المقدمة : الرجاء الانتباه : نحن هنا نعرض دراسة عن طبيعة وواقع مؤسسة نتمنى ان نراها على قمّة هرم المؤسسات المجتمعيّة لما تمثله لنا من بعد روحي وايماني لذلك كل ما نقدمه معروض للحوار والنقاش ( اكلوروسياً ومؤمنين ).. لا ندّعي المعرفة المثلى ونحتاج لمن يصحح لنا في حال اخطأنا … (( هكذا هو حال جميع ” الباحثين ” يصيبوا ويخطئوا ))… (( الجميع زاغوا وأخطأوا واعازهم مجد الله … ” بولس رسول الأمم ” ))… لذلك نستميحكم عذراً بأننا لا ولن نقصد الإساءة لأي كان مؤسساتياً او مؤمناً علمانياً كان من يكون ومن أي مشرب هو ….
الاستعراض : لم يكن العصر الذهبي للبطريرك الراحل بولص شيخو خالياً من المشاكل والإفرازات السلبية والسبب يعود ( لاختلاف المشارب والثقافات التي جاء منها الكهنة ) والتربية التي حصلوا عليها قبل ( نذورهم ) أي قرارهم بالانتساب لهذه المؤسسة او تلك فكلٌ منهم يعكس واقعه الاجتماعي والاقتصادي ( فساكن القرية ليس كساكن المدينة ولا العاصمة ) وهنا يدخل عامل ( اختلاف الثقافات في المحيط الذي يعيش به الإنسان ) ففي القرية معدوم وفي المدينة محدود وفي العاصمة مفتوح … وهذا بالفعل ما عنينا به من اختلاف الثقافات بين ( الناذرين ) وهنا فواجب المؤسسة ( تشذيب الأفكار وعمل الاندماج الفكري لهؤلاء اولاً وقبل الخوض في البرنامج الإيماني لهم لكيّ يتقبل احدهم الآخر ) وهكذا برنامج يكون بديلاً عن ( المنهج الدكتاتوري للمؤسسات الدينية) لمنع كل شطط او انحراف …
لماذا قلنا هذا ؟؟ : لكوننا رصدنا اول بوادر الانهيار في كل مؤسسة مجتمعيّة ” دينية كانت او سياسية وغيرها “ تبدأ من هنا وهذا ليس وليد اليوم انما كان مرافقاً لحياة البشر منذ ان عرف الكون وجود هكذا كائنات … وللاستزادة نقول ( حتى البيت الواحد ان لم يكن مبنياً على عملية الاندماج الفكري ينهار ويسقط او ان يتم استعباد طرف لطرف آخر باستسلام احدهما ” انها الحرب غير المعلنة وغالباً ما تستمر لنهاية العمر” وهذا ما اعلنه الرب الإله منذ البدء بصناعة آدم مباشرةً اما حواء فكانت من ” ضلعه أي شريكا وليس ندّاً ” واستمرارهم مع بعضهم يكون بما ذكرناه آنفاً .. ولهذا كان آبائنا والحكماء من أهلنا ينصحوننا ان لا نتزوّج إلاّ بمن يكون ضمن مواصفات التقارب الفكري وغيره فالحب لا يصنع ذاك التوافق بل يصنع ” تقارب عاطفي واحتياج جسدي ” والعقل هو من يصنع الاندماج … من هنا تكمن عظمة العلاقة فيما لو استطعنا ان نوفّق بين الأثنين ” العقل والقلب “)
لذلك كان العصر الذهبي يعني ( السيطرة على شذوذ المختلفين في المؤسسة وليس صناعة التوافق الفكري بينهم ) وعندما ينتهي مفعول السيطرة ويأتي قائد ضعيف تبدأ الأمور بالانفلات فتظهر مقومات ( التمرد والمؤامرات … وغيرها ) ودون اعتبار للمنصب الديني ودكتاتورية سلطته ومركزيّة قراراتها … وهذا ما رصدناه في جميع فترات حياة المؤسسات جميعاً .
لقد كانت فترة قيادة البطريرك الراحل بيداويد كذلك للفرق الكبير بينه وبين البطريرك الراحل شيخو في مقومات القيادة وشخصيّة القائد . وسنذكر اخطرها :
1 ) انهيار الرهبة المقدسة : وتأتي هذه من دكتاتورية النظام الديني وقوانينه وسطوة الكرسي والقداسة المؤسساتية وهذا ما كان في عهد البطريرك المرحوم بيداويد من خلال ممارسة احد الكهنة لانتقاده علناً وبرسائل وكان ذاك الكاهن هو ( اليوم البطريرك الكاردينال لويس ساكو المحترم ). ولو سؤلنا عن وجهة نظرنا لقلنا : بالتأكيد هي ممارسة ديمقراطية رائعة لتشخيص الأخطاء ومعالجتها بأشراك المؤمنين لأنهم ( عصب المؤسسة وحياتها وبدونهم لا وجود ولا كينونة لأي مؤسسة كانت ). نعم انها ( ثورة ) لو طبقت بمحتواها الأخلاقي لكنها ستوصف بأنها ( كذبة ومراءات وانتهازية ) لو فقدت ذاك المحتوى الأخلاقي . وهنا لا بد لنا ان نشير إلى الخطورة من تلك الممارسة فيما لو استغلّت لإسقاط أي قائد ..
فما قام به ( الكاهن لويس ساكو ) ومن خلال موقعه كان ثورة وهنا ما كان على الثائر إلاّ ان يمارس تلك الانتفاضة كل أيام حياته وفي كل مرحلة من مراحل تسلّقه على كرسي السلطة … لكن ومع كل الأسف فالكاهن الثائر قبلها على نفسه عندما كان كاهناً وحرّمها على اخوته عندما تجاوز اول مرحلة من مراحل تسلّقه عندما اصبح اسقفاً وزاد تألقه في التشبث بدكتاتورية المؤسسة بل استخدم جميع القوانين المؤسساتية في ( القمع والإرهاب ) بعد ان جلس على الكرسي المؤسساتي وصولاً إلى ( قطع ارزاق الكهنة منهم والأساقفة ) في حال بروز أي معارضة او حتى مقترح للإصلاح ويجب على الجميع ان يسجدوا ويقبّلوا الأيادي الحكيمة التي كانت في يوم ما ” متمرّدة ومشككة ” لقد وصل الأمر إلى أي علماني مؤمن لو تجرأ وانتقد أي ظاهرة سلبية او تصرّف خارج عن المألوف الإيماني … وبهذا يكون غبطته قد تسامى ليس على كرسيه فقط بل على كرسي اعظم منه .. والفيديو المصيبة والآخر الورطة تسميات اطلقناها على هذين الفيديوين لخطورتهما نسبة ( لموقعهما – الكابيلا ) ولنا في ذلك مواضيع ستنشر لاحقاً أدلّة على ذلك .
وهنا لا بد ان نؤكد ان : ليس كل من انتقد حريص وصادق ولا كل من سكت مؤمن ونعود فنستشهد بعطر كلمات السيد المسيح : (( ليس كل من قال يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات … وهنا يشير الرب يسوع المسيح إلى ” المرائين والإنتهازيين ” الذين يبيعون الكلام للحصول على الجوائز … بل من عمل مشيئة ابي الذي في السماوات ... أي الثابت الإيمان الذي لا يتزعزع ايمانه امام مغريات ومشتهيات السلطة والمال ))
2 ) انهيار السرّية وقلّة الاحترام : وهنا تكمن الخطورة الثانية بأن من كان يختبئ من الخوف تحفظاً ليمارس شهواته الجسدية ” المال ، الجنس … الخ ” بدأ يرفع رأسه فلا يستحي من عقوبة او تأديب فبدأت رائحة الفساد تعم في المكان الذي يكون فيه ذاك ( الشاذ ) فالعقوبة فقط لمن يعتدي على أموال المؤسسة انما الذي يعتدي على شعب المؤسسة فهو ( أمين من العقوبات ) لكون شعب المؤسسة ( خراف ونعاج وهم وجدوا لترفيه الرعاة ) هذا الأمر الخطير كان ( جريمة في زمن البطريرك الكبير شيخو ) والشهادة على ذلك يعرفها كل اكليروسي عاش في ذاك الزمان وكل علماني مؤمن لاحظ تواجد البطريرك معه وفي كل مناسباته يشارك في احزانه وافراحه وهنا لا يسعنا إلاّ ان نقول شهادة كبيرة : ان الراحل الكبير كان محبوباً جداً من الإكليروس ممن هم ( خدام الله ومذبحه ) ومكروهاً جداً من ( الشواذ منهم أي الموظفين الذين نذروا انفسهم لوظيفتهم ورواتبهم وهيبتهم ).
إلى اللقاء في المرحلة القادمة وميّزات تلك المرحلة
الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
اخوكم الخادم حسام سامي 22 / 2 / 2024