Articles Arabic

الجزء الرابع: مقالات مهمة للمرحوم الاب العلامة ألبير ابونا عالجت ازمة كنيسة الكلدانية في ذلك، ولكن تعيش في اسوء زمن لها اليوم!!!

كلدايا مي: نختار مواضيع التي تعالج ظروف اليوم اتعس مما  كان يوم امس

2- الأسـاقـفـة
لكنيستي الآن ستة عشر أسقفًا، بالاضافة إلى غبطة البطريرك. وهناك أربع اسقفيات شاغرة الآن لأسباب مختلفة، وهي تنتظر ان يُقام لها أساقفة أو رؤساء أساقفة جدد في السينودس القادم. ويبدو ان هناك أيضًا نية في إقامة أسقف جديد تكون مهمته رعاية المؤمنين الكلدان في أورپا كلها. وهكذا يفوق عدد الاساقفة احتياجات المؤمنين كثيرًا !
مع احتراماتي ومحبتي لهؤلاء الأساقفة الذي تربطني ببعضهم علاقات صداقة حميمة، فان طريقة انتخاب الكثيرين منهم تشوبها بعض الخروقات. فالسينودس هو الذي ينتخبهم من حيث المبدأ. ولكن ما القواعد التي تفرض نفسها في هذا الانتخاب؟ هل هو العلم؟ هل هي الفضيلة والقداسة؟ هل هي الإدارة والحكمة؟ وهل يؤخَـذ برأي الأبرشية في شأن من يُختار أسقفًا لهم؟ وأين الديمقراطية في كنيستي؟ وكيف يُفرض على أبرشياتها أحيانًا أساقفة غير جديرين برعاية الشعب المؤمن، وبدون ان تعرفهم الأبرشية وتريدهم؟
أما الدوافع التي تشرف على انتخاب الأساقفة في كنيستي، فأخجل ان أذكرها بالتفصيل، لكونها تخلو من روح الله، ولا تقيم وزنًا لاحتياجات المؤمنين، ناهيك عن استخدام المحسوبيات والنعرات العنصرية البغيضة، وحتى اللجوء إلى السيمونية أحيانًا! أجل، تلعب المادة والضغوط المتنوعة والمصالح الخاصة دورًا ذميمًا في انتخاب العديد من اسـاقفة كنيسـتي. فيا للعار! أهذه هي كنيسة المسيح؟؟؟
كم اتمنى ان يضع سينودس كنيستي كل مرشح على المحك الصحيح الذي فيه تعلو حتمًا مصلحة الكنيسة الحقيقية. كنيستي تحتاج إلى أناس صالحين ومثقفين لرعايتها. فالاسقف هو أبو الأبرشية ومعلمها، ولا ينبغي له ان يكتفي بكيل التوبيخات لشعبه من على المنبر. الشعب يحتاج إلى ارشادات أبوية وتوجيهات سديدة تقودهم إلى المراعي الروحية الخصبة، وليس إلى استعمال العصا والتهديد لخلق الخوف والهلع في صفوف المؤمنين. وحبذا لو عاد كل أسقف ورئيس إلى دراسة المصادر الأصيلة وإلى كلمة الله في الكتب المقدسة وكتابات الآباء والملافنة ليقتبس منها ما يغذّي به نفسه وقطيعَـه الجائع والعطشان إلى خبز الله وإلى المياه الحية.
وهذا يقودني إلى الحديث عن أخلاق أساقفة كنيستي. فالمزايا الاولى والأساسية يجب ان تكون الخدمة المتواضعة التي تستمد قوتها من محبة عميقة وصادقة. وكم اتمنى ان يكون كل أسقف في كنيستي مرآة جلية للأخلاق الحسنة ولاستقامة الحياة ولطهارة الروح والجسد. فعار على كنيستي ان يُتّهـم بعضٌ من أساقفتها بأمور يندى لها الجبين خجلاً. واللبيب من الإشارة يفهـم !
اما الصفة الكبيرة التي يجب ان تتجلى في أساقفة كنيستي فهي الإدارة الحازمة ومعاملة المؤمنين معاملة الآباء لأبنائهم، أي بلطف ووداعة وتفهُّم… فيجب الا يكون في علاقات الأسقف بأبناء أبرشيته أي ترفّع أو تسلّط أو خشونة، بالأقوال والتصرفات، ولا سيّما عليه ان يتجنب القرارات الارتجالية التي لا تخدم مصلحة الكنيسة. وهذا لا يعني أي تهاون في القضايا المهمة والملِحّـة. وكم نتألم إذ نلاحظ في بعض من أساقفتنا ميلاً إلى الأكل والشرب والولائم، وما يرافقه احيانًا من التجاوزات المؤسفة…. فيا آباءَنا الأجلاء، انتم قادة الشعب، ويترتب عليكم ان تبرهنوا عن مصداقية رسالتكم بمحبتكم وحياتكم واعمالكم. اما نفوذ المادة فقد استحوذ على العديد من أساقفة كنيستي، وكأن المادة هي الهدف الأفضل لحياتهم !

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • السيد لويس ساكو وضع يده بيد المسلمين لكي يحصل على دعمهم في محاربة المسيحية / المذهب الكاثوليكي وترهيب الرعية الكلدان، وبنفس الوقت فانه كشخصية تنحدر من عائلة اثورية ويميل الى النسطورية، شجع وبارك الاثوريين النساطرة اثناء اطلاقهم للحملة الاعلامية المزيفة ضد الكلدان التي بدأت بعد سقوط العراق عام 2003، والتي قاموا خلالها بالتهجم على الكلدان وعلى الفاتيكان وعلى العقيدة الكاثوليكية وعلى قداسة البابا، حيث وقف السيد لويس معهم قلباً وقالباً بعد جلوسه على كرسي يابل على الكلدان عام 2013 ، ولم يدافع عن الديانة المسيحية / المذهب الكاثوليكي ولا عن الفاتيكان ولا عن قداسة البابا ولا عن الكلدان، وانما العكس فقد أيد جماعته الاثوريين النساطرة بكل ما طرحوه من معلومات واخبار مزيفة وباطلة، واعاد تأكيدها ونشرها بطريقته الخاصة وبحسب اهوائه وميوله الفكرية على وسائل الاعلام المختلفة.
    ان الذي يحارب الكلدان وكنيستهم والفاتيكان وقداسة البابا وهو بهذا التعصب والحقد، لا يمكن ان يهتم بسمعة هذه الكنيسة وطقسها وسمعة اساقفتها وكهنتها ورهبانها الكلدان؟

Follow Us