الحلقة الثانية
بمناسبة مرور عشر سنوات على تولي السدة البطريركية لكنيسة بابل الكلدانية العريقة المسكينة
وبداية انتهاء سقوط حكم الصنم من على عرشه البائس والمضطرب
البطريرك ساكو الهارب من وجه العدالة
خنزير متوحش بري.. يأتي من اسطبلاني.. يهجم على السواقي.. ويخرب المراعي
صوتٌ صارخٌ في البرية
قراءة وتفسير لهذا النص من الانجيل المقدس:
في منطقنا المعاصر نقرأ هذا المثل فنتعاطف مباشرة مع الابن الأصغر، نقدر رحمة الاب وننتقد الابن الأكبر ونحكم عليه بقسوة. هي ردة الفعل الطبيعية للقارئ الذي اعتاد سماع هذا المثل والتأمل فيه على ضوء مفهومي التوبة الإنسانية والرحمة الإلهية.
لكي نفهم هذا النص بعمقه علينا أن ندخل في واقع هذه الشخصيات الثلاثة ونضع أنفسنا في واقعهم الخاص:
“كان لرجل ابنان، فقال له الأصغر: يا أبـي أعطني الحصة التي تخصني من الميراث! فقسم لهما كل ما يملكه”.
هي قصة والد في بيئة قديمة يعكس صورة الوالد رأس العائلة بحسب المفهوم الإسرائيلي القديم، أي الممسك وحده زمام العائلة والمتحكم بأدق تفاصيل حياة الأفراد الاقتصادية والاجتماعية. إنما هو يمثل أيضاً صورة الوالد بحسب الثقافة اليونانية الرومانية التي اتجه إليها هذا النص.
يخبرنا النص أن لهذا الاب ابنان، والأصغر يطالب بحصته من الميراث، أي أنه يطلب “القسمة“. الخطأ الأول الذي اقترفه الابن الأصغر هو: (انه يطلب ميراث أبٍ لا يزال حياً يرزق، يعلن موت الاب وهو لا يزال على قيد الحياة)، بعبارة أخرى كان يقول ما معناه: “أنت ميت بالنسبة لي، فأعطني نصيبي من الميراث“. إنما قسمة الميراث لم تكن أمراً مستحيلاً وإن كان حصولها نادر في العالم القديم.
“وبعد بضعة أيام، جمع الابن الأصغر كل ما عنده، ومضى الى بلد بعيد. وهنالك بذّر حصته من المال في عيشة الخلاعة. ولكن لما أنفق كل شيء، اجتاحت ذلك البلد مجاعة قاسية، فأخذ يشعر بالحاجة. فذهب والتحق بواحد من مواطني ذلك البلد، فأرسله الى حقوله ليرعى خنازير. وكم اشتهى لو يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فما أعطاه أحد!”.
من الأرجح أن الابن الأصغر قد حصل على الأموال وعلى ما يمكن حمله، لأنه جمعه على عجل ورحل “بعد بضعة أيام“. يظهر لوقا من خلال هذا التحديد الزماني ان الابن قد حضّر مشاريعه مسبقاً، وقرر بكامل إرادته وإثر تخطيط مسبق أن ينفصل عن الاب وعن البيت العائلي. هي ليست الخطيئة المفاجئة العفوية، بل الواعية والمخطط لها جيداً. وإزاء هذا كله لم يحاول الوالد أن يثني الابن عن عزمه، بل قبل أن يكون ميتاً بالنسبة إليه، وأورثه وهو حي، وقبل أن يحتجب عن حياة الابن ليتركه ينمو ويبني حياته، (إنما أيضاً ليعطيه مجال اختيار العودة الى الاب بقرار حر منه).
لقد انحدر الابن الأصغر الى مصاف العبيد، حتى ولو أن النص بذاته لا يشير الى أنه قد صار عبداً فعلياً يبيع ذاته في سبيل البقاء على قيد الحياة كما هي حال العديد من المهاجرين ومن الفقراء الرومانيين في أوقات المجاعة. إلا أنه عملياً عاش عيشة عبد، يرعى الخنازير، ما يشكل مخالفة لناموس موسى، وصار بالتالي نجساً. ويبدو أنه كان دوماً مراقباً “فلا يقدر أن يملأ بطنه من طعام الخنازير“. لقد فقد كرامته الإنسانية، فقد علاقته بابيه، فقد حريته التي ترك كل شيء ليكتسبها، فقد رباط الإخوة، وصارت علاقته بالبشر قائمة على منطق العبد والسيد، هو مراقب، مُستعبد، أراد الحرية ففقد قدرته على البقاء على قيد الحياة. لقد وصل هذا الفتى الى أقسى درجات الوجود الإنساني، صار واحداً ضمن آلاف من العبيد المهمشين، يدفنون أحلامهم ويصبح في أعلى سلّم أولوياتهم البقاء على قيد الحياة، صار وجوده محصوراً بحياته الجسدية.
“ثم رجع الى نفسه، وقال: ما أكثر خدام أبي المأجورين الذين يفضل عنهم الخبز، وأنا هنا أكاد أهلك جوعاً! سأقوم وأرجـع الى أبـي، وأقول له: يا أبـي، أخطأت الى السماء وأمامك، ولا أستحق بعد أن أدعى ابناً لك: اجعلني كواحد من خدامك المأجورين!”.
فرجع الى نفسه: بهذه الكلمة يعطي لوقا تفسيراً للخطيئة، هي الخروج عن الذات، عن المنطق، عن العقل، هي حالة من يصبح خارج كيانه فاقداً لهويته وغير مالك لإرادته. عودة الابن هذه الى ذاته هي أيضاً عودة روحية، الدخول الى عمق أعماق الذات بضميرٍ نيّر والحكم على صوابية القرارات التي اتخذها. يمكن للإنسان أن يتهرّب من الإجابة على أسئلة الآخرين، إنما كيف يمكن للمرء أن يتجاهل صوت الضمير، حين يصبح وجوده دون معنى بسبب غياب الاب عن حياته، حين يصبح وجوده مجرد تدفق أيام دون معنى، تُستهلك في البحث عن ملء البطن بخرنوب خنازير لا يوفر شبعاً للقلب الساعي الى معنى الحياة والى الحرية المبتغاة.
في لحظة العودة الى الذات قام الابن الأصغر بمسيرة روحية، مسيرة تحققت عبر مراحل خمسة:
أولاً- اعترف بخطيئته ضد اللّه: لقد أخطأت الى السماء.
ثانياً- اعترف بخطيئته ضد أبيه الأرضي: وأمامك.
ثالثاً- تخلى عن حقوق الابن، فهو يعرف أنه قد نال حقه قانونياً ولا يحق له بطلب ميراث آخر.
رابعاً- يطلب أن يكون أجيراً، تربطه بوالده لا علاقة البنوة والعائلة، إنما علاقة المصالح الخاصة، فمن صالح الابن أن يعود الى الاب ليحيا، أما الاب فما من مصلحة خاصة تديره، وكل ما يقوم به سببه الحب والرحمة، وهذا هو الفارق بين الله والإنسان، الإنسان يبني قراراته على ضوء المصلحة الخاصة والاستفادة الشخصية، أما الله فيقوم بما يقوم به مدفوعاً من الحب وروح الابوة.
خامساً- وضع هذا القرار موضع التنفيذ، “فقام ومضى“. وفي فعل “قام” الذي يستعمله لوقا هو الفعل الذي يرتبط بقيامة المسيح من بيت الأموات، لقد تمم هذا الابن في حياته قيامة يسوع المسيح بطريقة شخصية وروحية، تغلّب على الشر واختار الخلاص، وعاد الى بيت الاب. ولكن أباه راه وهو ما زال بعيداً، فتحنن، وركض إليه وعانقه وقبله بحرارة.
البطريرك لويس ساكو المعروف ب لويس موشي في المحاكم العراقية حارب كما جاء في هذا المقال ، البطريرك المثلث الرحمات عمانوئيل الثالث دلي وتمرد عليه واسقطه عن عرش كنيسة بابل على الكلدان، واستولى عليه بمباركة المطران ابراهيم ابراهيم حفظه الله ورعاه
ثم بعد اعتلائه لعرش الكنيسة، حارب السماء والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وجميع رجال الدين والرعية الكلدانية وها هو اليوم يحارب رئيس الجمهورية العراقية
بالنسبة للأبوين الفاضلين نوئيل وبيتر فانه ادعى بانهما انتهكا القوانين الكنسية ، علما ان قداسة البابا فرنسيس يقول ان السينودس ليس برلماناً يشرع القوانين ، وبنفس الوقت كان قد ارسل كتاباً رسمياً الى ابرشية مار بطرس الرسول في أمريكا يعلن فيه موافقته لبقائهما مع مجموعة الخارجين عن القانون الساكوي في الأبرشية المذكورة والاستمرار في الخدمة فيها
كيف هم خارجون عن القانون وينتهكون قوانين الكنيسة، وهم رجال شرفاء ونزهاء وامناء ، ويخافون الله ، ويلتزمون بوصاياه ، ويتمسكون بايمانهم بربهم والههم يسوع المسيح ، ولا يتدخلون في السياسة ، ولا يمارسون الخدع والاكاذيب ، ويخدمون كنيسة الله بكل امانة ومحبة وتواضع؟ ،
البطريرك موشي اصر على عودة الأب نوئيل الى ديره في العراق لاخضاعه لسيطرته والانتقام منه ، وليس محبة بالدير والرهبان ، لأنه لديه عقدة من الرهبنة والأديرة والرهبان منذ طفولته ، وبعد تنصيبه بطريركا قام بمحاربة الرهبنة والرهبان الذين نعتهم بالدراويش وأهل الكواني
وأخيراً نود ان نقول بأنه لو كان الأبوان نوئيل وبيتر قد التزما الصمت مثل بقية اساقفة الكنيسة الكلدانية ، وضربا مصلحة الكنيسة الكلدانية والشعب الكلداني والامة الكلدانية عرض الحائط ، وما عارضا افكار بطريرك المسلمين الغير شكل والخارج عن القانون والهارب من وجه العدالة ، السامة والمزيفة ومعتقداته الهرطوقية ، لكان هو شخصياً قد رفع طربوشه امامهما احتراماً لهما ، وما كان قد فكر اساساً في محاربتهما واهانتهما وتشويه سمعتهما في الاعلام البطريركي ، وفصلهما باطلاً من كنيستهما
تحياتي للجميع