Articles Arabic

صعود الرب والتّوراة

{Ascensionis Domini}

يوسف جريس شحادة

منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف

مقدمة

لا يمكن فهم الانجيل دون العودة للتوراة. التوراة تتحدث عن المسيح المخلص والمسيح حقّق التوراة والانجيل فسّر خبايا التوراة.

مزمور 18 :68 : “صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ، وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ. עָלִיתָ לַמָּרוֹם, שָׁבִיתָ שֶּׁבִי לָקַחְתָּ מַתָּנוֹת, בָּאָדָם;וְאַף סוֹרְרִים, לִשְׁכֹּן יָהּ אֱלֹהִים.”

ونقرأ لوقا 52 _50 :24: “وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ،” واع 9 :1: “وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ ” ويفسر {רד”ק}: “أمرت للخلاص، والصعود لحماية إسرائيل والعطايا هي الروح القدس”. ومقارنة ونص افسس 11 _7 :4: “وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا».وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ. وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ،”.

صُعود الرب بعد نزوله للجحيم وواجب الصعود لأنه كما طهّر الجحيم بنزوله هكذا سيطهّر فوق الأرض{زكريا} وسبيه السبايا واعطائه الهدايا، كما قرأنا افسس أعلاه.

ما الهدف من العبارة: “سبيت سبيا”؟ هل سبي النفوس وتحريرها وتطهيرها من قبضة الشيطان، بمعنى تخليصه لأنفس الراقدين على الرجاء من قديسي العهد القديم والذي سباهم ابليس لمقرّه.

ولربما أيضا سبي الأعداء أي قوات الجحيم. وكلاهما يتوافقان ومعنى عبارة الرب لمرتى، يو 17 :20: ”قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ».” والنزول للجحيم كما في قول بولس: “أقسام الأرض السفلى” وهؤلاء الأعداء هم الشيطان وقوات الجحيم والموت واللعنة والخطية.

يخبرنا بولس، كولسي 15 :2: “إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ.” ولان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم، 2 بط 4 :2: “لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،”

كيفية الصعود

الله الاب من حيث جوهر لاهوته لا يصعد ولا ينزل، ولا يُحدّ لاهوته ولا يخلو منه مكان وزمان، وبالتالي فنصّ المزمور أعلاه ينطبق فقط على الله الابن المتجسّد المنزّه من كل خطيئة {في كل مرة نذكر الله المتجسد يجب ان نتذكر دوما عبارة المنزه عن الخطيئة دون تكرارها}.

الله الابن يملأ الكل من حيث جوهر لاهوته ولا يخلو منه مكان، لكن بتجسّده نزل لعالمنا وبموته على الصليب نزل بروحه الإنسانية للجحيم فسبى سبيا، ثم صعد الى السماء بروحه وجسده.

لاهوته لم يصعد ولم ينزل، لأنه مالئ الكلّ، ولم ينفصل بتاتا لا من روحه الإنسانية ولا من جسده بالموت لذلك: “وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. ” {يو 13 :3} وقارن {62 ،33: 6}: “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السماء فإن رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا! اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ،”.

بالنسبة لصعود اخنوخ وايليا، اللذان أُصعِدا للسماء فلم ينزلا أولا. لانهما لم ينزلا الى الجحيم، اذ لم يموتا بعد، ومن صعد الى السماوات هو المسيح الله الابن” جلس في يمن العظمة: “وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ: أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هذَا، قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ” {عب 1 :8} ولأنه: “فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ” {عب 14 :4 و26 :7} و {اف 10 :4}: “اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ.”.

ما القصد من العطايا

المزمور بالعبرية: “עָלִיתָ לַמָּרוֹם, שָׁבִיתָ שֶּׁבִי– לָקַחְתָּ מַתָּנוֹת, בָּאָדָם;וְאַף סוֹרְרִים, לִשְׁכֹּן יָהּ אֱלֹהִים.” والفظة بالعبرية: “לָקַחְתָּ” ترجمتها: “أخذت” الا ان النص استخدم {قبلت ترجمة تقلا} ومقارنة وبولس افسس أعلاه “اعطى عطايا للناس” ومن المفضل استخدام: “أخذت” لان البطل الغالب المنتصر “يأخذ” الاسلاب من الأعداء ولكي يعطي لأحبائه دلالة لنصرته وغلبته.

كما أشرنا أعلاه من أسباب الصعود بعد النزول للجحيم التطهير والغلبة على الجحيم، كذلك الغلبة والانتصار على ما فوق الجحيم وتطهير السماء، وان حلول الروح القدس وتوزيع مواهبه على المؤمنين منوط بصعود المسيح مُمجّدا، {يو 39 :7 و7 :16}: “قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ. لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.”.

Follow Us