Articles Arabic

تعيين (الكاردينال ساكو) على الطريقة العثمانية

على الأكثر صدر هذا القرار على خلفية (اتفاق سري)، لتحقيق هدف سياسي رئيسي من تدبير (البارزانيين)، الذين يسعون لمحاصرة نفوذ (أولاد طالباني)، وذلك من زاوية إضعاف القوى السياسية الحليفة للسليمانية من بينهم حركة بابليون

كتب / سلام عادل

تفاجأت الأوساط العراقية بصدور أمر ديواني من قبل رئيس مجلس الوزراء، يقضي بتعيين (الكاردينال ساكو) بطريركاً للمسيحيين الكلدان في العراق والعالم، باعتبار أن هذا النوع من القرارات ذات الخصوصية الدينية تعود بالدرجة الاساس لمجمع الكنائس، وتتم عبر سياقات تحت مظلة الفاتيكان مازالت معتمدة منذ عهد الإمبراطورية الرومانية القديمة.

ومن غير المفهوم إذا ما أصبح (ساكو)، حالياً، مجرد موظف بدرجة مدير عام، بحسب العناوين الحكومية الدارجة، أو مجرد أداة سياسية يتم استخدامها من دون اعتبار لحقوق المكون المسيحي، كما كان يجري في العهد العثماني، حين كان يتم الاعتراف برؤساء الطوائف والأديان من قبل السلطان حصرياً، وبموجب ذلك يتم استحصال جزية مالية مقابل البقاء على حياة الناس.

وعلى الأكثر صدر هذا القرار على خلفية (اتفاق سري) لتحقيق هدف سياسي رئيسي من تدبير (البارزانيين)، الذين يسعون لمحاصرة نفوذ (أولاد طالباني)، وذلك من زاوية إضعاف القوى السياسية الحليفة للسليمانية، من بينها حركة بابليون، التي يقودها الشيخ ريان الكلداني، وهي حركة مسيحية مناهضة لأربيل بحكم كونها تمددت داخل أراضي سهل نينوى.

ويمثل سهل نينوى، القاعدة الجغرافية التاريخية للكلدان العراقيين، وهي مناطق غنية بالنفط والغاز سعى البارزانيون إلى الاستحواذ عليها، بعد أن وفر لهم تنظيم داعش الارهابي مبررات ذلك، ومازال هذا الحال رغم اندحار التنظيم واستتباب الأوضاع الأمنية، وهو ما يحول دون عودة غالبية السكان المسيحيين إلى قراهم بعد أن تم تهجيرهم إلى داخل الاقليم.

ومنذ فترة جرى استخدام (الكاردينال ساكو)، بطريقة جعلته محل استهزاء بين أوساط العراقيين، خصوصاً حين ترك بغداد وانتقل إلى أربيل ليتحول إلى مجرد (بوق للتسقيط الإعلامي)، ضد الدولة التي صارت تشهد حالة استقرار سياسي وأمني غير مسبوق منذ 20 سنة، الأمر الذي جعل (ساكو) يخسر مكانته الروحية بين أوساط المسيحيين العراقيين، فضلاً عن قيمته الاعتبارية بين أوساط المسلمين على رأسهم مراجع الدين الكبار.

وبدل أن يكون (الكاردينال ساكو) داعماً للتيارات السياسية المسيحية، مثل (حركة بابليون)، والتي تكافح من أجل ترسيخ حقوق أبناء المكون المسيحي داخل السلطة التشريعية والتنفيذية، أصبح (ساكو) معادياً لتطلعات أبناء طائفته، بل ويفضل دعم حزب انفصالي كردي مثل (حزب البارزانيين)، على حساب حزب كلداني وطني يحظى باحترام جميع المكونات.

وصار (حزب البارزانيين)، في الآونة الأخير، يلعب بين دول الجوار بسياسة مزدوجة يقود أحدها (نيچيرفان بارزاني)، باتجاه ايران، وأخرى باتجاه تركيا يقودها (مسرور بارزاني)، وهي سياسة مخادعة قد يسقط في شباكها عدة أطراف، من بينهم ساكو وخميس الخنجر، بل وحتى رئيس الوزراء محمد شيع السوداني في حال لم يتم الانتباه لها.

https://www.infoplusnetwork.com/articles/%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D8%A7%D9%83%D9%88-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

Follow Us