Articles Arabic

الجزء التاسع: كنيـستـي إلى أيـن؟ مقالات مهمة للمرحوم الاب العلامة ألبير ابونا عالجت ازمة كنيسة الكلدانية في ذلك، ولكن تعيش في اسوء زمن لها اليوم!!!

كلدايا مي: نختار مواضيع التي تعالج ظروف اليوم اتعس مما  كان يوم امس

ج- كنيـستـي إلى أيـن ؟

وهذا هو المحور الأخير الذي اتطرق إليه بايجـاز.
إن كنيستي اليوم في منعطف خطير وامام مستقبل غامض. وقد تعرضت في هذه السنوات الأخيرة لهزّات عنيفة دفعت نحو نصف مؤمنيها إلى مغادرة البلاد. وهذا ما أدّى إلى ضعف كبير في كنيستي وامكاناتها البشرية ونشاطاتها الروحية والاجتماعية. وكان من شأن هذه الظروف ان تدفع كنيستي إلى القيام بمراجعة شاملة ونزيهة وعميقة وواقعية لحياتها، وإلقاء نظرة جديدة على واجباتها الجديدة لكي تتجاوب مع متطلبات المؤمنين حيثما كانوا، في الوطن أم في المهجر. اليس هذا الوضع نداء يدعو كنيسـتي إلى العودة إلى أصولها وينابيعها الروحية الأصيلة؟ اليست هذه صرخة تطلقها الأوضاع لتقول لكنيستي ان تلتزم بمُثلها العليا الأساسية: بالفقر الرسولي الذي يعني تجرد القلب والتحرر من عبودية المادة، وبروح العطاء والسخاء البعيد عن الجشع وحب المال الذي طالما تُتّهـم به كنيستي ورؤساؤها؟ اليس هذا نداءً ملِحـًّا يدعو كنيستي إلى التحرر من كل ما يرمي إلى استغلالها لمصالح خاصة أو عامة. كنيستي حـرّة، ويجب ان تبقى حـرّة لا يغريها شيء في العالم، لا الأموال ولا المناصب، ولا يعيق خدمتها المتواضعة أي ضغوط أو تأثيرات، أيًا كان مصدرها.
امام كنيستي خطـة ترسم لها حياتها ورسالتها بوضوح. إنها خطة الإنجيل ورسالة المحبة ونشر البشرى السارة بجميع الوسائل المتاحـه لها. وهذه الخطة تقتضي منها الأمانـة والاتّزان والاستمرارية بدون أي انحراف.
هذه هي كنيستي كما اتمناها اليوم، وكما يريدها المسيح: كنيسة حيـة، ديناميـة، تسعى دومًا إلى الخير، وتريد ان تقدّم لعالم اليوم وجـهَ المسيح المشرق الجذاب، وجهَ الحقيقة والمحبة، وجه الخدمة المتواضعة، وجه الانفتاح والعطاء والسخاء اللامحدود في سبيل إنسان اليوم.

وارفع كل يوم صلاتي إلى الرّب لكي يبقى دوما مع كنيسته وفي كنيسته، لئلا تتبعثر جهودها وتتعثّر مسيرتها في دروب المصالح الأنانيـة… يا رب، ابقَ دومًا في كنيستك، ورافقها في جميع مراحل حياتها، لتعلن الحق والحب والسلام للجميع، لمجـد اسمـك القدوس،
آمـيــن/ منقول للامانه والفائده

واندفاع: “ان غيرة بيتـك أكلتني” (يوحنا 2/17).

Follow Us