدلالات كنّا قد نشرنا عن النفخ بالبوق والمسيح}.

ثانيا: الكلمة “בראשית” تشمل ” שיר תאב” أي الرب لا ينقصه أي شيء وحاشا ان ينقصه، ولكن من فرط محبة الرب لنا وتظهر محبته باللفظة الأولى للتوراة هنا، ان الرب يشتاق لسمع صوتنا، وحظينا لمحبة الرب ويريد ان يسمع منا “תאב” تاق اشتياق ” ”  שיר”” تراتيل وتسابيح، وهذا ليس بمقدور العقل البشري ان يستوعبه عن اشتياق الرب لسماع تسابيح من الإنسان، ومن هنا : “هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ. سَبِّحُوهُ فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ. سَبِّحُوهُ عَلَى قُوَّاتِهِ. سَبِّحُوهُ حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ. سَبِّحُوهُ بِصَوْتِ الصُّورِ. سَبِّحُوهُ بِرَبَابٍ وَعُودٍ. سَبِّحُوهُ بِدُفّ وَرَقْصٍ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ. سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ التَّصْوِيتِ. سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ الْهُتَافِ. كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ.هَلِّلُويَا. הַלְלוּיָהּ הַלְלוּ אֵל בְּקָדְשׁוֹ הַלְלוּהוּ בִּרְקִיעַ עֻזּוֹ: הַלְלוּהוּ בִגְבוּרֹתָיו הַלְלוּהוּ כְּרֹב גֻּדְלוֹ: הַלְלוּהוּ בְּתֵקַע שׁוֹפָר הַלְלוּהוּ בְּנֵבֶל וְכִנּוֹר:הַלְלוּהוּ בְתֹף וּמָחוֹל הַלְלוּהוּ בְּמִנִּים וְעוּגָב: הַלְלוּהוּ בְצִלְצְלֵי שָׁמַע הַלְלוּהוּ בְּצִלְצְלֵי תְרוּעָה:כֹּל הַנְּשָׁמָה תְּהַלֵּל יָהּ הַלְלוּיָהּ”.

ثالثا: هدف الله المركزي من خلق الكون، هو إقامة “مسكنا للرب” ليحل روح قدسه ويسكن هناك، هذا ما نجده في اللفظة ” בְּרֵאשִׁית,” فنقرأ بأحرفها :” בית ראש” أي “الهيكل بيت المقدس בית המקדש “هو الرأس ومن رأس الكنيسة؟ المسيح الرب.

لن نسهب بألفاظ أخرى مثل: “خلق في اليوم السادس” أي آدم “ברא שית” و”בת ראשי” .”ירא שבת”.”ברית אש”.

أضف “א’ בתשרי”, خلق العالم في الأول من تشري عبري والتعبير “בראשתי”, خلق العهدين و”ירא שבת”, حفظ السبت و “ברית אש”, بفضل العهد أي المخلّص والنار أي التعاليم الإلهية أنقذ الرب الإنسان و”בראת י”ש”, أي خلق الله 310 درجات للأبرار.

مخارج الحروف _ { פוניטיקה _ Phonetics }

علم مخارج الحروف حسب اللفظ، الأحرف {الحديث عن اللغة العبرية} تنقسم لخمسة أقسام حسب المخارج للأحرف : ב, ו, מ, פ  تسمى “أحرف من الشفاه “والأحرف א, ה, ח, ע أحرف حلقية والأحرف ג, י, כ, ק من الحنك والأحرف  ד, ט, ל, נ, ת من اللسان والأحرف  ז, ס, ש, ר من الأسنان، من هنا فان اللفظة ” בְּרֵאשִׁית,” نادرة هي، وأحرفها من المجموعات الخمس.

בראשית ברא _ في البدء خلق

ما الغاية من العبارة؟ لان التوراة هي : “«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ יְהוָה-קָנָנִי, רֵאשִׁית דַּרְכּוֹ: קֶדֶם מִפְעָלָיו מֵאָז.” أي “أول طريقه “{الأمثال} ومن اجل إسرائيل قُدس للرب، ارميا :” إِسْرَائِيلُ قُدْسٌ لِلرَّبِّ، أَوَائِلُ غَلَّتِهِ. كُلُّ آكِلِيهِ يَأْثَمُونَ. شَرٌّ يَأْتِي عَلَيْهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ».  קֹדֶשׁ יִשְׂרָאֵל לַיהוָה, רֵאשִׁית תְּבוּאָתֹה; כָּל-אֹכְלָיו יֶאְשָׁמוּ, רָעָה תָּבֹא אֲלֵיהֶם נְאֻם-יְהוָה. “

استخدام لفظة ” בראשית ” ليدل الرب عن الخليقة وليس ليحدّد الترتيب او ترتيب الخليقة وإلا لاستخدم لفظة ” בראשונה ברא את השמים” فكيف تفسّر قول الرب: “ורוח אלהים מרחפת על פני המים”, ولم تذكر التوراة خلق المياه بعد!

بدء التوراة باللفظة هذه بالتحديد لأنها تشمل “الرأس” “בראשית ” والرب هو رأس الكل وبكر الكل.

الحرف ” ב “

لماذا بدأت التوراة بحرف ” الباء _ ב “؟ هل من ميزات خاصة للحرف؟ إضافة لما سردنا أعلاه عن اللفظة بالكامل؟

الجواب نعم.

شكل الحرف باللغة العبرية على شكل”بيت” ومن هنا اسم الحرف ” בית ” ويشمل ثلاثة أضلع، هذا دلالة لعالمنا الذي خُلق في البيت” בראשית ” ولعالمنا حسب التقليد ثلاثة أسوار والرابعة تبقى مفتوحة من جهة الشمال لان الشر من الشمال يأتي: “ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ ثَانِيَةً قَائِلًا: «مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ؟» فَقُلْتُ: «إِنِّي رَاءٍ قِدْرًا مَنْفُوخَةً، وَوَجْهُهَا مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ» .فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «مِنَ الشِّمَالِ يَنْفَتِحُ الشَّرُّ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ. «اُهْرُبُوا يَا بَنِي بَنْيَامِينَ مِنْ وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَاضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي تَقُوعَ، وَعَلَى بَيْتِ هَكَّارِيمَ ارْفَعُوا عَلَمَ نَارٍ، لأَنَّ الشَّرَّ أَشْرَفَ مِنَ الشِّمَالِ وَكَسْرٌ عَظِيمٌ.” {لن ندخل بمعنى الشمال وما قصد ارميا من ذلك } .

من يسمّي الحرف “בי” بمعنى ” في ،الداخل” في داخل البيت المفتوح الذي يستوعبنا بداخله بين أسواره _ جدرانه واللفظة “בית” ترمز، “الحكمة”: “חָכְמוֹת בָּנְתָה בֵיתָהּ חָצְבָה עַמּוּדֶיהָ שִׁבְעָה _ اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا. نَحَتَتْ أَعْمِدَتَهَا السَّبْعَةَ.” {راجع أعلاه عن السبعة}.

مركّبات الحرف ” ב “

يتركّب الحرف “ב” من ثلاثة أحرف ” וֹ ” اثنان أفقي والآخر عامودي، او من يشبّه الشكل بالحرف الأعلى السقف للبيت والأسفل الأرض والثالثة قائمة رابطة بين الأرض والسقف، مجموع القيمة العددية للأحرف 18 وهي “חי” أي من “בית” خلقت الحياة. {وعن 9 أي 18 ،8+1 راجع أعلاه معنى 9}

التشبيه الآخر للأحرف الثلاث “וֹ” يرمز الحرف ل: “للأب وألام والابن” والرباط بينهما حرف العطف “וֹ” وبالتالي يتكوّن البيت.

حسب المدراش ان الخليقة خُلقت بالحرف الأول الأبجدي “الألف” الا ان هذه لم تدم لأنها لمكان واحد، بينما الخليقة بالحرف الثاني “الباء” بقيت ومن هنا المثل العبري: “اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً._ טוֹבִים הַשְּׁנַיִם, מִן-הָאֶחָד:  אֲשֶׁר יֵשׁ-לָהֶם שָׂכָר טוֹב, בַּעֲמָלָם.” {سفر الجامعة أي بمعنى خير للعالم باثنين من واحد أي خلق العالم باثنين أي الحرف باء}.

اختيار الحرف”ב” بالخليقة كأول حرف لأنها تشمل الازدواجية بحياتنا ولذلك استهل موسى النبي بحرفي الباء: “בְּרֵאשִׁית, בָּרָא א ” من ثم لمرتين, الحرف “אֵ”  אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ”. كذلك الشكل للحرف “النظر إلى الأمام”.

Follow Us