الاب بيتر لورنس
(2) : مار توما الشكـوك ، ومريم المجـدلية
مار تـوما الشـكـوك ، سمعَ عـن المسيح القائم من القـبر ، فجاء لـيلمس جـراحه بـيـده كي يؤمن … فـقال له المسيح : (( هات إصبعـك وأنظر يدي ، وهات يدك وضعها في جـنبي ولا تكـن غـير مؤمنٍ بل مؤمناً )) ….
السؤال هـو : لماذا المسيح يسمح لمار توما أن يلمس جـنـبَه دون أنْ يسمح لمريم المجـدلية أن تلمسه ؟ وفي الحالـتـين لم يكـن قـد صعـد إلى السماء بعـدُ ؟ .
الجواب:
تعلمنا سابقاً أن القديس توما هو تلميذ الشك الذي عبر إلى اليقين عندما رأى جراح يسوع وآمن بالرب المسيح . ومعظم مواعظنا تتكلم عن شك مار توما بقيامة الرب يسوع .
يوحنا الإنجيلي يطرح من خلال توما الرسول قضية في غاية الأهمية عبر عنها في الآية الأخيرة من النص: (طوبى للذين يؤمنون ولم يروا) (يوحنا 20/ 29).
السؤال الأساسي: الرسل وهؤلاء الذين يؤمنون، بماذا؟ النص هنا يضعنا أمام محورين :
الاول: توما الذي خارج جماعة الرسل هو ليس مار توما ضمن جماعة الرسل. يوحنا يريد ان ينقل لنا رسالة في غاية الأهمية، عندما تكون خارج كنيسة يسوع المسيح لا يمكن أن تؤمن، والسبب واضح، لانك بعيد عن الحقيقة والقضية الايمانية، توما هنا هو خارج جماعة الرسل أي (الكنيسة). وعندما تكون داخل جماعة الرسل على مثال مار توما الرسول ومجتمع معهم أي مشترك معهم في القضية والاكتشاف. إذاً طرح يوحنا الإنجيلي هو أن الإيمان بالمسيح لا يمكن أن يكون خارج جماعة الرسل أي (كنيسة يسوع المسيح). في النص لا توجد أي إشارة على أن مار توما قد لمس جراح الرب، يكتفي مار توما بقوله: (ربي وإلهي). وهذا تعبير إيماني عند جماعة الرسل. وعدم اللمس عند مريم المجدلية ومار توما لأن الرب يسوع المسيح قد مجد، أي يسوع المسيح قبل الموت هو ليس يسوع المسيح بعد الموت (كجسد من لحم ودم). وهذا الموضوع ينقلنا إلى المحور الثاني.
الثاني: آثار المسامير والجنب المفتوح في حدث مار توما الرسول بعد القيامة هو ليس دليل على قيامة يسوع المسيح. هذه الآثار تعبر عن قضية يسوع المسيح الكاملة في مشروعه الخلاصي وهي: (الله) الآب السماوي. وهذه القضية ماتت مع شخص يسوع على الصليب. لكنها احيت وانتعشت من جديد بالقيامة، ولهذا قام الرسل من جديد وذهبوا الى توما ليقولوا له: (قد رأينا الرب). لذا مار توما يقول للرسل: (إن لم أرى آثار المسامير والجنب المفتوح لم أومن). أي إن لم أرى ان القضية التي ماتت بشخصه قد قامت من جديد بشخصه لم أومن . لهذا مار توما من جديد داخل جماعة الرسل يعلن أيمانه ويجعل قضية الخلاص حية من جديد . وهذه هي رسالة الكنيسة التي يجب أن تبشر بها الى العالم أجمع.
للموضوع تتمة للإجابة على بقية الأسئلة.