Articles Arabic

الجزء الرابع عشر: من هي كنيستي؟ كنيستـي جـامعـة

مقالات مهمة للمرحوم الاب العلامة ألبير ابونا عالجت ازمة كنيسة الكلدانية في ذلك، ولكن تعيش في اسوء زمن لها اليوم!!!

كلدايا مي: نختار مواضيع التي تعالج ظروف اليوم اتعس مما  كان يوم امس

ولفظة “جامعة” تعني هنا شاملة، أي انها مفتوحة للبشر أجمعين، وفي وسع جميع الناس في العالم ان ينتموا اليها وينضمّوا إلى وحدتها. فهي ليست وقفًا على شعب أو قوم أو جنس أو لون أو منطقة أو لغة. كل إنسان، اينما كان، مدعو ليكون عضوًا في كنيسة المسيح. وعلى هذه الكنيسة ان تتجذّر حيثما انتشرت، وان تمارس رسالتها حيثما تأصلت، على ان تكون عينها وقلبها مفتوحين لضم العالم كله، وان تشعر بمسؤوليتها عن العالم كله أمام الله.
ولكني اقول بأسف إني ألاحظ في كنيستي الميل إلى الانغلاق والتقوقـع، مع شيء من الاكتفاء بالذات وبعدم الانتباه إلى الآخرين أو الشعور بوجودهم وباحتياجاتهم. تبدو لي كنيستي انعزالية أو فردانية، وربما مع بعض التعالي على الكنائس الأخرى، لكونها الاكثر عددًا! وكأني بها تعيش في برجها العاجي، بدون الاهتمام بشعب الله المنتشر حواليها، ولا بالقطيع الصغير الذي عُهدَ إلى رعايتها. اما القطعان الأخرى، فلتفترسها الذئاب !.
إلا يهتم الراعي الصالح – لا الأجير – بأن يجمع قطيعه كل يوم ويتحقق من سلامته ويوفر له الموضع الأمين الذي يقيه شر الذئاب الشرسة. ألا تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، لكي توفر لها الدفء والحماية، لا سيّما حينما تلاحظ شرًا مستطيرًا. وما ان يزول الخطر، حتى توجّـه الفراخ إلى الخارج وتدرّبها على الاكتفاء بذاتها…
أفلا تحتاج كنيستي إلى رعاية يقظة وفعّالة، فيها ينسى المسؤول مصالحه الشخصية وراحته في سبيل خير المؤمنين الذين كثيرًا ما ينتابهم الشعور بالمرارة لكونهم متروكين ومهمَلين وليس من يفكر فيهم أو يهتم بشؤونهم. فان جامعية الكنيسة تقتضي منها دينامية تدفعها إلى الانفتاح على الغير والانتباه إلى احتياجاتهم، بغضّ النظر عن انتماأتهم القومية أو العرقية أو حتى الدينية. فذراعا كنيستي يجب ان تكونا مفتوحتين لضمّ الجميع، مثل ذراعَي المسيح على الصليب. وليس من السهل على كنيستي ان تعيش جامعيتهـا التي تقتضي منها الانتباه المستمر إلى الآخـر بغيرة واندفاع: “ان غيرة بيتـك أكلتني” (يوحنا 2/17).

Follow Us